Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة عامة
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: أعمال وآداب المدينة المنوّرة

أعمال وآداب المدينة المنوّرة يستحب لمن تشرّف بالحج أن يقصد المدينة المنوّرة(133) لزيارة رسول الله(صلى الله عليه وآله)وفاطمة الزهراء(عليها السلام)وأئمّة البقيع وسائر المشاهد المشرّفة.

قال الإمام عليّ(عليه السلام): «ألِمُّوا برسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا خرجتم إلى بيت الله الحرام، فإنّ تركه جفاء، وبذلك أمرتم، وألِمُّوا بالقبور التي ألزمكم الله حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها»(134).

وعن الإمام الصادق(عليه السلام): «إذا حج احدكم، فليختم بزيارتنا; لأنّ ذلك من تمام الحجّ»(135).
لذلك يجدر بالزائر الكريم أن لايغفل أعمال المدينة المنوّرة وآدابها، وأن يغتنم استضافة رسول الله(صلى الله عليه وآله) له، فيملأ وقته بالصلاة والعبادة والزيارة والدعاء، خصوصاً في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقد ورد في الروايات أنّ الصلاة في مسجد النبي تعدل الف صلاة في غيره(136)من المساجد. وفي رواية أنّها تعدل عشرة آلاف صلاة(137). وفي رواية «أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول(صلى الله عليه وآله)، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة»(138). فما أجدر بالزائر الكريم أن يؤدّي جميع صلواته اليومية وغيرها (من القضاء أو الندب كصلاة الزيارة والصلاة المستحبة وإهداء ثوابها إلى المؤمنين) في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله).

ومما يجدر ذكره أنّه كما تقدّم أنّ مكّة المكرّمة حرم معيَّن، فإنّ للمدينة المنورة حدّ في الروايات محدودة بين ظلّ عاير إلى ظل وعير في شرق المدينة وغربها ويمنع الصيد وقلع الشجر فيها، وهو محمول على الكراهة(139).

زيارة رسول الله(صلى الله عليه وآله) وثوابها

قبل الدخول في تفاصيل زيارة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وآدابها، نذكر بعض الروايات في ثواب زيارة رسول الله(صلى الله عليه وآله) تيمناً، حتى نباشر هذه الأعمال ببصيرة كاملة:

1 ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من زارني في حياتي وبعد موتي، كان في جواري يوم القيامة»(140).

2 ـ وفي رواية اخرى، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من أتاني زائراً، كنت شفيعه يوم القيامة»(141).

3 ـ قال الحسين(عليه السلام) لرسول الله(صلى الله عليه وآله): «يا أبتاه ما لمن زارك؟ فقال(صلى الله عليه وآله): «يا بني من زارني حيّاً أو ميتاً، أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك، كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة وأخلّصه من ذنوبه»(142).

وفي رواية اُخرى عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): ما لمن زار أحداً منكم؟ قال: كمن زار رسول الله(صلى الله عليه وآله)(143).

آداب الزيارة
الزيارة لقاء بالأرواح المطهرة والشخصيات الكاملة ومظاهر الحق، عندما يقف الزائر أمام هذه الوجودات السامية المتجسِّدة في رسول الله(صلى الله عليه وآله)والأئمّة المعصومين(عليهم السلام) يبدأ بتعداد فضائلهم وكمالاتهم، معترفاً بنقصه وآثامه، مصلياً عليهم، آخذاً على نفسه بالإرتباط بهم وبتعاليمهم.

من هنا كان أول شرط في الزيارة هو «التأدّب» وهو لا يتأتّى إلاَّ بمعرفتهم وحبّهم. وان للمثول بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) والأئمّة آداب ظاهرية وباطنية، وقد جاء في الروايات الكثيرة منها، إلاَّ أننا نكتفي بالاشارة إلى بعضها:

1 ـ الغسل والتطهر قبل الدخول إلى المزار، ويستحب قبل الإغتسال للزيارة أن يدعو بهذا الدعاء: «بسْم الله وَبالله، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم وَآفَة وَعاهَة، اللَّهُمَّ طَهِّرْ بهِ قَلْبي وَاشرَحْ به صَدِري، وَسَهِّل لِي بهِ أمْرِي».



2 ـ لبس النظيف من الثياب، واستعمال الطيب.

3 ـ المشي بسكينة ووقار، وخضوع وخشوع، وترك فضول الكلام.
4 ـ تسبيح الله وتهليله والثناء عليه في طريقه إلى الحرم، والصلاة على محمد وآله(عليهم السلام).

5 ـ الوقوف بباب الحرم والدعاء، والاستئذان للدخول، والسعي في تحصيل رقّة القلب وخشوعه، من خلال استحضار عظمة صاحب القبر وأنّه يرانا ويسمع كلامنا ويرد سلامنا.

6 ـ تقديم الرجل اليمنى عند الدخول، واليسرى عند الخروج، كما هو الحال بالنسبة لسائر المساجد.

7 ـ الوقوف أمام الضريح وقراءة الزيارة.

8 ـ الاستشفاع بصاحب القبر إلى الله لرفع الحاجة وقضائها.

9 ـ القيام عند الزيارة إذا لم يكن معذوراً أو ضعيفاً.

10 ـ أداء ركعتي صلاة الزيارة في الحرم المطهر، وفي زيارة الأئمّة(عليهم السلام)الوقوف ممايلي الرأس أفضل، وبعد الصلاة يدعو بالمأثور ويطلب حاجته ويتلو القرآن بترتيل وطمأنينة وإهداء ثوابها إلى ذلك المعصوم(عليه السلام).

إذن الدخول للزيارة
يستحب للزائر أن يستأذن للدخول إلى الحرم، فقد ذكر الشيخ الكفعمي: إذا أردت الدخول إلى حرم رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو أحد المشاهد المشرفة، فقل: «اَللّـهُمَّ اِنّي وَقَفْتُ عَلى باب مِنْ اَبْوابِ بُيُوتِ نَبيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ الِهِ وَ قَدْ مَنَعْتَ النّاسَ اَنْ يَدْخُلوُا اِلاّ باِذْنِهِ فقُلْتَ (يا اَيُّهَا الَّذينَ امَنُوا لا تَدْخُلـُوا بُيُوتَ النَّبِّىِ اِلاّ اَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ)(144) اَللّـهُمَّ اِنّى اَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّريفِ في غَيْبَتِهِ كَما اَعْتَقِدُها في حَضْرَتِهِ وَ اَعْلَمُ اَنَّ رَسُولَكَ وَ خُلَفآئَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اَحْيآءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ يَرَوْنَ مَقامي وَ يَسْمَعُونَ كَلامي وَ يَرُدُّونَ سَلامي وَ اَ نَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ وَ فَتَحْتَ بابَ فهْمي بلَذيذِ مُناجاتِهِمْ وَ اِنّي اَسْتَاذِنُكَ يا رَبِّ اَوَّلاً وَاَسْتَاْذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثانِياً وَ اَسْتَاْذِنُ خَليفَتَكَ الاِْمامَ الْمَفْروُضَ عَلَىَّ طـاعَتُهُ فُلانَ بْنَ فُلان».

وبدلاً من فلان بن فلان أذكر إسم الإمام الذي تنوي زيارته مع إسم أبيه، فإن كنت تنوي زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) فقل: «الحسين بن عليّ(عليه السلام)»، وإن نويت زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) فقل: «علي بن موسى الرضا(عليه السلام)»، وهكذا، ثم قل: «وَالْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلينَ بهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ ثالِثاً ءَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ ءَاَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللهِ ءَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُقَرَّبينَ الْمُقيمينَ في هذَا الْمَشْهَدِ فَاْذَنْ لي يا مَوْلايَ في الدُّخُولِ اَفْضَلَ ما اَذِنْتَ لاَِحَد مِنْ اَوْلِيآئِكَ فاِنْ لَمْ اَكُنْ اَهْلاً لِذلِكَ فاَنْتَ اَهْلٌ لِذلِكَ».

وبعد، قبِّل البقعة المباركة عند الدخول وقل:

«بسْمِ اللهِ وَ باللهِ وَ فى سَبيلِ اللهِ وَ عَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَ تُبْ عَلَيَّ اِنَّكَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ».

كيفية الزيارة

كيفية زيارة الرسول(صلى الله عليه وآله) أنه إذا دخلت المسجد تقف عند أحد أبوابه، وتقرأ إذن الدخول، ثم تدخل من باب جبرائيل مُقدّماً رجلك اليمنى، ثم تقول: «الله أكبر» (مئة)، ثم تصلي ركعتي تحية المسجد، ثم تتوجه إلى الحجرة الشريفة ولتقف هناك وتقول: «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ياخاتَمَ النَّبِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وَاَقَمْتَ الصَّلوةَ وَاتَيْتَ الزَّكوةَ وَاَمَرْتَ بالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ عَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتيكَ الْيَقينُ فصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَ عَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ».

ثم يقف عند الاسطوانة(145) المتقدمة إلى يمين القبر، مستقبلاً القبلة بحيث يحاذي القبر بكتفه الأيسر، والمنبر بكتفه الأيمن، وهو موضع رسول الله(صلى الله عليه وآله)ويقول:

«اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى اَتيكَ الْيَقينُ بالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَاَدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ وَ اَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بالْمُؤْمِنينَ وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ فَبَلَّغَ اللهُ بكَ اَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذيِ اِسْتَنْقَذَنا بكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اَللّـهُمَّ فاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ وَاَنْبيآئِكَ الْمُرْسَلينَ وَعِبادِكَ الصّالِحينَ وَاَهْلِ السَّمواتِ وَالاَْرَضينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْ خِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَببِبكَ وَصَفِيِّكَ وَخآصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبطُهُ بهِ الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ: (وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جآؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً)(146) وَاِنّي اَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِرًا تآئِباً مِنْ ذُنُوبي وَ اِنّي اَتَوَجَّهُ بكَ اِلَى اللهِ رَبّي وَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَلي ذُنُوبي».

وإذا كانت له حاجة جعل القبر الشريف خلف منكبه مستقبلاً القبلة، رافعاً يديه بالدعاء طالباً حاجته، عسى أن تستجاب له إن شاء الله، روى ابن قولويه بسند معتبر عن محمد بن مسعود أنّه قال: رأيت الإمام الصادق(عليه السلام)وقد دخل على قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله)فوضع يده الشريفة على القبر وقال: «اَسْئَلُ اللهَ الَّذِي اجْتَباكَ وَاخْتارَكَ وَ هَداكَ وَ هَدى بكَ اَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ».

وبعد قل:

بعض مستحبات مسجدالنبي(صلى الله عليه وآله)

(اِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ يا اَيُّهَا الَّذينَ امَنُوا صَلّوُا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً)(147).

صلاة الزيارة والدعاء بعدها
ثم يصلي ركعتين للزيارة، ويهدي ثوابها إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله)، ويقول: «الَلّهُمَّ إنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَك، وَحْدَك لاشريكَ لَكَ لإنَّ الصَّلاة وَالرُّكوعَ وَالسجُودَ لا تَكُونُ إلاّ لَكَ، لإنَّكَ أَنْتَ الله الَّذِي لاإلهَ إلاَّ أنْتَ، الَلَّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي إلى سَيِّدي وَمَولايَ رَسُولِ الله(صلى الله عليه وآله)، فَتَقَبَّلْهُما مِنّي بأحْسَنِ قبُولِكَ، وَأجُرنِي عَلى ذلِكَ بَافْضَلِ أمَلي، وَرَجاءي فيكَ وَفي رَسُولِكَ، يا وَلِيَّ المُؤمنينَ».

بعض مستحبات مسجد النبي(صلى الله عليه وآله)
الدعاء في الروضة الشريفة

أكثر من الصلاة في مسجد النبيّ، فإن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره، خصوصاً بين القبر والمنبر، إذ ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنه قال: «مابين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة». وحدودها من القبر الشريف إلى موضع المنبر طولاً، ومن المنبر إلى الاسطوانة الرابعة عرضاً، ويستحب في هذه الروضة قراءة هذا الدعاء: «اَللّهُمَّ إنَّ هذِهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ جَنَّتِكَ، وَشُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ رَحْمَتِكَ، الَّتِي ذَكَرَها رَسوُلُكَ وَأَبانَ عَنْ فَضْلِها، وَشَرَفِ التَّعَبُّدِ لَكَ فِيَها، فَقَدْ بَلَّغْتَنِيها فِي سَـلامَةِ نَفْسِي، فَلَكَ الحَمْدُ ياسَيِّدي عَلَى عَظِيمِ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ، وَعَلَى ما رَزَقْتَنِيِه مِنْ طاعَتِكَ، وَطَلَبِ مَرْضاتِكَ، وَتَعْظِيمِ حُرْمَةِ نَبِيِّكَ، بَزِيارَةِ قَبْرِهِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ، وَالتَّرَدُّد فِي مَشاهِدِهِ وَمَواقِفِهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا مَوْلايَ، حَمْداً يَنْتَظِمُ بهِ مَحامِدُ حَمَلَةِ عَرْشِكَ، وَسُكّانِ سَمواتِكَ لَكَ، وَيَقْصُرُ عَنْهُ حَمْدُ مَنْ مَضى، وَيَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ بَقِيَ مِنْ خَلْقِكَ لَكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلايَ، حَمْدَ مَنْ عَرَفَ الْحَمْدَ لَكَ، وَالتَّوفِيقَ لِلْحَمْدِ مِنْكَ، حَمْداً يَمْـلاَُ ما خَلَقْتَ وَيَبْلُغُ حَيْثُ ما أَرَدْتَ، وَلا يَحْجُبُ عَنْكَ وَلا يَنْقَضِي دُونَكَ، وَيَبْلُغُ أَقْصى رِضاكَ وَلا يَبْلُغُ آخِرَهُ أوائِلُ مَحامِدِ خَلْقِكَ لَكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ ما عَرَفْتُ الْحَمْدَ، وَاَعْتَقِدُ الْحَمْدَ، وَجُعِلَ ابِتْداءُ الْكَـلامِ الْحَمْدُ، يا باقِيَ الْعِزِّ وَالعَظمَةِ، وَدائِمَ السُّلْطانِ وَالْقُدْرَةِ وشَدِيدَ البَطْشِ وَالْقُوَّةِ، وَنافِذَ الأَمْرِ وَالاْرادَةِ، وَواسِعَ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ، وَرَبَّ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، كَمْ مِنْ نِعْمَة لَكَ عَلَيَّ يَقْصُرُ عن اَيْسَرِها حَمْدِي، وَلا يَبْلُغُ اَدْناها شُكْرِي، وَكَمْ مِنْ صَنائِعَ مِنْكَ إلَيَّ لا يُحِيطُ بكَثِيرِها وَهْمِي، وَلا يُقَيِّدُها فِكْرِي، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى نَبيِّكَ الْمُصطَفْى، بَيْنَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً وَخَيْرِها شابّاً وَكَهْلاً، اَطْهَرِ المُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَاَجْوَدِ الْمُسْتَمِرِّينَ دِيمَةً، وَأَعْظَمِ الْخَلْقِ جُرْثُومَةً، الَّذي أَوْضَحْتَ بِهِ الدَّلالاتِ، وأَقَمْتَ بِهِ الرِّسالاتِ، وَخَتَمْتَ بهِ النُّبُوّاتِ، وَفَتَحْتَ بهِ الْخَيْراتِ، وَأَظْهَرتَهُ مَظْهَراً، وَابْتَعَثتَهُ نَبيّاً وَهادِياً آمِيناً مَهْدِيّاً، وَداعِياً إلَيْكَ، وَدالاًّ عَلَيْكَ، وَحُجَّةً بَيْنَ يَدَيْكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْمَعْصُومِينَ مِنْ عِتْرَتِهِ وَالطَّيِّبِينَ مِنْ أُسْرَتِهِ، وَشَرِّفْ لَدَيْكَ بهِ مَنازِلَهُمْ، وَعَظِّمْ عِنْدَكَ مَراتِبَهُم، وَاجْعَلْ فِي الرَّفيقِ الأَعْلى مَجالِسَهُمْ، وَأرْفَعْ إلى قُرْبِ رَسُولِكَ دَرَجاتِهِمْ، وَتَمِّمْ بِلِقائِهِ سُرُورَهُمْ، وَوَفِّرْ بمَكانِهِ أُنسَهُمْ».

استحباب الصلاة والدعاء في المدينة المنورة ومسجدالنبي(صلى الله عليه وآله)

الدعاء والصلاة عند اسطوانة التوبة

صلّ ركعتين عند اسطوانة ابي لبابة المعروفة باسطوانة التوبة([148]) ثم تدعو بعدها بهذا الدعاء: «بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اَللّهُمَّ لاتُهِنِّي بِالْفَقْرِ، وَلا تُذِلَّنِي بِالدَّيْنِ، وَلا تَرُدَّنِي إلَى الْهَلَكَةِ، وَاعْصِمْنِي كَيْ اَعَتَصِمَ، وَاَصْلِحْنِي كَيْ اَنْصَلِحَ، وَاهْدِنِي كَيْ اَهْتَدِيَ، الَلّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى اجْتِهادِ نَفْسِي، وَلا تُعَذِّبْنِي بِسُوءِ ظَنِّي، وَلا تُهْلِكْنِي وَاَنتَ رَجاءِي، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَغْفِرَلِي وَقَدْ اَخْطَأتُ، وَأْنْتَ اَهْلٌ أَنْ تَعْفُوَ عَنِّي وَقَدْ اَقْرَرْتُ، وَأَنْتَ اَهْلٌ أَنْ تُقِيلَ وَقَدْ عَثِرتُ، وَأَنتَْ اَهْلٌ أنْ تُحْسِنَ وَقَدْ أَسَأْتُ، وَأَنْتَ اَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ، فَوَفِّقْنِيَ لِما تُحِبُّ وَتَرْضى، وَيَسِّرْ لِيَ اليَسِيَر، وَجَنِّبْنِي كُلَّ عَسِير، اَللّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْحَلالِ عَنِ الْحَرامِ، وَبالطَّاعاتِ عَنِ الْمَعاصِي، وَبِالغِنى عَنِ الْفَقْرِ، وَبِالجَنَّةِ عَنِ النّار، وَبِالأَبْرارِ عَنِ الفُجّارِ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ».

ثم اطلب حاجتك، عَسَى الله أن يستجيبها لك.

استحباب الصلاة والدعاء في المدينة المنورة ومسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله)

يستحب الصيام ثلاثة أيام في المدينة المنورة لقضاء الحاجة حتى للمسافر، والأحوط وجوباً إيقاعه في الأربعاء والخميس والجمعة. وتستحب الصلاة في ليلة الأربعاء ونهاره قريباً من أسطوانة أبي لبابة، والصلاة في ليلة الخميس ونهاره عند الاسطوانة المقابلة لها، وفي ليلة الجمعة ونهاره عند الاسطوانة المحاذية لمحراب الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وأن يسأل الله قضاء حاجاته الدنيوية والأخروية، وأن يدعو فيما يدعو بهذا الدعاء: «اللّهُمَّ ماكانَتْ إلَيْكَ مِنْ حاجَة شَرَعْتُ اَنَا فِي طَلَبِها اَوِ الِْتماس اَوْ لَمْ اَشْرَعْ، سَاَلْتُكَها اَوْ لَمْ اَساَلْكَها، فَانِّي اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ، فِي قَضاءِ حَوائِجِي صَغِيرِها وَكَبِيرِها، اللّهُمَّ اِنِّي أسْئَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ، وَجَمِيعِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمِّد، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ تَفَعَلَ بِي كَذا وَكَذا».

وأن يطلب حاجـته بدلاً من قول: «كذا وكذا» عسى أن يُستـجاب له إن شاء الله.

الصلاة والدعاء في مقام جبرائيل

تُستحب الصلاة والدعاء في مقام جبرائيل، وهو المقام الذي كان يطلب فيه جـبرائيل الإذن من النبيّ(صلى الله عليه وآله) عند نزوله عليه، ويقع تحت الميزاب الواقع فوق باب السيدة الزهراء(عليها السلام)، وهو الذي تقول بعض الروايات انه قبرها، وهو الباب المحاذي لقبره(صلى الله عليه وآله)، ثمّ يقول بعد الصلاة: «يا مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ، وَمَـلأَها جُنُوداً مِنَ الْمُسبِّحِينَ لَهُ مِنْ مَـلائِكَتِهِ، وَالْمُمَجِّدِينَ لِقُدْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَاَفْرَغَ عَلَى اَبْدانِهِمْ حُلَلَ الْكَراماتِ، وَاَنْطَقَ اَلْسِنَتَهُمْ بِضُرُوبِ اللُّغاتِ، وَاَلْبَسَهُمْ شِعارَ التَّقْوى، وَقَلَّدَهُم قَلائِدَ النُّهى، وَجَعَلَهُمْ اَوْفَرَ اَجْناسِ خَلْقِهِ مَعْرِفَةً بِوَحْدانِيَّتِهِ وَقُدْرَتِةِ وَجَلالتِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَاَكْمَلَهُمْ عِلْماً بِهِ، وَأَشَدَّهُمْ فَرَقاً، وَأَدْوَمَهُمْ لَهُ طاعَةً وَخُضُوعاً وَأستِكانَةً وَخُشُوعاً، يامَنْ فَضَّلَ الأَمِينَ جَبْرَئيلَ بِخصائِصِهِ وَدَرَجاتِهِ وَمَنازِلِهِ، وَأخْتارَهُ لِوَحْيِهِ وَسِفارَتِهِ وعهْدِهِ وَأَمانَتِهِ، وَاِنْزالِ كُتُبِهِ وَأَوامِرِهِ عَلَى اَنْبِيائِهِ وَرُسُلهِ، وَجَعَلَهُ واسِطَةً بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَهُمْ، اَسْئَلُكَ اَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَعَلى جَمِيع مَلائِكَتِكَ وَسُكّانِ سَمواتِكَ، اَعْلَمِ خَلْقِكَ بِكَ، وَأَخْوَفِ خَلْقِكَ لَكَ، وَاَقْرَبِ خَلْقِكَ مِنْكَ، وَاَعْمَلِ خَلْقِكَ بِطاعَتِكَ، الَّذِينَ لايَغْشيهُم نوْمُ الْعُيُونِ، وَلا سَهْوُ الْعُقُولِ، وَلا فَتْرَةُ الأَبْدانِ، المُكَرَّمِينَ بِجِوارِكَ، وَالمُؤتَمَنِينَ عَلى وَحْيِكَ، الُْمجْتَنَبيِنَ الآفاتِ، وَالْمُوقِينَ السَّيِئاتِ، اللّهُمَّ وَاخْصُصِ الرُّوحَ الأَمِينَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ باَضْعافِها مِنْكَ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَطَبَقاتِ الكَرُّوبِيّينَ والرُّوحانِيِّينَ، وَزِدْ فِي مَراتِبِهِ عِنْدَكَ، وَحُقُوقِهِ الَّتِي لَهُ عَلى أَهْلِ الأَرْضِ، بِما كانَ يَنْزِلُ بِهِ مِنْ شَرائِعِ دِيِنِكَ، وَما بَيَّنْتَهُ عَلى السِنَةِ اَنْبِيائِكَ، مِنْ مُحَلَّلاتِكَ ومُحَرَّماتِكَ، اللّهُمَّ أَكثِرْ صَلَواتِكَ عَلى جَبْرَئيلَ، فَإنَّهُ قُدْوَةُ الأَنْبِياءِ، وَهادِي الأَصْفِياءِ وَسادِسُ أَصْحابِ الكِساءِ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ وُقُوفِي فِي مَقامِهِ هذا سَبَباً لِنِزُولِ رَحْمَتِكَ عَلَيَّ، وَتَجاوُزِكَ عَنِّي، (رَبَّنا اِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادي لِـلاْيمانِ، اَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَـآمَنّا، رَبَّنا فَأغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَكَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأَبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلَى رُسُلِكَ، وَلا تُخْزِنا يَوْمَ القِيامَةِ، إِنَّكَ لاتُخْلِفُ المِيعادَ)([149])، أَيْ جَوادُ أيْ كَرِيمُ، أيْ قَرِيْبُ أيْ بَعِيدُ، أَسئَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، وَأنْ تُوَفِّقَنِي لِطاعَتِكَ، وَلا تُزِيلَ عَنِّي نِعْمَتَكَ، وَاَنْ تَرْزُقَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَتُوَسِّعَ عَليَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَتُغْنِيَني عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ، وَتُلهِمَني شُكْرَكَ وَذِكْرَكَ، وَلا تُخَيِّبَ يا رَبِّ دُعائِي، وَلا تَقْطَعَ رَجائِي، بِمحُمَّد وَآلـهِ». ويقول: «وَأَسْئَلُكَ بِاَنَّكَ أَنْتَ الله لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيءٌ، اَنْ تَعْصِمَنِي عَنِ المَهالِكِ، وأنْ تُسَلِّمَنِي مِنْ آفاتِ الدُّنْيا وَالآخرةِ، وَوَعْثاءِ السَّفَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَاَنْ تَرُدَّنِي سالِماً إلى وَطَنِي، بَعْدَ حَجٍّ مَقْبُول وَسَعْي مَشكُور وعَمَل مُتَقَبَّل، وَلا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ حَرَمِكَ وَحَرَمِ رَسُولِكَ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِـهِ».

