Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة عامة
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: المقصد الثاني: في المستحبات إلى وقت الوقوف بعرفة

المقصد الثاني: في المستحبات إلى وقت الوقوف بعرفة يستحبّ الإحرام لحجّ التمتّع يوم التروية[1]، (2) بل هو الأحوط،

(1) لم يتّضح لي وجه الإشكال المذكور إلاّ من أجل أنّ إدراك المشعر بوقوفه الاختياري كافٍ في صحّة الحجّ، إمّا مطلقاً، أو مع إدراك اضطراري عرفة، لكنّه ضعيف جدّاً؛ لأنّ اختياري عرفة ركن يبطل الحجّ بفواته عمداً، وإن أدرك غيره من الوقوف الاضطراري لعرفة والوقوف الاختياري للمشعر، والمفروض أنّ ترك الإحرام عمدي يوجب فوات اختياري عرفة عمداً، فكيف يحتمل الصحّة حينئذٍ.

(2) إجماعاً، كما عن التذكرة[2]، وموضع وفاق بين المسلمين، كما عن المسالك[3].

وعن ابن حمزة[4]: وجوبه فيه إن أمكن. وكأنّه للأمر به في مصحّح معاوية[5]، لكن ذكر ذلك في سلك المندوبات يوهن ظهوره في الوجوب، مضافاً إلى الإجماع على عدمه ممّن سواه، وصحيحي الحلبي ومعاوية: «لا يضرّك بليل أحرمت أو نهار إلاّ أنّ أفضل ذلك عند زوال الشمس»[6]، ونحوه غيره[7].

----------------------------------------------------------
[1]. ونقل في وجه تسميته: إنّ إبراهيم (عليه السلام) رأي في تلك الليلة ذبح الولد فأصبح يروّي نفسه أهو حلم أم من الله تعالى، فسمّي يوم التروية، فلمّا كانت ليلة عرفه رأي ذلك أيضا فعرف أنّه من الله تعالى فسمّي يوم عرفه، وهو ثامن ذي الحجّة وسمّي بذلك لأنّه لم يكن بعرفات ماء وكانوا يستقون من مكّة من الماء ربّهم، وكان يقول بعضهم لبعض، تروّيتم، تروّيتم، فسمّي يوم التروية لذلك. (المنتهي 2: 714، من لا يحضره الفقيه 2: 196، العلل: 2:163).
[2]. التذكرة 8: 159، وفي المنتهي لا نعلم فيه خلافا. (المنتهي 2: 714).
[3]. المسالك 2: 271.
[4]. الوسيلة: 176.
[5]. الكافي 4: 454، الحديث 1، التهذيب 5: 167، الحديث 557، وسائل الشيعة 12: 408، كتاب الحجّ، أبواب الإحرام، الباب 52، الحديث 1.
[6]. الكافي 4: 331، الحديث 1، التهذيب 5: 78، الحديث 256، وسائل الشيعة 12: 338، كتاب الحجّ، أبواب الإحرام، الباب 15، الحديث 1.
[7]. الكافي 4: 326، الحديث 1، الفقيه 2: 200، الحديث 914، المقنعة: 70، وسائل الشيعة 12: 339، كتاب الحجّ، أبواب الإحرام، الباب 15، الحديث 6.

ـ(413)ـ

--------------------------------------------------
وعند(1) الزوال أفضله(2) لغير الإمام(3)، والأفضل(4) له أن يخرج قبله على وجه يصلّي فريضة الظهر بمنى. ويستحبّ أن يحرم المجاور بمكّة من أوّل(5) ذي الحجّة أو ثانيه(6)

(1) كما تضمّنته النصوص[1].

(2) للصحيحين المتقدّمين[2].

(3) لصحيح جميل: «ينبغي للإمام أن يصلّي الظهرين يوم التروية بمنى، ثمّ يبيت بها ويصبح حتى تطّلع الشمس»[3]، ونحوه غيره[4].

(4) كما تضمّنته النصوص[5].

(5) كما في صحيح ابن الحجّاج[6] وغيره[7].

