Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة دينية
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: عِنْدَ الصَّباحِ وَالْمَساءِ

عِنْدَ الصَّباحِ وَالْمَساءِ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ، وَمَيَّزَ بَيْنَهُما بِقُدْرَتِهِ، وَجَعَلَ لِكُلِّ واحِد مِنْهُما حَدّاً مَحْدُوداً، وَاَمَداً مَمْدُوداً، يُولِجُ كُلَّ واحِد مِنْهُما في صاحِبِهِ، وَيُولِجُ صاحِبَهُ فيهِ بِتَقْدير مِنْهُ لِلْعِبادِ فيما يَغْذُوهُمْ بِهِ، وَيُنْشِئُهُمْ عَلَيْهِ، فَخَلَقَ لَهُمْ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فيهِ مِنْ حَرَكاتِ التَّعَبِ، وَنَهَضاتِ النَّصَبِ، وَجَعَلَهُ لِباساً لِيَلْبَسُوا مِنْ راحَتِهِ وَمَنامِهِ، فَيَكُونَ ذلِكَ لَهُمْ جَماماً وَقُوَّةً، وَلِيَنالُوا بِهِ لَذَّةً وَ شَهْوَةً، وَخَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فيهِ مِنْ فَضْلِه، وَلِيَتَسَبَّبُوا اِلى رِزْقِهِ، وَيَسْرَحُوا في اَرْضِهِ، طَلَباً لِما فيهِ نَيْلُ الْعاجِلِ مِنْ دُنْياهُمْ، وَدَرَكُ الاْجِلِ في اُخْراهُمْ، بِكُلِّ ذلِكَ يُصْلِحُ شَاَنَهُمْ، وَيَبْلُو اَخْبارَهُمْ، وَيَنْظُرُ كَيْفَ هُمْ في اَوْقاتِ طاعَتِهِ، وَمَنازِلِ فُرُوضِهِ، وَمَواقِعِ اَحْكامِهِ، «لِيَجْزِيَ الَّذينَ اَساؤُا بِما عَمِلُوا، وَيَجْزِيَ الَّذينَ اَحْسَنُوا بِالْحُسْنى»([28]).

اَللّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما فَلَقْتَ لَنا مِنَ الاِْصْباحِ، وَمَتَّعْتَنا بِهِ مِنْ ضَوْءِ النَّهارِ، وَبَصَّرْتَنا مِنْ مَطالِبِ الاَْقْواتِ، وَوَقَيْتَنا فيهِ مِنْ طَوارِقِ الاْفاتِ.

اَصْبَحْنا وَاَصْبَحَتِ الاَْشْيآءُ كُلُّها بِجُمْلَتِها لَكَ، سَمآؤُها وَاَرْضُها، وَما بَثَثْتَ في كُلِّ واحِد مِنْهُما، ساكِنُهُ وَمُتَحَرِّكُهُ، وَمُقيمُهُ وَشاخِصُهُ، وَما عَلا في الْهَواءِ، وَما كَنَّ تَحْتَ الثَّرى.

اَصْبَحْنا في قَبْضَتِكَ، يَحْوينا مُلْكُكَ وَسُلْطانُكَ، وَتَضُمُّنا مَشِيَّتُكَ، وَنَتَصَرَّفُ عَنْ اَمْرِكَ، وَنَتَقَلَّبُ في تَدْبيرِكَ، لَيْسَ لَنا مِنَ الاَْمْرِ اِلاّ ما قَضَيْتَ، وَلا مِنَ الْخَيْرِ اِلاّ ما اَعْطَيْتَ، وَهذا يَوْمٌ حادِثٌ جَديدٌ، وَهُوَ عَلَيْنا شاهِدٌ عَتيدٌ، اِنْ اَحْسَنّا وَدَّعَنا بِحَمْد، وَاِنْ اَسَاْنا فارَقَنا بِذَمٍّ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنا حُسْنَ مُصاحَبَتِهِ، وَاعْصِمْنا مِنْ سُوءِ مُفارَقَتِهِ، بِارْتِكابِ جَريرَة، اَوِ اقْتِرافِ صَغيرَة اَوْ كَبيرَة، وَاَجْزِلْ لَنا فيهِ مِنَ الْحَسَناتِ، وَاَخْلِنا فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، وَامْلاَْ لَنا ما بَيْنَ طَرَفيهِ حمْداً وَشُكْراً، وَاَجْراً وَذُخْراً، وَفَضْلاً وَاِحْساناً.