وروي عن الإمام الصادق(عليه السلام) الحضور في مقام جبرائيل، وأن يقول: «اَيْ جَوادُ اَيْ كَرِيمُ، اَيْ قَرِيبُ اَيْ بَعِيدُ، اَسَئَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيِتِه، وَاَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ».

زيارة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
إنّ للسيدة الزهراء(عليها السلام) مقاماً رفيعاً عند الله تعالى، وأن لزيارتها أجراً كبيراً، فقد روى العلامة المجلسي في مصباح الأنوار، قالت فاطمة الزهراء(عليها السلام): أخبرني ابي وقال: من صلى عليك غفر الله تعالى له وألحقه بي في الجنة.

وذكر الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام: أن ماذكر في فضل زيارة الزهراء(عليها السلام)أكثر من أن يُحصى.

ولدت السيدة فاطمة(عليها السلام) في السنوات الأولى من البعثة، ونشأت في حجر النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وعملت على مساعدة الرسول(صلى الله عليه وآله)، والعناية في أشد مراحل الرسالة، وتزوّجت عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وتوفيت بعد أبيها بخمسة وسبعين يوماً أو بخمسة وتسعين يوماً.

الزيارة الأولى للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)

ولم يعلم موضع قبرها على وجه التحديد، فهناك من يذهب إلى أنه في حرم الرسول(صلى الله عليه وآله)(بين القبر والمنبر)، وهناك من ذهب إلى أنه في بيتها (بالقرب من قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله))، وهناك من ذهب إلى أنّه في البقيع وإلى جوار قبور الأئمّة(عليهم السلام)، والذي يوليه أصحابنا أهتمامهم هو زيارتها في الروضة بجوار قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والأفضل زيارتها في المواضع الثلاثة.

عندما تقف في واحد من هذه المواضع، توجه بالخطاب إلى هذه المعصومة المطهرة وبضعة النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وقل: «اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفِّيِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اَمينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اَفْضَلِ اَنْبِيآءِ اللهِ وَ رُسُلِهِ وَ مَلائِكَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا سِيِّدَةَ نِسآءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللهِ وَ خَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الشَّهيدَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، اَلسـَّلامُ عـَلَيْكِ اَيَّتـُهَا الْفاضِلـَةُ الزَّكِيـَّةُ، اَلسـَّلامُ عـَلَيْكِ اَيَّتـُهَا الْحَوْرآءُ الاِْنْسِيَّةُ، اَلسـَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى بَعْلِكِ وَبَنِيكِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، صَلَّى الله عَلَيْكِ وَعَلَى رُوحِكِ وَبَدَنَك، اَشْهَدُ اَنَّكِ مَضَيْتِ على بَيِّنَة مِنْ رَبِّكِ، وَاَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ الله، وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ الله، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَع رَسُولَ الله، لإِنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ، وَرُوحُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، كَما قَالَ عَلَيْهِ اَفْضَلُ سَـلامِ الله وَاَفْضَلُ صَلَواتِهِ، اُشْهِدُ الله وَرَسُولَهُ اَنِّي راض عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَمَّنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، مُتَبرِّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّاْتِ مِنْهُ، مُوال لِمَنْ والَيْتِ، مُعاد لَمِنْ عادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ اَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ اَحْبَبْتِ، وَكَفْى بِالله شَهِيداً وَحَسِيباً وَجازِياً وَمُثِيباً»

ثم تقول: «اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِالله خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَخَيْرِ الخَلْقِ اَجْمَعِينَ، وَصَلِّ عَلى وَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب أمِيرِ المُؤمِنينَ، وَامامِ الْمُسْلِمِينَ، وَخَيْرِ الْوَصِيِّينَ، وَصَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى سَيِّديْ شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ، الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ، وَصَلِّ عَلى زين العابِدِينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبيِّينَ، وَصَلِّ عَلَى الصّادِقِ عَنِ الله جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وصَلِّ عَلى كاظِمِ الغَيْظِ فِي الله مُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَصَلِّ عَلَى الرِّضا عَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَصَلِّ عَلَى التَّقِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ، وَصَلِّ عَلَى النَّقِيِّ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلَى الزَّكِيِّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَصَلِّ عَلَى الحُجَّةِ القائِمِ بن الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَللّهُمَّ اَحْي بِهِ الْعَدْلَ، وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَزَيِّنْ بِبَقاءِهِ الأَرْضَ، وَأَظْهِرْ به دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لايَسْتَخْفِيَ بِشَيء مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ اَحَد مِنَ الخَلْقِ، وَاجْعلْنا مِنْ اَشْياعِهِ وَاَتْباعِهِ، وَالْمَقْبُولِينَ فِي زُمْرَةِ اَوْلِياءِهِ، يا اَرْحَمَ الرّاحمِينَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، اَلَّذِينَ اَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً».

ثم تصلّي ركعتين وتهدي ثوابها إلى الروح المنوّرة للزهراء(عليها السلام)، ثم ادع بهذا الدعاء: «اَللّهُمَّ اِنّي اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّنا مُحَمَّد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِـهِ، وَبِاَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، وَاَسْئَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظِيمِ الَّذِي لايَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وَأَسئَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظِيمٌ، وَبِاَسْماءِكَ الْحُسْنَى الَّتِي اَمَرْتَنِي اَنْ اَدْعُوَكَ بِها، وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذي اَمَرْتَ بِهِ اِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّـلامُ، اَنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَاجابَتْهُ، وَبِاسِمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي قُلْتَ لِلنّارِ كُونِي بَرْداً وَسَـلاماً عَلى اِبْراهِيمَ، فَكـانَتْ بَرْداً وَسَـلاماً، وَبِاَحَبِّ الأَسْماءِ إلَيكَ وَاَشْرَفِها وَاَعْظَمِها لَدَيْكَ، وَاَسْرَعِها إجابةً وَاَنْجَحِها طَلِبَةً، وَبِما اَنْتَ اَهْلُهُ وَمُستَحِقُّةُ وَمُسْتَوْجِبُهُ، وَاَتَوَسَّلُ إلَيكَ وَاَرْغَبُ اِلَيكَ، وَاَتضَرَّعُ واُلِحُّ عَلَيْكَ، وَاَسئَلُكَ بِكُتُبكَ الَّتِي اَنْزَلْتَها عَلى اَنْبِياءِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، مِنَ التَّوْريةِ والإنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالقُرآنِ الْعَظِيم، فَانَّ فِيهَا اسْمَكَ الأعْظَمَ، وَبِما فِيها مِنْ اَسْماءِكَ العُظمى، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، واَنْ تُفرِّجَ عَنْ آلِ مُحَمَّد وَشِيعَتِهِمْ وَمُحِبِّيهِم وَعَنِّي، وَتَفْتَحَ اَبْوابَ السَّماءِ لِدُعائِي، وَتَرْفَعَهُ فِي عِلِّييّنَ، وَتأذَنَ لِي فِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذِهِ السّاعَةِ بِفَرَجِي وَاِعْطاءِ اَمَلِي وَسُؤْلِي فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا مَنْ لايَعْلَمُ اَحَدٌ كَيْفَ هُوَ وَقُدْرَتَهُ إلاّ هُوَ، يا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ، وَكَبَسَ الأَرْضَ عَلَى الْماءِ، وَاخْتارَ لِنَفْسِهِ اَحْسَنَ الاَْسْماءِ، يامَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالاِسْمِ الَّذِي تُقْضى بِهِ حاجَةُ مَنْ يَدْعُوهُ، اَسْئَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الإسْمِ، فَـلا شَفِيعَ اَقَوى لِي مِنْهُ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي، وَتُسْمِعَ بِمُحَمَّد وَعَليٍّ وَفاطمَةَ وَالْحَسَنِ والْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَمُحمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، والْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ والْحُجَّةِ المُنْتظَرِ لإذْنِكَ، صَلَواتُكَ وَسَلامُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ صَوْتِي لِيَشْفَعُوا لِي إلَيكَ، وَتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ، وَلا تَرُدَّنِي خائباً، بِحَقِّ لا الـهَ إلاّ اَنْتَ».

واطلب حاجتك، عسى أن تستجاب إن شاء الله.

الزيارة الثانية للسيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)

«الَسَّـلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، قَدِ امْتَحَنَكِ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَنَحْنُ لَكِ اَوْلِياءُ صابِرُونَ، وَمُصَدِّقُونَ لِكُلِّ ما أتانا بِهِ اَبُوكِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِـِه، وأتانا بِهِ وَصِيُّهُ، فَإنّا نَسْئَلُكِ إنْ كُنّا صَدَّقْناكِ اِلاّ اَ لْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا اَ نّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ».

ثم تقول: «اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اَمِينِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ، اُشْهِدُ اللهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَلائِكَتَهُ اَ نّى راض عَمَّنْ رَضيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَلى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، مُتَبَرِّىءٌ مِمَّنْ تَبَرَّئْتِ مِنْهُ، مُوال لِمَنْ والَيْتِ، مُعاد لِمَنْ عادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ اَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ اَحْبَبْتِ، وَ كَفى بِاللهِ شَهيداً وَ حَسيباً وَ جازِياً وَ مُثيباً».

ثمّ تصلي ركعتين وتهدي ثوابهما إلى الروح المنوّرة للسيدة الزهراء(عليها السلام)، وتصلّي على محمد وآل محمد، وتطلب حاجتك.

زيارة ائمّة البقيع

إذا أردت زيارة الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) في البقيع، فعليك أن تأتي بآداب الزيارة المتقدّمة (من الغسل والطهارة ولبس النظيف من الثياب واتخاذ الطيب والأذن للدخول وما إلى ذلك)، وقل في إذن الدخول: «يا مَوالِىَّ يا اَبْناءَ رَسُولِ اللهِ، عَبْدُكُمْ وَابْنُ اَمَتِكُمُ الذَّليلُ بَيْنَ اَيْديكُمْ، وَالْمُضْعَفُ فى عُلُوِّ قَدْرِكُمْ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ، جاءَكُمْ مُسْتَجيراً بِكُمْ، قاصِداً اِلى حَرَمِكُمْ، مُتَقَرِّباً اِلى مَقامِكُمْ، مُتَوَسِّلاً اِلَى اللهِ تَعالى بِكُمْ، ءَاَدْخُلُ يا مَوالِيَّ، ءَاَدْخُلُ يا اَوْلِيآءَ اللهِ، ءَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الُْمحْدِقينَ بِهذَا الْحَرَمِ، الْمُقيمينَ بِهذَا الْمَشْهَدِ».

ثم ادخل بعد الخضوع والخشوع مقدّماً رجلك اليمنى وقل: «اَللهُ اَكْبَرُ كَبيراً، وَالْحَمْدُ للهِِ كَثيراً، وَ سُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَ اَصيلاً، وَالْحَمْدُ للهِِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، الْماجِدِ الاَْحَدِ، الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ، الْمُتَطَوِّلِ الْحَنّانِ، الَّذى مَنَّ بِطَوْلِهِ، وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتي بِاِحْسانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْني عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَ مَنَحَ».

ثم أدن من قبورهم المشرّفة مستقبلاً لها، مستدبراً القبلة وقل: «اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَئِمَّةَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَهْلَ التَّقْوى، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْحُجَجُ على اَهْلِ الدُّنْيا، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْقُوّامُ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الصَّفْوَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَهْلَ النَّجْوى، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَ نَصَحْتُمْ وَ صَبَرْتُمْ فى ذاتِ اللهِ، وَكُذِّبْتُمْ وَ اُسْيئَ اِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَ اَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَ اَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ، وَ اَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وَ اَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطـاعُوا، وَ اَنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَ اَرْكانُ الاَْرْضِ، لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللهِ، يَنْسَخُكُمْ مِنْ اَصْلابِ كُلِّ مُطَهَّر، وَ يَنْقُلُكُمْ مِنْ اَرْحامِ الْمُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَ لَمْ تَشْرَكْ فيكُمْ فِتَنُ الاَْهْوآءِ، طِبْتُمْ وَ طابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدّينِ، فَجَعَلَكُمْ فى بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَ جَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا، اِذِ اخْتارَكُمُ اللهُ لَنا، وَ طَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَكُنّا عِنْدَهُ مُسَمّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفينَ بِتَصْديقِنا اِيّاكُمْ، وَ هذا مَقامُ مَنْ اَسْرَفَ وَ اَخْطَاَ وَاسْتَكانَ وَ اَقَرَّ بِما جَنى، وَ رَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَ اَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لى شُفَعآءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ اِلَيْكُمْ اِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ اَهْلُ الدُّنْيا، وَاتَّخَذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً، وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها، يا مَنْ هُوَ قآئِمٌ لا يَسْهُو، وَ دآئِمٌ لا يَلْهُو، وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَيْء، لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَني، وَ عَرَّفْتَنى بِما اَقَمْتَنى عَلَيْهِ، اِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ وَ جَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَ مالُوا اِلى سِواهُ، فَكانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ اَقْوام خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَني بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ اِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فى مَقامى هذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً، فَلا تَحْرِمْني ما رَجَوْتُ، وَ لا تُخَيِّبْني فيـما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّد وَ الِهِ الطّاهِرينَ، وَ صَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد».

ثم ادع بما شئت.

قال الشيخ الطوسي في التهذيب: ثم صل ثماني ركعات للزيارة اي لكل امام ركعتين.

وقد صرّح اكثر العلماء أن أفضل الزيارات لأئمة البقيع(عليهم السلام) هي الزيارة الجامعة الكبيرة.

زيارة الجامعة الكبيرة

روى الصدوق في (من لايحضره الفقيه)([150])، وعيون أخبار الرضا عن موسى بن عبد الله النخعي قال: قلت للامام علي بن محمد النقي(عليهما السلام) علّمني يابن رسول الله قولاً بليغاً كاملاً اقوله إذا زرت واحداً منكم، فقال: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين: «اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَ اَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ».

وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: «الله أكبر» ثلاثين مرة، ثم امشي قليلاً وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثم قف وقل: «الله أكبر» ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرة حتى تكمل مئة تكبيرة.

وربما كان الوجه في ذلك ـ كما قال المجلسي الأول ـ منع الوقوع في الغلو حيث الطباع ميّالة إليه، وعدم الغفلة من عظم الحق سبحانه وتعالى، ثم قل: «اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَ مَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَ مُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ، وَ مَهْبِطَ الْوَحْىِ، وَ مَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَ خُزّانَ الْعِلْمِ، وَ مُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَ اُصُولَ الْكَرَمِ، وَ قادَةَ الاُْمَمِ، وَاَوْلِيآءَ النِّعَمِ، وَ عَناصِرَ الاَْبْرارِ وَ دَعآئِمَ الاَْخْيارِ، وَ ساسَةَ الْعِبادِ، وَ اَرْكانَ الْبِلادِ، وَ اَبْوابَ الاْيمانِ، وَ اُمَنآءَ الرَّحْمنِ، وَ سُلالَةَ النَّبِيّينَ، وَ صَفْوَةَ الْمُرْسَلينَ، وَ عِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ.

اَلسَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى، وَ مَصابيحِ الدُّجى، وَ اَعْلامِ التُّقى، وَذَوِى النُّهى، وَ اُولِى الْحِجى، وَ كَهْفِ الْوَرى، وَ وَرَثَةِ الاَْنْبِيآءِ، وَالْمَثَلِ الاَْعْلى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى، وَ حُجَجِ اللهِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَالاُْولى، وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَحآلِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَ مَساكِنِ بَرَكَةِ اللهِ، وَ مَعادِنِ حِكْمَةِ اللهِ، وَ حَفَظَةِ سِرِّ اللهِ، وَ حَمَلَةِ كِتابِ اللهِ، وَ اَوْصِيآءِ نَبِىِّ اللهِ، وَ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ، اَلسَّـلامُ عَـلَى الـدُّعاةِ اِلَـى الله، وَالاَْدِلاّءِ عَلى مَرْضاتِ الله، وَالْمُسْتَقِرّينَ في اَمْرِ اللهِ، وَالتّامّينَ فى مَحَبَّةِ اللهِ، وَالُْمخْلِصينَ فـى تَوْحيدِ اللهِ، وَالْمُظْهِرينَ لاَِمْرِ اللهِ وَ نَهْيِهِ، وَ عِبادِهِ الْمُكْرَمينَ، الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الدُّعاةِ، وَالْقادَةِ الْهُداةِ، وَالسّادَةِ الْوُلاةِ، وَالذّادَةِ الْحُماةِ، وَ اَهْلِ الذِّكْرِ وَ اُولِى الاَْمْرِ، وَ بَقِيَّةِ اللهِ وَ خِيَرَتِهِ، وَ حِزْبِهِ وَ عَيْبَةِ عِلْمِهِ وَ حُجَّتِهِ وَ صِراطِهِ وَ نُورِهِ وَ بُرْهانِهِ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ.

اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ كَما شَهِدَ اللهُ لِنَفْسِهِ وَ شَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَ اُولُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ، لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيمُ، وَ اَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ وَ رَسُولُهُ الْمُرْتَضى، اَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْـمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ، الْمُطيعُونَ لله، الْقَوّامُونَ بِاَمْرِهِ، الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ، الْفآئِزُونَ بِكَرامَتِهِ، اِصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ، وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَبيكُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَ اَعَزَّكُمْ بِهُداهُ وَ خَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ، وَ اَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَ رَضِيَكُمْ خُلَفآءَ فى اَرْضِهِ، وَ حُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ، وَ اَنْصاراً لِدينِهِ، وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَ خَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَ مُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَ تَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَ اَرْكاناً لِتَوْحيدِهِ، وَ شُهَدآءَ عَلى خَلْقِهِ، وَ اَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَ مَناراً فى بِلادِهِ، وَ اَدِلاّءَ عَلى صِراطِهِ، عَصَمَكُمُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَ طَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَ اَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَ اَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَ مَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَ اَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ، وَ وَكَّدْتُمْ ميثاقَهُ، وَ اَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طـاعَتِهِ وَ نَصَحْتُمْ لَهُ فِى السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَ دَعَوْتُمْ اِلى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَ بَذَلْتُمْ اَنْفُسَكُمْ فى مَرْضاتِهِ، وَ صَبَرْتُمْ عَلى ما اَصابَكُمْ فى جَنْبِهِ، وَ اَقَمْتُمُ الصَّلوةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وَ اَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَ نَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ جاهَدْتُمْ فِى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَ بَيَّنْتُمْ فَرآئِضَهُ، وَ اَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرايِعَ اَحْكامِهِ، وَ سَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَ صِرْتُمْ فى ذلِكَ مِنْهُ اِلَى الرِّضا، وَ سَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضآءَ، وَ صَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى، فَالرّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ، وَاللاّزِمُ لَكُمْ لاحِقٌ، وَالْمُقَصِّرُ فى حَقِّكُمْ زاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَكُمْ، وَ فيكُمْ وَ مِنْكُمْ وَ اِلَيْكُمْ، وَ اَنْتُمْ اَهْلُهُ، وَ مَعْدِنُهُ، وَميراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وَ اِيابُ الْخَلْقِ اِلَيْكُمْ، وَ حِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ، وَ فَصْلُ الْخِطـابِ عِنْدَكُمْ، وَ آياتُ اللهِ لَدَيْكُمْ، وَ عَزآئِمُهُ فيكُمْ، وَ نُورُهُ وَ بُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ، وَ اَمْرُهُ اِلَيْكُمْ، مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والَى اللهَ، وَ مَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ اللهَ، وَ مَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَ مَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، اَنْتُمُ ]السَّبيلُ الاْعْظَمُ و [الصِّراطُ الاَْقْوَمُ، وَ شُهَدآءُ دارِ الْفَنآءِ، وَ شُفَعآءُ دارِ الْبَقآءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالاْيَةُ الَْمخْزُونَةُ، وَالاَْمانَةُ الَْمحْفُوظَةُ، وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النّاسُ، مَنْ اَتيكُمْ نَجى، وَ مَنْ لَمْ يَاْتِكُمْ هَلَكَ، اِلَى اللهِ تَدْعُونَ، وَ عَلَيْهِ تَدُلُّونَ، وَ بِهِ تُؤْمِنُونَ، وَ لَهُ تُسَلِّمُونَ، وَ بِاَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَ اِلى سَبيلِهِ تُرْشِدُونَ، وَ بِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ والاكُمْ، وَ هَلَكَ مَنْ عاداكُمْ، وَ خابَ مَنْ جَحَدَكُمْ، وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ، وَ فازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ، وَ اَمِنَ مَنْ لَجَاَ اِلَيْكُمْ، وَ سَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ، وَ هُدِىَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ، مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَاْويهُ، وَ مَنْ خالَفَكُمْ فَالنّارُ مَثْويهُ، وَ مَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ، وَ مَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ، وَ مَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فى اَسْفَلِ دَرَك مِنَ الْجَحيمِ.

اَشْهَدُ اَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فيما مَضى، وَ جار لَكُمْ فيما بَقِىَ، وَ اَنَّ اَرْواحَكُمْ وَ نُورَكُمْ وَ طينَتَكُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَ طَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْض، خَلَقَكُمُ اللهُ اَنْواراً، فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقينَ، حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ فى بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَ جَعَلَ صَلَواتَنا عَلَيْكُمْ وَ ما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طيباً لِخَُلْقِنا، وَ طَهارَةً لاَِنْفُسِنا، وَ تَزْكِيَةً لَنا، وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنّا عِنْدَهُ مُسَلِّمينَ بِفَضْلِكُمْ، وَ مَعْرُوفينَ بِتَصْديقِنا اِيّاكُمْ، فَبَلَغَ اللهُ بِكُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، وَ اَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ، وَ اَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَ لا يَفُوقُهُ فآئِقٌ، وَ لا يَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَ لا يَطْمَعُ فى اِدْراكِهِ طامِعٌ، حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَ لا نَبِىٌّ مُرْسَلٌ، وَ لا صِدّيقٌ وَ لا شَهيدٌ، وَ لا عالِمٌ وَ لا جاهِلٌ، وَ لا دَنِىٌّ وَ لا فاضِلٌ، وَ لا مُؤْمِنٌ صالِحٌ، وَ لا فِاجِرٌ طالِحٌ، وَ لا جَبّارٌ عَنيدٌ، وَ لا شَيْطانٌ مَريدٌ، وَ لا خَلْقٌ فيما بَيْنَ ذلِكَ شَهيدٌ، اِلاّ عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ اَمْرِكُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ، وَ كِبَرَ شَاْنِكُمْ، وَ تَمامَ نُورِكُمْ وَ صِدْقَ مَقاعِدِكُمْ، وَ ثَباتَ مَقامِكُمْ، وَ شَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَ مَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ، وَ كَرامَتَكُمْ عَلَيْهِ، وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ، بِاَبى اَنْتُمْ وَ اُمّى وَ اَهْلى وَ مالى وَ اُسْرَتى.

اُشْهِدُ اللهَ وَ اُشْهِدُكُمْ اَنّى مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَ بِما آمَنْتُمْ بِهِ، كافِرٌ بَعَدُوِّكُمْ وَ بِما كَفَرْتُمْ بِهِ مُسْتَبْصِرٌ بِشَاْنِكُمْ وَ بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ، مُوال لَكُمْ، وَ لاَِوْلِيآئِكُمْ مُبْغِضٌ لاَِعْدآئِكُمْ وَ مُعاد لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما اَبْطَلْتُمْ، مُطيعٌ لَكُمْ، عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ، مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لاَِمْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، عامِلٌ بِاَمْرِكُمْ، مُسْتَجيرٌ بِكُمْ، زآئِرٌ لَكُمْ، لائِذٌ عآئِذٌ بِقُبُورِكُمْ، مُسْتَشْفِعٌ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ، وَ مُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ، وَ مُقَدِّمُكُمْ اَمامَ طَلِبَتى وَ حَوآئِجى وَ اِرادَتى فى كُلِّ اَحْوالى وَ اُمُورى، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَ عَلانِيَتِكُمْ وَ شاهِدِكُمْ وَ غآئِبِكُمْ وَ اَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَ مُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ، وَ مُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ، وَ قَلْبى لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَرَاْيى لَكُمْ تَبَعٌ، وَ نُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يُحْيِىَ اللهُ تَعالى دينَهُ بِكُمْ، وَ يَرُدَّكُمْ فى اَيّامِهِ، وَ يُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَ يُمَكِّنَكُمْ فى اَرْضِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ غَيْرِكُمْ.

