العلاقة بين الزّوج وزوجتهإنّني أعتقد أنّ زواج المرأة بالرّجل لا يَعني أنّها أصبحت أمَةً لزوجها أو قهرمانة له، أو أنّ عليها استحصال موافقته في جميع حركاتها وسَكَناتها، بل الواقع هو أنّ استحصال الإذن من الزّوج لا يكون إلاّ في كلّ ما يَتنافى مع حقّه في العَيش والاستمتاع. أمّا إذا أرادت الزّوجة مثلاً السّفرَ إلى الخارج، ولم يَنشأ عن ذلك السّفر ما يَتعارض مع حَقّ الزّوج إطلاقاً، فليس من حقّه مَنعها من السّفر. وكذلك الحال إذا ما أرادَ الزّوج السّفرَ وكان ذلك يُشكّل عائقاً لحياتهما الزوجيّة أو حرماناً للزوجة من حقوقها، فإنّ عليه الحصول على موافقتها للسّفر. وببساطة، يَجب على كلّ من الرّجل والمرأة التصرّف مع بعضهما البعض بالشكل المطلوب، وهذا هو سَيفٌ ذو حَدّيْن، لأنّ الحياة الزوجيّة هي حياة مُشتركة، وعلى كلا طرفيها التّعامل مع بعضهما البعض بشكل صحيح حتى يَنعما بحياة هادئة وعيشة راضية غير مَريرة.
ومن الناحية الدينيّة فنحن نؤمن أنّ أيّاً من الرّجل أو المرأة ليس عَبداً للآخر أو مُستَخدَماً لديه، فليس الزواج استخداماً أو سُخرة، بل هو حياة مُشتركة؛ إذاً، وفيما يتعلّق بالمُحافظة على حقوق كلّ من الرّجل والمرأة، لا بدّ للمرأة من حصولها على موافقة الزّوج متى لزِمَ ذلك، وكذلك الرّجل متى كان ذلك ضروريّاً.
هوية الكتاب
خدمات الموقع 
الفكر
