إنّ الكلاب، باعتبار الحكم، وشمول الروايات والأدلّة، وفتاوى الأصحاب، تنقسم إلى أقسام خمسة:

أحدها: كلب الصيد السلوقي، وهو من أجود الكلاب وأخفّها، ويقال بالفارسيّـة: «تازى».

والسلوق ـ كما قيل ـ قرية باليمن، نسبت إليها كلاب الصيد([661])؛ لأنّ الغالب في كلابها كونها صيوداً.

ثانيها: الكلاب غير السلوقيّـة التي ينتفع بها انتفاعاً عقلائيّاً للتصيّد، أو لحراسة الماشية، أو الدور، أو الحائط والبستان، أو الزرع، ونحوها، أو لمنافع اُخر، كما يستعمل في زماننا بعض الأنواع منه لكشف الجرائم والتفتيشات وكشف الموادّ المخدّرة.

ثالثها: الكلاب التي يتّخذ لصِرف اللعب والتفريح والاُنس به، كما هو المتعارف عند أقوام.

رابعها: الكلاب التي يحفظ بها في حديقة الوحش لنزاهة الناظر والاكتساب بها.

خامسها: الكلاب التي لا ينتفع بها، إمّا لصيرورته عقوراً هراشاً، أو لما أصاب به من داء الكَلَب، وهو داء يشبه الجنون، يعرض الكلاب فتعضّ الناس، فيسري إلى من عضّه، فيكلب هو أيضاً([662])، وإمّا لذهاب ملكة التكالب عنه، أو لصيرورتها ضعيفة فيه، كالكلاب المهملة التي تعيش في الأزقّـة والشوارع.

-------------------
[660]. كالمحدّث البحراني في الحدائق الناضرة 18: 77؛ والسيّد العاملي في مفتاح الكرامة 12: 58؛ والشيخ حسن في جواهر الكلام 22: 17.
[661]. القاموس المحيط: 824؛ مجمع البحرين 5:187؛ الصحاح 2: 1138.
[662]. راجع: المنجد:694.