Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة عامة
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: ترجمة المؤلّف

ترجمة المؤلّف

ترجمة المؤلّف

مولده و نشأته

هو نجيب الدين أبو زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الحلي الهذلي، ولد في الكوفة عام 601 هـ .ق. ترعرع في طفولته على يد والده، ثمّ رحل إلى الحلّة، وقد قضى هناک سنوات في كسب العلم، ونال الاجتهاد في عنفوان شبابه، وقد درس علم الفقه والأصول والنحو والأدب هناک. وبعد النهل من هذه العلوم بلغ رتبة علميّة عاليّة، واشتغل بتدريس الفقه والأصول، كالمحقّق الحلّي وعُدّ فاضل عصره.

أسرة المؤلّف

والده أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي، وقد قال فيه الشيخ الحرّ العاملي: «أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي، من فضلاء عصره...».[5]

جدّه يحيى الأكبر، أي يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي. وهو أحد الرجال الواقعين في طريق الشيخ البهائي في كتابه الأربعين، حيث يقول الشيخ البهائي :

«الحسن بن داود الحلّي، عن الشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلّي، عن أبيه، عن جدّه، عن عربي بن مسافر العبادي...».[6]

ومضافاً إلى أنّه محدّث كبير، كان من كبار الفقهاء في عصره. فقد قال الميرزا الأفندي فيه :

«وهذا الشيخ كان من أكابر الفقهاء في عصره...».[7]

وقد نقل عنه الشهيد الأوّل القول بالتوسعة في قضاء الصلاة الفائتة، حيث قال : «ومن القائل بالتوسعة من القدماء الحسين بن سعيد، ومن المتأخّرين قطب الدين الراوندي ونصير الدين عبد اللّه بن حمزة الطوسي وسديد الدين محمود الحمصي والشيخ يحيى بن سعيد جدّ الشيخين نجم الدين ونجيب الدين. نقله عنه ولده يحيى في مسألته في هذا المقام».[8]

جدّه من أمّه هو محمد بن إدريس العجلي الحلّي.

يقول فيه العلّامة الأردبيلي: «كان شيخ الفقهاء بالحلّة، متقناً في العلم، كثير التصانيف».[9]

كما ينقل الميرزا الأفندي عنه بالقول :

«ونقل السيّد مصطفى عن ابن داود أنّه كان شيخ الفقهاء بالحلّة، متقناً للعلوم، كثير التصانيف، لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت بالكلّية...».[10]

عمّه الحسن بن يحيى بن سعيد

«هو والد المحقّق نجم الدين أبي القاسم جعفر، كان فاضلاً عظيم الشأن، يروي عنه والده...، هو يروي عن والده ـ أعني جدّ المحقّق يحيى ـ عن عربي بن مسافر العبادي».[11]

لقد كان من كبار وفضلاء عصره، ووقع في طريق الشهيد الأوّل، وكما نقل الميرزا الأفندي فقد كان ينقل عنه ولده، وهو ينقل عن والده، أي جدّ المحقّق الحلّي.[12]

ابن عمّه هو نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد ابن داود، وقد قيل في وصفه :

«شيخنا نجم الدين أبو القاسم، المحقّق المدقّق الإمام العلّامة، واحد عصره، وكان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجّة، وأسرعهم استحضاراً، قرأت عليه وربّاني صغيراً، وكان له علىّ إحسان عظيم والتفات، وأجازني جميع ما صنّفه وقرأه ورواه، وكلّ ما تصحّ روايته عنه...».[13]

نجله محمّد بن يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد، وقد قال فيه الأفندي: «فاضل جليل».[14]

كما قال صاحب روضات الجنّات :

«محمّد بن يحيى بن أحمد، نجل ابن سعيد، ومن تلامذة المحقّق الحلّي، ومن أعالم مشايخ الإجازات، وكان يروي عن السيّد تاج الدين معية، والشيخ رضي الدين عليّ بن أحمد المزيدي، والشيخ عليّ بن لالا، وأمثالهم».[15]

مشايخه

1ـ والده وجدّه، فقد كان يروي عنهما، وقد تقدّم ترجمتهما باختصار تحت عنوان «أسرته».