--------------------------------------------------
[1]. وسائل الشيعة 12: 338، كتاب الحجّ، أبواب الحجّ، الباب 15، الحديث 1، 6 و7.
[2]. الكافي 4: 331، الحديث 1، التهذيب 5: 78، الحديث 256، وسائل الشيعة 12: 338، كتاب الحجّ، أبواب الإحرام، الباب 15، الحديث 1.
[3]. التهذيب 5: 177، الحديث 592، الاستبصار 2: 254، الحديث 892، وسائل الشيعة 13: 523، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 4، الحديث 2.
[4]. التهذيب 5: 176، الحديث 591، الاستبصار 2: 253، الحديث 891، وسائل الشيعة 13: 523، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 4، الحديث 1.
[5]. وسائل الشيعة 13: 523، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 4.
[6]. الكافي 4: 300، الحديث 5، التهذيب 5: 45، الحديث 137، وسائل الشيعة 11: 267، كتاب الحجّ، أبواب أقسام الحجّ، الباب 9، الحديث 5.
[7]. التهذيب 5: 446، الحديث 1554، وسائل الشيعة 11: 266، كتاب الحجّ، أبواب أقسام الحجّ، الباب 29، الحديث4.

ـ(414)ـ
--------------------------------------------------
(6) كما في صحيح صفوان[1].
إن كان صرورة، وإلاّ فبعد مضيّ خمسة أيّام، وإلاّ فيوم التروية(1). وتقدّم أنّ الأولى، بل الأحوط أن يكون الإحرام عقيب صلاة، وأفضلها فريضة الظهر، ثمّ العصر، ثمّ فريضة مقضيّة، وإلاّ فبعد نافلة أقلّها ركعتان، والأفضل(2) إيقاعه في المسجد الحرام، وأفضله الحجر، أو عند المقام، فيلبس ثوبي الإحرام بعد الإتيان بجميع ما تقدّم، وينوي الإحرام لحجّ التمتّع؛ لوجوبه قربة إلى الله تعالى. والأفضل هنا أيضاً أن يتلفّظ بالنيّة، ويلبّي مقارناً لها، وأن يأتي بعد التلبيات الأربع الواجبة بجميع ما تقدّم من التلبية، فيحرم عليه حينئذٍ جميع ما تقدّم من محرّمات الإحرام، ويكره ما يكره، والأحوط(3) أن لا يطوف بعد إحرامه حتى يرجع من منى،

(1) كما في خبر سماعة[2].

(2) كما تضمّنته النصوص، ومنها صحيح معاوية[3] فإنّه تضمّنه وما بعده.

(3) فإنّ المنسوب إلى المشهور[4] المنع عنه إذا أحرم. لكن لا يبعد حمله على الكراهة بقرينة مصحّح إسحاق[5]، الظاهر في الجواز. وقد يقتضيه التعبير بـ «لا ينبغي» في خبر عبد الحميد[6] قد تقدّم[7].
--------------------------------------------------
[1]. الكافي 4: 302، الحديث 9، وسائل الشيعة 11: 268، كتاب الحجّ، أبواب أقسام الحجّ، الباب 9، الحديث 6.
[2]. الكافي 4: 302، الحديث 10، التهذيب 5: 60، الحديث 190، وسائل الشيعة 11: 264، كتاب الحجّ، أبواب أقسام الحجّ، الباب 8، الحديث 2.
[3]. الكافي 4: 454، الحديث 1، التهذيب 5: 167، الحديث 557، وسائل الشيعة 12: 408، كتاب الحجّ، أبواب الإحرام، الباب 52، الحديث 1.
[4]. الدروس 1: 416.
[5]. الكافي 4: 457، الحديث 1، الفقيه 2: 244، الحديث 1169، وسائل الشيعة 13: 312، كتاب الحجّ، أبواب الطواف، الباب 10، الحديث 2.