آمَنْتُ بِكُمْ، وَتَوَلَّيْتُ آخِرَ كُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ، وَ بَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدآئِكُمْ وَ مِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَالشَّياطينِ وَ حِزْبِهِمُ الظّالِمينَ لَكُمْ، وَ الْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ، وَالْمارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَالْغاصِبينَ لاِرْثِكُمْ، وَالشّآكّينَ فيكُمْ، وَالْمُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ، وَ مِنْ كُلِّ وَليجَة دُونَكُمْ، وَكُلِّ مُطاع سِواكُمْ، وَ مِنَ الاَْئِمَّةِ الَّذينَ يَدْعُونَ اِلَى النّارِ،
فَثَبَّتَنِىَ اللهُ اَبَداً ما حَييتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَ مَحَبَّتِكُمْ وَ دينِكُمْ، وَ وَفَّقَنى لِطاعَتِكُمْ، وَ رَزَقَنى شَفاعَتَكُمْ، وَ جَعَلَنى مِنْ خِيارِ مَواليكُمُ التّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ، وَ جَعَلَنى مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَ يَسْلُكُ سَبيلَكُمْ، وَ يَهْتَدى بِهُديكُمْ، وَ يُحْشَرُ فى زُمْرَتِكُمْ، وَ يَكِرُّ فى رَجْعَتِكُمْ، وَ يُمَلَّكُ فى دَوْلَتِكُـمْ، وَ يُشَـرَّفُ فى عافِيَتِكُمْ، وَ يُمَكَّنُ فى اَيّامِكُمْ، وَ تَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ، بِاَبى اَنْتُمْ وَ اُمّى وَ نَفْسى وَ اَهْلى وَ مالى، مَنْ اَرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُمْ، وَ مَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ، وَ مَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ، مَوالِىَّ لا اُحْصـى ثَنآئَكُمْ، وَ لا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ، وَ مِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ، وَ اَنْتُمْ نُورُ الاَْخْيارِ، وَ هُداةُ الاَْبْرارِ، وَ حُجَجُ الْجَبّارِ، بِكُمْ فَتَحَ اللهُ، وَ بِكُمْ يَخْتِمُ، وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَ بِكُمْ يُمْسِكُ السَّمآءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الاَْرْضِ اِلاّ بِاِذْنِهِ، وَ بِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ، وَ يَكْشِفُ الضُّرَّ، وَ عِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَ هَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ، وَ اِلى جَدِّكُمْ([151])بُعِثَ الرُّوحُ الاَْمينُ، آتاكُمُ اللهُ ما لَمْ يُؤْتِ اَحَداً مِنَ الْعالَمينَ، طَاْطَاَ كُلُّ شَريف لِشَرَفِكُمْ، وَ بَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّر لِطـاعَتِكُمْ، وَ خَضَعَ كُلُّ جَبّار لِفَضْلِكُمْ، وَ ذَلَّ كُلُّ شَىْء لَكُمْ، وَ اَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِكُمْ، وَ فازَ الْفآئِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ اِلَى الرِّضْوانِ، وَ عَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَ نَفسى وَ اَهْلى وَ مالى، ذِكْرُكُمْ فِى الذّاكِرينَ، وَ اَسْمآؤُكُمْ فِى الاَْسْمآءِ، وَ اَجْسادُكُمْ فِى الاَْجْسادِ، وَ اَرْواحُكُمْ فِى اْلأَرْواحِ، وَ اَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ، وَ آثارُكُمْ فِى الاْثارِ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ، فَما اَحْلى اَسْمآئَكُمْ، وَ اَكْرَمَ اَنْفُسَكُمْ، وَ اَعْظَمَ شَاْنَكُمْ، وَ اَجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَ اَوْفى عَهْدَكُمْ، وَ اَصْدَقَ وَعْدَكُمْ، كَلامُكُمْ نُورٌ، وَ اَمْرُكُمْ رُشْدٌ، وَ وَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى، وَ فِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَ عادَتُكُمُ الاِْحْسانُ، وَ سَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَ شَاْنُكُمُ الْحَقُّ، وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَ قَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ، وَرَاْيُكُمْ عِلْمٌ وَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ، اِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَ اَصْلَهُ وَ فَرْعَهُ وَ مَعْدِنَهُ وَ مَاْويهُ وَ مُنْتَهاهُ، بِاَبى اَنْتُمْ وَ اُمّى وَ نَفْسى.

كَيْفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنآئِكُمْ، وَ اُحْصى جَميلَ بَلائِكُمْ، وَ بِكُمْ اَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ، وَ فَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ، وَ اَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَ مِنَ النّارِ، بِاَبى اَنْتُمْ وَ اُمّى وَ نَفْسى، بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعالِمَ دِينِنا، وَ اَصْلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا، وَ بِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَ عَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَ ائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَ لَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ، وَالْمَقامُ الَْمحْمُودُ، وَالْمَكانُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّاْنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، رَبَّنا آمَنّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً.

يا وَلِىَّ اللهِ، اِنَّ بَيـْنى وَ بيْـنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُـوباً لا يَاْتى عَلَيْها اِلاّ رِضاكُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكُمْ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَ قَرَنَ طـاعَتَكُمْ بِطـاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبى، وَ كُنْتُمْ شُفَعآئى، فَاِنّى لَكُمْ مُطيعٌ، مَنْ اَطـاعَكُمْ فَقَدْ اَطـاعَ اللهَ، وَ مَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَ مَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، اَللّـهُمَّ اِنّى لَوْ وَجَدْتُ شُفَعآءَ اَقْرَبَ اِلَيْكَ مِنْ مُحَمِّد وَ اَهْلِ بَيْتِهِ الاَْخْيارِ الاَْئِمَّةِ الاَْبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعآئى، فَبِحَقِّهِمُ الَّذى اَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ اَسْئَلُكَ اَنْ تُدْخِلَنى فى جُمْلَةِ الْعارِفينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفى زُمْرَةِ الْمَرْحُومينَ بِشَفاعَتِهِمْ، اِنَّكَ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْـمَ الْوَكيلُ
».

زيارة أمين الله

زيارة أمين الله في غاية الاعتبار، وهي مروية في جميع كتب الزيارات، وقد وصفها العـلاّمة المجلسي(قدس سره) أنها أفضل الزيارات من حيث الصدور والمتن والسند، ولابد من الاهتمام بقراءتها في جميع الروضات المشرّفة.

وكيفيّتها كما في أسانيدها المعتبرة عن جابر عن الإمام محمد الباقر(عليه السلام): ان الإمام زين العابدين(عليه السلام) زار أمير المؤمنين(عليه السلام)([152]) فوقف عند قبره وبكى وقال: «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ فى اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَالْمُؤْمِنينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ جاهَدْتَ فِى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتّى دَعاكَ اللهُ اِلى جِوارِهِ، فَقَبَضَكَ اِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَاَ لْزَمَ اَعْدائَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، راضِيَةً بِقَضآئِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ اَوْلِيآئِكَ، مَحْبُوبَةً فى اَرْضِكَ وَسَمآئِكَ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ، شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ، ذاكِرَةً لِسَوابِـغِ آلآئِكَ، مُشْتاقَةً اِلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ اَوْلِيآئِكَ، مُفارِقَةً لاَِخْلاقِ اَعْدائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ».

ثم وضع جنبه الشريف على القبر وقال: «اَللّـهُمَّ اِنَّ قُلُوبَ الُْمخْبِتينَ اِلَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرّاغِبينَ اِلَيْكَ شارِعَةٌ، وَاَعْلامَ الْقاصِدينَ اِلَيْكَ واضِحَةٌ، وَاَفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَاَصْواتَ الدّاعينَ اِلَيْكَ صاعِدَةٌ، وَاَبْوابَ الاِْجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ اَنابَ اِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالاِْغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ، وَالاِْعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَاَعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَاَرْزاقَكَ اِلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ اِلَيْهِمْ واصِلَةٌ، وَذُنـُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوآئِزَ السّآئِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ مُتَواتِرَةٌ، وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظِّمآءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةٌ، اَللّـهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئى، وَاقْبَلْ ثَنآئى، وَاجْمَعْ بَيْنى وَبَيْنَ اَوْلِيآئى، بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلِىّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اِنَّكَ وَلِىُّ نَعْمآئى وَمُنْتَهى مُناىَ وَغايَةُ رَجائى فى مُنْقَلَبى وَمَثْواىَ».

وجاء في كامل الزيارات بعد هذهِ الزيارة: «اَنْتَ اِلهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ، اِغْفِرْ لاَِوْلِيآئِنا، وَكُفَّ عَنّا اَعْدآئَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اَذانا،وَاَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَاَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءْ قَديرٌ».

قال الإمام الباقر(عليه السلام): من قرأ هذه الزيارة من شيعتنا عند قبر الإمام عليّ(عليه السلام)أو أحد الأئمة(عليهم السلام) رفعها الله تعالى له في كتاب من نور وبختم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وتحفظ حتى تسلّم إلى قائم آل محمد(عج)، فيستقبل صاحبها بالبشرى والتحيّة والكرامة إن شاء الله تعالى.

دعاء عالية المضامين

وهو دعاء يدعو به المؤمن بعد زيارة كلّ واحد من الأئمة المعصومين(عليهم السلام)من أبناء أمير المؤمنين(عليه السلام): «اَلّلهُمَّ إنّي زُرْتُ هذَا الاْمامَ مُقِرّاً بِإمامَتِهِ، مُعْتَقِداً لِفَرضِ طاعَتِهِ فَقَصَدْتُ مَشْهْدَهُ بِذُنُوبي وَعُيُوبي، وَمُوبِقاتِ آثامِي وَكَثْرَةِ سَيِّئَاتِي وَخَطايايَ، وَما تَعِرْفُهُ مِنّي، مُسْتَجيراً بِعَفِوكَ، مُستَعيذاً بِحِلْمِكَ، راجِياً رَحْمَتَكَ، لاجِئاً إلى رُكْنِكَ، عائِذاً بِرَأفَتِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِوَلِيِّكَ وَابْنِ أوَلِيائِكَ، وَصَفيِّكَ وَأبْنِ أَصْفِيائِكَ، وأَمِيِنِكَ وَابْنِ اُمَنائِكَ، وخَليفَتِكَ وَابْنِ خُلَفائِكَ، الَّذينَ جَعَلْتَهُمُ الوَسيلَةَ إلى رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ، والذَّريعَةَ إلى رَأفَتِكَ وَغُفْرانِكَ، اللّهُمَّ وَاَوَّلُ حاجَتِي إليْكَ أنْ تَغفِرَ لي ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبي عَلى كَثْرتِهَا، واَن تَعْصِمَني فيما بَقِىَ مِنْ عُمْري، وَتُطَهِّرَ ديني مِمّا يُدَنِّسُهُ ويَشينُهُ وَيُزْري بِهِ، وَتَحْمِيَهُ مِنَ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ وَالفَسادِ وَالشِّرْكِ،وتُثَبِّتَني عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسوُلِكَ وَذُرِّيَّتِهِ النُّجبَاءِ السُّعدآءِ ـ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَرَحَمَتُكَ وَسَلامُكَ وَبَرَكاتُكَ وَتُحْيِيَني ما أحْيَيتَني عَلى طاعَتِهِم وَتُميتَني إذا أَمَتَّني عَلى طاعَتِهِم، وَاَنْ لاتَمْحُوَ مِنْ قَلْبِي مَوَدَّتَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ وَبُغْضَ أعْدأئِهمِ وَمُرافَقَةَ أوْلِيائِهِمْ وَبِرَّهُمْ.

وَأَسْألُكَ يارَبِّ أنْ تَقْبَلَ ذلِكَ مِنّي، وَتُحِبَّبَ إلَيَّ عِبادَتَكَ وَالمُواظَبَةَ عَلَيها وَتُنَشِّطَني لَها، وَتُبغِّضَ إلَىَّ مَعَاصِيَكَ وَمَحارِمَكَ وَتَدْفَعَني عَنْها، وُتَجَنِّبني التَّقْصيرَ في صَلَواتي وَالاْستِهانَةَ بِها وَالتَّراخِيَ عَنْها وَتُوَفِقّني لِتَاْدِيَتِها كَما فَرَضْتَ وَأَمَرتَ بِهِ عَلى سُنَّةِ رَسُولِكَ ـ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ خُضُوعاً وَخُشُوعاً. وَتَشْرَحَ صَدري لإيتاءِ الزَّكـوةِ وَإعْطاءِ الصَّدَقاتِ، وَبذْلِ المَعُروُفِ وَالإحْسانِ إلى شيعَةِ آلِ مُحمَّد(عليهم السلام)وَمُواساتِهِمْ، وَلا تَتَوَفّاني إلاَّ بَعْدَ أنْ تَرْزُقَني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَقبُوُرِ الأئِمِّةِ.

وَأسألُكَ يارَبِّ تَوْبَةً نَصُوحاً تَرْضاها، وَنِيَّةً تَحْمَدُها وَعَمَلاً صالِحاً تَقْبَلُهُ. وَاَنْ تَغْفِرَ لي وَتَرْحَمنَي إذا تَوَفَّيْتَني وَتُهِّوِنَ عَليَّ سَكَراتِ الْمْوَتِ وَتَحشُرَني في زُمْرَةِ مُحَمَّد وَآلِهِ ـ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعلَيْهِمْ وَتُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَتَجْعَلَ دَمْعي غَزيراً في طاعَتِكَ وَعَبْرَتي جارِيَةً فيما يُقَرِّبُني مِنْكَ، وَقلَبْي عَطُوفاً عَلى أوْلِيائِكَ، وَتَصُونَني في هذهِ الدُّنْيا مِنَ الْعَاهاتِ وَالافاتِ وَالاَْمْراضِ الشَّديدَةِ والاْسْقامِ المُزْمِنَةِ وَجَميعِ أنْواعِ البَلاءِ وَالْحَوادِثِ، وَتَصْرِفَ قَلْبي عَنِ الْحَرامِ، وَتُبَغِّضَ إليَّ مَعاصِيَكَ، وَتُحبِّبَ إليَّ الْحَلالَ وَتَفْتَحَ لي أبْوابَهُ وَتُثَبِّتَ نِيَّتي وَفِعْلي عَلَيْهِ، وَتَمُدَّ في عُمْرِي، وَتُغِلْقَ أبْوابَ الِْمحَنِ عَنّي، وَلا تَسْلُبنَي ما مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَلا تَسْتَرِدَّ شَيْئاً مِمّا أحْسَنْتَ بِهِ إليَّ، وَلا تنْزِعَ مِنِّي النِعَّمَ الَّتي أنْعمَتَ بِها عَلَيَّ، وَتَزيدَ فيما خَوَّلتَني وَتُضاعِفَهُ أضْعافاً مُضاعَفَةً، وَتَرْزُقَني مالاً كَثيراً واسِعاً سائِغاً هَنيئاً نامِياً وافِياً، وَعِزّاً باقِياً كافِياً، وَجاهاً عَريضاً مَنيعاً، وَنِعْمَةً سابِغَةً عامَّةً، وَتُغْنِيَني بِذلِكَ عَنِ الْمَطَالِبِ الْمُنَكَّدَةِ وَالْمَوارِدِ الصَّعْبَةِ، وَتُخَلِّصَني مِنْها مُعـافاً فِي ديني وَنفَسي وَوَلَدي وَمـا أَعْطَيْتَني وَمَنَحْتَني، وَتَحْفَظَ عَلَيَّ مالي وَجَميعَ ماخَوَّلتَني وَتقْبِضَ عَنّي أيْدِي الْجَبابِرَةِ، وَتَرُدَّني إلى وَطَني، وَتُبلِغَّني نِهايَةَ أَمَلي في دُنْيايَ وَآخِرَتي، وَتَجْعَلَ عاقِبَةَ أمْري مَحْمُودَةً حَسَنَةً سَليمَةً، وَتَجْعَلَني رَحيبَ الصَّدْرِ، واسِعَ الحالِ، حَسَنَ الْخُلْقِ، بَعيداً مِنَ البُخْلِ وَالْمَنْعِ والنِّفاقِ وَالْكِذْبِ وَالْبَهْتِ وَقَوْلِ الزّوُرِ، وَتُرْسِخَ فِي قَلْبي مَحَبَّةَ مُحمَّد والِ مُحَمّد وَشيعَتِهِمْ، وَتَحْرُسنَي يارَبِّ فِي نَفْسِى وَأَهْلِي وَمالي وَوَلَدي وَأهْل حُزانَتي وَإخْواني وَاَهْلِ مَوَدَّتي وَذُرِّيَّتي بِرَحْمتِكَ وَجُودِكَ.

الَلَّهُمَّ هذِه حاجاتي عِنْدَكَ وَقَدِ اسْتَكْثَرتُها لِلُؤمْى وَشُحّي وَهِيَ عِنْدَكَ صَغيرةٌ حَقيَرةٌ وَعَلَيكَ سَهْلَةٌ يَسيَرةٌ فَأَسْأَلُكَ بِجاهِ مُحَمّد وآلِ مَحَمَّد ـ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السَّلامُ عِنْدَكَ وَبِحَقّهم عَلَيْكَ وَبِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ وَبِسائِرِ اَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَاَصْفِيائِكَ وَأَوْلِيائِكَ الُمخْلَصِينَ مِنْ عِبادِكَ وَبِاسْمِكَ الاَْعظَمِ الأَعْظَمِ لَمّا قَضَيتَها كُلَّها وَاَسْعَفتَني بِها وَلَم تُخَيّبْ أَمَلي وَرَجائِي.

الَلّهُمَّ وَشَفِّعْ صاحِبَ هذَا القَبْرِ فيَّ، يا سَيِّدي يا وَلِيّ الله يا أمَينَ الله أسْألُكَ أنْ تَشْفَعَ لي إلَى الله عَزَّ وَجَلَّ في هِذهِ الْحاجاتِ كُلِّها بِحَقِّ أبائِكَ الطّاهِرينَ وَبِحَقَّ أَوْلادِكَ المُنتَجَبينَ فَإنَّ لَكَ عِنْدَ الله ـ تَقَدَّسَتْ أَسْمائُهُ المَنِزْلَةَ الشَّريفَةَ وَالْمَرْتَبَةَ الْجَليلَةَ وَالـجاهَ العَريضَ، الَلّهُمَّ لَوْ عَرَفْتُ مَنْ هُوَ أوْجَهُ عِنْدَكَ مِنْ هذَا الاْمامِ وَمِنْ ابآئِهِ وَاَبنائِهِ الطّاهِرينَ ـ عَلَيهِمُ السَّلامُ وَالصَّلوةُ لَـجَعَلتُهُمْ شُفعآئي وَقَدَّمْتُهُم اَمامَ حاجَتي وَطَلِباتي هذِهِ، فَاسْمَعْ مِنّي وَاسْتَجِبْ لي وَافْعَلْ بي ماأنْتَ أهْلُهُ ياأرحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّهُمَّ وَما قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْئَلَتي وَعَجَزَتْ عَنْهُ قُوَّتى وَلَم تَبْلُغْهُ فِطنَتى مِنْ صالِحِ دِيني وَدُنْياىَ وَاخِرَتي فَامْنُنْ بِهِ عَلَيَّ، وَاحْفَظْني وَاحْرُسْني، وَهَبْ لي، وَاغْفِرْ لي وَمَن أَرادَني بِسُوء أَوْ مَكْرُوه مِنْ شَيْطان مَريد اَوْ سُلْطان عَنيد أوْ مُخالف في دين أَوْ مُنازِع في دُنيا أوْ حاسِد عَلَيَّ نِعْمَةً أوْ ظالِم أوْ بَاغ فَاقْبِض عَنّي يَدَهُ، وَاصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُ، وَأشْغَلهُ عَنّي بْنَفسِهِ، وَاكْفِني شَرَّهُ وَشَرَّ أتْباعِهِ وَشَياطينِهِ، وَأَجِرني مِنْ كُلِّ مايَضُرُّني وَيُجْحِفُ بي، وَأَعطِني جَميعَ الخَيْرِ كُلِّهِ مِمَّا أَعْلَمُ وَمِمّا لا أَعْلَمُ.

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد، وَاغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلإخْواني وَأخَواتي وَاَعْمامي وَعَمّاتي وَاَخْوالي وَخالاتِي وَأجدادي وَجَدّاتى وَاَولادِهِمْ وَذَراريهِمْ وَاَزواجي وَذُرِّيّاتي وَاَقرِبآئي وَاَصْدِقآئي وَجيراني وَاِخْواني فيكَ مِنْ اَهْلِ الشَّرْقِ وَالغَربِ وَلِجميعِ اَهْلِ مَوَدَّتي مِنَ الْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمناتِ الأَحْيآء مِنهُمْ وَالأَمواتِ وَلِجميعِ مَنْ عَلَّمَني خَيراً أَوْ تَعَلَّمَ مِنّي عِلْماً، اَللّهُمَّ اَشْرِكْهُمْ في صالِحِ دُعآئي وَزِيارَتي لِمَشْهَدِ حُجَّتِكَ وَوَليِّكَ، وَاَشرِكني في صالِحِ اَدْعِيَتِهم بِرَحْمَتِكَ ياأرَحَمَ الرَّاحِمينَ وَبَلِّغ وَلِيَّكَ مِنهُمُ السَّلامَ.
وَالسَّلامُ عَلَيْكَ ورَحَمَةُ الله وبَرَكاتُهُ يا سَيِّدي يا مَوْلايَ يا «فُلانَ بن فُلان»([153]) صَلَّى الله عَلَيكَ وَعَلى رُوحِكَ وبَدَنِكَ، أنْتَ وَسيلَتي إلَى الله وَذَريعَتي إلَيْهِ، وَليَ حَقُّ مُوالاتِي وَتَاميلي فَكُنْ شَفيعي إلَى الله عَزَّ وَجَلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلى قِصَّتي هذهِ وَصَرْفي عَنْ موْقِفي هذا بِالنُّجْحِ بِما سَأَلتُهُ كُلِّهِ بِرَحمَتِهِ وقُدْرَتِهِ، اَللّهُمَّ أرْزُقني عَقلاً كامِلاً وَلُبّاً راجِحاً وَعِزّاً باقِياً وَقَلباً زَكِيّاً وَعَمَلاً كَثيراً وَأَدَباً بارِعاً وَأجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لي وَلا تَجْعَلهُ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ
».

زيارة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)([154])

الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجةَ الْكُبْرى،الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا اَمِينَ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا صِراطَ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا لِسانَ حِكْمَةِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا ناصِرَ دِينِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السَّيِّدُ الزَّكِيُّ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا الْبَرُّ التَّقِيُّ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْقائِمُ الأَمِينُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا العالِمُ بِالتَّنْزِيلِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْهادِي الْمَهْدِيُّ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْباهرُ الخَفِيُّ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الطّاهِرُ الزَّكِيُّ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الحَقُّ الحَقيِقُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا مَولايَ يَا اَبا مُحَمَّد الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

زيارة الإمام زين العابدين(عليه السلام)([155])

الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا زَيْنَ الْعَابِديِنَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا زَيْنَ الْمُتَهَجِّدِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا اِمامَ المَتَّقِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ المُسْلِمِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا قُرَّةَ عَيْنِ النّاظِرينَ الْعارِفِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا وصِيَّ الوَصِيّينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا خازِنَ وَصايا الْمَرْسَليِنَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا ضَوْءَ المُسْتَوْحِشِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ([156]) يا نُورَ الُْمجَتَهِدينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا سِراجَ المُرْتاضِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا ذخِيرَةَ الْمُتعَبِّدينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا مِصْبَاحَ الْعالَمِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا سفينَةَ الْعِلْمِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا سَكِينَةَ الْحِلْمِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا مِيزانَ الْقِصاصِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا سَفِينَةَ الخلاصِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا بَحْرَ النَّدى، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا بَدْرَ الدُّجى، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاَوّاهُ الحَلِيمُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصّابِرُ الحَكِيمُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا رَئيسَ الْبَكّائِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا مِصْباحَ المُؤمِنِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يَا مَولايَ يا أبا مُحَمَّد، اَشْهَدُ اَنَّكَ حُجَّةُ الله وَابْنُ حُجَّتِهِ وَاَبُو حُجَجِهِ، وَابْنُ اَمِينِه وَابْنُ اُمَناءِهِ، وَاَنَّكَ ناصَحْتَ فِي عِبادَةِ رَبِّكَ، وَسارَعْتَ فِي مَرْضاتِه، وَخَيَّبْتَ اَعْداءهُ، وَسَرَرْتَ اَوْلِياءَهُ، اَشْهَدُ انَّكَ قَدْ عَبَدْتَ الله حَقَّ عِبادَتِهِ، وَاتَّقَيْتَهُ حَقَّ تُقاتِهِ، وَاَطَعْتَهُ حَقَّ طاعَتِهِ حَتّى اَتيكَ الْيَقِينُ، فعَلَيكَ يا مَوْلايَ يَابْنَ رَسُولِ الله اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

زيارة الإمام محمد الباقر(عليه السلام)([157])

«الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْباقِرُ بِعِلْمِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْفاحِصُ عَنْ دِينِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُبَيِّنُ لِحُكمِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا القائِمُ بِقِسْطِ الله، الَسَّـلامُ([158]) عَلَيْكَ اَيُّهَا النّاصِحُ لِعِبادِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الدّاعِي إلَى الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الدَّلِيلُ عَلَى الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الحَبْلُ المَتِينُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْفَضْلُ المُبِينُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النُّورُ السّاطِعُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْبَدْرُ الْــلاّمِعُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الحَقُّ الاَبْلَجُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السِّراجُ الاَسْرَجُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّجْمُ الاَزْهَرُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الكَوْكَبُ الاَبْهَرُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا المُنَزَّهُ عَنِ المُعْضَلاتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا المَعْصُومُ مِنَ الزّلاّتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الزَّكِيُّ فِي الحَسَبِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الرَّفِيعُ فِي النَّسَبِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا القَصْرُ المَشِيدُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ اَجْمَعِينَ، اَشْهَدُ يا مَوْلاي اَنَّكَ قَدْ صَدَعْتَ بِالْحَقِّ صَدْعاً، وبَقَرْتَ العِلْمَ بَقْراً، ونَثَرْتَهُ نَثْراً، لَمْ تَاخُذْكَ فِي الله لَوْمَةُ لائِم، وَكُنْتَ لِدِينِ الله مُكاتِماً، وَقَضيْتَ ما كانَ عَلَيْكَ، وَاَخْرَجْتَ اَوْلِياءَكَ مِنْ وِلايَةِ غَيْرِ الله اِلى وِلايةِ الله، وَاَمَرْتَ بِطاعَةِ الله، وَنَهَيْتَ عَنْ مَعْصِيَةِ الله، حَتّى قَبَضَكَ الله اِلى رِضْوانِهِ، وَذَهَبَ بِكَ اِلى دارِ كَرامَتِهِ، وَاِلى مَسَاكِنِ اَصْفِياءِهِ، وَمُـجاوَرَةِ اَوْلِياءِهِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

زيارة الإمام الصادق(عليه السلام)([159])
الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الإمامُ الصّادِقُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ النّاطِقُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْفائِقُ الرّائِقُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السَّنامُ الاَعْظَمُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّراطُ الاَقْوَمُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا مِصْباحَ الظُّلُماتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يادافِعَ المُعْضَلاتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا مِفْتاحَ الخَيْراتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْبَرَكاتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الحُجَجِ وَالدَّلالاتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْبَراهِينَ الْواضِحاتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا نَاشِرَ حُكْمِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا فاصِلَ الخِطاباتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا كاشِفَ الكُرُباتِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا عَمِيدَ الصّادِقِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا لِسانَ النّاطِقِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا خَلفَ الخائِفِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا زَعِيمَ الصّادِقِينَ الصّالِحِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الْمُضِلِّينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ ياسَكَنَ الطّائِعِينَ، اَشْهَدُ يامَوْلايَ اَنَّكَ عَلَى الهُدى، وَالعُرْوَةُ الوُثْقى، وَشَمْسُ الضُّحى، وَبَحْرُ الْمَدى، وَكَهْفُ الوَرى، وَالْمَثَلُ الاَعْلى، صَلَّى الله عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، والسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى العَبّاسِ عَمِّ رَسُولِ الله، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِـهِ وَسَلَّمَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ تصلي عن كل امام ركعتين.

