Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة عامة
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: المقام الأوّل: في تقسیم الذنوب علی قسمین

المقام الأوّل: في تقسیم الذنوب علی قسمین

فنقول: إنّ الکتاب والسنّـة ظاهران في التقسیم من وجوهٍ:

أحدها: قوله تعالی: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَيِّئَاتِکُمْ﴾.([1200])

ثانیها: قوله تعالی أیضاً: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ کَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ﴾.([1201])

ثالثها:صحیحة عبدالله بن أبي ‌یعفور، عن أبي ‌عبدالله(علیه السلام)، ففیها: «... ویعرف باجتناب الکبائر التي أوعد الله علیها النار من شرب الخمر، والزنا، والربا، وعقوق الوالدین، والفرار من الزحف، وغیر ذلك...».([1202])

فإنّ ظاهرها أنّ الذنوب علی قسمین: کبائر وصغائر، وأنّ الکبائر ما أوعد الله علیها النار.

رابعها: صحیحة ابن محبوب، عن أبي ‌الحسن(علیه السلام)، ففیها: «... الکبائر من اجتنب ما أوعد الله علیه النار کفّر عنه سیّئاته إذا کان مؤمناً...».‌([1203])

وهذه الصحیحة کالصحیحة السابقة في الدلالة علی أنّ الذنوب علی قسمین: کبیرة وصغیرة.

خامسها: روایة أبي ‌بصیر، عـن أبي ‌عبـدالله(علیه السلام)، قال: سمعته یقـول: «﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً کَثِيراً﴾،([1204]) قال: «معرفة الإمام، واجتناب الکبائر التي أوجب الله علیها النار».‌([1205])

سادسها: روایتی الحلبي في الآیة المتقدّمة، فقي أحدهما عن أبي عبدالله(علیه السلام) في قول الله عزّوجلّ: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَيِّئَاتِکُمْ وَنُدْخِلْکُمْ مُدْخَلاً کَرِيماً﴾،([1206]) قال: «الکبائر التي أوجب الله عزّوجلّ علیها النار».‌([1207])

وفي أُخری منها، قال: سألت أبا عبدالله(علیه السلام) عن قول الله عزّوجلّ: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَيِّئَاتِکُمْ﴾؟ قال: «من اجتنب ما أوعد علیه النار إذا کان مؤمناً کفّر عنه سیّئاته وأدخله مدخلاً کریماً، والکبائر السبع الموجبات...».‌([1208])

والاستدلال بهما ظاهر.

سابعها: روایة عبّاد بن کثیر النوا، قال: سألت أبا جعفر(علیه السلام) عن الکبائر؟ فقال: «کلّ ما أوعد علیه النار».‌([1209])

وهذه الروایة کالسابقین علیه متناً واستدلالاً.

ثامنها: غیر هذه الروایات ممّا تکون نحوها في الدلالة علی التقسیم وهي کثیرة نقلها الوسائل في بایي خمس وأربعین، وستّـاً وأربعین من أبواب جهاد النفس.

تاسعها: الأخبار الواردة الکثیرة في بیان عدد الکبائر من أنّها خمس أو سبع أو تسع، المنقولة في الوسائل في باب ستّ وأربعین من أبواب جهاد النفس. فإنّها ظاهرة في التقسیم کما لایخفی، واختلافها في بیان العدد لیس بمضرّ ومانع عن حجّیّتها؛ لما ذکروا لها في محلّها محاملٌ وافعةٌ للتعارض ونترك ذکرها وبیانها، لکون البحث هنا في الکبیرة علی الإجمال، وبیانهم في محلّه یعنینا عن تکراره في المقام.

-----------------
[1200]. النساء(4):31.
[1201]. النجم(53):32.
[1202]. وسائل الشيعة 27: 391، کتاب الشهادات، الباب 41، الحديث 1.
[1203]. وسائل الشيعة 15: 318، کتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس، الباب 46، الحديث 1.
[1204]. البقرة (2): 269.
[1205]. وسائل الشيعة 15: 315، کتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس، الباب 45، الحديث 1.
[1206]. النساء (4):31.
[1207]. وسائل الشيعة 15: 315، کتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس، الباب 45، الحديث 2.
[1208]. وسائل الشيعة 15: 329، کتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس، الباب 46، الحديث 32.
[1209]. وسائل الشيعة 15: 327، کتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس، الباب 46، الحديث 24.

العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org