ـ(415)ـ

--------------------------------------------------
الكلام في ذلك في صورة حجّ الإفراد.
ولو طاف فالأحوط(1) أن يجدّد التلبية. ويستحبّ أن يخرج بعد الإحرام وأداء المكتوبة إلى منى، ويلبّي في الطريق كما مرّ، غير رافع صوته، حتى إذا أشرف على الأبطح[1] رفع صوته بالتلبية، وإذا توجّه إلى منى فليقل: «اللَّهم(2) إيّاك أرجو وإيّاك أدعو، فبلغني أملي، وأصلح لي عملي»، وإذا وصلها فليقل: «الحمد للّه الذي أقد منيها صالحاً في عافية، وبلّغني هذا المكان» وعند دخولها يقول(3): «اللَّهم إنّ هذه منى، وهي ممّا مننت به علينا من المناسك،
(1) لاحتمال انتقاض إحرامه، ولذا حكي عن النهاية[2] والمبسوط[3] والوسيلة[4] تجديدها للعقد، ولكن عن الأوّلين: الاعتراف بعدم انتقاضه.

--------------------------------------------------
[1]. التهذيب 5: 169، الحديث 564، وسائل الشيعة 13: 447، كتاب الحجّ، أبواب ‏الطواف، الباب 83، الحديث 6.
[2]. ص 134.
[3]. ويرفع صوته بالتلبية ماشياً كان أو راكبا إذا أشرف على الأبطح وهو إذا انتهي إلى الردم، وهو موضع بمكّة وهو المدّعا بفتح أوّله وسكون ثانيه وفتح العين بعدها ألف لقول الصادق (عليه السلام)، وأحرم بالحجّ وعليك السكينة والوقار، فإذا انتهيت إلى فضاء (وفي التهذيب الرقطاء) دون الردم فلبّ، فإذا انتهيت إلى الردم وأشرفت على الأبطح فارفع صوتك بالتلبية حتى تأتي منى. (المنتهي 2: 714).
الرقطاء: موضع قريب من المدينة المنوّرة وتسمّي أيضا مدعا.
وفي المقنعة والغنية (المقنعة: 408، الغنية (الجوامع الفقهيّة): 517). إنّه يشرف على الأبطح إذا بلغ الرقطاء دون الردم، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) سمّي الأبطح أبطح؛ لأنّ آدم أمر أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح، ثمّ أمر أن يصعد جبل جمع وأمر إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه ففعل ذلك آدم فأرسل الله تعالى نارا من السّماء فقبضت قربان آدم. (العلل: 444)
[4]. النهاية: 248.
[5]. المبسوط 1: 365.
[6]. الوسيلة: 177.

ـ(416)ـ

--------------------------------------------------
(2) رواه معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله (عليه السلام)[1].

(3) رواه أيضاً معاوية بن عمّار عنه (عليه السلام)[2].

فأسألك أن تمنّ على بما مننت به على أنبيائك، فإنّما أنا عبدك وفي قبضتك».
ويستحبّ أن يبيت ليلة عرفة بمنى مشتغلاً بالعبادة، وأفضلها في مسجد الخيف[3]، ولا سيّما الصلاة فيه، وأن يقيم بها إلى طلوع الفجر، ولا يبعد كراهة الخروج قبله، بل الأحوط تركه لا لعذر، مثل أن يكون ماشياً ونحو ذلك. والأولي الإصباح بها مشتغلاً بالعبادة والتعقيب حتى تطّلع الشمس، فيفيض حينئذٍ إلى عرفات، وعند خروجه إليها يقول(1): «إليك
--------------------------------------------------
[1]. الكافي 4: 460، الحديث 4، التهذيب 5: 177، الحديث 595، وسائل الشيعة 13: 526، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 6، الحديث 1.
[2]. الكافي 4: 461، الحديث 1، التهذيب 5: 177، الحديث 596، وسائل الشيعة 13: 526، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 6، الحديث 2.
[3]. هذا المسجد في المني، وقد صلّي فيه جمع من الأنبياء، وإنّما سمّي الخيف؛ لأنّه مرتفع عن الوادي وما ارتفع عن الوادي سمّي خيفا.
وعن معاوية بن عمّار عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: لم سمّي الخيف خيفا؟ قال: إنّما سمّي الخيف، لأنّه مرتفع عن الوادي، وكلّ ما ارتفع عن الوادي سمّي خيفا. (العلل: 436).
ما جاء في مسجد الخيف وفضل الصلاة فيه: عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: صلّ في المسجد الخيف وهو مسجد منى، وكان مسجد رسول الله (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) على عهده عند المنارة التي في وسط المسجد وفوقها إلى القبلة نحوا من ثلاثين ذراعا وعن يمينها وعن يسارها وخلفها نحوا من ذلك قال: فتحرّ ذلك وإن استطعت أن يكون مصلاّك فيه فافعل، فإنّه قد صلّي فيه ألف نبيّ.... الحديث. (الكافي 4: 519، الحديث 4، الفقيه 1: 149، الحديث 691، التهذيب 5: 274، الحديث 939).
التحرّي: الطلب والقصد.
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صلّي في مسجد الخيف سبعمائة نبيّ، وأنّ ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الأنبياء، وأنّ آدم لفي حرم الله. (الكافي 4: 214، الحديث 7).
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: صلّي من مسجد الخيف سبعمائة نبيّ. (الفقيه 1: 149، الحديث 689).
عن ابن عبّاس قال: صلّي في مسجد الخيف سبعون نبيّا كلّهم مخطمون، قال مروان: يعني رواحلهم. (أخبار مكّة للأزرقي 2: 174).