زيارة العباس بن عبد المطّلب
إنّ للعباس بن عبد المطّلب عمّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) مقاماً سامياً، وقد كان كثير التضحية في سبيل الإسلام ورسوله(صلى الله عليه وآله)، تقول في زيارته: «الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنا يا عَبَّاسُ يا عَمَّ رَسُولِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ نَبِيِّ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ حَبِيبِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ المُصْطَفى، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنا الإمامُ الحَسَنُ الُمجْتَبى، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنَا الإمامُ زَيْنُ الْعَابِدِينَ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنَا الإمامُ الْباقِرُ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنَا الإمامُ جَعْفَرُ الصّادِقُ، السَّلامُ عَلَيْكُم يااَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ، رَضِيَ الله عَنْكُمُ وَاَرْضاكُمْ اَحْسَنَ الرِّضا، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَثْويكُمْ وَمَسْكَنَكُمْ وَمَحَلَّكُمْ وَمَأْويكُمْ، الَسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

وقد نقل في (مفتاح الجنان) هذه الزيارة: «الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا عَبّاسُ بْنُ عَبْدِالمُطَّلِبِ، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ الله، الَسَّـلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبِ السِّقايَةِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

زيارة فاطمة بنت اسد اُمّ أمير المؤمنين(عليه السلام)

لقد حضيت فاطمة بنت اسد بمقام محمود عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى كونها اُمّاً للامام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، قبرها بالقرب من قبور أئمة البقيع، وقال بعض: إن قبرها قريب من قبر حليمة السعدية مرضعة الرسول(صلى الله عليه وآله). تقف على قبرها وتقول: «اَلسَّلامُ عَلى نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الاَْوَّلينَ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد سَيِّدِ الاْخِرينَ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِىُّ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ اَسَد الْهاشِمِيَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الصِّدّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْكَريمَةُ الرَّضِيَّةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا كافِلَةَ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ شَفَقَتُها عَلى رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَرْبِيَتُها لِوَلِىِّ اللهِ الاَْمينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَ عَلى رُوحِكِ وَ بَدَنِكِ الطّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَ عَلى وَلَدِكِ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكِ اَحْسَنْتِ الْكِفالَةَ، وَ اَدَّيْتِ الاَْمانَةَ، وَاجْتَهَدْتِ فى مَرْضاتِ اللهِ، وَ بالَغْتِ فى حِفْظِ رَسُولِ اللهِ، عارِفَةً بِحَقِّهِ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ، مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ، مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ، كافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ، مُشْفِقَةً عَلى نَفْسِهِ، واقِفَةً عَلى خِدْمَتِهِ، مُخْتارَةً رِضاهُ، مُؤْثِرَةً هَواهُ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَى الاِْيْمانِ وَالَّتمَسُّكِ بِاَشْرَفِ الاَْدْيانِ، راضِيَةً مَرْضِيَّةً، طاهِرَةً زَكِيَّةً، تَقِيَّةً نَقِيَّةً، فَرَضِىَ اللهُ عَنْكِ وَ اَرْضاكِ، وَ جَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَ مَاْويكِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، وَانْفَعْنى بِزِيارَتِها، وَ ثَبِّتْنى عَلى مَحَبَّتِها، وَ لا تَحْرِمْنى شَفاعَتَها وَ شَفاعَةَ الاَْئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِها، وَارْزُقْنى مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْنى مَعَها وَ مَعَ اَوْلادِهَا الطّاهِرينَ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتى اِيّاها، وَارْزُقْنِى الْعَوْدَ اِلَيْها اَبَداً ما اَبْقَيْتَنى، وَاِذا تَوَفَّيْتَنى فَاحْشُرْنى فى زُمْرَتِها، وَ اَدْخِلْنى فى شَفاعَتِها، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّـهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ وَ مَنْزِلَتِها لَدَيْكَ، اِغْفِرْ لى وَ لِوالِدَىَّ وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَآتِنا فِى الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِى الاْخِرَةِ حَسَنَةً، وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النّارِ».

زيارة بنات النبيّ(صلى الله عليه وآله)
لقد كانت لرسول الله بنات غير فاطمة الزهراء(عليها السلام)يسمين بزينب ورقية وكلثوم وتقع قبورهن في البقيع وتقف عند قبورهن وتقول رجاءً: «اَلسَّلامُ عَليْكَ يا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا صَفْوَةَ جَمِيعِ الاَْنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا مَنِ اخْتارَهُ الله عَلَى الْخَلْقِ اَجَْمَعِينَ، ورَحْمَةُ الله وَبَرَكـاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى بَناتِ السَّيّدِ المُصْطَفى، اَلسَّـلامُ عَلى بَناتِ النَّبِيِّ الْمجْتَبى، اَلسَّلامُ عَلى بَناتِ مَنِ اصْطَفيهُ الله فِي السَّماءِ، وَفَضَّلَهُ عَلى جَمِيعِ البَرِيَّةِ والْوَرى، السَّـلامُ عَلى ذُرِّيَّةِ السَّيِّدِ الجَلِيلِ، مِنْ نَسِلِ إسْماعِيلَ، وَسُلالةِ اِبْراهِيمَ الخَلِيلِ، السَّـلامُ عَلى بَناتِ النَّبِيِّ الرَّسُولِ، السَّـلامُ عَلى اَخَواتِ فاطِمَهَ الزَّهْـراءِ الْبَتُولِ، اَلسَّـلامُ عَلى الذُّرِّيَّةِ الطَّيِبَّةِ الطّاهِرَةِ، وَالعِتْرَةِ الزّاكِيَةِ الزّاهِرَةِ، بَناتِ خاتَمِ النَّبِيينَ وَسَيِّد الاَْنْبِياءِ وَالمُرسَلِينَ، وَخِيَرَةَ رَسُولِ الله اَجْمَعِينَ، اَلسَّـلامُ عَلى الذُّرِّيَّةِ الطّاهرَةِ الزّاكِيَةِ، وَالعِتْرَةِ المُصْطَفَوِيَّةِ، اَلسَّـلامُ عَلى زَيْنَبَ وَاُمِّ كُلْثُومَ وَرُقَيَّةَ، اَلسَّـلامُ عَلى الشَّرِيفاتِ الأَحْسابِ، وَالطّاهِراتِ الاَْنْسابِ، اَلسَّـلامُ عَلى بَناتِ الآباءِ الاَعاظِمِ، وَسُـلالَةِ الاَْجْدادِ الاَكارِمِ الاَْفاخِمِ، عَبْدِالْمُطَّلِبِ وَعَبْدِ مَناف وَهاشِم، وَرَحَمَةُ الله وَبَرَكاتَهُ.

زيارة زوجات النبي(صلى الله عليه وآله)

تقع قبور زوجات النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في البقيع، وقد لّقب القرآن زوجات النبيّ بـ «امهات المؤمنين» وأوجب حرمتهن.

تقول في زيارتهن: «اَلسَّلامُ عَلَيْكُنَّ يا زَوْجاتِ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُنَّ يا زَوْجاتِ نَبِيِّ الله، اُمَّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَللّهُمَّ ارْضِ عَنْهُنَّ، وارْفَعْ دَرَجاتِهِنَّ، وَاَكْرِمْ مَقامَهُنَّ، واَجْزِلْ ثَوابَهُنَّ، آمِينَ يارَبَّ الْعالَمِينَ».

زيارة عقيل وعبد الله بن جعفر الطيّار(عليه السلام)

إنّ عقيلاً وجعفر الطيار اخوا علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وإنّ عبدالله هو ابن جعفر الطيار، وهو زوج زينب الكبرى(عليها السلام).

وقد دفن عقيل وعبد الله في البقيع، تقول في زيارتهما: «اَلسَّلامُ عَليْكَ يا سَيِّدَنا يا عَقِيلَ بْنَ اَبِي طالِب، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا بْنَ عَمِّ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا بْنَ عَمِّ نَبِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا بْنَ عَمِّ حَبِيبِ الله، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا بْنَ عَمِّ المُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا اَخا عَلِيٍّ المُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلى عَبْدِالله بْنِ جَعْفَر الطَّيْارِ فِي الْجِنانِ، وَعَلى مَنْ حَوْلَكُما مِنْ اَصْحابِ رَسُولِ الله، رَضِيَ الله تَعالى عَنْكُمْ وَأَرْضاكُمْ اَحْسَنَ الرِّضا، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكُمْ وَمَسْكَنَكُمْ وَمَحَلَّكُمْ وَمَأْويكُمْ،اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

زيارة إبراهيم ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله)
إن الولد الذكر الوحيد الذي رُزقه رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو إبراهيم من مارية القبطية التي اهديت له مع أختها سيرين من قبل حاكم مصر.

ولد إبراهيم في شهر ذي الحجة في العام الثامن من الهجرة، وعمّ المدينة مناخ من الفرح والسرور، وقد كان مولده في موضع يعرف بمشربة أم ابراهيم، وقد توفّي إبراهيم في طفولته، فاستولى على رسول الله حزن شديد وكان يبكي ويقول: «إنّ القلب ليخشع، وإنّ العين لتدمع، ولكن لا نقول مايسخط الربّ».

وقد دُفن ابراهيم في البقيع، فإذا أردت زيارته فعليك أن تقف عند قبره وتقول: «اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نَجِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ، سَيِّدِ الاَْنْبِيآءِ وَ خاتَمِ الْمُرْسَلينَ، وَ خِيَرَةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ فى اَرْضِهِ وَ سَمآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلى جَميعِ اَنْبِيائِهِ وَ رُسُلِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الشُّهَدآءِ وَالسُّعَدآءِ وَالصّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَ عَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُهَا الرُّوحُ الزّاكِيَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُهَا النَّفْسُ الشَّريفَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُهَا السُّلالَةُ الطّاهِرَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّتُهَا النَّسَمَةُ الزّاكِيَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَيْرِ الْوَرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ النَّبِىِّ الُْمجْتَبى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمَبْعُوثِ اِلى كافَّةِ الْوَرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْبَشيرِ النَّذيرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ السِّراجِ الْمُنير، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمُؤَيَّدِ بِالْقُرآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمُرْسَلِ اِلَى الاِْنْسِ وَالْجآنِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ صاحِبِ الرّايَةِ وَالْعَلامَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الشَّفيعِ يَوْمَ الْقِيمَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مَنْ حَباهُ اللهُ بِالْكَرامَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدِ اخْتارَ اللهُ لَكَ دارَ اِنْعامِهِ قَبْلَ اَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ اَحْكامَهُ، اَوْ يُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَ حَرامَهُ، فَنَقَلَكَ اِلَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِيّاً طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَس، مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَس وَ بَوَّأَكَ جَنَّةَ الْمَاْوى، وَ رَفَعَكَ اِلَى الدَّرَجاتِ الْعُلى، وَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ صَلوةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ، وَ تُبَلِّغُهُ اَكْبَرَ مَاْمُولِهِ.
اَللّـهُمَّ اجْعَلْ اَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَ اَزْكاها، وَ اَنْمى بَرَكاتِكَ وَ اَوْفاها، عَلى رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَ عَلى مَنْ نَسَلَ مِنْ اَوْلادِهِ الطَّيِّبينَ، وَ عَلى مَنْ خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطّاهِرينَ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد صَفِيِّكَ، وَ اِبْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ اَنْ تَجْعَلَ سَعْيى بِهِمْ مَشْكُوراً، وَذَنْبى بِهِمْ مَغْفُوراً، وَ حَيوتى بِهِمْ سَعيدَةً، وَ عاقِبَتى بِهِمْ حَميدَةً، وَ حَوآئِجى بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَ اَفْعالِى بِهِمْ مَرْضِيَّةً، وَ اُمُورى بِهِمْ مَسْعُودَةً، وَ شُئُونى بِهِمْ مَحْمُودَةً، اَللّـهُمَّ وَ اَحسِنْ لِىَ التَّوْفيقَ، وَ نَفِّسْ عَنِّى كُلَّ هَمّ وَ ضيق، اَللّـهُمَّ جَنِّبْنى عِقابَكَ، وَامْنَحْنى ثَوابَكَ، وَاَسْكِنِّى جِنانَكَ، وَارْزُقْنى رِضْوانَكَ وَ اَمانَكَ، وَاَشْرِكْ لى فى صالِحِ دُعائى والِدَىَّ وَ وُلْدى وَ جَميعَ الْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ، الاَْحْيآءِ مِنْهُمْ وَالاَْمْواتِ، اِنَّكَ وَلِىُّ الْباقِياتِ الصّالِحاتِ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ».

ثم تطلب حاجتك، وتصلي ركعتين وتهدي ثوابهما إليه.

زيارة شهداء واقعة الحرَّة واُحُد في البقيع

إنّ تاريخ البقيع متشعّب، ويحتوي على قبور كثير من الصالحين والمجاهدين، وقد دفن في البقيع جرحى اُحُد حيث استشهدوا متأثرين بجراحهم بعد نقلهم إلى المدينة المنوّرة، وفي البقيع شهداء الحرّة الذين قضوا في ثورتهم ضد يزيد والأمويين أثر حادثة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين(عليه السلام)، فعهدوا إلى عزل الوالي الأموي عن المدينة، فأرسل يزيد إليهم الآلاف من جنوده، فاستباحوا المدينة ثلاثة أيام وقتلوا آلاف المسلمين، منهم ثمانين من الصحابة وسبعمئة من أبناء المهاجرين والانصار، وعرفت هذه الحادثة بـ «واقعة الحرَّة» ودفن شهداؤها في البقيع. تقول في زيارة قبور شهداء واقعة الحرَّة واُحُد. «اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا شُهَداءُ يا سُعَداءُ يا نُجَباءُ يا نُقَباءُ يا اَهْلَ الصِّدْقِ وَالْوَفاءِ، السَّـلامُ عَلَيْكُمْ يا مَجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله حَقَّ جِهادِهِ، السَّـلامُ عَلَيْكُم بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدِّارِ، السَّـلامُ عَلَيْكُمْ يا شُهَداءُ كَافَّةً عامَّةً وَرَحْمَةُ الله وَبركاتُهُ».

زيارة اسماعيل ابن الإمام الصادق(عليه السلام)
إنّ اسماعيل الابن الاكبر للإمام الصادق(عليه السلام) وبرغم عقيدته بإمامة أخيه موسى الكاظم(عليه السلام)، فقد ذهبت فرقة من الشيعة إلى إمامته فعرفت بالاسماعيلية تقول في زيارته: «اَلسَّلامُ عَلى جَدِّكَ المُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلى أَبيكَ المُرتَضَى الرِّضا، اَلسَّلامُ عَلى السَيِّدَيْنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى خَدِيجَةَ اُمِّ المُؤْمِنينَ اُمِّ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ اُمِّ الاَْئِمَّةِ الطاهِرِينَ، اَلسَّلامُ عَلى النُّفُوسِ الفْاخِرَةِ، بُحُورِ العُلُومِ الزاخِرَةِ، شُفَعائي فِي الاَخِرَةِ، وَاَوْلِيائي عِنْدَ عَوْدِ الرُّوحِ اِلَى العِظامِ النَّخِرَةِ، اَئِمَّةِ الخَلْقِ وَوُلاةِ الحَقِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيَّهُا الشَّخْصُ الشَّرِيفُ، إِسْماعِيلُ بنُ مَوْلانا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ الطّاهِرِ الكَرِيمِ، اَشْهَدُ اَنْ لا إلـهَ إلاَّ الله، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَمُصْطَفيهُ، وَاَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّهُ وَمُجْتَبيهُ، وَاَنَّ الاِمامَةَ فِي وُلْدِهِ اِلى يَوْمِ الدِّيِنِ، نَعْلَمُ ذلِكَ عِلْمَ اليَقِينِ، وَنَحْنُ لِذلِكَ مُعْتَقِدُونَ، وَفِي نَصْرِهِمْ مُجْتَهِدُونَ».

زيارة حليمة السعدية
حليمة السعدية مرضعة رسول الله(صلى الله عليه وآله) اخذته من جدّه عبد المطّلب رضيعاً، وذهبت به إلى قبيلتها خارج مكّة، وكانت عطوفة حنونة فحضيت باحترام رسول الله وحبّه.

تقول في زيارتها: «اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا اُمَّ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا اُمَّ صَفِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا اُمَّ حَبِيبِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا اُمَّ المُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا مُرْضِعَةَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّةُ، فَرَضِىَ الله تَعالى عَنْكِ وَاَرْضاكِ، وَجَعَلَ الجَنَّةَ مِنْزِلَكِ وَمأْواكِ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

زيارة عمّتي النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)
إن قبري «صفيّة وعاتكة» بنتا عبد المطّلب، مجاوران لقبر اُم البنين(عليها السلام)، وكانت صفيّة امرأة شجاعة أديبة شاعرة، وقد اسلمت في بداية ظهور الإسلام، وبايعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهاجرت إلى المدينة، وكانت حاضرة في معركة اُحُد والخندق، وتوفيت سنة 20 هجرية ولها من العمر 73 سنة.

وكانت عاتكة مؤمنة، وقد هاجرت مع المسلمين إلى المدينة، تقول في زيارة عمّتي رسول الله(صلى الله عليه وآله) صفيّة وعاتكة: «اَلسَّلامُ عَلَيْكُما ياَعَمَّتَيْ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما ياَعَمَّتَي نَبِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما ياَعَمَّتَيْ حَبِيبِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما ياَعَمَّتَي المُصْطَفى، رَضِيَ الله تَعْالى عَنْكُما وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكُما وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

زيارة اُمّ البنين اُم العبّاس(عليه السلام)

فاطمة بنت حزام المعروفة بـ «اُمّ البنين» امرأه شجاعة عالمة فاضلة وفيّة ومخلصة، تزوّجها أمير المؤمنين بعد وفاة الزهراء(عليها السلام)، فولدت له أربعة من البنين الأبطال، وهم: العبّاس وعبد الله وجعفر وعثمان، قاتلوا في كربلاء مع الحسين(عليه السلام)واستشهدوا بأجمعهم، وقد أقامت اُم البنين العزاء على شهيد كربلاء وأبنائها الأربعة، ورثتهم بشعرها، وكانت تعمل دائماً على إحياء ذكرى كربلاء وشهدائها.

تقول في زيارة اُمّ البنين(عليها السلام): «اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ وَلِيِّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ اَمِيرِ المُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا اُمَّ الَبِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا اُمَّ الْعَبّاسِ ابْنِ اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ اَبِي طالِب، رَضِيَ الله تَعالى عَنْكِ، وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْويكِ، ورَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

زيارة اهل القبور

«اَلسَّلامُ عَلى اَهْلِ لااِلهَ اِلاَّ الله، مِنْ اَهْلِ لا اِلهَ اِلاَّ الله، يا اَهْلَ لااِلهَ اِلاَّ الله، بِحَقِّ لا اِلهَ اِلاَّ الله، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلهَ اِلاَّ الله، مِنْ لااِلهَ اِلاَّ الله، يا لااِلهَ اِلاَّ الله، بِحَقِّ لا اِلهَ اِلاَّ الله، اِغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلهَ اِلاَّ الله، وَاحْشُرنا فِي زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا اِلهَ اِلاَّ الله، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، عَلِيٌّ وَلِيُّ الله».

روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: من دخل المقابر زائراً، أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة، وكفّر عنه وعن أبويه سيّئات خمسين سنة، وعن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله): من قرأ (إنّا انزلناه في ليلة القدر)عند قبر مؤمن سبع مرات، بعث الله إليه ملكاً يعبد الله عند قبره، ويكتب للميت ثواب مايعمل ذلك الملك، فإذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول إلاَّ صرفه الله عنه بذلك الملك حتى يدخله الله الجنّة.

زيارة عبد الله بن عبد المطّلب والد رسول الله(صلى الله عليه وآله)
توفي عبد الله بعد عودته من سفره إلى الشام، قبل ولادة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وإنّ قبره حالياً يُقابل باب السلام تقريباً، تقول في زيارته: «اَلسَّلامُ عَليْكَ يا وَلِيَّ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمِينَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُسْتَوْدَعَ نُورِ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا والِدَ خاتَمِ الاَنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا مَنِ انْتَهى اِلَيْهِ الْوَدِيعَةُ وَالاَمانَةُ المَنِيعَةُ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ اَودَعَ الله فِي صُلْبِهِ الطَّيِّبِ الطّاهِرِ الْمَكِينِ نُورَ رَسُولِ الله الصّادِقِ الاَْمِينِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا والِدَ سَيِّدِ الاَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ حَفِظْتَ الْوَصِيَّةَ، وَاَدَّيْتَ الاَْمانَةَ عَنْ رَبِّ الَعالَمِينَ فِي رَسُولِهِ، وَكُنْتَ فِي دينكَ عَلى يَقين، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ اتَّبَعْتَ دِينَ الله عَلى مِنْهاجِ جَدِّكَ اِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله فِي حَياتِكَ وَبَعْدَ وَفاتِكَ، عَلى مَرْضاتِ الله فِي رَسُولِهِ، وَاَقْرَرْتَ وَصَدَّقْتَ بِنُبُوَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه، وَوِلايَةِ اَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيْهِ السَّـلامُ، والاَئِمَّةِ الطّاهِرِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَصَلَّى الله عَلَيكَ حَيّاً وَمَيِّتاً، وَرَحْمَةُ الله وَبَركاتُهُ».

الزيارة الثانية لعبد الله بن عبد المطّلب

«اَلسَّلامُ عَليْكَ يا صاحِبَ الَمجْدِ الاَْثِيلِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا خِيَرَةَ فَرِْع مِنْ دَوْحَةِ الخَلِيلِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يابْنَ الذَّبِيحِ اِسْماعِيلَ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا سُلالَةَ الاَبْرارِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا اَبَا النَّبِي الُمخْتارِ، وَعَمَّ الوَصِيِّ الْكَرّارِ، وَوالِدَ الاَئِمَّةِ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ اضاءَتْ بِنُورِ جَبينهِ عِنْدَ وِلادَتِهِ اَطْرافُ السَّماءِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا يُوسُفَ آلِ عَبْدِ مَناف، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ سَلَكَ مَسْلَكَ جَدِّهِ اِسماعِيلَ، فَاسْلَمَ لاَبِيهِ لِيَذْبَحَهُ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ فَداهُ الله بِما فَداهُ، فَتقَبَّلَهُ فَأعْطاهُ الله وَاَباهُ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا حامِلَ نُورِ النُّبُوَّة، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا اَشْرَفَ النّاسِ فِى الاُبُوَّةِ وَالبُنُوَّةِ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا وَالِدَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَليْكَ يا اَبَا الطّاهِرِينَ بَعْدَ الطّاهِرِينَ، وَابْنَ الطّاهرِينَ، وَرَحْمَةُ الله وَبَركاتُهُ».