اَللّهُمَّ يَسِّرْ عَلَى الْكِرامِ الْكاتِبينَ مَؤُونَتَنا، وَامْلاَْ لَنا مِنْ حَسَناتِنا صَحائفَنا، وَلا تُخْزِنا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ اَعْمالِنا. اَللّهُمَّ اجْعَلْ لَنا في كُلِّ ساعَة مِنْ ساعاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبادِكَ، وَ نَصيباً مِنْ شُكْرِكَ، وَشاهِدَ صِدْق مِنْ مَلائِكَتِكَ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاحْفَظْنا مِنْ بَيْنَ اَيْدِينا، وَمِنْ خَلْفِنا وَعَنْ اَيْمانِنا وَعَنْ شَمآئِلِنا وَمِنْ جَميعِ نَواحينا، حِفْظاً عاصِماً مِنْ مَعْصِيَتِكَ، هادِياً اِلى طاعَتِكَ، مُسْتَعْمِلاً لِمَحَبَّتِكَ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَوَفِّقْنا في يَوْمِنا هذا وَلَيْلَتِنا هذِهِ وَفي جَميعِ اَيّامِنا لاِِسْتِعْمالِ الْخَيْرِ، وَهِجْرانِ الشَّرِّ، وَشُكْرِ النِّعَمِ، وَ اِتِّباعِ السُّنَنِ، وَمُجانَبَةِ الْبِدَعِ، وَالاَْمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ، وَحِياطَةِ الاِْسْلامِ، وَانْتِقاصِ الْباطِلِ وَاِذْلالِهِ، وَنُصْرَةِ الْحَقِّ وَاِعْزازِهِ، وَاِرْشادِ الضّالِّ، وَمُعاوَنَةِ الضَّعيفِ، وَاِدْراكِ اللَّهيفِ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اَيْمَنَ يَوْم عَهِدْناهُ، وَاَفْضَلَ صاحِب صَحِبْناهُ، وَخَيْرَ وَقْت ظَلِلْنا فيهِ. وَاجْعَلْنا مِنْ اَرْضى مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ مِنْ جُمْلَةِ خَلْقِك، اَشْكَرَهُمْ لِما اَوْلَيْتَ مِنْ نِعَمِكَ، وَاَقْوَمَهُمْ بِما شَرَعْتَ مِنْ شَرآئِعِكَ، وَاَوْقَفَهُمْ عَمّا حَذَّرْتَ مِنْ نَهْيِكَ.

اَللّهُمَّ اِنّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهيداً، وَاُشْهِدُ سَمآءَكَ وَاَرْضَكَ وَمَنْ اَسْكَنْتَهُما مِنْ مَلآئِكَتِكَ وَسآئِرِ خَلْقِكَ في يَوْمي هذا وَساعَتي هذِهِ وَلَيْلَتي هذِهِ وَمُسْتَقَرّي هذا، اَنّي اَشْهَدُ اَنَّكَ اَنْتَ اللهُ الَّذي لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، قآئِمٌ بِالْقِسْطِ، عَدْلٌ فِي الْحُكْمِ، رَؤُوفٌ بِالْعِبادِ، مالِكُ الْمُلْكِ، رَحيمٌ بِالْخَلْقِ. وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، حَمَّلْتَهُ رِسالَتَكَ فَاَدّاها، وَاَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لاُِمَّتِهِ فَنَصَحَ لَها.

اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، اَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ خَلْقِكَ، وَآتِهِ عَنّا اَفْضَلَ ما آتَيْتَ اَحَداً مِنْ عِبادِكَ، وَاجْزِهِ عَنّا اَفْضَلَ وَاَكْرَمَ ما جَزَيْتَ اَحَداً مِنْ اَنْبِيائِكَ عَنْ اُمَّتِهِ، اِنَّكَ اَنْتَ الْمَنّانُ بِالْجَسيمِ، الْغافِرُ لِلْعَظيمِ، وَاَنْتَ اَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحيم، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الاَْخْيارِ الاَْنْجَبينَ.
________________________________________________________________
[28]. النجم: 31.
العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org