ـ(417)ـ

--------------------------------------------------

(1) رواه أيضاً معاوية بن عمّار عنه (عليه السلام)[1].

صمدت، وإيّاك اعتمدت، ووجهك أردت، فأسألك أن تبارك لي في رحلتي، وتقضي لي حاجتي، وأن تجعلني اليوم ممّن تباهي به من هو أفضل منى»، ويلبّي عند كلّ صعود وهبوط، وغير ذلك ممّا تقدّم حتى يصل إلى عرفات. والأولى أن يضرب خيمته بنمرة[2]، وهي قريبة من عرفات، وليست منها. والله العالم.

الفصل الثاني: في الوقوف بعرفة[3] وفيه مقاصد:

--------------------------------------------------
[1]. الكافي 4: 461، الحديث 3، التهذيب 5: 179، الحديث 600، وسائل الشيعة 13: 528، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 8، الحديث 1.
[2]. ونمرة كفرحة، ويجوز إسكان ميمها، وهي الجبل الذي عليه أنصاب الحرم على يمينك إذا خرجت من المازمين تريد الموقف كما في القاموس. (القاموس المحيط 2: 149، مادّة نمرة) وفي الأخبار (التهذيب 5: 454، الحديث 1588، وسائل الشيعة 11: 213، كتاب الحجّ، أبواب أقسام الحجّ، الباب 2، الحديث 4) أنّها بطن عرنة، وهي دون الموقف ودون عرفة.
ونَمرة كانت قرية خارجة عن عرفات من جهة اليمين، فيقيمون فيها إلى الزوال كما فعل النبيّ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ثمّ يسيرون منها إلى بطن الوادي وهو موضع النبيّ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) الذي صلّي فيه الظهر والعصر وخطب وهو في حدود عرفة لبطن عُرَنة، وهناك مسجد يقال له مسجد إبراهيم، وفي حدود عرفات يوجد جبل اسمه (جبل نمرة) وهو غير قرية نمرة التي هي بطن عرنة وإنّما عرفة البلادي بأنّه جبل صغير بارز تراه غربك. (معجم معالم الحجاز 9: 92)، وهذا الجبل خارج عن حدود عرفة.
[3]. إنّ عرفات منطقة تقع شرقي مكّة بحوالي 22 كيلومتر، وهي سهل واسع وقد ذكرت الروايات حدود عرفات ممّا يلي الحرم، حيث إنّه هو الذي يحتاج إلى تحديد، أمّا الجهات الثلاث الأخرى فكأنّما لا تحتاج إلى تحديد، لوجود سلسلة الجبال التي تقطع بين عرفات وغيرها.
ففي صحيح معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: فإذا انتهيت إلى عرفات فاضرب خباءك بنمرة، ونمرة هي بطن عرنة دون الموقف ودون عرفة. (الكافي 4: 461، الحديث 3، التهذيب 5: 179، الحديث 600)
وإنّ الحجّاج يقصدها لأداء حجّ التمتّع ويقفون في هذه المنطقة من ظهر اليوم التاسع من ذي الحجّة إلى أوان غروب الشمس، وعرفات ميدان واسع أرضه مستوية يبلغ نحو ميلين طولاً في مثلهما عرضا، وكانت عرفة قرية فيها مزارع وخضر ومباطخ وبها دور لأهل مكّة، أمّا اليوم فلم يبق لهذه الدور من أثر. (أخبار مكّة للأزرقي 2: 194)