ذكر فخر المحققين في الرسالة الفخرية: «يُستحب زيارة حمزة(رضي الله عنه)وباقي الشهداء باحد». روي عن النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «من زارني ولم يَزُر عمّي حمزة فقد جفاني، وقال الشيخ المفيد: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله)أمر في حياته بزيارة قبر حمزة(رضي الله عنه)وكان يلمّ به وبالشهداء، ولم تزل فاطمة(عليها السلام) بعد وفاته(صلى الله عليه وآله) تغدو إلى قبر حمزة، والمسلمون يثابرون على زيارته وملازمة قبره، وفي حديث إنّ فاطمة(عليها السلام) عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً، لم تُرَ فيها ضاحكة متبسمة، وكانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع إلى زيارة حمزة وباقي الشهداء وهي تقول: كان هنا إبي.. وفي رواية اخرى أنّها كانت تصلي هناك وتدعو.

فضيلة زيارة حمزة وسائر شهداء اُحُد

إنّ عدد شهداء اُحُد سبعين شهيداً، منهم: حمزة(رضي الله عنه)، وعبد الله بن جَحْش ومصعب بن عُمير، وعمارة بن زياد، وشمّاس بن عثمان، فإذا زرت حمزة فقل عند قبره: «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ الله، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الشُّهَدآءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَسَدَ الله وَاَسَدَ رَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِى الله عَزَّوَجَلَّ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ، وَنَصَحْتَ رَسُولَ الله، وَكُنْتَ فيما عِنْدَالله سُبْحانَهُ راغِباً، بِاَبى اَنْتَ وَاُمّى، اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً اِلى الله عَزَّ وَجَلَّ بِزِيارَتِكَ، و مُتَقَرِّباً اِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ الِهِ بِذلِكَ، راغِباً اِلَيْكَ فِى الشَّفاعَةِ، اَبْتَغي بِزِيارَتِكَ خَلاصَ نَفْسى مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نار اسْتَحَقَّها مِثْلِي بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسي، هارِباً مِنْ ذُنُوبِىَ الَّتي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي، فَزِعاً اِلَيْكَ رَجآءَ رَحْمَةِ رَبّي، اَتَيْتُكَ مِنْ شُقَّة بَعيدَة، طالِباً فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَقَدْ اَوْقَرَتْ ظَهْرِي ذُنُوبِي، وَاَتَيْتُ ما اَسْخَطَ رَبّي، وَلَمْ اَجِدْ اَحَداً اَفْزَعُ اِلَيْهِ خَيْراً لى مِنْكُمْ اَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، فَكُنْ لى شَفيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَحاجَتي، فَقَدْ سِرْتُ اِلَيْكَ مَحْزُوناً، وَاَتَيْتُكَ مَكْرُوباً، وَسَكَبْتُ عَبْرَتِي عِنْدَكَ باكِياً، وَصِرْتُ اِلَيْكَ مُفْرَداً، وَاَنْتَ مِمَّنْ اَمَرَنِىَ الله بِصِلَتِهِ، وَحَثَّني عَلى بِرِّهِ، وَدَلَّني عَلى فَضْلِهِ، وَهَدانِي لِحُبِّهِ، وَرَغَّبَنِي فِى الْوِفادَةِ اِلَيْهِ، وَاَلْهَمَني طَلَبَ الْحَوائِجِ عِنْدَهُ، اَنْتُمْ اَهْلُ بَيْت لا يَشْقى مَنْ تَوَلاّكُمْ، وَلا يَخيبُ مَنْ اَتاكُمْ، وَلا يَخْسَرُ مَنْ يَهْويكُمْ، وَلا يَسْعَدُ مَنْ عاداكُمْ».

ثم استقبل القبلة، وصلِّ ركعتين هدية له، وقل: «اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، اَللّهُمَّ اِنّى تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومي لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ، لِيُجيرَني مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ وَمَقْتِكَ فِى يَوْم تَكْثُرُ فيهِ الاَْصْواتُ، وَتَشْغَلُ كُلُّ نَفْس بِما قَدَّمَتْ، وَتُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، فَاِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَىَّ وَلا حُزْنٌ، وَاِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ، وَلا تُخَيِّبْني بَعْدَ الْيَوْمِ، وَلا تَصْرِفْني بِغَيْرِ حاجَتي، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ اِلَيْكَ ابْتِغآءَ مَرْضاتِكَ وَرَجآءَ رَحْمَتِكَ، فَتَقَبَّلْ مِنّي، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي، وَبِرَاْفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نَفْسي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي، وَما اَخافُ اَنْ تَظْلِمَني، وَلكِنْ اَخافُ سُوءَ الْحِسابِ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ تَقَلُّبي عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، فَبِهِما فُكَّنِي مِنَ النّارِ، وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي، وَلا يَهُونَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهالي، وَلا تَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتي، وَلا تَقْلِبْنِي بِغَيْرِ حَوائِجِي، يا غِياثَ كُلِّ مَكْرُوب وَمَحْزُون، وَيا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرانِ الْغَريقِ الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، وَانْظُرْ اِلَىَّ نَظْرَةً لا اَشْقى بَعْدَها اَبَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَعَبْرَتِي وَانْفِرادِي، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ، وَتَحَرَّيْتُ الْخَيْرَ الَّذي لا يُعْطِيهِ اَحَدٌ سِواكَ، فَلا تَرُدَّ اَمَلي، اَللّهُمَّ اِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ وَجَزآءِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ، فَلا اَخيبَنَّ الْيَوْمَ، وَلا تَصْرِفْني بِغَيْرِ حاجَتي، وَلا تُخَيِّبَنَّ شُخُوصِي وَوِفادَتِي، فَقَدْ اَنْفَدْتُ نَفَقَتِي، وَاَتْعَبْتُ بَدَني، وَقَطَعْتُ الْمَفازاتِ، وَخَلَّفْتُ الأهْلَ وَالْمالَ وَما خَوَّلْتَنِي، وَآثَرْتُ ما عِنْدَكَ عَلى نَفْسِي، وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغآءَ مَرْضاتِكَ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي، وَبِرَاْفَتِكَ عَلى ذَنْبِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي، بِرَحْمَتِكَ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ».

زيارة شهداء اُحُد
في العام الهجري الثالث وقعت حرب بين المسلمين والكفّار في شمال المدينة المنورة قريباً من جبل اُحُد، وكانت الغلبة فيها أول الأمر للمسلمين، حتّى تخلف بعض المسلمين عن الامتثال لأوامر رسول الله، فأدّى ذلك إلى تراجع المسلمين ولجوئهم إلى جبل اُحد مخلفين أكثر من سبعين شهيداً، كان حمزة سيد الشهداء منهم. تقول في زيارة شهداء اُحُد، حيث مدفنهم هناك: «اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الطّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الشُّهَدآءُ الْمُؤْمِنُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ الاْيمانِ وَالتَّوْحيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ دينِ اللهِ وَ اَنْصارَ رَسُولِهِ، عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلامُ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، اَشْهَدُ اَنَّ اللهَ اخْتارَكُمْ لِدينِهِ، وَ اصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُمْ فِى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَ ذَبَبْتُمْ عَنْ دينِ اللهِ وَ عَنْ نَبِيِّهِ، وَجُدْتُمْ بِاَنْفُسِكُمْ دُونَهُ، وَ اَشْهَدُ اَنَّكُم قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنْ نَبِيِّهِ وَ عَنِ الاِْسْلامِ وَ اَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزآءِ، وَ عَرَّفَنا وُجُوهَكُمْ فى مَحَلِّ رِضْوانِهِ، وَ مَوْضِـعِ اِكْرامِـهِ مَـعَ النَّبِيّـينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَدآءِ وَالصّالِحينَ، وَ حَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، اَشْهَدُ اَ نَّكُمْ حِزْبُ اللهِ، وَ اَنَّ مَنْ حارَبَكُمْ فَقَدْ حارَبَ اللهَ، وَ اَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبينَ الْفائِزينَ، الَّذينَ هُمْ اَحْيآءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاسِ اَجْمَعينَ، اَتَيْتُكُمْ يا اَهْلَ التَّوْحيدِ زائِراً وَ بِحَقِّكُمْ عارِفاً، وِ بِزِيارَتِكُمْ اِلَى اللهِ مُتَقَرِّباً، وَ بِما سَبَقَ مِنْ شَريفِ الاَْعْمالِ، وَ مَرْضِىِّ الاَْفْعالِ عالِماً، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ بَرَكاتُهُ، وَ عَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ، اَللّـهُمَّ انْفَعْنى بِزِيارَتِهِمْ، وَ ثَبِّتْنى عَلى قَصْدِهِمْ، وَ تَوَفَّنى عَلى ما تَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ، وَاجْمَعْ بَيْنى وَ بَيْنَهُم فى مُسْتَقَرِّ دارِ رَحْمَتِكَ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ لَنا فَرَطٌ، وَ نَحْنُ بِكُمْ لاحِقُونَ».

ثم تقرأ سورة القدر بمقدار ماتستطيع، وقال بعض بالصلاة ركعتين عند كل مزار، وعليه يحسن التوجه إلى اقرب مسجد والصلاة ركعتين رجاء الأجر والثواب.

زيارة وداع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)

إذا أردت الخروج من المدينة فاغتسل واقصد قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) واعمل بما أتيت به سابقاً، ثم ودعه(صلى الله عليه وآله)قائلاً: «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَ اَسْتَرْعيكَ وَ اَقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنْتُ بِاللهِ وَ بِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ، فَاِنْ تَوَفَّيْتَنى قَبْلَ ذلِكَ فَاِنّى اَشْهَدُ فى مَماتى عَلى ما شَهِدْتُ عَلَيْهِ فى حَيوتى، اَنْ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ، وَ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ».

وقال الإمام الصادق(عليه السلام) ليونس بن يعقوب قل في وداع قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله): «صَلَّى الله عَلَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، لا جَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِى عَلَيْكَ».

وقيل بنحو آخر: إذا أردت الخروج من المدينة المنورة، اغتسل بعد إتمام جميع الأعمال، والبس انظف ماعندك من الثياب، وتشرّف بزيارة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وزره على نحو ماسبق، «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا البَشِيرُ النَّذِيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السِّراجُ الْمِنيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّفِيرُ بَيْنَ الله وَبَيْنَ خَلْقِهِ، اَشْهَدُ يا رَسُولَ الله اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْـلابِ الشَّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ المُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ يا رَسُولَ الله اَنّـِى مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالاَْئِمَّةِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِكَ، اَعْـلامِ الْهُدى، وَالعُرْوَةِ الوُثْقى، وَالْحُجَّةِ عَلى اَهْلِ الدُّنيا، اَللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّـلامُ، وَاِن تَوَفَّيْتَني فإنِّي اَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلَى ما اَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي، اَنَّكَ اَنْتَ الله لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَاَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ اَهْلِ بَيْتِه اَوْلِياؤُكَ وَاَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفاؤُكَ فِي عبادِكَ وَاَعْـلامُكَ فِي بِـلادِكَ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةُ سِرِّكَ، وَتَراجِمَةُ وَحْيِكَ، الَلّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد وَآلِـهِ، فِى ساعَتي هذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَة تَحِيَّةً مِنِّي وَسَـلاماً، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

ثم قل في توديعه: «اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ، فَاِنْ تَوَفَّيْتَني قَبْلَ ذلِكَ، فَإنِّي اَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما اَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي، أَنْ لا إلهَ إلاّ اَنْتَ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَاَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، ثُمَّ اختَرْتَ مِنْ أهْلِ بَيْتِهِ الاَْئِمَّةَ الطّاهِرِينَ، الَّذِينَ اَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطهِيراً، فَاحْشُرنا مَعَهُم، وَفِي زُمْرَتِهِمْ وَتَحْتَ لِواءِهِمْ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ، السَّـلامُ عَلَيْكَ، لا جَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمي عَلَيْكَ».

زيارة وداع أئمّة البقيع(عليهم السلام)

قال الشيخ الطوسي والسيد ابن طاووس، إذا أردت وداع أئمّة البقيع، فقل: «اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَئِمَّةَ الْهُدى وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ، اَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ وَ اَقْرَءُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، آمَنّا بِاِللهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِما جِئْتُمْ بِهِ وَ دَلَلْتُمْ عَلَيْهِ، اَللّـهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ».

ثم ادع كثيراً، واسأل الله العودة، وأن لايجعل هذه الزيارة آخر العهد منك إليهم.

دعاء ليلة عرفة
ليلة التاسع من ذي الحجة ليلة مباركة، وهي ليلة مناجاة قاضي الحاجات، والتوبة فيها مقبولة والدعاء فيها مستجاب، وللعامل فيها بطاعة الله أجر مئة وسبعين سنة، وفيها عدة أعمال:

الأول: أن يدعو بهذا الدعاء الذي رُوي أنّ من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمعة غفر الله له: «عَلى كُلِّ نُور، وَنُورٌ مِنْ نُور، يُضيىُ مِنْهُ كُلُّ نُور، اِذا بَلَغَ الاَْرْضَ انْاَللّـهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّة، وَمُنْتَهى كُلِّ حاجَة، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَى الْعِبادِ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا جَوادُ، يا مَنْ لايُوارى مِنْهُ لَيْلٌ داج، وَلا بَحْرٌ عَجّاجٌ، وَلا سَمآءٌ ذاتُ اَبْراج، وَلا ظُلَمٌ ذاتُ اِرْتِياج، يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِيآءٌ، اَسْئَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ، فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ موُسى صَعِقاً، وَ بِاسْمِكَ الَّذى رَفَعْتَ بِهِ السَّمواتِ بِلا عَمَد، وَسَطَحْتَ بِهِ الاَْرْضَ عَلى وَجْهِ ماء جَمَد، وَ بِاسْمِكَ الَْمخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ الطّاهِرِ الَّذى اِذا دُعيتَ بِهِ اَجَبْتَ، وَاِذا سُئِلْتَ بِهِ اَعْطَيْتَ، وَبِاسْمِكَ السُّبُّوحِ الْقُدُّوسِ الْبُرْهانِ الَّذى هُوَ نُورٌ شَقَّتْ، وَاِذا بَلَغَ السَّمواتِ فُتِحَتْ، وَاِذا بَلَغَ الْعَرْشَ اهْتَزَّ.

وَبِاسْمِكَ الَّذى تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرآئِصُ مَلائِكَتِكَ، وَاَسْئَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَاِسْرافيلَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد الْمُصْطَفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ وَعَلى جَميعِ الاَْنْبِيآءِ وَجَميعِ الْمَلائِكَةِ، وَبِالاِْسْمِ الَّذى مَشى بِهِ الْخِضْرُ عَلى طَلَلِ الْمآءِ كَما مَشى بِهِ عَلى جَدَدِ الاَْرْضِ، وَبِاسْمِكَ الَّذى فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسى، وَاَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، وَاَنْجَيْتَ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الاَْيْمَنِ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَاَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى بِهِ اَحْيى عيسَى بْنُ مَرْيَمَ الْمَوْتى، وَتَكَلَّمَ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً، وَاَبْرَءَ الاَْكْمَهَ وَالاَْبْرَصَ بِاِذْنِكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَبْرَئيلُ وَميكآئيلُ وَاِسْرافيلُ، وَحَبيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ، وَمَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ، وَاَنْبِيآؤُكَ الْمُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ مِنْ اَهْلِ السَّمواتِ وَالاَْرَضينَ.

وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ ذُو النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ اَنْ لَنْ تَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِى الظُّلُماتِ اَنْ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَك اِنّى كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَمِّ، وَكَذلِكَ تُنْجِى الْمُؤْمِنينَ، وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذى دَعاكَ بِهِ داوُدُ وَخَرَّ لَكَ ساجِداً، فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعَتْكَ بِهِ اسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ اِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لى عِنْدَكَ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ وَنَجِّنى مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنى مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمينَ، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعآئَها، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ اَيُّوبُ اِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلاءُ فَعافَيْتَهُ وَ اتَيْتَهُ اَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكْرى لِلْعابِدينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ، وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغى لاَِحَد
مِنْ بَعْدِهِ اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهّابُ وَبِاسْمِكَ الَّذى سَخَّرْتَ بِهِ الْبُراقَ لُِمحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ وَسَلَّمَ، اِذْ قالَ تَعالى: «سُبْحانَ الَّذى اَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِالْحرامِ اِلَى الْمَسْجِدِالاَْقْصى»([160]) وَقَوْلُهُ: «سُبْحانَ الَّذى سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنينَ وَاِنّا اِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبوُنَ»([161])، وَبِاسْمِكَ الَّذى تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرَئيلُ عَلى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ.

وَبِاسْمِكَ الَّذى دَعاكَ بِهِ آدَمُ، فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَاَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، وَاَسْئَلُكَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَبِحَقِّ اِبْراهيمَ وَبِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ الْقَضآءِ، وَبِحَقِّ الْمَوازينِ اِذا نُصِبَتْ، وَالصُّحُفِ اِذا نُشِرَتْ، وَبِحَقِّ الْقَلَمِ وَما جَرى وَاللَّوْحِ وَما اَحْصى، وَبِحَقِّ الاِْسْمِ الَّذى كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الْخَلْقَ وَالدُّنْيا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بِاَلْفَىْ عام، وَاَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَْمخْزُونِ فى خَزآئِنِكَ الَّذىِ اسْتَاْثَرْتَ بِهِ فى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ اَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِىٌّ مُرْسَلٌ وَلا عَبْدٌ مُصْطَفىً، وَاَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى شَقَقْتَ بِهِ الْبِحارَ، وَقامَتْ بِهِ الْجِبالُ وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَبِحَقِّ السَّبْعِ الْمَثانى وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَبِحَقِّ الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَبِحَقِّ طه وَيس وَكهيعص وَحمعسق، وَبِحَقِّ تَوْريةِ مُوسى وَاِنْجيلِ عيسى وَزَبُورِ داوُدَ وَفُرْقانِ مُحَمَّد، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ وَعَلى جَميعِ الرُّسُلِ وَبِاهِيّاً شَراهِيّاً.

اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْئَلُكَ بِحَقِّ تِلْكَ الْمُناجاتِ الَّتى كانَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مُوسَى بْنِ عِمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْنآءَ، وَاَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى عَلَّمْتَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الاَْرْواحِ، وَاَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى كُتِبَ عَلى وَرَقِ الزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النّيرانُ لِتِلْكَ الْوَرَقَةِ، فَقُلْتَ: «يا نارُ كُونى بَرْداً وَسَلاماً»([162])، وَاَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذى كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ الَْمجْدِ وَالْكَرامَةِ، يا مَنْ لا يُخْفيهِ سآئِلٌ وَلا يَنْقُصُهُ نآئِلٌ، يا مَنْ بِهِ يُسْتَغاثُ وَاِلَيْهِ يُلْجَأُ، اَسْئَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَبِاسْمِكَ الاَْعْظَمِ، وَجَدِّكَ الاَْعْلى، وَكَلِماتِكَ التّآمّاتِ الْعُلى.

اَللّـهُمَّ رَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَتْ، وَالسَّمآءِ وَما اَظَلَّتْ، وَالاَْرْضِ وَما اَقَلَّتْ، وَالشَّياطينِ وَما اَضَلَّتْ، وَالْبِحارِ وَما جَرَتْ، وَبِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَـقٌّ، وَبِحَـقِّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالرَّوحانِيّينَ وَالْكَرُّوبِيّينَ وَالْمُسَبِّحينَ لَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ لايَفْتُرُونَ، وَبِحَقِّ اِبْراهيمَ خَليلِكَ، وَبِحَقِّ كُلِّ وَلِىٍّ يُناديكَ بَيْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ، وَتَسْتَجيبُ لَهُ دُعآئَهُ يا مُجيبُ، اَسْئَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الاَْسْماءِ وَبِهذِهِ الدَّعَواتِ اَنْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَما اَخَّرْنا وَما اَسْرَرْنا وَما اَعْلَنّا وَما اَبْدَيْنا وَما اَخْفَيْنا وَما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّا، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

يا حافِظَ كُلِّ غَريب، يا موُنِسَ كُلِّ وَحيد، يا قُوَّةَ كُلِّ ضَعيف، يا ناصِرَ كُلِّ مَظْلُوم، يا رازِقَ كُلِّ مَحْرُوم، يا مُونِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِش، يا صاحِبَ كُلِّ مُسافِر، يا عِمادَ كُلِّ حاضِر، يا غافِرَ كُلِّ ذَنْب وَخَطيئَة، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، يا كاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبينَ، يا فارِجَ هَمِّ الْمَهْمُوميـنَ، يـا بَديـعَ السَّمواتِ وَالاَْرَضينَ، يا مُنْتَهى غايَةِ الطّالِبينَ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ، يا دَيّانَ يَوْمِ الدّينِ، يا اَجْوَدَ الاَْجْوَدينَ، يا اَكْرَمَ الاَْكْرَمينَ، يا اَسْمَعَ السّامِعينَ، يا اَبْصَرَ النّاظِرينَ، يا اَقْدَرَ الْقادِرينَ، اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى توُرِثُ السَّقَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَرُدُّ الدُّعآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَحْبِسُ قَطْرَ السَّمآءِ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُعَجِّلُ الْفَنآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَجْلِبُ الشَّقآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُظْلِمُ الْهَوآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَكْشِفُ الْغِطآءَ، وَاغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا اَللهُ، وَاحْمِلْ عَنّى كُلَّ تَبِعَة لاَِحَد مِنْ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ لى مِنْ اَمْرى فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَيُسْراً، وَاَنْزِلْ يَقينَكَ فى صَدْرى، وَرَجآءَكَ فى قَلْبى، حَتّى لا اَرْجُوَ غَيْرَكَ.

اَللّـهُمَّ احْفَظْنى، وَعافِنى فى مَقامى، وَاصْحَبْنى فى لَيْلى وَنَهارى وَمِنْ بَيْنِ يَدَىَّ وَمِنْ خَلْفى وَعَـنْ يَمينى وَعَنْ شِمالى وَمِنْ فَوْقى وَمِنْ تَحْتى، وَيَسِّرْ لِىَ السَّبيلَ، وَاَحْسِنْ لِىَ التَّيْسيرَ وَلا تَخْذُلْنى فِى الْعَسيرِ وَاهْدِنى، يا خَيْرَ دَليل، وَلا تَكِلْنى اِلى نَفْسى فِى الاُْمُورِ، وَلَقِّنى كُلَّ سُرُور، وَاقْلِبْنى اِلى اَهْلى بِالْفَلاحِ وَالنَّجاحِ مَحْبُوراً فِى الْعاجِلِ وَالأجِلِ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، وَارْزُقْنى مِنْ فَضْلِكَ، وَاَوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ طَيِّباتِ رِزْقِكَ، وَاسْتَعْمِلْنى فى طاعَتِكَ، وَاَجِرْنى مِنْ عَذابِكَ وَنارِكَ، وَاقْلِبْنى اِذا تَوَفَّيْتَنى اِلى جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ.

اَللّـهُمَّ اِنّى اَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْويلِ عافِيَتِكَ، وَمِنْ حُلُولِ نَقِمَتِكَ، وَمِنْ نُزُولِ عَذابِكَ، وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقآءِ، وَمِنْ سُوءِ الْقَضآءِ وَشَماتَةِ الاَْعْدآءِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّمآءِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِى الْكِتابِ الْمُنْزَلِ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْنى مِنَ الاَْشْرارِ، وَلا مِنْ اَصْحابِ النّارِ، وَلا تَحْرِمْنى صُحْبَةَ الاَْخْيارِ، وَاَحْيِنى حَيوةً طَيِّبَةً، وَتَوَفَّنى وَفاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنى بِالاَْبْرارِ، وَارْزُقْنى مُرافَقَةَ الاَْنْبِيآءِ فى مَقْعَدِ صِدْق عِنْدَ مَليك مُقْتَدِر.

اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى الاِْسْلامِ، وَاتِّباعِ السُّنَةِ، يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدينِكَ، وَعَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ، فَاهْدِنا وَعَلِّمْنا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ، وَصُنْعِكَ عِنْدى خآصَّةً، كَما خَلَقْتَنى فَاَحْسَنْتَ خَلْقى، وَعَلَّمْتَنى فَاَحْسَنْتَ تَعْليمى، وَهَدَيْتَنى فَاَحْسَنْتَ هِدايَتى، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى اِنْعامِكَ عَلَىَّ قَديماً وَحَديثاً، فَكَمْ مِنْ كَرْب يا سَيِّدى قَدْ فَرَّجْتَهُ، وَكَمْ مِنْ غَمٍّ يا سَيِّدى قَدْ نَفَّسْتَهُ، وَكَمْ مِنْ هَمٍّ يا سَيِّدى قَدْ كَشَفْتَهُ، وَكَمْ مِنْ بَلاء يا سَيِّدى قَدْ صَرَفْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عَيْب يا سَيِّدى قَدْ سَتَرْتَهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ حال فى كُلِّ مَثْوىً وَزَمان، وَمُنْقَلَب وَمُقام، وَعَلى هذِهِ الْحالِ وَكُلِّ حال.

