Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة عامة
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: القول في سجدتي التلاوة والشكر

القول في سجدتي التلاوة والشكر

(مسألة 1) : يجب السجود عند تلاوة آيات أربع في السور الأربع : آخر «النجم» و«العلق» ، و(لايستكبرون) في (ألم تَنزِيل) و(تعبدون) في (حم فُصِّلَتْ) ، وكذا عند استماعها دون سماعها على الأظهر ، ولكن لاينبغي ترك الاحتياط . والسبب مجموع الآية ، فلايجب بقراءة بعضها ؛ ولو لفظ السجدة منها وإن كان أحوط ، ووجوبها فوريّ لايجوز تأخيرها ، وإن أخّرها ولو عصياناً يجب إتيانها ولا تسقط .

(مسألة 2) : يتكرّر السجود بتكرّر السبب مع التعاقب وتخلّل السجود قطعاً ، وهو مع التعاقب بلا تخلّله لايخلو من قوّة ، ومع عدم التعاقب لايبعد عدمه .

(مسألة 3) : إن قرأها أو استمعها في حال السجود يجب رفع الرأس منه ثمّ الوضع ، ولايكفي البقاء بقصده ، ولا الجرّ إلى مكان آخر ، وكذا فيما إذا كان جبهته على الأرض لابقصد السجدة ، فسمع أو قرأ آية السجدة .

(مسألة 4) : الظاهر أنّه يعتبر في وجوبها على المستمع ، كون المسموع صادراً بعنوان التلاوة وقصد القرآنيّة ، فلو تكلّم شخص بالآية لابقصدها لا تجب بسماعها ، وكذا لو سمعها من صبيّ غير مميّز أو نائم أو من حبس صوت ، وإن كان الأحوط ذلك ، خصوصاً في النائم .

(مسألة 5) : يعتبر في السماع تمييز الحروف والكلمات ، فلايكفي سماع الهمهمة وإن كان أحوط .

(مسألة 6) : يعتبر في هذا السجود بعد تحقّق مسمّاه النيّة وإباحة المكان والأحوط وضع المواضع السبعة ، ووضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه ؛ وإن كان الأقوى عدم اللزوم . نعم الأحوط ترك السجود على المأكول والملبوس ، بل عدم الجواز لايخلو من وجه ، ولايعتبر فيه الاستقبال ، ولا الطهارة من الحدث والخبث ، ولا طهارة موضع الجبهة ، ولا ستر العورة .

(مسألة 7) : ليس في هذا السجود تشهّد ولا تسليم ولا تكبيرة افتـتاح . نعم يستحب التكبير للرفع عنه ، ولايجب فيه الذكر ، بل يستحبّ ، ويكفي مطلقه ، والأولى أن يقول : «لا إلهَ إلاّ اللهُ حقّاً حقّاً، لا إلهَ إلاّ اللهُ إيماناً وتصديقاً، لا إلهَ إلاّ الله عُبودِيَّةً ورِقّاً، سَجَدتُ لَكَ ياربِّ تعبُّداً ورِقّاً، لا مُستنكِفاً ولا مُستكبراً، بل أنا عبدٌ ذليلٌ خائفٌ مستجيرٌ» .

(مسألة 8) : السجود لله تعالى في نفسه من أعظم العبادات ، وقد ورد فيه : «أنّه ما عُبد الله بمثله» ، و«أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد» ، ويستحبّ أكيداً للشكر لله عند تجدّد كلّ نعمة ، ودفع كلّ نقمة ، وعند تذكّرهما ، وللتوفيق لأداء كلّ فريضة أو نافلة ، بل كلّ فعل خير حتّى الصلح بين اثنين . ويجوز الاقتصار على واحدة ، والأفضل أن يأتي باثنتين ؛ بمعنى الفصل بينهما بتعفير الخدّين أو الجبينين ، ويكفي في هذا السجود مجرّد وضع الجبهة مع النيّة ، والأحوط فيه وضع المساجد السبعة ، ووضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه ، بل اعتبار عدم كونه ملبوساً أو مأكولاً لايخلو من قوّة ، كما تقدّم في سجود التلاوة . ويستحبّ فيه افتراش الذراعين وإلصاق الجؤجؤ والصدر والبطن بالأرض. ولايشترط فيه الذكر؛ وإن استُحبّ أن يقول : «شكراً للهِ» أو «شُكراً شُكراً» مائة مرّة ، ويكفي ثلاث مرّات ، بل مرّة واحدة .

وأحسن ما يقال فيه ما ورد عن مولانا الكاظم(عليه السلام) : «قل وأنت ساجد: أللّهمَّ إنّي اُشهِدُكَ، واُشهِدُ ملائِكتَكَ وأنبياءَكَ ورُسُلكَ، وجميعَ خلقِكَ: أنّكَ أنتَ الله ربِّي، والإسلامَ ديني، ومُحمّداً نبيِّي وعَليّاً والحسَنَ والحُسينَ ـ تعدّهم إلى آخرهم ـ أئمَّتي بهم أتوَلّى، ومِن أعدائِهم أتبرّأ. اللّهُمَّ إنِّي اُنشدُكَ دمَ المظلوم ـ ثلاثاً ـ اللّهمَّ إنِّي اُنشدُك بإيوائِكَ على نفسِكَ لأعدائِكَ لتُهلكنَّهُم بأيدينا وأيدي المُؤمِنين. اللهمَّ إنِّي اُنشدُك بإيوائِكَ على نفسك لأوليائِك لَتُظفرَنَّهُم بعدوِّك وعدوِّهم، أن تُصلِّي على مُحمَّد وعلى المُستحفظينَ من آلِ محمّد ـ ثلاثاً ـ أللهُمَّ إنِّي أسألُكَ اليُسر بعد العُسر؛ ثلاثاً. ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول: يا كَهفي حينَ تُعييني المذاهِبُ، وتضيقُ عليَّ الأرضُ بِما رَحُبَت، يا بارئَ خَلقي رَحمَةً بي وقَد كُنتَ عن خلقِي غنيّاً، صلِّ عَلى مُحمّد وعَلى المُستَحفظينَ من آلِ محمّد. ثمّ تضع خدّك الأيسر وتقول: يا مُذِلَّ كُلِّ جبَّار ويا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيل قد وَعِزَّتِكَ بَلَغَ مجهودِي ـ ثلاثاً ـ ثمّ تقول: يا حنّانُ يا مَنّانُ يا كاشِفَ الكُربِ العِظامِ ثمّ تعود للسجود فتقول مائة مرّة: شُكراً شُكراً، ثمّ تسأل حاجتك تُقضى إن شاء الله» .

العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org