2ـ السيّد الأجل الفخّار بن معد، المتوفّى عام 630 هـ .ق.

«العالم العلّامة المعروف من فقهاء الأصحاب، وهو وولده السيّد عبد الحميد ابن فخّار وسبطه السيّد علم الدين المرتضى بن عبد الحميد من أجلّاء علمائنا على ما أوردنا في ترجمتهما... وكان رحمه اللّه تعالى فاضلاً فقيهاً شاعراً».[16]

3ـ المحقّق الحلّي.

4ـ الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة اللّه بن نماء الحلّي، المتوفّى عام 645 هـ .ق.

«كان فاضلاً عالماً».[17] كما استفاد الأفندي من لفظ «الفاضل» في تعريفه.[18] كما

قال: «كان من فضلاء وقته وعلماء عصره، له كتب، يروي عن ابن إدريس، ويروي عن المحقّق بن الحسن الحلّي».[19]

5ـ الشيخ محيي الدين أبو حامد محمّد بن عبد اللّه بن زهرة.

يقول الميرزا الأفندي في حقّه :

«فاضل عالم جليل، يروي عنه المحقّق، ويروي هو عن أبيه وعن ابن شهرآشوب أيضاً. هو ابن أخ السيّد أبي المكارم، المعروف بابن زهرة صاحب كتاب غنية النزوع، ويروي عن شاذان بن جبرئيل».[20]

تلامذته و الراوون عنه

الحلّة هي المدينة التي مارس فيها التدريس، وهي مدينة أعاظم ومفاخر العلم من الشيعة، الذين كان لكلّ منهم تخصّص في علوم وفنون مختلفة. ومن الطبيعي أن يصعب إقامة مقعد تدريس في مثل هذه البيئة والاستمرار في هذا المقعد؛ لوجود كبار، شأنهم يمنع من التجرّؤ على هذا العمل. وإذا شهدنا تدريسه في هذه المدينة فإنّ ذلک يكشف عن فضله وتفوّقه العلمي.

كان الذين يحضرون دروسه وبحوثه من الوجوه البارزة في عصرهم، ولكلّ سوابق علميّة وتأليفات ثمينة، نقلنا أوّلا بعض الإجازات الصادرة التي يستفاد منها ما يدلّ فيه على عداد تلاميذه، ثمّ نشير باختصار إلى بعضهم. أمّا الإجازات :

1ـ إجازة الشيخ نجيب الدين أبي زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى الأكبر ابن الحسن بن السعيد الحلّي الهذلي المولود بالكوفة سنة 601 هـ .ق، والمتوفّى بالحلّة سنة 689، أو 690 هـ .ق صاحب كتاب جامع الشرائع و ابن عمّ المحقّق الحلّي وجدّهما الشيخ أبو زكريا يحيى الأكبر الآتي، مختصرة كتبها على نهج البلاغة للسيّد عزّالدين الحسن بن علىّ بن محمّد المعروف بابن الأبرز الحسيني في السابع عشر من شعبان سنة 655 هـ .ق، يروي فيها عن السيّد محيي الدين أبي حامد محمّد بن عبداللّه الذي هو ابن أخ أبي المكارم بن زهرة صاحب الغنية.

2ـ إجازة الشيخ حسين بن كمال الدين علىّ بن حسين بن حمّاد الليثي الواسطي للشيخ نجم الدين خضر بن محمّد بن نعيم المطارآبادي، مبسوطة ينقل عنها في الرياض، و قال تاريخها ثالث شوّال سنة 756 هـ .ق، يروي فيها عن والده الشيخ كمال الدين علىّ، المجاز من السيّد عبد الكريم بن طاووس و من الشيخ محفوظ و الشيخ ميثم و يحيى بن سعيد و غيرهم.[21]

