Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة دينية
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: عِنْدَ خَتْمِ الْقُرْآنِ

عِنْدَ خَتْمِ الْقُرْآنِ الشّاهِدينَ بُرْهانُهُ، وَعَلَمَ نَجاة لا يَضِلُّ مَنْ اَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ، وَلا تَنالُ اَيْدِي الْهَلَكاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ.

اَللّهُمَّ فَاِذْ اَفَدْتَنَا الْمَعُونَةَ عَلى تِلاوَتِهِ، وَسَهَّلْتَ جَواسِيَ اَلْسِنَتِنا بِحُسْنِ عِبارَتِهِ، فَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَرْعاهُ حَقَّ رِعايَتِهِ، وَيَدينُ لَكَ بِاعْتِقادِ التَّسْليمِ لُِمحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ اِلَى الاِْقْرارِ بِمُتَشابِهِهِ، وَمُوضَحاتِ بَيِّناتِهِ.

اَللّهُمَّ اِنَّكَ اَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله) مُجْمَلاً، وَاَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجآئِبِهِ مُكَمَّلاً، وَوَرَّثْتَنا عِلْمَهُ مُفَسَّراً، وَفَضَّلْتَنا عَلى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وَقَوَّيْتَنا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ.

اَللّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَ قُلُوبَنا لَهُ حَمَلَةً، وَعَرَّفْتَنا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد الْخَطيبِ بِهِ، وَ عَلى آلِهِ الْخُزّانِ لَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِاَنَّهُ مِنْ عِنْدِكَ حَتّى لا يُعارِضَنَا الشَّكُّ في تَصْديقِهِ، وَلا يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَريقِهِ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ، وَيَأْوي مِنَ الْمُتَشابِهاتِ اِلى حِرْزِ مَعْقِلِهِ، وَيَسْكُنُ في ظِلِّ جَناحِهِ، وَيَهْتَدي بِضَوْءِ صَباحِهِ، وَيَقْتَدي بِتَبَلُّجِ اِسْفارِهِ، وَيَسْتَصْبِحُ بِمِصْباحِهِ، وَلا يَلْتَمِسُ الْهُدى في غَيْرِهِ.

اَللّهُم وَكَما نَصَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيْكَ، وَاَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضا اِلَيْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ الْقُرْآنَ وَسيلَةً لَنا اِلى اَشْرَفِ مَنازِلِ الْكَرامَةِ، وَسُلَّماً نَعْرُجُ فيهِ اِلى مَحَلِّ السَّلامَةِ، وَسَبَباً نُجْزى بِهِ النَّجاةَ في عَرْصَةِ الْقِيامَةِ، وَذَريعَةً نَقْدَمُ بِها عَلى نَعيمِ دارِ الْمُقامَةِ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاحْطُطْ بِالْقُرْآنِ عَنّا ثِقْلَ الاَْوْزارِ، وَهَبْ لَنا حُسْنَ شَمآئِلِ الاَْبْرارِ، واقْفُ بِنا آثارَ الَّذَيْنَ قامُوا لَكَ بِهِ آناءَ اللَّيْلِ وَاَطْرافَ النَّهارِ، حَتّى تُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ دَنَس بِتَطْهيرِهِ، وَتَقْفُوَ بِنا آثارَ الَّذينَ اسْتَضآءوا بِنُورِهِ، وَلَمْ يُلْهِهِمِ الاَْمَلُ عَنِ الْعَمَلِ فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ الْقُرْآنَ لَنا في ظُلَمِ اللَّيالي مُونِساً، وَمِنْ نَزَغاتِ الشَّيْطانِ وَخَطَراتِ الْوَساوِسِ حارِساً، وَلاَِقْدامِنا عَنْ نَقْلِها اِلَى الْمَعاصي حابِساً، وَلاَِلْسِنَتِنا عَنِ الْخَوْضِ فِي الْباطِلِ مِنْ غَيْرِ ما آفَة مُخْرِساً، وَلِجَوارِحِنا عَنِ اقْتِرافِ الاْثامِ زاجِراً، وَلِما طَوَتِ الْغَفْلَةُ عَنّا مِنْ تَصَفُّحِ الاِْعْتِبارِ ناشِراً، حَتّى تُوصِلَ اِلى قُلُوبِنا فَهْمَ عَجائِبِهِ، وَزَواجِرَ اَمْثالِه الَّتي ضَعُفَتِ الْجِبالُ الرَّواسي عَلى صَلابَتِها عَنِ احْتِمالِهِ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَدِمْ بِالْقُرْآنِ صَلاحَ ظاهِرِنا، وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَساوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمآئِرِنا، وَاغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنا وَعَلائِقَ اَوْزارِنا، وَاجْمَعْ بِه مُنْتَشَرَ اُمُورِنا، وَاَرْوِ بِه في مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظمَأَ هَواجِرِنا، وَاكْسُنا بِهِ حُلَلَ الاَْمانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الاَْكْبَرِ في نُشُورِنا.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنا مِنْ عَدَمِ الاِْمْلاقِ، وَسُقْ اِلَيْنا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الاَْرْزاقِ، وَجَنِّبْنا بِهِ الضَّرائِبَ الْمَذْمُومَةَ وَمَدانِيَ الاَْخْلاقِ.

