|
المراد من الضلال وما معنی الضلال؟
وفي المراد من «الضلال» احتمالان، بل وجهان وقولان: أحدهما: کون المراد من الضلال بمعنی الباطل، المقابل للحقّ. وعلیه، فالکتب المشتملة علی المطالب الباطلة کتب ضلال ویحرم حفظها. ثانیهما: أنّ المراد منه الضلال في مقابل الهدایة. وفي هذا الوجه أیضاً احتمالان: أحدهما: کون المراد ما صنّف بغرض إضلال الناس. ثانيهما: كونه بمعنى ما يترتّب عليه الإضلال، وإن لم يكن ما فيها من المطالب الباطلة ولم يكن في تصنيفه داعي إضلال الناس أيضاً. ومثّل له الشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره)بكتب العرفان والفلسفة، المشتملة على ظواهر منكرة يدّعون أنّ المراد غير ظاهرها، فهذه أيضاً كتب ضلال على تقدير حقيقتها.([271]) وفي كلمة «كتب الضلال» من أنّها مختصّة بكتب الكفر والزندقة، أم يعمّ جميع الكتب المشتملة على المطالب الباطلة في الأصول أو الفروع، كالتوراة والإنجيل وسائر الكتب السماويّـة المحرّفة، وكالكتب التي صنّف لإثبات الجبر أو التفويض أو التجسيم، وكتب المخالفين في الفروع والأصول والتفسير، مثل ما صنّفوه في نفي الإمامة ونفي العدل، والتى صنّف في إثبات فضائل للخلفاء الغاصبين؟ ------------------- [271]. اُنظر: المكاسب 1: 235.
|