3ـ إجازة الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن الشيخ الشهيد زين الدين بن عليّ بن أحمد الشامي العاملي صاحب المعالم في إجازته الكبيرة للسيّد نجم الدين بن السيّد محمّد الحسيني ولولديه السيّد أبي عبداللّه محمّد والسيّد أبي الصلاح علىّ... أوّلها: «الحمد للّه حمد الشاكرين» أدرج فيها جملة من إجازات العلماء من الخاصّة و العامّة، مثل إجازة السيّد عبدالكريم ابن طاووس للشيخ كمال الدين علىّ بن الحسين بن حمّاد الواسطي، و إجازة الواسطي هذا للسيّد شمس الدين محمّد بن أبي المعالي، و إجازة شمس الدين هذا للشهيد الأوّل، وإجازة الشهيد الأوّل لأولاده، و إجازة السيّد تاج الدين محمّد بن القاسم بن معيّة للشهيد، و إجازة الشيخ محمّد بن أحمد ابن صالح القسيني لنجم الدين طومان بن أحمد العاملي، وإجازة الشيخ نجم الدين يحيى بن سعيد لكمال الدين الواسطي المذكور.[22]

4ـ إجازة السيّد غياث الدين أبي المظفّر عبد الكريم بن جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس المولود سنة 648 هـ .ق و المتوفّى سنة 693 هـ .ق، للشيخ كمال الدين علىّ بن الحسين بن حمّاد بن أبي الخير الليثي الواسطي، المجاز من يحيى بن سعيد في سنة 684 هـ .ق، متوسطة، نقل صاحب المعالم قطعة منها في إجازته الكبيرة للسيّد نجم، روى فيها عن خواجه نصير الدين، و الشيخ كمال الدين ميثم بن علىّ بن ميثم البحراني، و عمّه السيّد رضي الدين علىّ بن موسى بن طاووس.[23]

5ـ إجازة السيّد شمس الدين محمّد بن الحسن بن محمّد بن أبي الرضا العلوي البغدادي، مختصرة كتبها بخطّه لبعض تلاميذه على ظهر نهج البلاغة الذي كتبه السيّد نجم الدين الحسين بن أردشير بن محمّد الطبري سنة 677 هـ .ق بالحلّة السيفية، و يبعد كون الإجازة لابن أردشير، لأنّه معاصر لابن أبي الرضا، و كلاهما من تلاميذ يحيى بن سعيد.[24]

6ـ إجازته ] أي السيّد شمس الدين محمّد بن الحسن بن محمّد بن أبي الرضا العلوي البغدادي [ للسيّد شمس الدين محمّد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي المتوفّى سنة 769 هـ .ق، و هي طويلة مبسوطة ناقصة الآخر، ليس فيها اسم المجيز، لكن فيها قرائن كثيرة على أنّ المجيز هو السيّد محمّد بن أبي الرضا العلوي المذكور، كما استظهره العلّامة المجلسي أيضاً عند نقله الإجازة في البحار، يروي فيها عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن الحسن بن سعيد و كان السيّد ابن أبي الرضا خال السيّد ابن أبي المعالي.[25]

7ـ إجازته ] أي الشيخ نجيب الدين أبي زكريّا يحيى أحمد بن يحيى الأكبر ابن الحسن بن السعيد الحلّي الهذلي، يعني المؤلّف [ للسيّد غياث الدين عبد الكريم بن أبي الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي المولود سنة 648 هـ .ق، و المتوفّى سنة 693 هـ .ق، مختصرة على ظهر معالم العلماء بخطّ ولد المجيز محمّد بن يحيى بن أحمد بن سعيد، و تاريخها ذي القعدة سنة 686 هـ .ق، من إملاء والده، و على النسخة خطّ السيّد عبد الكريم، المجاز أيضاً صورة خطّه: «بلغ قراءة على شيخنا العلّامة بقيّة المشيخة نجيب الدين يحيى بن سعيد أدام اللّه بركته في ثاني عشر ذي القعدة سنة 686 هـ .ق، كتبه عبد الكريم بن طاووس الحسني حامداً مصلّياً مستغفراً».[26]