اَللّـهُمَّ اجْعَلْنى مِنْ اَفْضَلِ عِبادِكَ نَصيباً فى هذَا الْيَوْمِ، مِنْ خَيْر تَقْسِمُهُ، اَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ، اَوْ سُوء تَصْرِفُهُ، اَوْ بَلاء تَدْفَعُهُ، اَوْ خَيْر تَسُوقُهُ، اَوْ رَحْمَة تَنْشُرُها، اَوْ عافِيَة تُلْبِسُها، فَاِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، وَبِيَدِكَ خَزآئِنُ السَّمواتِ وَالاَْرْضِ، وَاَنْتَ الْواحِدُ الْكَريمُ الْمُعْطِى الَّذى لا يُرَدُّ سآئِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ امِلُهُ، وَلا يَنْقُصُ نآئِلُهُ، وَلا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ، بَلْ يَزْدادُ كَثْرَةً وَطيباً وَعَطآءً وَجُوداً، وَارْزُقْنى مِنْ خَزآئِنِكَ الَّتى لا تَفْنى، وَمِنْ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ، اِنَّ عَطآئَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً، وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ».

دعاء الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عرفة

روى بشر وبشير ابنا غالب: كنّا مع الإمام الحسين(عليه السلام) عشيّة عرفة، فخرج(عليه السلام)من فسطاطه متذلّلاً خاشعاً فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت، ثم رفع يديه تلقاء وجهه، ثم قال: «اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذى لَيْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِع، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ اَجْناسَ الْبَدائِعِ، وَاَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لا تَخْفى عَلَيْهِ الطَّلايِـعُ، وَلا تَضيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازى كُلِّ صانِع، وَرائِشُ كُلِّ قانع، وَراحِمُ كُلِّ ضارِع، وَمُنْزِلُ الْمَنافِعِ، وَالْكِتابِ الْجامِعِ بِالنُّورِ السّاطِعِ، وَ هُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَلِلْكُرُباتِ دافِعٌ، وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا اِلهَ غَيْرُهُ وَلا شَىْءَ يَعْدِلُهُ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُاللَّطيفُ الْخَبيرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ.

اَللّهُمَّ اِنّى اَرْغَبُ إِلَيْكَ، وَاَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ، مُقِرّاً بِاَنَّكَ رَبّى، وَ اِلَيْكَ مَرَدّى، اِبْتَدَاْتَنى بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ اَنْ اَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَخَلَقْتَنى مِنَ التُّرابِ ثُمَّ اَسْكَنْتَنِى الاَْصْلابَ، آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ وَالسِّنينَ، فَلَمْ اَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْب اِلى رَحِم فى تَقادُم مِنَ الاَْيّامِ الْماضِيَةِ وَالْقُرُونِ الْخالِيَةِ، لَمْ تُخْرِجْنى لِرَاْفَتِكَ بى، وَلُطْفِكَ لى، وَاِحْسانِكَ اِلَىَّ فى دَوْلَةِ اَئِمَّةِ الْكُفْرِ، الَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ اَخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدَى الَّذى لَهُ يَسَّرْتَنى، وَفيهِ اَنْشَأْتَنى، وَمِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَؤُفْتَ بى، بِجَميلِ صُنْعِكَ وَسَوابِـغِ نِعَمِكَ، فابْتَدَعْتَ خَلْقى مِنْ مَنِىّ يُمْنى، وَاَسْكَنْتَنى فى ظُلُمات ثَلاث، بَيْنَ لَحْم وَدَم وَجِلْد، لَمْ تُشْهِدْنى خَلْقى، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَىَّ شَيْئاً مِنْ اَمْرى، ثُمَّ اَخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى اِلَى الدُّنْيا تآمّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنى فِى الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنى مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ عَلَىَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنى الاُْمَّهاتِ الرَّواحِمَ، وَكَلاَْتَنى مِنْ طَوارِقِ الْجآنِّ، وَسَلَّمْتَنى مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يا رَحيمُ يا رَحْمنُ، حتّى اِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ، اَتْمَمْتَ عَلَىَّ سَوابِغَ الاِْنْعامِ، وَرَبَّيْتَنى زائِداً فى كُلِّ عام، حَتّى إذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتى، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتى، اَوْجَبْتَ عَلَىَّ حُجَتَّكَ بِاَنْ اَلْهَمْتَنى مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَنى بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ، وَاَيْقَظْتَنى لِما ذَرَاْتَ فى سَمآئِكَ وَاَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَنى لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ، وَاَوجَبْتَ عَلَىَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَفَهَّمْتَنى ما جآءَتْ بِهِ رُسُلُكَ، وَيَسَّرْتَ لى تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ، وَمَنَنْتَ عَلَىَّ فى جَميعِ ذلِكَ بِعَونِكَ وَلُطْفِكَ، ثُمَّ اِذْ خَلَقْتَنى مِنْ خَيْرِ الثَّرى، لَمْ تَرْضَ لى يا اِلهى نِعْمَةً دُونَ اُخرى، وَرَزَقْتَنى مِنْ اَنواعِ الْمَعاشِ، وَصُنُوفِ الرِّياشِ، بِمَنِّكَ الْعَظيمِ الاَْعْظَمِ عَلَىَّ، وَاِحْسانِكَ الْقَديمِ اِلَىَّ، حَتّى اِذا اَتْمَمْتَ عَلَىَّ جَميعَ النِّعَمِ، وَصَرَفْتَ عَنّى كُلَّ النِّقَمِ، لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلى وَجُرْأَتى عَلَيْكَ اَنْ دَلَلْتَنى اِلى ما يُقَرِّبُنى اِلَيْكَ، وَوَفَّقْتَنى لِما يُزْلِفُنى لَدَيْكَ، فَاِنْ دَعَوْتُكَ اَجَبْتَنى وَاِنْ سَئَلْتُكَ اَعْطَيْتَنى، وَاِنْ اَطَعْتُكَ شَكَرْتَنى، وَاِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنى، كُلُّ ذلِكَ اِكْمالٌ لاَِنْعُمِكَ عَلَىَّ، وَاِحْسانِكَ اِلَىَّ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِئ مُعيد حَميد مَجيد، تَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُكَ، وَعَظُمَتْ الاؤُكَ، فَأَىَُّ نِعَمِكَ يا اِلهى اُحْصى عَدَداً وَذِكْراً، أَمْ اَىُّ عَطـاياكَ أَقُومُ بِها شُكْراً، وَهِىَ يا رَبِّ اَكْثَرُ مِنْ اَنْ يُحْصِيَهَا الْعآدُّونَ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنّى اَللّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرّآءِ أَكْثَرُ مِمّا ظَهَرَ لى مِنَ الْعافِيَةِ وَالسَّرّآءِ.

وَاَنـَا اَشْهَدُ يا اِلهى بِحَقيقَةِ ايمانى، وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقينى، وَخالِصِ صَريحِ تَوْحيدى، وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَميرى، وَعَلائِقِ مَجارى نُورِ بَصَرى، وَاَساريرِ صَفْحَةِ جَبينى، وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسى، وَخَذاريفِ مارِنِ عِرْنينى، وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعى، وَما ضُمَّتْ وَاَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتاىَ، وَحَرَكاتِ لَفْظِ لِسانى، وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمى وَفَكّى، وَمَنابِتِ اَضْراسى، وَمَساغِ مَطْعَمى وَمَشْرَبى، وَحِمالَةِ اُمِّ رَأْسى، وَبُلُوعِ فارِغِ حَبآئِلِ عُنُقى، وَمَا اشْتَمَلَ عَليْهِ تامُورُ صَدْرى، وَحمائِلِ حَبْلِ وَتينى، وَنِياطِ حِجابِ قَلْبى، وَأَفْلاذِ حَواشى كَبِدى، وَما حَوَتْهُ شَراسيفُ اَضْلاعى، وَحِقاقُ مَفاصِلى، وَقَبضُ عَوامِلى، وَاَطرافُ اَنامِلى، وَلَحْمى، وَدَمى، وَشَعْرى، وَبَشَرى، وَعَصَبى، وَقَصَبى، وَعِظامى، وَمُخّى، وَعُرُوقى، وَجَميعُِ جَوارِحى، وَمَا انْتَسَجَ عَلى ذلِكَ اَيّامَ رِضاعى، وَما اَقلَّتِ الاَْرْضُ مِنّى، وَنَوْمى، وَيَقَظَتى، وَسُكُونى، وَحَرَكاتِ رُكُوعى وَسُجُودى، اَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الاَْعصارِ وَالاَْحْقابِ، لَوْ عُمِّرْتُها اَنْ أُؤَدِّىَ شُكْرَ واحِدَة مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ اِلاّ بِمَنِّكَ الْمُوجَبِ عَلَىَّ بِهِ شُكْرَكَ اَبَداً جَديداً، وَثَنآءً طارِفاً عَتيداً، اَجَلْ، وَلوْ حَرَصْتُ اَنـَا وَالْعآدُّونَ مِنْ اَنامِكَ أَنْ نُحْصِىَ مَدى اِنْعامِكَ سالِفِهِ وَ انِفِهِ ماحَصَرْناهُ عَدَداً، وَلا اَحْصَيناهُ اَمَداً، هَيْهاتَ أنّى ذلِكَ، وَاَنْتَ الُْمخْبِرُ فى كِتابِكَ النّاطِقِ، وَالنَّبَأِ الصّادِقِ، «وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها» صَدَقَ كِتابُكَ اْللّهُمَّ وَاِنْبآؤُكَ، وَبَلَّغَتْ اَنْبِيآؤُكَ وَرُسُلُكَ ما اَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دينِكَ، غَيْرَ أَنّى يا اِلهى اَشْهَدُ بِجَهْدى وَجِدّى، وَمَبْلَغِ طاعَتى وَ وُسْعى، وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً، اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَوْرُوثاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فى مُلْكِهِ فَيُضآدَّهُ فيَما ابْتَدَعَ، وَلا وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فيما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ، لَوْ كانَ فيهِما الِهَةٌ اِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ اللهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الصَّمَدِ الَّذى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ، اَلْحَمْدُ للهِِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيآئِهِ الْمُرْسَلينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى خِيَرَتِهِ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الُْمخلَصينَ وَسَلَّمَ
».

ثم اندفع في المسألة، واجتهد في الدعاء، وقال وعيناه سالتا دموعاً:

«اَللّهُمَّ اجْعَلْنى اَخْشاكَ كَأَنّي اَراكَ، وَاَسْعِدْنى بِتَقويكَ، وَلا تُشْقِنى بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْلى فى قَضآئِكَ، وَبارِكْ لى فى قَدَرِكَ، حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما اَخَّرْتَ، وَلا تَاْخيرَ ما عَجَّلْتَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ غِناىَ فى نَفْسى، وَالْيَقينَ فى قَلْبى، وَالاِْخْلاصَ فى عَمَلى، وَالنُّورَ فى بَصَرى، وَالْبَصيرَةَ فى دينى، وَمَتِّعْنى بِجَوارِحى، وَاجْعَلْ سَمْعى وَبَصَرى اَلْوارِثَيْنِ مِنّى، وَانْصُرْنى عَلى مَنْ ظَلَمَنى، وَاَرِنى فيهِ ثارى وَمَـأرِبى، وَاَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنى، اَللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتى، وَاسْتُرْ عَوْرَتى، وَاْغْفِرْ لى خَطيئَتى، وَاخْسَأْ شَيْطانى، وَفُكَّ رِهانى، وَاْجَعْلْ لى يا اِلهى الدَّرَجَةَ الْعُلْيا فِى الاْخِرَةِ وَالاُْولى، اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى سَميعاً بَصيراً، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنى فَجَعَلْتَنى خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بى، وَقَدْكُنْتَ عَنْ خَلْقى غَنِيّاً، رَبِّ بِما بَرَأْتَنْى فَعَدَّلْتَ فِطْرَتى، رَبِّ بِما اَنْشَأْتَنى فَاَحْسَنْتَ صُورَتى، رَبِّ بِما اَحْسَنْتَ اِلَىَّ وَفى نَفْسى عافَيْتَنى، رَبِّ بِما كَلاَْتَنى وَوَفَّقْتَنى، رَبِّ بِما اَنـْعَمْتَ عَلَىَّ فَهَدَيْتَنى، رَبِّ بِما اَوْلَيْتَنى وَمِنْ كُلِّ خَيْر اَعْطَيْتَنى، رَبِّ بِما اَطْعَمْتَنى وَسَقَيْتَنى، رَبِّ بِما اَغْنَيْتَنى وَاَقْنَيْتَنى، رَبِّ بِما اَعَنْتَنى وَاَعْزَزْتَنى، رَبِّ بِما اَلْبَسْتَنى مِنْ سِتْرِكَ الصّافى وَيَسَّرْتَ لى مِنْ صُنْعِكَ الْكافى، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ الِ مُحَمَّد، وَاَعِنّى عَلى بَوآئِقِ الدُّهُورِ وَصُرُوفِ اللَّيالى وَالاَْيّامِ، وَنَجِّنى مِنْ اَهْوالِ الدُّنْيا وَكُرُباتِ الاْخِرَةِ، وَاكْفِنى شَرَّ ما يَعْمَلُ الظّالِمُونَ فِى الاَْرْضِ.

اَللّهُمَّ ما اَخافُ فَاكْفِنى، وَما اَحْذَرُ فَقِنى، وَفى نَفْسى وَدينى فَاحْرُسْنى، وَفى سَفَرى فَاحْفَظْنى، وَفى اَهْلى وَمالى فَاخْلُفْنى، وَفيما رَزَقْتَنى فَبارِكْ لى وَفى نَفْسى فَذَلِّلْنى، وَفى اَعْيُنِ النّاسِ فَعَظِّمْنى، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ فَسَلِّمْنى، وَبِذُنُوبى فَلاتَفْضَحْنى، وَبِسَريرَتى فَلا تُخْزِنى، وَبِعَمَلى فَلا تَبْتَلِنى، وَنِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْنى، وَاِلى غَيْرِكَ فَلا تَكِلْنى، اِلهى اِلى مَنْ تَكِلُنى، اِلى قَريب فَيَقْطَعُنى، اَمْ اِلى بَعيد فَيَتَجَهَّمُنى، اَمْ اِلَى الْمُسْتَضْعَفينَ لى، وَاَنْتَ رَبّى وَمَليكُ اَمْرى، اَشْكُو اِلَيْكَ غُرْبَتى وَبُعْدَ دارى، وَهَوانى عَلى مَنْ مَلَّكْتَهُ اَمْرى، اِلهى فَلا تُحْلِلْ عَلَىَّ غَضَبَكَ، فَاِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَىَّ فَلا اُبالى، سُبْحانَكَ غَيْرَ اَنَّ عافِيَتَكَ اَوْسَعُ لى، فَاَسْئَلُكَ يا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذى اَشْرَقَتْ لَهُ الاَْرْضُ وَالسَّمواتُ، وَكُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَصَلُحَ بِهِ اَمْرُ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، اَنْ لا تُميتَنى عَلى غَضَبِكَ، وَلا تُنْزِلَ بى سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبى لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذلِك، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، رَبَّ الْبَلَدِالْحَرامِ، وَالْمَشْعَرِالْحَرامِ، وَالْبَيْتِ الْعَتيقِ، الَّذى اَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ، وَجَعَلْتَهُ لِلنّاسِ اَمْناً، يا مَنْ عَفا عَنْ عَظيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ اَسْبَغَ النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ، يا مَنْ اَعْطَى الْجَزيلَ بِكَرَمِهِ، يا عُدَّتى فى شِدَّتى، يا صاحِبى فى وَحْدَتى، يا غِياثى فى كُرْبَتى، يا وَلِيّى فى نِعْمَتى.

يا اِلـهى وَاِلـهَ آبائى اِبْراهيمَ وَاِسْماعيلَ وَاِسْحقَ وَيَعْقُوبَ وَرَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَاِسْرافيلَ، وَربَّ مُحَمَّد خاتِمِ النَّبِيّينَ وَ الِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَمُنْزِلَ التَّوريةِ وَالاِْ نْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ، وَمُنَزِّلَ كـهيعص وَطـه وَيس وَالْقُرآنِ الْحَكيمِ، اَنْتَ كَهْفى حينَ تُعْيينِى الْمَذاهِبُ فى سَعَتِها، وَتَضيقُ بِىَ الاَْرْضُ بِرُحْبِها، وَلَوْ لا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكينَ، وَاَنْتَ مُقيلُ عَثْرَتى، وَلَوْ لا سَتْرُكَ اِيّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحينَ، وَاَنْتَ مُؤَيِّدى بِالنَّصْرِ عَلى اَعْدآئى، وَ لَوْ لا نَصْرُكَ اِيّاىَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبينَ، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ، فَاَوْلِيآئُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ، يا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَ غَيْبَ ما تَاْتى بِهِ الاَْزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ.

يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَمُهُ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ كَبَسَ الاَْرْضَ عَلَى الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، يا مَنْ لَهُ اَكْرَمُ الاَْسْمآءِ، يا ذَاالْمَعْرُوفِ الَّذى لا يَنْقَطِعُ اَبَداً، يا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِى الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ، وَجاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً، يا رادَّهُ عَلى يَعْقُوبَ بَعْدَ اَنِ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظيمٌ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ اَيُّوبَ، وَمُمْسِكَ يَدَىْ اِبْراهيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَفَنآءِ عُمُرِهِ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى، وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحيداً، يا مَنْ اَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، يا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنى اِسْرآئيلَ فَاَنْجاهُمْ، وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقينَ، يا مَنْ اَرْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّرات بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ، يا مَنْ لَمْ يَعْجَلْ عَلى مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ، يا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ، وَقَدْ غَدَوْا فى نِعْمَتِهِ يَاْكُلُونَ رِزْقَهُ وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، وَقَدْ حآدُّوهُ وَنآدُّوهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ.

يا اَللهُ يا اَللهُ يا بَدىُ، يا بَديعُ لا نِدَّلَكَ، يا دآئِماً لا نَفادَ لَكَ، يا حَيّاً حينَ لا حَىَّ، يا مُحْيِىَ الْمَوْتى، يا مَنْ هُوَ قآئِمٌ عَلى كُلِّ نَفْس بِما كَسَبَتْ، يا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرى فَلَمْ يَحْرِمْنى، وَعَظُمَتْ خَطيئَتى فَلَمْ يَفْضَحْنى، وَرَ انى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ يَشْهَرْنى، يا مَنْ حَفِظَنى فى صِغَرى، يا مَنْ رَزَقَنى فى كِبَرى، يا مَنْ اَياديهِ عِنْدى لا تُحْصى، وَنِعَمُهُ لا تُجازى، يا مَنْ عارَضَنى بِالْخَيْرِ وَالاِْحْسانِ وَعارَضْتُهُ بِالاِْسائَةِ وَالْعِصْيانِ، يا مَنْ هَدانى لِلاْيمانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ اَعْرِفَ شُكْرَ الاِْمْتِنانِ، يا مَنْ دَعَوْتُهُ مَريضاً فَشَفانى، وَعُرْياناً فَكَسانى، وَجـائِعاً فَاَشْبَعَنى، وَعَطْشانَ فَاَرْوانى، وَذَليلاً فَاَعَزَّنى، وَجاهِلاً فَعَرَّفَنى، وَ وَحيداً فَكَثَّرَنى، وَغائِباً فَرَدَّنى، وَمُقِلاًّ فَاَغْنانى، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنى، وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنى، وَاَمْسَكْتُ عَنْ جَميعِ ذلِكَ فَابْتَدَاَنى، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ.

يا مَنْ اَقالَ عَثْرَتى، وَنَفَّسَ كُرْبَتى، وَاَجابَ دَعْوَتى، وَسَتَرَ عَوْرَتى، وَغَفَرَ ذُنُوبى، وَبَلَّغَنى طَلِبَتى، وَنَصَرَنى عَلى عَدُوّى، وَاِنْ اَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لا اُحْصيها، يا مَوْلاىَ اَنْتَ الَّذى مَنَنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَنْعَمْتَ، اَنْتَ الَّذى اَحْسَنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَجْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذى اَفْضَلْتَ، اَنْتَ الَّذى اَكْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذى رَزَقْتَ، اَنْتَ الَّذى وَفَّقْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعْطَيْتَ، اَنْتَ الَّذى اَغْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذى اَقْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذى اوَيْتَ، اَنْتَ الَّذى كَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذى هَدَيْتَ، اَنْتَ الَّذى عَصَمْتَ، اَنْتَ الَّذى سَتَرْتَ، اَنْتَ الَّذى غَفَرْتَ، اَنْتَ الَّذى اَقَلْتَ، اَنْتَ الَّذى مَكَّنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعْزَزْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعَنْتَ، اَنْتَ الَّذى عَضَدْتَ، اَنْتَ الَّذى اَيَّدْتَ، اَنْتَ الَّذى نَصَرْتَ، اَنْتَ الَّذى شَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذى عافَيْتَ، اَنْتَ الَّذى اَكْرَمْتَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ دآئِماً، وَلَكَ الشُّكْرُ واصِباً اَبَداً، ثُمَّ اَنـَا يا اِلهىَ الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى، اَنـَا الَّذى اَسَاْتُ، اَنـَا الَّذى اَخْطَاْتُ، اَنـَا الَّذى هَمَمْتُ، اَنـَا الَّذى جَهِلْتُ، اَنـَا الَّذى غَفَلْتُ، اَنـَا الَّذى سَهَوْتُ، اَنـَا الَّذِى اعْتَمَدْتُ، اَنـَا الَّذى تَعَمَّدْتُ، اَنـَا الَّذى وَعَدْتُ، وَاَنـَا الَّذى اَخْلَفْتُ، اَنـَا الَّذى نَكَثْتُ، اَنـَا الَّذى اَقْرَرْتُ، اَنـَا الَّذِى اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَعِنْدى، وَاَبُوءُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ، وهُوَ الَغَنِىُّ عَنْ طاعَتِهِمْ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ اِلـهى وَسَيِّدى.

اِلـهى اَمَرْتَنى فَعَصَيْتُكَ، وَنَهَيْتَنى فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ، فَاَصْبَحْتُ لا ذا بَرآءَة لى فَاَعْتَذِرُ، وَلاذا قُوَّة فَاَنْتَصِرُ، فَبِأَىِّ شَىْء اَسْتَقْبِلُكَ يا مَوْلاىَ، اَبِسَمْعى اَمْ بِبَصَرى اَمْ بِلِسانى اَمْ بِيَدى اَمْ بِرِجْلى، اَلـَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِندى، وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلاىَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَلَىَّ، يا مَنْ سَتَرَنى مِنَ الاْباءِ وَالاُْمَّهاتِ اَنْ يَزجُرُونى، وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالاِْخْوانِ اَنْ يُعَيِّرُونى، وَمِنَ السَّلاطينِ اَنْ يُعاقِبُونى، وَلَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلاىَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّى اِذاً ما اَنْظَرُونى، وَلَرَفَضُونى وَقَطَعُونى، فَها اَنـَا ذا يا اِلـهى بَيْنَ يَدَيْكَ يا سَيِّدى خاضِعٌ ذَليلٌ حَصيرٌ حَقيرٌ، لا ذُو بَرآئَة فَاَعْتَذِرُ، وَلا ذُو قُوَّة فَاَنْتَصِرُ، وَلا حُجَّة فَاَحْتَجُّ بِها، وَلا قائِلٌ لَمْ اَجْتَرِحْ وَلَمْ اَعْمَلْ سُوءاً وَما عَسَى الْجُحُودَ، وَلَوْ جَحَدْتُ يا مَوْلاىَ يَنْفَعُنى كَيْفَ وَاَنّى ذلِكَ، وَجَوارِحى كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَىَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ يَقيناً غَيْرَ ذى شَكٍّ اَنَّكَ سآئِلى مِنْ عَظايِمِ الاُْمُورِ، وَاَنَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذى لا تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكى، وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبى، فَاِنْ تُعَذِّبْنى يا اِلـهى فَبِذُنُوبى بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَىَّ، وَاِنْ تَعْفُ عَنّى فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ.

لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الْخآئِفينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الْوَجِلينَ، لا اِلهَ اِلاّاَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الرَّاجينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الرّاغِبينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ السّـآئِلينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرينَ، لااِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ رَبّى وَرَبُّ ابآئِىَ الاَْوَّلينَ، اَللّهُمَّ هذا ثَنائى عَلَيْكَ مُمَجِّداً، وَاِخْلاصى لِذِكْرِكَ مُوَحِّداً، وَاِقْرارى بِـالائِكَ مُعَدِّداً، وَاِنْ كُنْتُ مُقِرّاً اَنّى لَمْ اُحْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبُوغِها وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها اِلى حادِث، ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنى بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنى وَبَرَاْتَنى مِنْ اَوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الاِْغْنآءِ مِنَ الْفَقْرِ وَكَشْفِ الضُّرِّ وَ تَسْبيبِ الْيُسْرِ وَدَفْعِ الْعُسْرِ وَتَفريجِ الْكَرْبِ وَالْعافِيَةِ فِى الْبَدَنِ وَالسَّلامَةِ فِى الدّينِ، وَلَوْ رَفَدَنى عَلى قَدْرِ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ جَميعُ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ ما قَدَرْتُ وَلاهُمْ عَلى ذلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَيْتَ مِنْ رَبٍّ كَريم عَظيم رَحيم، لا تُحْصى الاؤُكَ، وَلا يُبْلَغُ ثَنآؤُكَ، وَلا تُكافى نَعْمآؤُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ الِ مُحَمَّد، وَاَتْمِمْ عَلَيْنا نِعَمَكَ، وَاَسْعِدْنا بِطاعَتِكَ، سُبْحانَكَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ.