وأمّا وجه تسمية عرفات:

1 ـ قال البعض سمّيت بذلك، لأنّ آدم وحوّاء عليهما السلام تعرفا بها بعد نزولهما من الجنّة.

2 ـ وقال قوم: سميّت عرفات، لأنّ الناس يعترفون فيها بذنوبهم.

3 ـ في العلل عن معاوية بن عمّار قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن عرفات، لم سميّت عرفات؟ فقال: إنّ جبرئيل (عليه السلام) خرج بإبراهيم (عليه السلام) يوم عرفة فلمّا زالت الشمس قال له جبرئيل: يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك، فسميّت عرفات لقول جبرئيل: اعترف فاعترف. (العلل 2: 164)

4 ـ وقال آخر: سمّي اليوم بيوم «عرفة» والموضع «عرفات»؛ لتعارف الحجيج مع بعضهم البعض في هذا الموضع. (أحكام الحجّ وأسراره: 237)

5 ـ وقالوا في وجه التسمية: لأنّها مقدّسة معظّمة، كأنّها عُرّفت، أي طيّبت، لذا سمّيت عرفات. (تاج العروس 24: 137)

6 ـ ويعتقد البعض بما أنّ أحد معاني كلمه عرف يعني الصبر، ولما يكابد فيه الحجّاج من التعب الشديد للوصول إلى عرفات والوقوف فيه والصبر على ذلك سمّيت عرفات. (معجم البلدان 4: 117)

ومن مجموع ما ذكر من الأقوال يمكن القول لعلّ الاعتراف بالذنب الذي جار في التسميتين الثانية والثالثة التي أمضاها الإمام الصادق (عليه السلام) أيضا يعدّ أفضل دليل على تسمية هذه البقعة المقدّسة بعرفات.

فإنّ تاريخ هذا الموضع يعود إلى زمن النبيّ آدم (عليه السلام)، وذلك عند ما أخرج هو وزوجه حوّاء من الجنّة وبعد مدّة من الزمن تلاقيا في هذا الموضع ومن هنا فقد رأي البعض أنّ هذا اللقاء هو السبب في تسمية هذه النقطة من الأرض باسم عرفات إلاّ أنّ شهرة هذه الأرض ذاعت من عصر النبيّ إبراهيم (عليه السلام) فصاعدا وقبل العثور على بئر زمزم وسبب وجود أبار المياه في أطراف عرفات، فإنّ بعض القبائل كاجرهميين اختاروا هذه المنطقة كمحلّ مناسب لسكناهم.

والمجلسي قائلاً: بأنّ جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات إلى ما قبل ظهور الماء في زمزم، فلمّا ظهر الماء بمكّة عكفت الطير والوحش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان واتبعوها واختاروا السكن إلى جوار زمزم. (البحار 12: 98) وبامتلاء بئر زمزم بالماء ووجود المصادر المائية حول منطقة عرفات، واستواء الأرض في هذه المنطقة، نزلت مجموعة أخري من الناس في هذه الأرض وقاموا بزراعة النخيل والحقول، وقد سكن قسمٌ فيها بشكل دائم، وقسم آخر كانوا ينزلون في هذه المنطقة في بعض فصول السنة، وبعد مدّة من الزمن نقلوا المياه من أبار عرفات إلى مكّة.

ولم يبق الآن أيّ أثر لتلك المنازل والمزارع في عرفات، إلاّ أنّه في السنوات الأخيرة زرعت أشجار كثيرة في عرفات، تضفي المزيد من الجمال على هذه المنطقة كما يقصد أهل مكّة هذه المنطقة.
العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org