8ـ الشيخ نجم الدين جعفر بن محمّد بن جعفر بن هبة اللّه بن نما الحلّي، يروي عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي، و يروي عنه الشيخ الشهيد، و لعلّه بالواسطة و إلّا فالشهيد متأخّر الطبقة عنه. فلاحظ.[27]

9ـ الشيخ جلال الدين الحسن بن نما الحلّي، الشيخ جلال الدين أبو محمّد. و هو يروي عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي.[28]

10ـ السيّد محيي الدين محمّد بن زهرة أبو حامد الحسيني الحلبي الإسحاقي، يظهر من إجازة الشيخ أحمد بن نعمة اللّه بن خاتون العاملي للمولى عبد اللّه التستري أنّ هذا السيّد يروي عنه الحسن بن نما بوساطة نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي، فلعلّ الحسن بن نما يروي بلا واسطة أيضاً. فتأمّل. و يروي هذا السيّد على ما يظهر منها عن الشريف عزّ الدين أبي الحارث محمّد بن الحسن العلوي البغدادي.[29]

11ـ الشيخ محمّد بن صالح السيبي القسيني، يروي عن ابن طاووس رضي الدين علىّ بن طاووس و جمال الدين أحمد ابن طاووس و الشيخ أبي القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد و ابن عمّه نجيب الدين يحيى بن سعيد.[30]

وأمّا تلامذته :

1ـ السيّد عبد الكريم بن طاووس، المتوفّى عام 693 هـ .ق، وقد أجازه في ذي القعدة عام 686هـ .ق.

يقول ابن داود في ابن طاووس :

«سيّدنا الإمام المعظّم، غياث الدين الفقيه النسابة النحوي العروضي الزاهد العابد أبو المظفّر قدّس اللّه روحه، انتهت رئاسة السادات وذوي النواميس إليه، وكان أوحد زمانه...».[31]

2ـ العلّامة الحلّي، يقول ابن داود فيه :

«الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي شيخ الطائفة وعلّامة وقته وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإماميّة إليه في المعقول والمنقول».[32]

3ـ نجله، أي صفيّ الدين محمّد بن يحيى بن سعيد.

4ـ السيّد عزّ الدين الحسن بن عليّ بن محمّد، المعروف بابن الأبزر الحسيني.

يقول الأفندي فيه :

«كان من أجلّاء تلامذة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، وقد أجازه بإجازة رأيتها بخطّه الشريف على ظهر نهج البلاغة، وقد مدحه فيها».[33]

5ـ السيّد نجم الدين أبو عبد اللّه الحسين بن أردشير بن محمّد الطبري، أجاز له سنة 677 هـ .ق.

«كان فاضلاً عالماً جليلاً، وكان من تلامذة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، ويروي عنه».[34]

تواضعه تجاه تلامذته

في إجازته لأحد تلامذته، أي الحسين بن أردشير الطبري، يقول فيها :

«قرأ عَلَىّ السيّد الأجلّ الأوحد الفقيه العالم الفاضل المرتضى نجم الدين أبو عبد اللّه الحسين بن أردشير ابن محمّد الطبري أصلح اللّه أعماله وبلغه آماله بمحمّد وآله...».[35]

كما يقول في ابن الأبزر الحسيني :

«الحمد للّه وصلواته على محمّد وآله، قرأ عَلَىّ كتاب نهج البلاغة من أوّله إلى آخره، السيّد الأجلّ الأوحد العابد الصالح العالم عزّ الدين الحسن بن عليّ بن محمّد ابن عليّ، المعروف بابن الأبزر الحسيني أعظم اللّه ثوابه وأعاد بركته...».[36]

وهذه التعابير التي وردت عن أستاذ تجاه تلامذته تكشف بوضوح عن مدى تواضعه تجاههم، برغم ما كان يحمل من فضل وعلم، وقد عُدّ من أعاظم العالم الشيعي.

مكانته العلميّة

كان مبرزاً في الأدب و اللغة والفقه، و كان شيخاً للإجازة في عصره، حتّى نظره أحد أنظار القابلة للاعتناء.

