|
المقام الثاني: المناط في الکبائر
ثمّ إنّـه قد ظهر من الروایات ما ینبغي بیانه في المقام الثاني؛ حیث إنّها دلّت علی کون المناط في الکبر إیعاد الله علیه بالنار، کما أنّـه قد ظهر عدم تمامیّـة الأقوال الثلاثة الأُخری؛ لما في أدلّتها من الاجتهاد في مقابل النصّ. هذا مضافاً إلی ما في صلاة الجماعة من الکتب الفقهیّـة، الجواب عنها علی التفصیل. فتأمّل. ولا یخفی أنّ المراد من إیعاد الله بالنار لیس التصریح به في القرآن، بل المراد منه ـ کما حقّق في محلّه ـ الإیعاد بالنار في کتابٍ کان أو في سنّـة؛ لأنّ السنّـة أيضاً وهي من الله کالکتاب وما ينطق عن الهوی إن هو إلّا وحي يوحی، وبدلالة مطابقة کانت أو التزامیّـة. وبعد ما ثبت کون المعاصي علی قسمین، والمعصیة الکبیرة ما فیها الإیعاد من الله بالنار، یقع البحث في أنّ الغیبة من الکبائر أم لا؟ وذکر الشیخ الأعظم في مکاسبه([1210]) عن بعض من عاصره، الوسوسة في کونها من الکبائر. لکن ما اطّلعت علی ذلك البعض ممّن عاصره الشیخ(رحمه الله). ---------------------- [1210]. راجع: المکاسب 1: 319.
|