Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة دينية
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: بَعْدَ الْفَراغِ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ لِنَفْسِهِ فِي الاِْعْتِرافِ بِالذَّنْبِ

بَعْدَ الْفَراغِ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ لِنَفْسِهِ فِي الاِْعْتِرافِ بِالذَّنْبِ اَللّهُمَّ يا ذَا الْمُلْكِ الْمُتَاَبِّدِ بِالْخُلُودِ، وَالسُّلْطانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جُنُود وَلا اَعْوان، وَالْعِزِّ الْباقي عَلى مَرِّ الدُّهُورِ وَخَوالِي الاَْعْوامِ وَمَواضِي الاَْزمانِ وَالاَْيّامِ، عَزَّ سُلْطانُكَ عِزّاً لا حَدَّ لَهُ بِاَوَّلِيَّة، وَلا مُنْتَهى لَهُ بِآخِرِيَّة، وَاسْتَعْلى مُلْكُكَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الاَْشْيآءُ دُونَ بُلُوغِ اَمَدِهِ، وَلا يَبْلُغُ اَدْنى مَا اسْتَأْثَرْتَ بِهِ مِنْ ذلِكَ اَقْصى نَعْتِ النّاعِتينَ. ضَلَّتْ فيكَ الصِّفاتُ، وَتَفَسَّخَتْ دُونَكَ النُّعُوتُ، وَحارَتْ في كِبْرِيآئِكَ لَطائفُ الاَْوْهامِ، كَذلِكَ اَنْتَ اللهُ الاَْوَّلُ في اَوَّلِيَّتِكَ، وَعَلى ذلِكَ اَنْتَ دائِمٌ لا تَزُولُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الضَّعيفُ عَمَلاً، الْجَسيمُ اَمَلاً، خَرَجَتْ مِنْ يَدي اَسْبابُ الْوُصُلاتِ اِلاّ ما وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ، وَتَقَطَّعَتْ عَنّي عِصَمُ الاْمالِ اِلاّ ما اَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ، قَلَّ عِنْدي ما اَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طاعَتِكَ، وَكَثُرَ عَلَيَّ ما اَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَلَنْ يَضيقَ عَلَيْكَ عَفْوٌ عَنْ عَبْدِكَ وَاِنْ اَسآءَ، فَاعْفُ عَنّي.

اَللّهُمَّ وَقَدْ اَشْرَفَ عَلى خَفايَا الاَْعْمالِ عِلْمُكَ، وَانْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُور دُونَ خُبْرِكَ، وَلا تَنْطَوي عَنْكَ دَقآئِقُ الاُْمُورِ، وَلا تَعْزُبُ عَنْكَ غَيِّباتُ السَّرآئِرِ، وَ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ الَّذي اسْتَنْظَرَكَ لِغَوايَتي فَاَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَكَ اِلى يَوْمِ الدّينِ لاِِضْلالي فَاَمْهَلْتَهُ، فَاَوْقَعَني وَقَدْ هَرَبْتُ اِلَيْكَ مِنْ صَغآئِرِ ذُنُوب مُوْبِقَة، وَكَبآئِرِ اَعْمال مُرْدِيَة، حَتّى اِذا قارَفْتُ مَعْصِيَتَكَ، وَاسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيي سَخْطَتَكَ، فَتَلَ عَنّي عِذارَ غَدْرِهِ، وَتَلَقّاني بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ، وَتَوَلَّى الْبَرآءَةَ مِنّي، وَاَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنّي، فَاَصْحَرَني لِغَضَبِكَ فَريداً، وَاَخْرَجَني اِلى فِنآءِ نَقِمَتِكَ طَريداً، لا شَفيعٌ يَشْفَعُ لي اِلَيْكَ، وَلا خَفيرٌ يُؤْمِنُني عَلَيْكَ، وَلا حِصْنٌ يَحْجُبُني عَنْكَ، وَلا مَلاذٌ اَلْجَأُ اِلَيْهِ مِنْكَ. فَهذا مَقامُ الْعائذِ بِكَ، وَمَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ، فَلا يَضيقَنَّ عَنّي فَضْلُكَ، وَلا يَقْصُرَنَّ دُوني عَفْوُكَ، وَلا اَكُنْ اَخْيَبَ عِبادِكَ التّائبينَ، وَلا اَقْنَطَ وُفُودِكَ الاْمِلينَ، وَاغْفِرْ لي، اِنَّكَ خَيْرُ الْغافِرينَ.