يقول صاحب روضات الجنّات في منزلته العلميّة :

«إنّ الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد الذي هو ابن عمّ المحقّق من غير واسطة، لو لم يكن في زمانه بأشهر منه في الفقه والتقدّم لدى الفضلاء لما كان بأنقص منه...».[37]

ويُذكر أنّ شأنه لم يقتصر على العالم الشيعي، بل كان يحظى بشأن خاصّ لدى أهل السنّة، ومضافاً إلى الوثائق التي تدلّ على هذا. فإنّ الميرزا الأفندي يقول فيه :

«أقول: وكان 1 مجمعاً على فضله وعلمه بين الشيعة وعظماء أهل السنّة، أيضاً».[38]

الذهبي من كبار علماء أهل السنّة، واعتبر ابن سعيد الحلّي من الأدباء واللغويّين، حيث يقول :

«يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الفاضل، نجيب الدين الهذلي الحلّي المستعلم، بقيّة قدامى الشيعة. لغويّ أديب، حافظ للأحاديث في رأسه. ولد بالكوفة سنة إحدى وستمائة. وسمع من ابن الأخضر. كذا قال ابن الفوطي. وقال: مات ليلة عرفة. وكان بصيراً باللغة والأدب. كتب عنه ابن الفوطي في إجازة».[39]

كما عدّه السيوطي من علماء اللغة، حيث يقول :

«يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الفاضل، نجيب الدين الهذلي الحلّي الشيعي. قال الذهبي: لغويّ أديب، حافظ للأحاديث، بصير باللغة والأدب من كبار الرافضة. سمع من ابن الأخضر، ولد بالكوفة سنة إحدى وستّمائة، ومات ليلة عرفة سنة تسع وثمانين وستّمائة».[40]

كما اعتبره الزركلي فقيهاً، مضافاً إلى كونه لغوياً، إذ يقول :

«يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد أبو زكريّا نجيب الدين الحلّي الهذلي، فقيه إمامىّ، له علم باللغة والأدب. ولد بالكوفة وسكن الحلّة، ومات فيها. له كتب، منها: جامع الشرائع في فقه الشيعة...، وله آداب السفر، و نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر، و المدخل في أصول الفقه».[41]

ويقول الخوانساري في هذا المجال: «يبدو لي أنّ الشيخ نجيب الدين يحيى كان له أقصى إلمام في فنون العربيّة والأخبار».[42] ثمّ يشير إلى كلام السيوطي والذهبي، إلّا

أنّ وجهة نظر الخوانساري واجهت معارضة شديدة من المحدّث النوري، حيث اعتبره من زمرة الأدباء واللغويّين ولم يشر إلى فقهه، نأتي هنا بنصّ عبارته :

«فمن الغريب ـ بعد ذلک ـ ما في الروضات في ترجمة المحقّق بعد ذكر اسم الشيخ المذكور في سلک تلامذة المحقّق، ما لفظه: وظنّي أنّ معظم تسلّط الشيخ نجيب الدين المذكور كان في فنون العربيّة والأخبار؛ لما نقله صاحب البغية ـ يعني السيوطي ـ بعد الترجمة له بعنوان: يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد، الفاضل نجيب الدين الهذلي الشيعي، عن الفاضل الذهبي أنّه لغويّ أديب، حافظ للأحاديث، بصير باللغة والأدب، من كبار الرافضة... إلى آخره.

وهذا الذهبي من النصّاب المعروفين عند أصحابنا، فكيف ظنّ بقوله ولم يظنّ بقول تلميذه الأجلّ ابن داود، وغيره من مترجمي أصحابنا، أنّه من كبار فقهائنا»؟![43]

ويقول السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة نقلاً عن السيّد جعفر بن محمد الأعرجي :

«من كبار مشايخ العلّامة الحلّي وأساتذته، وبعبارة: الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي، وأثنى عليه واعتبره من كبار المشايخ ورجال الإجازة والرواية».[44]

وعليه، فإنّ المترجم له كان من كبار المحدّثين إضافة إلى إلمامه بالفقه والأدب. وباعتبار ما نقلناه عن تلامذته، فإنّه كان من مشايخ الإجازة كذلک.

