Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة عامة
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: الاستدلال بالروایات علی اعتبار المستوریّـة

الاستدلال بالروایات علی اعتبار المستوریّـة

وقد استدلّ علی اعتبار المستوریّـة بالروایات:

فمنها: رواية داود بن سرحان، قال: سألت أبا عبد‌الله(علیه السلام) عن الغيبة؟ قال: «هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتبثّ عليه أمراً قد ستره الله عليه ما لم يقم عليه فيه حدّ».([1491])

ومنها: رواية عبد‌الله بن سنان، قال: قال أبو‌عبد‌الله(علیه السلام): «الغيبة أن تقول في أخيك ما قد ستره الله عليه».([1492])

ومنها: رواية عبدالرحمن بن سيّابة، قال: سمعت أبا ‌عبد‌الله(علیه السلام) يقول: «الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدّة والعجلة فلا، والبهتان: أن تقول فيه ما ليس فيه».([1493])

ومنها: رواية أخرى من عبدالرحمن بن سيّابه، عنه(علیه السلام)، قال: «إنّ من الغيبة أن تقول في أخيك‌ ما ستره الله عليه، وإنّ من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه».([1494])

ومنها: مرسلة أبان عن رجل لا نعلمه إلّا يحيى الأزرق، قال: قال لي أبوالحسن: «من ذكر رجلاً من خلفه بما فيه ممّا عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه ممّا لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته».([1495])

ويمكن الجواب عن غير الأخير منها بأنّ المراد من المستوريّـة هو العيوب والذنوب التي ستره الله بحسب الطبع؛ سواءٌ عرفه الناس أو المخاطب بالتجسّس أم لا، فيكون ذكره من خلفه غيبة له في مقابل ما يكون مكشوفاً بحسب الطبع، ولا يكون لها مفهومٌ يدلّ على عدم تحقّق الغيبة بذكر ما يكون مكشوفاً بحسب الطبع؛ لأنّ هذه الروايات بصدد بيان قسم من الغيبة لا انحصار الغيبة في ما يكون مستوراً بحسب الطبع.

والشاهد عليه: كلمة «من» التبعيضيّـة في رواية عبدالرحمن بن سيّابة: «إنّ من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله».([1496])

وأمّا الأخير؛ أي رواية يحيى الأرزق الدالّة على اختصاص الغيبة بذكره من خلفه بما لا يعرفه الناس، لا يكون غيبة له، فيرد عليه: أنّ ذكر عيوب الغير من خلفه بقصد الانتقاص يكون غيبة لغة وعرفاً؛ سواءٌ عرفه الناس أم لا، فكيف يمكن للشارع نفي الغيبة عنه؟ وهل يكون هذا إلّا الدخالة في الموضوع؟ مع أنّ الشارع ليس بنائه الدخالة في الموضوعات العرفيّـة، فإنّ وظيفة الشارع بيان الأحكام الشرعيّـة والموضوعات الجعليّـة الشرعيّـة، لا الدخالة والتصرّف في الموضوعات العرفيّـة.

هذا، مع أنّـه يمكن أن يقال: أنّ القيد في هذه الروايات وارد مورد الغالب، فيكون ذكر الستر من باب الغلبة، فلا مفهوم له حتّى يدلّ على عدم الغيبة مع عدم الستر.

-------------------
[1491]. الكافي 2: 357، باب الغيبة والبهت، الحديث 3؛ وسائل الشيعة 12: 288، كتاب الحجّ، أبواب أحكام العشرة، الباب 154، الحديث 1.
[1492]. تفسير العيّاشي 1: 275، الحديث270؛ وسائل الشيعة 12: 286، كتاب الحجّ، أبواب أحكام العشرة، باب 152، الحديث 22.
[1493]. الكافي 2: 358، باب الغيبة والبهت، الحديث 7؛ وسائل الشيعة 12: 288، كتاب الحجّ، أبواب أحكام العشرة، الباب 154، الحديث 2.
[1494]. الکافي 2: 358، باب الغيبة والبهت، الحديث 7؛ وسائل الشيعة 12: 288، كتاب الحجّ، أبواب أحكام العشرة، الباب 154، الحديث 2.
[1495]. الكافي 2: 358، باب الغيبة والبهت، الحديث 6؛ وسائل الشيعة 12: 289، كتاب الحجّ، أبواب أحكام العشرة، الباب 154، الحديث 3.
[1496]. تقدّم تخريجها آنفاً.

العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org