Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة دينية
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: أـ الغناء لغة :

أـ الغناء لغة :

نرى من المناسب هنا أن نذكر تعريف بعض مشاهير اللغويين أولا، لنعمد بعد ذلک إلى البحث فيها.

قال فخر الدين الطريحي في «مجمع البحرين» :

«الغناء ككساء: الصوت المشتمل على الترجيع سواء كان في شعر أو قرآن أو غيرهما».[1]

وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي : «الغناء: ممدود في الصوت».[2]

وجاء في تعبير الفيومي في «المصباح المنير» : «الغناء مثل كتاب: الصوت، وقياسه الضم؛ لأنه صوت».[3]

]أي أنه طبقآ لقواعد الصرف مضموم الغين (غُناء)؛ لأنّ القياس والقاعدة في أسماء الصوت أن تأتي على وزن فُعال [.

وقال الزبيدي في «تاج العروس»، والفيروز آبادي في «القاموس المحيط» : «غناء ككساء: من الصوت ما طرب به».[4]

وقال الجوهري في «الصحاح»: «الغناء بالكسر من السماع».[5]

وقال الأزهري في «تهذيب اللغة» في مادة (غ.ن. ي) على هامش الحديث النبوي الشريف الذي أذن فيه بالتغني في القرآن الكريم، عن أبي العباس أنه قال : «التغني هنا على معنيين: الأول: الاستغناء وعدم الافتقار، والثاني: الغناء والطرب.. ثمّ أضاف قائلا: فمن ذهب به إلى الاستغناء، فهو من الغنى مقصور، ومن ذهب به إلى التطريب فهو من الغناء، الصوت الممدود».[6]

وقال ابن الأثير في «النهاية» : «قال الشافعي: معناه تحسين القراءة وترقيقها، ويشهد له الحديث الآخر: «زيّنوا القرآن بأصواتكم»، وكلّ من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب غناء».[7]

وقال ابن فارس في «معجم مقاييس اللغة»: «الغناء من الصوت».[8]

وجاء في «أقرب الموارد» بعد نقله عبارة «المصباح المنير»:

«وقال في الكليات: الغناء بالضم والمد : التغني، ولا يتحقق ذلک إلا بكون الألحان من الشعر وانضمام التصفيق لها، فهو من أنواع اللعب».[9]

وهكذا الحال فيما ذكره ابن منظور الأفريقي في «لسان العرب»، فإنّه عين عبارات متقدّمي اللغويين؛ حيث ذكر عبارة الأزهري والجوهري وابن الأثير، ونقل كلام الأصمعي بالواسطة، وكأنه لم يتوصّل إلى مفهوم ومعنىً واضح من مجموع هذه الكلمات والنقول لمفردة الغناء، ولكن يحتمل أنه يوافق ما ذهب إليه الجوهري في الصحاح، وذلک حيث يروي عن الأصمعي قائلا:

«الغناء بالكسر من السماع».[10]

من مجموع ما ذكر عن أعمدة اللغة وأساطينها، يتضح للمتأمل عدم بيان معنى واحد لهذه الكلمة. ومن النادر ان نواجه مفردة كهذه المفردة قدّم لها اللغويون هذا القدر من التعاريف المتعدّدة غير المتحدة وبالالتفات إلى أنّ أكثر هذه التعريفات تذكر كلمات من قبيل «الطرب» ، و«الترجيع»، يجدر بنا إيضاح هاتين المفردتين أيضآ.

قال الجوهري بشأن «الطرب»: «خفّةٌ تصيب الإنسان لشدّة حزن أو سرور».[11]

ثمّ استطرد قائلا: «التطريب في الصوت: مدّه وتحسينه».[12]

وقال أيضآ بشأن الترجيع : «ترجيع الصوت: ترديده في الحلق».[13]

يبدو أنّ أهل اللغة والفقهاء قد تمسّک كلّ واحدٍ منهم في تعريف الغناء بعبارات أو كلمات خاصّة، وقد سعى الجميع إلى بيان معنىً واحد وواضح لتلک الكلمة، وإلا فإنها بأجمعها تحكي عن حالة واحدة في الشخص المكلف، كما التفت إلى ذلک المحقّق السبزواري[14] وأشار إليه بشكل جيّد.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] . مجمع البحرين، ج1، ص321.

[2] . العين، ج4، ص450، مادة (غ. ن. ي).

[3] . المصباح المنير، ج2، ص 455، مادة (غ. ن. ن).

[4] . تاج العروس، ج10، ص 372؛ والقاموس المحيط، ص 1187،مادة (غ. ن. ي).

[5] . الصحاح، ج 2، ص 1779، مادة (غ. ن. ي).

[6] . تهذيب اللغة، ج 7، ص 175، مادة (غ. ن. ي).

[7] . النهاية، ج 3، ص 391، مادة (غ. ن. ا).

[8] . معجم مقاييس اللغة، ج 4، ص 398، مادة (غ. ن. ي).

[9] . أقرب الموارد، ج 2، ص 890، مادة (غ. ن. ن).

[10] . لسان العرب، ج 10، ص 135، مادة (غ. ن. ا).

[11] . الصحاح، ج 1، ص 184، مادة: (ط. ر. ب).

[12] . المصدر أعلاه.

[13] . الصحاح، ج 2، ص 944، (مادة: ر. ج. ع).

[14] . رسالة في تحريم الغناء، مطبوعة ضمن كتاب: ميراث فقهي 1(التراث الفقهي 1)، الغناء والموسيقى، ص40.

العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org