لقد ذاع صيته كفقيهٍ بين الخواصّ والعوامّ، وكان يحظى بمقام رفيع بين العلماء الآخرين.

والقصّة التالية تحكي وثوقه بنفسه وذياع صيته بين العلماء ورفعة شأنه العلمي :

«كان الشيخ الأعظم خواجة نصير الدين محمّد بن الحسن الطوسي وزير السلطان هولاكو، فأقدم إلى العراق فحضر إلى الحلّة فاجتمع عنده فقهاؤها، فأشار إلى الفقيه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد، وقال: من أعلم هؤلاء الجماعة؟ فقال: كلّهم فاضلون علماء، إن كان واحد منهم مبرزاً في فنّ كان الآخر مبرزاً في فنّ آخر. فقال: من أعلمهم بالأصوليّين. فأشار إلى والدي سديد الدين يوسف بن المطهّر وإلى الفقيه مفيد الدين محمّد بن الجهم، فقال: هذان أعلم هذه الجماعة بعلم الكلام وأصول الفقه، فتكدّر الشيخ يحيى بن سعيد وكتب إلى ابن عمّه أبي القاسم، يعتب عليه وأورد في مكتوبه أبياتاً وهي :

لأتهن من عظيم قدر وإن كنـ ـت مشاراً إليه بالتعظيم

فاللبيب الكريم ينقض قدراً بالتعدّي على اللبيب الكريم

ولغ الخمر بالعقول رمى الخـ ـمر بتنجيسها وبالتحريم

كيف ذكرت ابن المطهّر وابن جهم ولم تذكرني. فكتب إليه يعتذر إليه ويقول: لو سألک خواجة مسألة في الأصوليّين ربما وقفت وحصل لنا الحياء».[45]

الفقه في عصره

اعتبر البعض، العهد الذي عاشه المترجم له عهد ركود وانحطاط للفقه.

يقول مصطفى أحمد الزرقاء حول هذا العصر :

«في هذا الدور أخذ الفقه بالإنحطاط، فقد بدأ في أوائله بالركود وانتهى في أواخره إلى الجمود، وقد ساد في هذا العصر، الفكر التقليدي المغلق وانصرفت الأفكار عن تلمّس العلل والمقاصد الشرعيّة في فقه الأحكام إلى الحفظ الجاف والاكتفاء بتقبل كلّ ما في الكتب المذهبيّة دون مناقشة، وطفق يتضاءل ويغيب ذلک النشاط الذي كان لحركة التخريج والترجيح والتنظيم في فقه المذاهب وأصبح مريد الفقه يدرس كتاب فقيه معيّن من رجال مذهبه فلا ينظر إلى الشريعة وفقهها إلّا من خلال سطوره، بعد أن كان مريد الفقه قبلاً يدرس القرآن والسنّة وأصول الشرع ومقاصده. وقد أصبحت المؤلّفات الفقهيّة ـ إلّا القليل ـ أواخر هذا العصر اقتصاراً لما وجد من المؤلّفات السابقة أو شرحاً له، فانحصر العمل الفقهي في ترديد ما سبق ودراسة الألفاظ وحفظها. وفي أواخر هذا الدور حلّ الفكر العالمي محلّ الفكر العلمي لدى كثير من متأخّري رجال المذاهب الفقهيّة».[46]

إلّا أنّ هذا صادق في حقّ أهل السنّة، وليس كذلک بالنسبة إلى الإماميّة؛ وذلک لأنّ دراسة إجماليّة لتاريخ فقه الإماميّة يكشف عن كون هذا العصر كان نقطة بداية لتحوّل كبير في الفقه.

كان علماء ذلک العصر من الفقهاء وغيرهم من كبار العلم والتحقيق. ويتّضح هذا من خلال إلقاء نظرة إلى كتبهم، حيث نراها قد عبّدت الطريق لإيجاد تحوّل علميّ ضخم.

