Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة دينية
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: الأمر السادس: في اعتبار وجود المخاطب في حرمة الغيبة وعدمه

الأمر السادس: في اعتبار وجود المخاطب في حرمة الغيبة وعدمه

هل يعتبر في الغيبة وجود المخاطب يفهم الكلام أم لا؟

قد يقال بعدم اعتباره فيها؛ قضاء لإطلاق الروايات، بتقريبٍ أنّ قوله(صلی الله علیه و آله و سلم)في تفسير الغيبة‌: «ذكرك أخاك بما يكره»،([1497]) وقوله: «إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته»،([1498]) ونحوهما، مطلق يشمل ذكر عيوب الغير؛ سواء كان عند مخاطب يفهم الكلام، أو عند نفسه بلا سامع، وهو من مثل قوله: «ذكر الله حسن»،([1499]) فكما لايعتبر في ذكر الله أن يكون عند مخاطبٍ، كذلك في المقام.

لكنّه مخدوشٌ بأنّ الظاهر انصراف الأدلّة وكلمات الأصحاب واللغويّين عن الذكر عند نفسه بلا مخاطب أو سامع يفهم كلامه، ضرورة أنّ المتفاهم من جميعها هو الذكر عند الغير، والقياس بذكر الله الذي بين العبد وخالقه مع الفارق كما لايخفی.

بل يمكن أن يقال: بأنّ الظاهر اعتبار هذا القيد في مفهومها العرفيّ، فلا يقال لمن ذكر غيره عند نفسه: اغتابه وعابه.

فما أفاده الشيخ الأعظم الأنصاري من أنّ ظاهر الأكثر دخول ذكره عند نفسه في تعريف الغيبة، وحكی عن بعض معاصريه التصريح به، غير ظاهر، فإنّ التعاريف المتقدّمة وكلمات اللغويّين منصرفة عنه، بل بعضها ظاهر في عدم الدخول، كما أنّ الأمر في الأدلّة كذلك.

----------------------
[1497]. الأمالي (للطوسي): 537، المجلس التاسع عشر، الحديث 1؛ السنن الكبرى (للبيهقي) 15: 381، باب من عضّه غيره بحدٍّ أو نفي نسب...، الحديث 21767.
[1498]. تقدّمت الرواية في الصفحة 482؛ وراجع: الأمالي (للطوسي): 537، المجلس التاسع عشر، الحديث 1؛ ووسائل الشيعة 12: 280، كتاب الحجّ، أبواب أحكام العشرة، الباب 152، الحديث 9.
[1499]. علل الشرائع 1: 376، الباب 202، باب العلّة التي من أجلها يجوز...، الحديث 1.

العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org