وَاعْصِمْنا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الْكُفْرِ وَدَواعِي النِّفاقِ، حَتّى يَكُونَ لَنا فِي الْقِيامَةِ اِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ قائِداً، وَلَنا فِي الدُّنْيا عَنْ سَخَطِكَ وَتَعَدّي حُدُودِكَ ذآئداً، وَلِما عِنْدَكَ بِتَحْليلِ حَلالِهِ وَتَحْريمِ حَرامِهِ شاهِداً.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَهَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلى اَنْفُسِنا كَرْبَ السِّياقِ، وَجَهْدَ الاَْنينِ، وَتَرادُفَ الْحَشارِجِ اِذا بَلَغَتِ النُّفُوسُ التَّراقِيَ، «وَقيلَ مَنْ راق»([33])وَتَجَلّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِها مِنْ حُجُبِ الْغُيُوبِ، وَرَماها عَنْ قَوْسِ الْمَنايا بِاَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِراقِ، وَدافَ لَها مِنْ ذُعافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذاقِ، وَدَنا مِنّا اِلَى الاْخِرَةِ رَحيلٌ وَانْطِلاقٌ، وَصارَتِ الاَْعْمالُ قَلآئدَ فِي الاَْعْناقِ، وَكانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأْوى اِلى ميقاتِ يَوْمِ التَّلاقِ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَبارِكْ لَنا في حُلُولِ دارِ الْبِلى، وَطُولِ الْمُقامَةِ بَيْنَ اَطْباقِ الثَّرى، وَاجْعَلِ الْقُبُورَ بَعْدَ فِراقِ الدُّنْيا خَيْرَ مَنازِلِنا، وَافْسَحْ لَنا بِرَحْمَتِكَ في ضيقِ مَلاحِدِنا، وَلا تَفْضَحْنا في حاضِرِ الْقِيامَةِ بِمُوبِقاتِ آثامِنا.

وَارْحَمْ بِالْقُرْآنِ في مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقامِنا، وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجازِ عَلَيْها زَلَلَ اَقْدامِنا، وَنَوِّرْ بِهِ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنا، وَنَجِّنا بِهِ مِنْ كُلِّ كَرْب يَوْمَ الْقِيامَةِ وَشَدائِدِ اَهْوالِ يَوْمِ الطّامَّةِ، وَبَيِّضْ وُجُوهَنا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ في يَوْمِ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، وَاجْعَلْ لَنا في صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ وُدّاً، وَلا تَجْعَلِ الْحَياةَ عَلَيْنا نَكَداً.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَما بَلَّغَ رِسالَتَكَ، وَصَدَعَ بِاَمْرِكَ، وَنَصَحَ لِعِبادِكَ.

اَللّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنا، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، يَوْمَ الْقِيامَةِ اَقْرَبَ النَّبِيّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَاَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفاعَةً، وَاَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَاَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جاهاً.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَشَرِّفُ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَثَقِّلْ ميزانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ، وَقَرِّبْ وَسيلَتَهُ وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَاَتِمَّ نُورَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَاَحْيِنا عَلى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ وَخُذْ بِنا مِنْهاجَهُ، وَاسْلُكْ بِنا سَبيلَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَهْلِ طاعَتِهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ، وَاَوْرِدْنا حَوْضَهُ، وَاسْقِنا بِكَأْسِه.

وَصَلِّ اَللّهُمَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِها اَفْضَلَ ما يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرامَتِكَ، اِنَّكَ ذُو رَحْمَة واسِعَة، وَفَضْل كَريم.

اَللّهُمَّ اجْزِهِ بِما بَلَّغَ مِنْ رِسالاتِكَ، وَاَدَّى مِنْ آياتِكَ وَنَصَحَ لِعِبادِكَ، وَجاهَدَ في سَبيلِكَ، اَفْضَلَ ما جَزَيْتَ اَحَداً مِنْ مَلآئِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيآئِكَ الْمُرْسَلينَ الْمُصْطَفَيْنَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
___________________________________________
[33]. القيامة: 27.
العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org