نقوم هنا بدراسة أحوال بعض من علماء ذلک العصر :

1ـ جعفر بن الحسن بن يحيى الأكبر بن الحسن بن سعيد، المشتهر بـ «نجم الدين المحقّق» على الإطلاق، المولود حوالي عام 600 هـ .ق، والمتوفّى عام 676 هـ .ق، وهو غنيّ عن الاطراء والتوصيف، له أثره الخالد.

2ـ أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس، المتوفّى عام 673 هـ .ق، وهو من مشايخ العلّامة الحلّي وتقيّ الدين الحسن بن عليّ بن داود صاحب الرجال، وهو يروي عن جماعة منهم نجيب الدين بن نما وفخّار بن معد.

يقول فيه ابن داود الحلّي في رجاله :

«سيّدنا الطاهر الإمام المعظّم، فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل، مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة، مصنّف مجتهد، كان أورع فضلاء زمانه، قرأت عليه أكثر البشرى، و الملاذ، وغير ذلک من تصانيفه، وأجاز لي جميع تصانيفه ورواياته، وكان شاعراً مصقعاً بليغاً منشياً مجيداً...».[47]

3ـ الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة الكبير، وهو الجدّ الأعلى لبني زهرة، المجازين عن العلّامة الحلّي في سنة 723 هـ .ق.

اشتهر هذا العالم لدى أهل السنّة كثيراً، يقول الذهبي فيه :

«رأس الشيعة بحلب وعزّهم وجاههم وعالمهم، كان عارفاً بالقرآن والعربيّة والأخبار والفقه على رأي القوم، وكان متعيناً للوزارة ونفذ رسولاً على العراق وغيرها».[48]

كما جاء في كتاب تاريخ الإسلام :

«الحسن بن زهرة... من أولاد إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين الشريف الحسيب أبو عليّ الحسيني الإسحاقي الحلبي الشيعي نقيب مدينة حلب ورئيسها ووجهها وعالمها ورأس الشيعة وجاههم، ووالد النقيب السيّد أبي الحسن عليّ، ولد له على هذا سنة إثنتين وتسعين وخمسمائة، وولّى النقابة في الأيّام الظاهريّة بحلب بعد سنة ستمائة، وكان أبو عليّ عارفاً بالقراءات وفقه الشيعة والحديث والآداب والتواريخ، وله نظم ونشر. وكان صدراً محتشماً وافر العقل، حسن الخلق والخلق، وفصيحاً مفوهاً صاحب ديانة وتعبّد».[49]

الحلّة وموقعها في الفقه الشيعي

بنيت مدينة الحلّة عام 495 هـ .ق، وكانت منطلقاً لعلماء وفقهاء كبار، استطاعوا إيجاد تحوّل في الفقه الشيعي، وتركوا آثاراً وتأليفات أثّرت على المجتمع العلمي والفقهىّ للإسلام.

من الأسر المهمّة للحلّة هي: آل بطريق، وآل نما، وآل سعيد، والمحقّق الحلّي ومصنّف هذا الكتاب من هذه الأسرة، آل طاووس، وآل مطهّر، ينحدر منها العلّامة الحلّي، آل معية، والأعرجيين وغيرهم.

تأسّست حوزة هذه المدينة في القرن الخامس واستمرّت حتّى القرن التاسع،[50]

وخرّجت علماء كباراً للعالم الإسلامي، وبخاصّة العالم الشيعي.

كانت الحلّة في القرن السابع تحظى بنفس المستوى الذي تحظى به النجف الأشرف، وكان علماء شيعة منهمكون في التدريس والتعليم، وكانت تستقطب الكثير وتستهوى طلّاب العلم من أقصى نقاط العالم.

وكما تقدّم، فإنّه يمكن اعتبار ابن إدريس الحلّي مؤسّساً للنهضة العقليّة التجديدية، فقد حطّم السكوت والصمت الذي كان حاكماً تجاه فتاوى الشيخ الطوسي، وبدأ حملة نقد لآرائه، وفتح باب الاجتهاد تارة أخرى.

