Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: الاستفتاءات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: كيفية تعامل الاطباء مع ذوي الامراض المزمنة مثل السرطان؟
كيفية تعامل الاطباء مع ذوي الامراض المزمنة مثل السرطان؟
س – ما ينبغي أن تكون كيفية تعامل الاطباء مع ذوي الامراض المزمنة مثل السرطان؟
ج _ الوظيفة الشرعية للطبيب هي معالجة المريض بأي نحو من المعالجة ووصف الدواء المؤثر في مرضه. وعليه ممارسة كل عمل يراه مؤثراً بنحو الايجاب في حالته، حتى لو كان تلقيناً روحياً. ويعدُّ هذا وظيفة الهية وانسانية، بل لا يمكن القول بحرمة الكذب فيما اذا مارسه الطبيب لاجل معالجة المريض، فانّه يجوز بل يلزم عندئذ باعتبار ما فيه من مصلحة.
وكل جملة يطلقها الطبيب أو دواء يحتمل تأثيره سلبياً على حالة المريض وصحته يعدُّ أمراً محرماً وخرقاً لوظيفته كطبيب وذنباً يعاقب عليه. فالمعيار في جواز اخبار الطبيب المريض أو عدمه هو تأثير الخبر سلباً أو ايجاباً علي صحة المريض. أمّا غير ذلك من القضايا الاقتصادية والاجتماعية فلا دخل لها بوظائف الاطباء الخطرة والعظيمة.
وبالنسبة الى أقارب المريض فاذا كان اخبارهم غير دخيل بالمعيار المذكور فجائز في حد نفسه.
ولا يخفى أنّ تحديد المعيار يكون بيد الطبيب أو الممرّض والمسؤول على معالجة المريض. واذا شكّ في تأثير الاخبار سلباً على المريض فعليه أن لا يخبر المريض؛ باعتبار أهمية المعالجة وحرمة الايذاء وزرع اليأس في قلب المريض.
أفضل عمل يمكن أن يصدر من أقارب المريض وأطبائه والممرضين هو ابقاء شعلة الامل موقودة في قلبه والتعامل معه بعطف وحنان والكينونة الى جنبه.
ولاجل هذا ورد ثواب كبير في عيادة المريض بحيث وصفه الفقيه الكبير صاحب (الجواهر) بكون العقل عاجزاً عن ادراكه. وعلى عائلة المريض أن تسعى جاهدة لحفظ عزّة وحرمة وكرامة المريض، ومن خلال ذلك تضع نفسها عرضة للرحمة الالهية. وقد ورد في بعض الروايات أنّ المريض، كالمجاهد في ساحة الحرب، مستجاب الدعاء.
أفضل وصية للاطباء والممرّضين هي الوصية الحكيمة التي أطلقها الامام الخميني (سلام الله عليه) حيث قال: "انّ التعاطف مع المرضى وزرع الامل في قلوبهم ووعدهم بالشفاء باذن الله يساعد في تعافيهم. ولنفرض لا أمل في انقاذ شخص من مرض لكن أولاً: هناك أيد غيبيّة تدفع أمثالنا لان لا نيأس. ثانياً: اذا كان راحلاً لا محالة فالافضل أن يكون رحيله بانبساط حال. ولا تواجهوا المريض بقولكم: لا أمل في شفائك. فانّ هذا يسرّع بموته وباطالة أمد مرضه، كما أنّه يموت بكابة. لكنّكم اذا أمّلتموه وأبرزتم الحب اليه ولاطفتموه وقدّمتم خدمة صادقة اليه وقابلتموه بانبساط وصدر واسع فعلى فرض موته لا يرحل كئيباً، بل يرحل مع أمل ولذّة. وهذا أمر قيّم جداً بالنسبة اليكم".




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org