اَللّهُمَّ اِنَّكَ اَمَرْتَني فَتَرَكْتُ، وَنَهَيْتَني فَرَكِبْتُ، وَسَوَّلَ لِيَ الْخَطَأَ خاطِرُ السُّوءِ فَفَرَّطْتُ، وَلا اَسْتَشْهِدُ عَلى صِيامي نَهاراً، وَلا اَسْتَجيرُ بِتَهَجُّدي لَيْلاً، وَلا تُثْني عَلَيَّ بِاِحْيآئِها سُنَّةٌ حاشى فُرُوضِكَ الَّتي مَنْ ضَيَّعَها هَلَكَ، وَلَسْتُ اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفَضْلِ نافِلَة مَعَ كَثيرِ ما اَغْفَلْتُ مِنْ وَظائِفِ فُرُوضِكَ وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقاماتِ حُدُودِكَ اِلى حُرُمات انْتَهَكْتُها، وَكَبآئِرِ ذُنُوب اجْتَرَحْتُها، كانَتْ عافِيَتُكَ لي مِنْ فَضآئِحِها سِتْراً.

وَهذا مَقامُ مَنِ اسْتَحْيا لِنَفْسِهِ مِنْكَ، وَسَخِطَ عَلَيْها، وَرَضِيَ عَنْكَ، فَتَلَقّاكَ بِنَفْس خاشِعَة، وَرَقَبَة خاضِعَة، وَظَهْر مُثْقَل مِنَ الْخَطايا، واقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ اِلَيْكَ وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، وَاَنْتَ اَوْلى مَنْ رَجاهُ، وَاَحَقُّ مَنْ خَشِيَهُ وَاتَّقاهُ، فَاَعْطِني يا رَبِّ ما رَجَوْتُ، وَآمِنّي ما حَذَرْتُ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعآئِدَةِ رَحْمَتِكَ، اِنَّكَ اَكْرَمُ الْمَسْئوُلينَ.

اَللّهُمَّ وَاِذْ سَتَرْتَني بِعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْتَني بِفَضْلِكَ في دارِ الْفَنآءِ بِحَضْرَةِ الاَْكْفآءِ، فَاَجِرْني مِنْ فَضيحاتِ دارِ الْبَقآءِ، عِنْدَ مَواقِفِ الاَْشْهادِ مِنَ الْمَلآئِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، وَالرُّسُلِ الْمُكَرَّمينَ، وَالشُّهَدآءِ وَالصّالِحينَ، مِنْ جار كُنْتُ اُكاتِمُهُ سَيِّئاتي، وَمِنْ ذي رَحْم كُنْتُ اَحْتَشِمُ مِنْهُ في سَريراتي، لَمْ اَثِقْ بِهِمْ رَبِّ فِي السِّتْرِ عَلَيَّ، وَوَثِقْتُ بِكَ رَبِّ فِي الْمَغْفِرَةِ لي، وَاَنْتَ اَوْلى مَنْ وُثِقَ بِهِ، وَاَعْطى مَنْ رُغِبَ اِلَيْهِ، وَاَرْاَفُ مَنِ اسْتُرْحِمَ، فَارْحَمْني.

اَللّهُمَّ وَاَنْتَ حَدَرْتَني مآءً مَهيناً مِنْ صُلْب مُتَضآئِقِ الْعِظامِ، حَرِجِ الْمَسالِكِ اِلى رَحِم ضَيِّقَة، سَتَرْتَها بِالْحُجُبِ، تُصَرِّفُني حالاً عَنْ حال، حَتّى اَنْتَهَيْتَ بي اِلى تَمامِ الصُّورَةِ، وَاَثْبَتَّ فِيَّ الْجَوارِحَ كَما نَعَتَّ في كِتابِكَ: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْماً ثُمَّ كَسَوْتَ الْعِظامَ لَحْماً، ثُمَّ اَنْشَأْتَني خَلْقاً آخَرَ كَما شِئْتَ، حَتّى اِذَا احْتَجْتُ اِلى رِزْقِكَ، وَلَمْ اَسْتَغْنِ عَنْ غِياثِ فَضْلِكَ، جَعَلْتَ لي قُوتاً مِنْ فَضْلِ طَعام وَشَراب اَجْرَيْتَهُ لاَِمَتِكَ الَّتي اَسْكَنْتَني جَوْفَها، وَاَوْدَعْتَني قَرارَ رَحِمِها.