اَللَّهُمَّ اِنَّكَ تُجيبُ الْمُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتُغيثُ الْمَكْرُوبَ، وَتَشْفِى السَّقيمَ، وَتُغْنِى الْفَقيرَ، وَتَجْبُرُ الْكَسيرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغيرَ، وَتُعينُ الْكَبيرَ، وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهيرٌ، وَلا فَوْقَكَ قَديرٌ، وَاَنْتَ الْعَلِىُّ الْكَبيرُ، يا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الاَْسيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ، يا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجيرِ، يا مَنْ لا شَريكَ لَهُ وَلا وَزيرَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ الِ مُحَمَّد، وَاَعْطِنى فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ، اَفْضَلَ ما اَعْطَيْتَ وَاَنـَلْتَ اَحَداً مِنْ عِبادِكَ مِنْ نِعْمَة تُوليها، وَ الاء تُجَدِّدُها، وَبَلِيَّة تَصْرِفُها، وَكُرْبَة تَكْشِفُها، وَدَعْوَة تَسْمَعُها، وَحَسَنَة تَتَقَبَّلُها، وَسَيِّئَة تَتَغَمَّدُها، اِنَّكَ لَطيفٌ بِما تَشآءُ خَبيرٌ، وَعَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ.

اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَقْرَبُ مَنْ دُعِىَ، وَاَسْرَعُ مَنْ اَجابَ، وَاَكْرَمُ مَنْ عَفى، وَاَوْسَعُ مَنْ اَعْطى، وَاَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، يا رَحمنَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَرحيمَهُما، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ وَلا سِواكَ مَاْمُولٌ، دَعَوْتُكَ فَاَجَبْتَنى، وَسَئَلْتُكَ فَاَعْطَيْتَنى، وَرَغِبْتُ اِلَيْكَ فَرَحِمْتَنى، وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنى، وَفَزِعْتُ اِلَيْكَ فَكَفَيْتَنى، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَعَلى الِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ اَجْمَعينَ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْمآئَكَ، وَهَنِّئْنا عَطآئَكَ، وَاكْتُبْنا لَكَ شاكِرينَ، وَلاِلائِكَ ذاكِرينَ، امينَ امينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

اَللّهُمَّ يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِىَ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، يا غايَةَ الطّالِبينَ الرّاغِبينَ، وَمُنْتَهى اَمَلِ الرّاجينَ، يا مَنْ اَحاطَ بِكُلِّ شَىْء عِلْماً، وَوَسِعَ الْمُسْتَقيلينَ رَاْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً، اَللّهُمَّ اِنّا نَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتى شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها بِمُحَمَّد نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ الْبَشيرِ النَّذيرِ، السِّراجِ الْمُنيرِ، الَّذى اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمينَ، وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ الِ مُحَمَّد، كَما مُحَمَّدٌ اَهْلٌ لِذلِكَ مِنْكَ يا عَظيمُ، فَصَـلِّ عَلَيْـهِ وَعَلى الِهِ الْمُنْتَجَبيـنَ الطَّيِّبيـنَ الطّاهِرينَ اَجْمَعينَ، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنّا، فَاِلَيْكَ عَجَّتِ الاَْصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ، فَاجْعَلْ لَنَا اَللّهُمَّ فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْر تَقْسِمُهُ بَيْنَ عِبادِكَ، وَنُور تَهْدى بِهِ، وَرَحْمَة تَنْشُرُها، وَبَرَكَة تُنْزِلُها، وَعافِيَة تُجَلِّلُها، وَرِزْق تَبْسُطُهُ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

اَللَّهُمَّ اَقْلِبْنا فى هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحينَ مُفْلِحينَ، مَبْرُورينَ غانِمينَ، وَلاتَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطينَ، وَلا تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومينَ، وَلا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطآئِكَ قانِطينَ، وَلا تَرُدَّنا خائِبينَ، وَلا مِنْ بابِكَ مَطْرُودينَ، يا اَجْوَدَ الاَْجْوَدينَ، وَاَكْرَمَ الاَْكْرَمينَ، اِلَيْكَ اَقْبَلْنا مُوقِنينَ، وَلِبَيْتِكَ الْحَرامِ آمّينَ قاصِدينَ، فَاَعِنّا عَلى مَناسِكِنا، وَاَكْمِلْ لَنا حَجَّنا، وَاعْفُ عَنّا، وَعافِنا فَقَدْ مَدَدْنا اِلَيْكَ اَيْدِيَنا، فَهِىَ بِذِلَّةِ الاِْعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ، اَللّهُمَّ فَاَعْطِنا فى هذِهِ الْعَشِيَّةِ ما سَئَلْناكَ، وَاكْفِنا مَا اسْتَكْفَيْناكَ، فَلا كافِىَ لَنا سِواكَ، وَلا رَبَّ لَنا غَيْرُكَ، نافِذٌ فينا حُكْمُكَ، مُحيطٌ بِنا عِلْمُكَ، عَدْلٌ فينا قَضآؤُكَ، اِقْضِ لَنَا الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَهْلِ الْخَيْرِ، اَللّهُمَّ اَوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ عَظيمَ الاَْجْرِ، وَكَريمَ الذُّخْرِ، وَدَوامَ الْيُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا اَجْمَعينَ، وَلا تُهْلِكْنا مَعَ الْهالِكينَ، وَلا تَصْرِفْ عَنّا رَاْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

اَللّهُمَّ اجْعَلْنا فى هذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَئَلَكَ فَاَعْطَيْتَهُ، وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ، وَتابَ اِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ، وَتَنَصَّلَ اِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ كُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ، يا ذَاالْجَلالِ وَالاِْكْرامِ، اَللّهُمَّ وَنَقِّنا وَسَدِّدْنا وَاعْصِمْنا، وَاقْبَلْ تَضَرُّعَنا، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ اِغْماضُ الْجُفُونِ، وَلا لَحْظُ الْعُيُونِ، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِى الْمَكْنُونِ، وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ، اَلا كُلُّ ذلِكَ قَدْ اَحْصاهُ عِلْمُكَ، وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ، سُبْحانَكَ وَتَعالَيْتَ عَمّا يَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً كَبيراً، تُسَبِّحُ لَكَ السَّمواتُ السَّبْعُ وَالاَْرَضُونَ وَمَنْ فيهِنَّ، وَاِنْ مِنْ شَىْء اِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَالَْمجْدُ وَعُلُوُّ الْجَدِّ يا ذَاالْجَلالِ وَالاِْكْرامِ. وَالْفَضْلِ وَالاِْنْعامِ، وَالاَْيادِى الْجِسامِ، وَاَنْتَ الْجَوادُ الْكَريمُ الرَّؤُوفُ الرَّحيمُ، اَللَّهُمَّ اَوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ، وَعافِنى فى بَدَنى وَدينى، وَ امِنْ خَوْفى وَاَعْتِقْ رَقَبَتى مِنَ النّارِ، اَللّهُمَّ لا تَمْكُرْ بى، وَلا تَسْتَدْرِجْنى، وَلا تَخْدَعْنى، وَادْرَءْ عَنّى شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ».

ثمّ رفع رأسه وبصره إلى السماء، وعيناه ماطرتان كأنهما مزادتان وقال بصوت عال: «يا اَسْمَعَ السّامِعينَ، يا اَبْصَرَ النّاظِرينَ، وَيا اَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ الِ مُحَمَّد السّادَةِ الْمَيامينَ، وَاَسْئَلُكَ اَللّهُمَّ حاجَتِىَ الَّتى اِنْ اَعْطَيْتَنيها لَمْ يَضُرَّنى ما مَنَعْتَنى، وَاِنْ مَنَعْتَنيها لَمْ يَنْفَعْنى مااَعْطَيْتَنى، اَسْئَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتى مِنَ النّارِ، لااِلهَ اِلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لاشَريكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ يا رَبُِّ يا رَبُِّ».

وكان يكرر قوله «ياربّ» وشغل من حضر ممّن كان حوله من الدعاء لأنفسهم، واقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس وأفاض الناس معه إلى المشعر الحرام».

إلى هنا تمّ دعاء الحسين(عليه السلام) في يوم عرفة على ما أورده الكفعمي في كتاب «البلد الأمين»، وقد تبعه المجلسي في كتاب «زاد المعاد»، ولكن زاد السيد ابن طاووس في «الاقبال» بعد: «ياربّ ياربّ ياربّ». «اِلـهى اَنـَا الْفَقيرُ فى غِناىَ، فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً فى فَقْرى، اِلـهى اَنـَا الْجاهِلُ فى عِلْمى، فَكَيْفَ لا اَكُونُ جَهُولاً فى جَهْلى، اِلـهى اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقاديرِكَ مَنَعا عِبادَكَ الْعارِفينَ بِكَ عَنْ السُّكُونِ اِلى عَطآء وَالْيَأْسِ مِنْكَ فى بَلاء، اِلهى مِنّى ما يَليقُ بِلُؤْمى وَمِنْكَ ما يَليقُ بِكَرَمِكَ، اِلهى وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لى قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفى، اَفَتَمْنَعُنى مِنْهُما بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفى، اِلهى اِنْ ظَهَرَتِ الَْمحاسِنُ مِنّى فَبِفَضْلِكَ وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَىَّ، وَاِنْ ظَهَرَتِ الْمَساوى مِنّى فَبِعَدْلِكَ وَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَىَّ، اِلهى كَيْفَ تَكِلُنى وَقَدْ تَكَفَّلْتَ لى وَكَيْفَ اُضامُ وَاَنْتَ النّاصِرُ لى، اَمْ كَيْفَ اَخيبُ وَاَنْتَ الْحَفِىُّ بى، ها اَنـَا اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفَقْرى اِلَيْكَ، وَكَيْفَ اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ، بِما هُوَ مَحالٌ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ اَشْكوُ اِلَيْكَ حالى وَهُوَ لا يَخْفى عَلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ اُتَرْجِمُ بِمَقالى وَهُوَ مِنْكَ بَرَزٌ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ امالى وَهِىَ قَدْ وَفَدَتْ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ لا تُحْسِنُ اَحْوالى وَبِكَ قامَتْ.
اِلهى ما اَلْطَفَكَ بى مَعَ عَظيمِ جَهْلى، وَما اَرْحَمَكَ بى مَعَ قَبيحِ فِعْلى، اِلهى ما اَقْرَبَكَ مِنّى وَاَبْعَدَنى عَنْكَ، وَما اَرْاَفَكَ بى فَمَا الَّذى يَحْجُبُنى عَنْكَ، اِلهى عَلِمْتُ بِاخْتِلافِ الاْثارِ وَتَنقُّلاتِ الاَْطْوارِ اَنَّ مُرادَكَ مِنّى اَنْ تَتَعَرَّفَ اِلَىَّ فى كُلِّ شَىْء، حَتّى لا اَجْهَلَكَ فى شَىْء، اِلهى كُلَّما اَخْرَسَنى لُؤْمى اَنْطَقَنى كَرَمُكَ، وَكُلَّما ايَسَتْنى اَوْصافى اَطْمَعَتْنى مِنَنُكَ، اِلهى مَنْ كانَتْ مَحاسِنُهُ مَساوِىَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ مَساويهِ مَساوِىَ، وَمَنْ كانَتْ حَقايِقُهُ دَعاوِىَ، فَكَيْفَ لاتَكُونُ دَعاويهِ دَعاوِىَ، اِلهى حُكْمُكَ النّافِذُ وَمَشِيَّتُكَ الْقاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكا لِذى مَقال مَقالاً، وَلا لِذى حال حالاً، اِلهى كَمْ مِنْ طاعَة بَنَيْتُها، وَحالَة شَيَّدْتُها، هَدَمَ اعْتِمادى عَلَيْها عَدْلُكَ، بَلْ اَقالَنى مِنْها فَضْلُكَ، اِلهى اِنَّكَ تَعْلَمُ اَنّى وَاِنْ لَمْ تَدُمِ الطّاعَةُ مِنّى فِعْلاً جَزْماً فَقَدْ دامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً، اِلهى كَيْفَ اَعْزِمُ وَاَنْتَ الْقاهِرُ، وَكَيْفَ لا اَعْزِمُ وَاَنْتَ الاْمِرُ.

اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ بِخِدْمَة تُوصِلُنى اِلَيْكَ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ اِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْد لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً، اِلهى اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَى الاْثارِ، فَارْجِعْنى اِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الاَْنْوارِ وَهِدايَةِ الاِْسْتِبصارِ حَتّى اَرْجِعَ اِلَيْكَ مِنْها كَما دَخَلْتُ اِلَيْكَ مِنْها مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ اِلَيْها، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاِْعْتِمادِ عَلَيْها، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ قَديرٌ، اِلهى هذا ذُلّى ظاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَهذا حالى لا يَخْفى عَلَيْكَ، مِنْكَ اَطْلُبُ الْوُصُولَ اِلَيْكَ، وَبِكَ اَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ، فَاهْدِنى بِنُورِكَ اِلَيْكَ، وَاَقِمْنى بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، اِلهى عَلِّمْنى مِنْ عِلْمِكَ الَْمخْزُونِ، وَصُنّى بِسِتْرِكَ الْمَصُونِ، اِلهى حَقِّقْنى بِحَقائِقِ اَهْلِ الْقُرْبِ، وَاسْلُكْ بى مَسْلَكَ اَهْلِ الْجَذْبِ.

اِلهى اَغْنِنى بِتَدْبيرِكَ لى عَنْ تَدْبيرى، وَبِاخْتِيارِكَ عَنِ اخْتِيارى، وَاَوْقِفْنى عَلى مَـراكِـزِ اضْطِرارى، اِلـهى اَخْرِجْنى مِنْ ذُلِّ نَفْسى، وَطَهِّرْنى مِــنْ شَكّـى وَشِرْكى قَبْلَ حُلُولِ رَمْسى، بِكَ اَنْتَصِرُ فَانْصُرْنى، وَعَلَيْكَ اَتَوَكَّلُ فَلا تَكِلْنى، وَاِيّاكَ اَسْئَلُ فَلا تُخَيِّبْنى، وَفى فَضْلِكَ اَرْغَبُ فَلا تَحْرِمْنى، وَبِجَنابِكَ اَنْتَسِبُ فَلا تُبْعِدْنى، وَبِبابِكَ اَقِفُ فَلا تَطْرُدْنى، اِلهى تَقَدَّسَ رِضاكَ اَنْ يَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّى، اِلـهى اَنْتَ الْغَنِىُّ بِذاتِكَ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ غَنِيّاً عَنّى، اِلهى اِنَّ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ يُمَنّينى، وَاِنَّ الْهَوى بِوَثائِقِ الشَّهْوَةِ اَسَرَنى، فَكُنْ اَنْتَ النَّصيرَ لى حَتّى تَنْصُرَنى وَتُبَصِّرَنى، وَاَغْنِنى بِفَضْلِكَ حَتّى اَسْتَغْنِىَ بِكَ عَنْ طَلَبى، اَنْتَ الَّذى اَشْرَقْتَ الاَْنْوارَ فى قُلُوبِ اَوْلِيآئِكَ حَتّى عَرَفُوكَ وَوَحَّدُوكَ، وَاَنْتَ الَّذى اَزَلْتَ الاَْغْيارَ عَنْ قُلُوبِ اَحِبّائِكَ حَتّى لَمْ يُحِبُّوا سِواكَ، وَلَمْ يَلْجَئُوا اِلى غَيْرِكَ، اَنْتَ الْمُوْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ اَوْحَشَتْهُمُ الْعَوالِمُ، وَاَنْتَ الَّذى هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبانَتْ لَهُمُ الْمَعالِمُ، ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ، وَمَا الَّذى فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ، لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِىَ دُونَكَ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ مُتَحَوِّلاً، كَيْفَ يُرْجى سِواكَ وَاَنْتَ ما قَطَعْتَ الاِْحْسانَ، وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَاَنْتَ ما بَدَّلْتَ عادَةَ الاِْمْتِنانِ، يا مَنْ اَذاقَ اَحِبّآئَهُ حَلاوَةَ الْمُؤانَسَةِ فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقينَ، وَيا مَنْ اَلْبَسَ اَوْلِيائَهُ مَلابِسَ هَيْبَتِهِ فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُسْتَغْفِرينَ، اَنْتَ الذّاكِرُ قَبْلَ الذّاكِرينَ، وَاَنْتَ الْبادى بِالاِْحْسانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعابِدينَ، وَاَنْتَ الْجَوادُ بِالْعَطآءِ قَبْلَ طَلَبِ الطّالِبينَ، وَاَنْتَ الْوَهّابُ ثُمَّ لِما وَهَبْتَ لَنا مِنَ الْمُسْتَقْرِضينَ.

اِلـهى اُطْلُبْنى بِرَحْمَتِكَ حَتّى اَصِلَ اِلَيْكَ، وَاجْذِبْنى بِمَنِّكَ حَتّى اُقْبِلَ عَلَيْكَ، اِلـهى اِنَّ رَجآئى لا يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَاِنْ عَصَيْتُكَ، كَما اَنَّ خَوْفى لا يُزايِلُنى وَاِنْ اَطَعْتُكَ، فَقَدْ دَفَعَتْنِى الْعَوالِمُ اِلَيْكَ، وَقَدْ اَوْقَعَنى عِلْمى بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ، اِلهى كَيْفَ اَخيبُ وَاَنْتَ اَمَلى، اَمْ كَيْفَ اُهانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلى، اِلـهى كَيْفَ اَسْتَعِزُّ وَفِى الذِّلَّةِ اَرْكَزْتَنى، اَمْ كَيْفَ لا اَسْتَعِزُّ وَاِلَيْكَ نَسَبْتَنى، اِلـهى كَيْفَ لا اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذى فِى الْفُقَرآءِ اَقَمْتَنى، اَمْ كَيْفَ اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذى بِجُودِكَ اَغْنَيْتَنى، وَاَنْتَ الَّذى لا اِلهَ غَيْرُكَ، تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَىْء فَما جَهِلَكَ شَىْءٌ، وَاَنْتَ الَّذى تَعَرَّفْتَ اِلَىَّ فى كُلِّ شَىْء، فَرَاَيْتُكَ ظاهِراً فى كُلِّ شَىْء، وَاَنْتَ الظّاهِرُ لِكُلِّ شَىْء، يا مَنِ اسْتَوى بِرَحْمانِيَّتِهِ فَصارَ الْعَرْشُ غَيْباً فى ذاتِهِ، مَحَقْتَ الاْثارَ بِالاْثارِ، وَمَحَوْتَ الاَْغْيارَ بِمُحيطاتِ اَفْلاكِ الاَْنْوارِ، يا مَنِ احْتَجَبَ فى سُرادِقاتِ عَرْشِهِ عَنْ اَنْ تُدْرِكَهُ الاَْبْصارُ، يا مَنْ تَجَلّى بِكَمالِ بَهآئِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ الاِْسْتِوآءَ، كَيْفَ تَخْفى وَاَنْتَ الظّاهِرُ، اَمْ كَيْفَ تَغيبُ وَاَنْتَ الرَّقيبُ الْحاضِرُ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، وَالْحَمْدُ للهِِ وَحْدَهُ».

دعاء كميل


وهو من الأدعية المعروفة، وقال العـلاّمة المجلسي: إنّه أفضل الأدعية، وهو دعاء الخضر(عليه السلام) وقد علّمه الإمام عليّ(عليه السلام) كميلاً وهو من خواصّ أصحابه، ويدعى به في ليلة النصف من شعبان وفي كلّ ليلة جمعة، ويجدي في كفاية شرِّ الاعداء وفتح باب الرزق وغفران الذنوب، وهو هذا الدعاء.

«اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْئَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء، وَ بِقُوَّتِكَ الَّتى قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَىْء، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَىْء، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَىْء، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتى غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَىْء، وَبِعِزَّتِكَ الَّتى لا يَقُومُ لَها شَىْءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتى مَلاََتْ كُلَّ شَىْء، وَبِسُلْطانِكَ الَّذى عَلا كُلَّ شَىْء، وَبِوَجْهِكَ الْباقى بَعْدَ فَنآءِ كُلِّ شَىْء، وَبِأَسْمائِكَ الَّتى مَلاََتْ اَرْكانَ كُلِّ شَىْء، وَبِعِلْمِكَ الَّذى اَحاطَ بِكُلِّ شَىْء، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذى اَضآءَ لَهُ كُلُّ شىْء، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اَوَّلَ الاَْوَّلِينَ، وَيا اخِرَ الاْخِرينَ.

اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اَللّـهُمَّ اغْفِـرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُنْزِلُ النِّقَمَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُغَيِّـرُ النِّعَمَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لىَ الذُّنُوبَ الَّتى تَحْبِسُ الدُّعآءَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِىَ الذُّنُوبَ الَّتى تُنْزِلُ الْبَلاءَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لى كُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطيئَة اَخْطَاْتُها، اَللّـهُمَّ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَاَسْتَشْفِعُ بِكَ اِلى نَفْسِكَ، وَاَسْئَلُكَ بِجُودِكَ اَنْ تُدْنِيَنى مِنْ قُرْبِكَ، وَاَنْ تُوزِعَنى شُكْرَكَ، وَاَنْ تُلْهِمَنى ذِكْرَكَ، اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْئَلُكَ سُؤالَ خاضع مُتَذَلِّل خاشع، اَنْ تُسامِحَنى وَتَرْحَمَنى وَتَجْعَلَنى بِقَِسْمِكَ راضِياً قانِعاً، وَفى جَميعِ الاَْحْوالِ مُتَواضِعاً، اَللّـهُمَّ وَاَسْئَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَاَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ
الشَّدآئِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ، اَللّـهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ، وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِىَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ اَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ، اَللّـهُمَّ لا اَجِدُ لِذُنُوبى غافِراً، وَلا لِقَبائِحى ساتِراً، وَلا لِشَىْء مِنْ عَمَلِىَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسى، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلى، وَسَكَنْتُ اِلى قَديمِ ذِكْرِكَ لى وَمَنِّكَ عَلَىَّ.

اَللّـهُمَّ مَوْلاىَ كَمْ مِنْ قَبيح سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِح مِنَ الْبَلاءِ اَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثار وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوه دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَنآء جَميل لَسْتُ اَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ، اَللّـهُمَّ عَظُمَ بَلائى، وَاَفْرَطَ بى سُوءُ حالى، وَقَصُرَتْ بى اَعْمالى، وَقَعَدَتْ بى اَغْلالى، وَحَبَسَنى عَنْ نَفْعى بُعْدُ اَمَلى، وَخَدَعَتْنِى الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسى بِجِنايَتِها، وَمِطالى يا سَيِّدى، فَاَسْئَلُكَ بِعِزَّتِكَ اَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعآئى سُوءُ عَمَلى وَفِعالى، وَلا تَفْضَحْنى بِخَفِىِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّى، وَلا تُعاجِلْنى بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ فى خَلَواتى، مِنْ سُوءِ فِعْلى وَاِسآئَتى، وَدَوامِ تَفْريطى وَجَهالَتى، وَكَثْرَةِ شَهَواتى وَغَفْلَتى، وَ كُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لى فى كُلِّ الاَْحْوالِ رَؤُفاً، وَعَلَىَّ فى جَميعِ الاُْمُورِ عَطُوفاً، اِلـهى وَرَبّى مَنْ لى غَيْرُكَ اَسْئَلُهُ كَشْفَ ضُرّى، وَالنَّظَرَ فى اَمْرى.

اِلـهى وَمَوْلاىَ اَجْرَيْتَ عَلَىَّ حُكْماً اِتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسى، وَلَمْ اَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّى، فَغَرَّنى بِما اَهْوى وَاَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ الْقَضآءُ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَىَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ اَوامِرِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَىَّ فى جَميعِ ذلِكَ، وَلا حُجَّةَ لى فيما جَرى عَلَىَّ فيهِ قَضآؤُكَ، وَاَلْزَمَنى حُكْمُكَ وَبَلآؤُكَ، وَقَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلـهى بَعْدَ تَقْصيرى وَاِسْرافى عَلى نَفْسى، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّى، وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ فى اَمْرى، غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرى، وَاِدْخالِكَ اِيّاىَ فى سَعَةِ رَحْمَتِكَ، اَللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرى، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّى، وَفُكَّنى مِنْ شَدِّ وَثاقى، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنى وَرِقَّةَ جِلْدى وَدِقَّةَ عَظْمى، يا مَنْ بَدَءَ خَلْقى وَذِكْرى وَتَرْبِيَتى وَبِرّى وَتَغْذِيَتى، هَبْنى لاِبـْتِدآءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بى.