وَلَوْ تَكِلْني يا رَبِّ في تِلْكَ الْحالاتِ اِلى حَوْلي، اَوْ تَضْطَرُّني اِلى قُوَّتي لَكانَ الْحَوْلُ عَنّي مُعْتَزِلاً، وَلَكانَتِ الْقُوَّةُ مِنّي بَعيدَةً، فَغَذَوْتَني بِفَضْلِكَ غِذآءَ الْبَرِّ اللَّطيفِ، تَفْعَلُ ذلِكَ بي تَطَوُّلاً عَلَيَّ اِلى غايَتي هذِهِ، لا اَعْدَمُ بِرَّكَ، وَلا يُبْطِيءُ بي حُسْنُ صَنيعِكَ، وَلا تَتَاَكَّدُ مَعَ ذلِكَ ثِقَتي فَاَتَفَرَّغَ لِما هُوَ اَحْظى لي عِنْدَكَ.

قَدْ مَلَكَ الشَّيْطانُ عِناني في سُوءِ الظَّنِّ وَضَعْفِ الْيَقينِ، فَاَنَا اَشْكُو سُوءَ مُجاوَرَتِه لي، وَطاعَةَ نَفْسي لَهُ، وَاَسْتَعْصِمُكَ، مِنْ مَلَكَتِهِ، وَاَتَضَرَّعُ اِلَيْكَ في صَرْفِ كَيْدِهِ عَنّي، وَاَسْأَلُكَ في اَنْ تُسَهِّلَ اِلى رِزْقي سَبيلاً.

فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ابْتِدآئِكَ بِالنِّعَمِ الْجِسامِ، وَاِلْهامِكَ الشُّكْرَ عَلَى الاِْحْسانِ وَالاِْنْعامِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَسَهِّلْ عَلَيَّ رِزْقي، وَاَنْ تُقَنِّعَني بِتَقْديرِكَ لي، وَاَنْ تُرْضِيَني بِحِصَّتي فيما قَسَمْتَ لي، وَاَنْ تَجْعَلَ ما ذَهَبَ مِنْ جِسْمي وَعُمْري في سَبيلِ طاعَتِكَ، اِنَّكَ خَيْرُ الرّازِقينَ.

اَللّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ نار تَغَلَّظْتَ بِها عَلى مَنْ عَصاكَ، وَتَوَعَّدْتَ بِها مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضاكَ، وَمِنْ نار نُورُها ظُلْمَةٌ، وَهَيِّنُها اَليمٌ، وَبَعيدُها قَريبٌ، وَمِنْ نار يَأْكُلُ بَعْضَها بَعْضٌ، وَيَصُولُ بَعْضُها عَلى بَعْض، وَمِنْ نار تَذَرُ الْعِظامَ رَميماً، وَتَسْقي اَهْلَها حَميماً، وَ مِنْ نار لا تُبْقي عَلى مَنْ تَضَرَّعَ اِلَيْها، وَلا تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَها، وَلا تَقْدِرُ عَلَى التَّخْفيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَها وَاسْتَسْلَمَ اِلَيْها، تَلْقى سُكّانَها بِاَحَرِّ ما لَدَيْها مِنْ اَليمِ النَّكالِ وَشَديدِ الْوَبالِ.

وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ عَقارِبِهَا الْفاغِرَةِ اَفْواهُها، وَحَيّاتِهَا الصّالِقَةِ بِاَنْيابِها، وَشَرابِهَا الَّذي يُقَطِّعُ اَمْعآءَ وَاَفْئَدَةَ سُكّانِها، وَيَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ، وَاَسْتَهْديكَ لِما باعَدَ مِنْها، وَاَخَرَّ عَنْها.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَجِرْني مِنْها بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ وَاَقِلْني عَثَراتي بِحُسْنِ اِقالَتِكَ، وَلا تَخْذُلْني يا خَيْرَ الْمُجيرينَ، اَللّهُمَّ اِنَّكَ تَقِي الْكَريهَةَ، وَتُعْطِي الْحَسَنَةَ، وَتَفْعَلُ ما تُريدُ، وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، اِذا ذُكِرَ الاَْبْرارُ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، صَلاةً لا يَنْقَطِعُ مَدَدُها، وَلا يُحْصى عَدَدُها، صَلاةً تَشْحَنُ الْهَواءَ، وَتَمْلاَُ الاَْرْضَ وَالسَّمآءَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ حَتّى يَرْضى، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بَعْدَ الرِّضا، صَلاةً لا حَدَّ لَها وَلا مُنْتَهى، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org