يا اِلـهى وَسَيِّدى وَرَبّى، اَتُراكَ مُعَذِّبى بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبى مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانى مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميرى مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافى وَدُعآئى، خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ، اَنْتَ اَكْرَمُ مِنْ اَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، اَوْ تُبْعِدَ مَنْ اَدْنَيْتَهُ، اَوْ تُشَرِّدَ مَنْ اوَيْتَهُ، اَوْ تُسَلِّمَ اِلَى الْبَلآءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرى يا سَيِّدى، وَاِلـهى وَمَوْلاىَ اَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى اَلْسُن نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوب اعْتَرَفَتْ بِاِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمآئِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ اِلى اَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طآئِعَةً، وَاَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ، يا كَريمُ يا رَبِّ، وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفى عَنْ قَليل مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْرى فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى اَهْلِها، عَلى اَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ، قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقآئُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالى لِبَلاءِ الاْخِرَةِ، وَجَليلِ وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ، وَلا يُخَفَّفُ عَنْ اَهْلِهِ، لاَِنَّهُ لا يَكُونُ اِلاّ عَنْ غَضَبِكَ، وَاْنتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّمـواتُ وَالاَْرْضُ، يا سَيِّدِى فَكَيْفَ لى وَاَنـَا عَبْدُكَ الضَّعيـفُ الـذَّليـلُ الْحَقيـرُ الْمِسْكيـنُ الْمُسْتَكينُ.

يا اِلـهى وَرَبّى وَسَيِّدِى وَمَوْلاىَ، لاَِىِّ الاُْمُورِ اِلَيْكَ اَشْكُو، وَلِما مِنْها اَضِجُّ وَاَبْكى، لاَِليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، اَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنى لِلْعُقُوباتِ مَعَ اَعْدآئِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنى وَبَيْنَ اَهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنى وَبَيْنَ اَحِبّآئِكَ وَاَوْليآئِكَ فَهَبْنى يا اِلـهى وَسَيِّدِى وَمَوْلاىَ وَرَبّى، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ، وَهَبْنى يا الهى، صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ اِلى كَرامَتِكَ، اَمْ كَيْفَ اَسْكُنُ فِى النّارِ وَرَجآئى عَفْوُكَ، فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى وَمَوْلاىَ اُقْسِمُ صادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنى ناطِقاً لاََضِجَّنَّ اِلَيْكَ بَيْنَ اَهْلِها ضَجيجَ الاْمِلينَ، وَلاََصْرُخَنَّ اِلَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ، وَلاََبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكآءَ الْفاقِدينَ، وَلاَُنادِيَنَّكَ اَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ امالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصّادِقينَ، وَيا اِلـهَ الْعالَمينَ، اَفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا اِلـهى وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْد مُسْلِم سُجِنَ فيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ اَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ اِلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّل لِرَحْمَتِكَ، وَيُناديكَ بِلِسانِ اَهْلِ تَوْحيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، يا مَوْلاىَ، فَكَيْفَ يَبْقى فِى الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُوا ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، اَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، اَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَاَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ، اَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، اَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ اَطْباقِها وَاَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، اَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ، اَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فى عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها، هَيْهاتَ، ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ، وَلاَالْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَاِحْسانِكَ، فَبِالْيَقينِ اَقْطَعُ لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِديكَ لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَما كانَ لاَِحَد فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُكَ، اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلاََها مِنَ الْكافِرينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ اَجْمَعينَ، وَ اَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ، وَاَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالاِْنْعامِ مُتَكَرِّماً،(اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ).

اِلـهى وَسَيِّدى فَاَسْئَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتى حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها، اَنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفى هذِهِ السّاعَةِ، كُلَّ جُرْم اَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيح اَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ، اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَة اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ، الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّى وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَىَّ مَعَ جَوارِحى، وَكُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَىَّ مِنْ وَرآئِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِىَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَاَنْ تُوَفِّرَ حَظّى مِنْ كُلِّ خَيْر اَنْزَلْتَهُ، اَوْ اِحْسان فَضَّلْتَهُ، اَوْ بِرّ نَشَرْتَهُ، اَوْ رِزْق بَسَطْتَهُ، اَوْ ذَنْب تَغْفِرُهُ، اَوْ خَطَأ تَسْتُرُهُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

يا اِلـهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ وَمالِكَ رِقّى، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتى، يا عَليماً بِضُرّى وَمَسْكَنَتى، يا خَبيراً بِفَقْرى وَفاقَتى، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، اَسْئَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَاَعْظَمِ صِفاتِكَ وَاَسْمآئِكَ، اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتى مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَاَعْمالى عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتّى تَكُونَ اَعْمالى وَاَوْرادى كُلُّها وِرْداً واحِداً، وَحالى فى خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يا سَيِّدى يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلى، يا مَنْ اِلَيْهِ شَكَوْتُ اَحْوالى، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحى، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحى، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فى خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِى الاِْتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتّى اَسْرَحَ اِلَيْكَ فى مَيادينِ السّابِقينَ، وَاُسْرِعَ اِلَيْكَ فِى الْبارِزينَ، وَاَشْتاقَ اِلى قُرْبِكَ فِى الْمُشْتاقينَ، وَاَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الُْمخْلِصينَ، وَاَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ، وَاَجْتَمِعَ فى جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ.

اَللّـهُمَّ وَمَنْ اَرادَنى بِسُوء فَاَرِدْهُ وَمَنْ كادَنى فَكِدْهُ، وَاجْعَلْنى مِنْ اَحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ، وَاَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَاَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَاِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ اِلاّ بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لى بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَىَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْنى بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبى بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَىَّ بِحُسْنِ اِجابَتِكَ، وَاَقِلْنى عَثْرَتى، وَاغْفِرْ زَلَّتى، فَاِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِـبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَاَمَرْتَهُمْ بِدُعآئِكَ وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِْجابَةَ، فَاِلَيْكَ يارَبِّ نَصَبْتُ وَجْهى، وَاِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدى، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لى دُعآئى، وَبَلِّغْنى مُناىَ، وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجآئى، وَاكْفِنى شَرَّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ مِنْ اَعْدآئى، يا سَريعَ الرِّضا، اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ اِلاَّ الدُّعآءَ، فَاِنَّكَ فَعّالٌ لِما تَشآءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَوآءٌ، وَذِكْرُهُ شِفآءٌ، وَطاعَتُهُ غِنىً، اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجآءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكآءُ،يا سابِـغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِى الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَافْعَلْ بى ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَصَلَّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاَْئِمَّةِ الْمَيامينَ مِنْ الِهِ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً
».


الزيارات المستحبة في مكّة المكرّمة

زيارة القبور المباركة في مكة المكرّمة
إنّ من بين الأعمال النافعة التي حضيت باهتمام الأئمة الأطهار(عليهم السلام)زيارة قبور السلف والترحم عليهم.

تحتوي مكّة المكرّمة على قبور بعض العظماء، يمكن للحاج أن يدرك فيض زيارتهم، منها:

مقبرة ابي طالب التي تعرف بالحجون وجنّة المعلّى، وهي من أشرف المقابر بعد البقيع، وكان النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) يكثر من التردد عليها، وفيها قبر عبد مناف جدّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)الأكبر، وعبد المطّلب جدّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وأبي طالب عمّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)، والسيدة خديجة زوجة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وعدد من العلماء الكبار وجمع غفير من المؤمنين.

زيارة عبد مناف جدّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)

«اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ النَّبِيلُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْغُصْنُ الْمُثمِرُ مِنْ شَجَرَةِ إِبْراهِيمَ الْخَلِيلِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّ خَيْرِ الْوَرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الاَْنْبِياءِ الاَْصْفِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الاَْوْصِياءِ الاْوْلِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْحَرَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مَقامِ إِبْراهِيمَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ بَيْتِ اللهِ الْعَظِيمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آباءِكَ الطّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

زيارة أبي طالب(عليه السلام)

زيارة عبد المطلب([163])(عليه السلام) جـدّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)

«اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْبَطْحاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ ناداهُ هاتِفُ الْغَيْبِ بِأَكْرَمِ نِداء، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ إِبْراهِيمَ الْخَلِيلِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الذَّبِيحِ إِسْمعِيلَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ أَهْلَكَ اللهُ بِدُعاءِهِ أَصْحابَ الْفِيلِ، وَجَعَلَ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيل، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابيلَ، تَرْمِيهِم بِحِجارَة مِنْ سِجِّيل، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْف مَأَكُول، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تَضَرَّعَ فِي حاجاتِهِ إِلَى اللهِ، وَتَوَسَّلَ فِي دُعاءِهِ بِنُورِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنِ اسْتَجابَ اللهُ دُعاءَهُ، وَنُودِيَ فِى الْكَعْبَةِ، وَبُشِّرَ بِالاِْجابَةِ فِي دُعاءِهِ، وَأَسْجَدَ اللهُ الْفِيلَ إِكْراماً وَإِعْظاماً لَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ أَنْبَعَ اللهُ لَهُ الْماءَ حَتّى شَرِبَ وَارْتَوى فِى الاَْرْضِ الْقَفْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الذَّبِيحِ وَأَبَا الذَّبِيحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ساقِيَ الْحَجِيجِ وَحافِرَ زَمْزَمَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ جَعَلَ اللهُ مِنْ نَسْلِهِ سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ وَخَيْرَ أَهْلِ السَّمواتِ وَالاَْرَضِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ طافَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ وَجَعَلَهُ سَبْعَةَ أَشْواط، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رَأى فِى الْمَنامِ سِلسِلَةَ النُّورِ وَعَلِمَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَيْبَةَ الْحَمْدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى آباءِكَ وَأَجْدادِكَ وَأبْناءِكَ جَمِيعاً وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».

زيارة أبي طالب(عليه السلام)([164])

«اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْبَطْحاءِ وَابْنَ رَئِيسها، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْكَعْبَةِ بَعْدَ تَأْسِيسِها، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا كافِلَ الرَّسُولِ وَناصِرَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ الْمُصطَفى وَأَبَا الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيْضَةَ الْبَلَدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الذّابُّ عَنِ الدِّينِ، وَالْباذِلُ نَفْسَهُ فِي نُصْرَةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى وَلَدِكَ أَميرِالْمُؤمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».

زيارة السيدة خديجة(عليها السلام)([165])

«اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا أَوَّلَ الْمُؤْمِناتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ أَنْفَقَتْ مالَها فِي نُصْرَةِ سَيِّدِ الاَْنْبِياءِ، وَنَصَرَتْهُ مَا اسْتَطاعَتْ وَدافَعَتْ عَنْهُ الاَْعْداءَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ سَلَّمَ عَلَيْها جَبْرَئيلُ، وَبلَّغَهَا السَّلامَ مِنَ اللهِ الْجَلِيلِ، فَهَنِيئاً لَكِ بِما أَوْلاكِ اللهُ مِنْ فَضْل، وَالسَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».

زيارة السيّدة آمنة بنت وهب امّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)
زيارة القاسم بن رسول الله(صلى الله عليه وآله)

«اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَنا يا قاسِمَ بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ حَبِيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْمصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى مَنْ حَوْلِكَ مِنَ الْمُؤمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، رَضِىَ اللهُ تَعالى عَنْكُمْ وَاَرْضاكُمْ اَحْسَنَ الرِّضا، وَجَعَلَ الْجنَّةَ مَنْزِلَكُمْ وَمَسْكَنَكُمْ وَمَأويكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».

زيارة السيّدة آمنة بنت وهب امّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)

«اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الطّاهِرَةُ الْمُطَهَّرَةُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ خَصَّهَا اللهُ بِأَعْلَى الشَّرَفِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ سَطَعَ مِنْ جَبِينِها نُورُ سَيِّدِ الاَْنْبِياءِ، فَأَضاءَتْ بِهِ الاَْرْضُ وَالسَّماءُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ نَزَلَتْ لاَِجْلِهَا الْمَلائِكَةُ، وَضُرِبَتْ لَها حُجُبُ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ نَزَلَتْ لِخِدْمَتِهَا الْحُورُالْعِينُ، وَسَقَيْنَها مِنْ شَرابِ الْجَنَّةِ، وَبَشَّرْنَها بِوِلادَةِ خَيْرِ الاَْنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ حَبِيبِ اللهِ، فَهَنِيئاً لَكِ بِما آتيكِ اللهُ مِنْ فَضْل، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكِ وَ عَلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».
________________________________________________________
([133]) مدينة يثرب، تغير اسمها بعد هجرة الرسول(صلى الله عليه وآله) إليها واصبحت تعرف بـ «مدينة النبي» و «المدينة المنورة»، واصبحت من المدن الإسلامية المهمة والمقدّسة، ويجدر بالزائر في مدة اقامته فيها إن يراعي قداستها، فقد نُقل عن الامام علي(عليه السلام) انه قال: «مكة حرم الله، والمدينة حرم رسول الله»، وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «المدينة قبة الإسلام ودار الايمان، وأرض الهجرة، ومبوّأ الحلال والحرام»، وعندما خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) من مكّة، قال: «اللهم كما اخرجتني من أحبّ البقاع إليّ، فأسكني في أحبّ البقاع اليك»، كما تحتوي المدينة بأجمعها ذكريات رسول الله(صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين(عليهم السلام) وأصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فيجدر بزائر الحرم النبوي ان يرعى حرمة هذه المدينة، وأن يغتنم أوقاته فيها بالصلاة والدعاء وطلب الرحمة والمغفرة، وأن يتبرّك بالمساجد والبقاع المباركة، خصوصاً مسجد النبيّ، ومقبرة البقيع. فلا ينبغي المسامحة في التشرف إلى المدينة المنورة وأداء حقها، وهي أرض الوحي والرسالة ومناسب للزيارة والعبادة، لا أن تذهب أوقاتهم بالبطالة والسياحة.
([134]) وسائل الشيعة 14: 324، أبواب المزار، باب 2/10.
([135]) المصدر السابق، باب 2/7.
([136]) وسائل الشيعة 5: 279، أبواب أحكام المساجد، باب 57/1.
([137]) المصدر المتقدم: 29، الكافي 6: 556، ح 11.
([138]) وسائل الشيعة 5: 282، أحكام المساجد، باب 57/14.
([139]) المصدر 14: 362، أبواب المزار، باب 17، الكافي 4: 563، باب تحريم المدينة، التهذيب 6: 12، باب 5، ح3.
([140]) وسائل الشيعة 14: 334، أبواب المزار، الباب 3/5، التهذيب 6: 3/2.
([141]) الكافي 4: 548، باب زيارة النبي(صلى الله عليه وآله)، الحديث3. التهذيب 6: 4، ح4. وسائل الشيعة 14: 333، أبواب المزار، الباب 3/2.
([142]) الكافي 4: 548، باب زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله) الحديث 4، التهذيب 6:4.
([143]) الكافي 4: 579، ح1. وسائل الشيعة 14: 327، ابواب المزار، الباب 2/15.
([144]) الأحزاب 33: 53.
([145]) هناك اسطوانات في الموضع القديم من مسجد النبي(صلى الله عليه وآله)، تمثل الواحدة منها احدى ذكريات النبيّ(صلى الله عليه وآله)، نتعرض إلى بعضها باختصار:

1 ـ اسطوانة الوفود: وهي المخصصة لاجتماع الرسول (صلى الله عليه وآله) برؤساء القبائل بغية تعريفهم بالإسلام، وعندها كان يستقبل الوفود.

2 ـ اسطوانة السرير: موضع استراحته وسرير نومه(صلى الله عليه وآله).

3 ـ اسطوانة الحرس: وسميت بذلك لأن الإمام عليّ(عليه السلام) كان يقف عندها يحرس رسول الله(صلى الله عليه وآله).

4 ـ اسطوانة التوبة: وهو موضع توبة أبي لبابة، اذ بعثه الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى بني قريضة ليكلمهم، إلاّ أنّه توعّدهم بالموت بسبب نقض العهد، ولكنه سرعان ماتنبّه إلى خطئه فتوجه نحو المسجد وشد نفسه إلى هذه الاسطوانة باكياً تائباً، حتى تاب الله عنه.

5 ـ اسطوانة الحنانة: وهي موضع نخلة كان النبي يستند إليها عند وعظ الناس، فلما صنع له منبر، سُمع لتلك النخلة أنين وحنين، فأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله) بدفنها في موضعها.
([146]) النساء 4: 64.
([147]) الأحزاب 33: 56.
([148]) اسطوانة التوبة تحمل ذكرى احد اصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو (أبو لبابة)، ففي السنة الهجرية الخامسة هاجم المشركون المدينة، فواجهوا الخندق في شمال المدينة، وفكروا في التحالف مع يهود بني قريظة في الجنوب كي يفتحوا لهم ابوابهم نحو المدينة، فوافق اليهود على ذلك برغم معاهدتهم لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، وبعد القضاء على الأحزاب، توجه النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلى بني قريظة وحاصرهم، ثم أرسل ابا لبابة إليهم ليكلمهم، إلاّ أنه اضاف الى كلامه تهديداً لهم بالموت، مما كان من شأنه ان يدفعهم إلى الاستمامتة في مواجهة المسلمين، وسرعان ماتنّبه ابو لبابة إلى غلطته فخرج من قلعة بني قريظة متوجهاً نحو المسجد، فشدّ نفسه إلى واحدة من الاسطوانات آخذاً بالبكاء والعويل والصلاة، فأنزل الله تعالى آيات في توبته، داعياً المسلمين إلى عدم الخيانة، ومن هنا عرفت هذهِ الاسطوانة باسطوانة التوبة.
([149]) آل عمران 3: 193 و194.
([150]) من لايحضره الفقيه 2: 370.
([151]) وإن كنت تزور أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقل بدلاً من «وإلى جدِّكم»: «وَإلى اَخيكَ».
([152]) ولو كانت الزيارة لغير الإمام عليّ(عليه السلام)، فلا تقل فيها: «السلام عليك ياأمير المؤمنين».
([153]) بدلاً من «فلان بن فلان» تذكر اسم الإمام واسم ابيه(عليهما السلام).
([154]) نبذة مختصرة عن حياة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام): ولد ريحانة النبيّ(صلى الله عليه وآله) الحسن بن علي(عليهما السلام) في الخامس عشر من رمضان من العام الهجري الثالث، وكان الرسول(صلى الله عليه وآله)شديد التعلّق به(عليه السلام) وبأخيه الحسين(عليه السلام) وكانا يعرفان بوصفهما إبناه، وقد اشترك الإمام المجتبى(عليه السلام)مع أبيه أمير المؤمنين(عليه السلام) في معركة الجمل وصفين والنهروان، وبعد استشهاد الإمام عليّ(عليه السلام)بايعه اهل العراق بعد تنصيبه من قبل الإمام عليّ(عليه السلام)، ولكنهم تركوه وحيداً في حربه مع معاوية وخذلوه لأسباب عديدة كما خذلوا أباه من قبل، فتنازل عن الحكم مكرها وتوجه نحو المدينة، وكان ذلك في عام 41 هـ، وبقي فيها مدّة عشر سنوات، وكان الإمام الحسن النموذج الكامل للاخلاق الاسلامية، وقد تصدق مراراً بنصف امواله، وكانت شهادته بالسمّ على يد جعدة بنت الاشعث بن قيس بمؤامرة من معاوية، واقام اهل المدينة العزاء عليه، وكانت رغبة الإمام الحسن(عليه السلام) بان يدفن إلى جوار جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ ان المروانيين حالوا دون ذلك، وقد اعانهم من ادّعى ملكيته للأرض التي دفن فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فدفنه الإمام الحسين(عليه السلام) في البقيع، عملاً بوصية أخيه في عدم اراقة الدم بسببه.
([155]) نبذة مختصرة عن حياة الإمام زين العابدين(عليه السلام):
ولد الإمام زين العابدين(عليه السلام) عام 38 للهجرة النبوية، وترعرع في ظل إمامة عمه المجتبي(عليه السلام)وأبيه الإمام الحسين(عليه السلام)، وقد حضر في واقعة كربلاء وقد اقعده المرض عن المشاركة فيها، وتولى الإمامة بعدها مدة أربع وثلاثين سنة إلى حين استشهاده عام 94 هـ، وكانت مرحلة امامته عصيبة عليه وعلى شيعته تحت ضغوط بني اُمية، إلاّ أنه (عليه السلام) رغم المحن تمكن من جمع الشيعة الخلص وتمهيد الطريق لإمامة ابنه الباقر(عليه السلام).
ومن أهم ما تركه الإمام زين العابدين(عليه السلام) الصحيفة السجادية المعروفة بزبور آل محمد وهي تحتوي على أدعية ذات مضامين عبادية وسياسية راقية، وهي من أهم النصوص الدينية بعد القرآن ونهج البلاغة.
وقد قضى الإمام زين العابدين(عليه السلام) عام 94 هـ، مسموماً على يد الوليد بن عبد الملك، ودفن في البقيع إلى جوار عمه الإمام الحسن(عليه السلام).
([157]) نبذة مختصرة عن حياة الإمام الباقر(عليه السلام): ولد الإمام الباقر(عليه السلام) عام 58 هجرية، وعاش في المدينة مع ابيه حتى عام 94 هـ، حيث تولى امامة الشيعة بعد استشهاد والده(عليه السلام)، وقد دأب على صيانة العقيدة الدينية من التحريف، وسعى من خلال تدريس كثير من التلاميذ إلى حفظ المعارف الإسلامية الأصيلة من التحريف على يد الأمويين، وقد عرف الإمام الباقر لسعة وغزارة عِلمه بباقر العلوم، وقد ابلغه جابر الانصاري وهو آخر من بقي من الصحابة، سلام رسول الله(صلى الله عليه وآله) إليه، وقد قام الإمام الباقر بتبيين الخطوط الواضحة في الفقه والتفسير والسيرة النبوية في ذروة النزاع المحتدم بين علماء المدينة حول المسائل الاعتقادية والأحكام الفقهية، وقد استشهد الإمام الباقر(عليه السلام)، عام 114 او 117 هـ على يد هشام بن عبد الملك، ودفن في البقيع إلى جوار ابيه زين العابدين(عليه السلام).
([159]) نبذة مختصرة عن حياة الإمام الصادق(عليه السلام):
ولد الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) عام 80 أو 83 هجرية، في المدينة المنورة، وقد تولى امامة الشيعة الإمامية فكرياً وسياسياً بعد استشهاد ابيه الباقر(عليه السلام)، فعرف مذهب الشيعة الجعفري باسمه، وقد تخرج على يده قرابة أربعة آلاف شخص، وقد أثنى عليه جميع علماء عصره، وقد حوت النصوص الشيعية آلاف الروايات عنه في التفسير والاخلاق، والفقه على وجه الخصوص، فكانت مصدر عظمة الأحاديث الشيعية وقوتها علمياً، سعى الإمام الصادق(عليه السلام) إلى تسليح شيعته بالحديث والفقه لمواجهة الانحرافات المحدقة بالتشيع، وقد تعرض الشيعة في هذه المرحلة إلى ضغوط شديدة عدا بضع سنوات من بداية الحكم العبّاسي، وقد ضيَّق عليه المنصور العباسي بشدة، حتى دسّ إليه السم في يوم 25 من شوال، عام 148 هـ، فقضى مسموماً، ودفن في البقيع إلى جوار جده وابيه(عليهما السلام).
([160]) الإسراء 17: 1.
([161]) الزخرف 43: 13 و14.
([162]) الأنبياء 21: 69.
([163]) من الشخصيات المهمة في بني هاشم والمدفون في مقبرة الحجون، عبد المطّلب جـدّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) وكان يتمتع بشخصية عالية في مكّة وله تأثير كبير بين العرب، وقد تكفّل رسول الله مدة سنتين، وكانت اعماله قائمة على السنة الابراهيمية الحنيفية، وعليه يعدّ عبد المطّلب واحداً من الدعاة إلى الإبراهيمية.
([164]) أبو طالب ابن عبد المطّلب وعم النبيّ(صلى الله عليه وآله) يعدّ من الوجوه البارزة في بني هاشم، وقد تمكن تحت غطاء من التقية من توفير حماية كبيرة لرسول الله(صلى الله عليه وآله) والوقوف امام ضغوط المشركين، ولم يستسلم لتهديدات قريش الداعية له بالتخلّي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)وتسليمه لهم، بل صرح بدعمه لرسول الله(صلى الله عليه وآله)في جميع المواطن، وله اشعار كثيرة تثبت عمق ايمانه مضافاً إلى تعريفه كشخصية ادبية كبيرة، وفي بداية البعثة حث بنيه ومنهم علياً(عليه السلام) وجعفر لمعاضدة الرسول(صلى الله عليه وآله)بل ظل طوال حياته التي امتدت إلى السنة العاشرة للبعثة مدافعاً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) دون أن يأل جهداً في ذلك.
([165]) من الشخصيات المدفونة في مقبرة أبي طالب(عليه السلام)، السيدة خديجة بنت خويلد(عليها السلام) زوجة النبيّ، وهي إمرأة كثيرة التضحية والفداء، وأوّل النساء ايماناً برسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد اوقفت جميع أموالها في سبيل دفع عجلة الإسلام والوقوف بوجه عداوة قريش لرسول الله(صلى الله عليه وآله)وكانت خير معين لرسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يذكرها على الدوام بخير، مما أثار ذلك غيرة بعض نسائه، إلاّ أن هذا لم يمنع النبيّ(صلى الله عليه وآله) من مدحها والثناء عليها.
العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org