كان المحقّق الحلّي من كبار الحلّة، ويعتبر عصره عصر التوازن العلمي. ومن أهمّ الأعمال التي أدّاها هي تهذيب المناهج الفقهيّة، وإعادة ترتيب الأبواب الفقهيّة، وطرح مفهوم نظريّ جديد للاستدلال الشرعيّ.

يقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في مقدّمته على كتاب البابليّات :

«وقد ساعد الحلّيّين على هذه العبقريّة و لطف القريحة و الأريحيّة، طيّب التربة و لطافة الهواء و عذوبة الماء، و من هنا شاع نعتها بالحلّة الفيحاء، و نبغ منها العشرات، بل المئات من أساطين العلماء الإماميّة و دعائم هذا المذهب الحقّ، ناهيک بابن إدريس و المحقّق و أسرته الكرام بني سعيد و ابن عمّه يحيى بن سعيد صاحب الأشباه و النظائر و آل طاووس و آل المطهّر كالعلّامة و أبيه سديد الدين و ولده فخر المحقّقين، إنّ كثيراً من أمثال هؤلاء الأماثل من مشايخ الإجازة».[51]

علماء الأسر الحلّة

تقدّم أنّ أسراً مهمّة كانت تقطن مدينة الحلّة، وقد خلّفت علماء كباراً وبارزين للعالم، نشير إلى بعض منهم :

آل نما :

1ـ أبو البقاء هبة اللّه بن نما بن عليّ بن حمدون الربيعي.

2ـ نجيب الدين أبي إبراهيم محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة اللّه، الذي كان رئيس الطائفة في زمانه... وكان من مشايخ المحقّق الحلّي، ومن مشايخ الشيخ سديد الدين والد العلّامة والسيّد أحمد بن طاوس وأخيه رضي الدين.

3ـ جعفر بن محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة اللّه بن نماء. كان من كبار العلماء في الحلّة ومن مشايخ العلّامة.

آل بطريق :

1ـ شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن البطريق. يروي عن عماد الدين الطبري وابن شهرآشوب.

2ـ نجم الدين عليّ بن يحيى البطريق، كان فقيهاً شاعراً.

آل طاووس :

1ـ رضي الدين عليّ بن طاووس، تولّى نقابة بغداد في العصر الإيلخاني.

2ـ أبو الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس، كان مجتهداً إماماً في الفقه والأصوليّين، وهو أوّل من قسّم الأخبار من الشيعة إلى أقسامها الأربعة المشهورة واقتفى أثره تلميذه العلّامة الحلّي وسائر من تأخّر عنه من المجتهدين.

3ـ شرف الدين محمّد بن موسى بن جعفر بن طاووس.

آل المطهّر :

1ـ العلّامة الحلّي.

2ـ سديد الدين يوسف بن عليّ بن مطهّر.

3ـ فخر المحقّقين، الشيخ أبي طالب محمّد بن الحسن بن يوسف.

بني الأعرج :

سلالة مجد الدين بن الأعرج صهر الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهّر، كان له خمسة أولاد ذكور، أشهرهم عميد الدين عبد المطّلب بن محمّد الدين أبي الفوارس محمّد بن عليّ بن الأعرج الحسيني العميدي الذي يروي عن العلّامة.

زار خواجة نصير الدين الطوسي الحلّة عام 662 هـ .ق والتقى فقهاءها الشيعة، وسجّل مناظراته معهم هناک. وقد قال بعد مناظرة له مع المحقّق الحلّي بعد انتهاء مجلس درسه: «رأيت خرّيتاً ماهراً، وعالماً إذا جاهد فاق».[52]

مناهج المصنّف ونظمه وأسلوبه في طرح المسائل الفقهيّة

قد عرفت في ترجمته، و هو بعد ولادته في الكوفة، هاجر إلى الحلّة لتحصيل العلوم العقليّة والنقليّة، واستفاد من كبار وفضلاء عصره، ونال مقامات علميّة رفيعة، فقد عُدّ مع مجموعة من معاصريه مؤسّسين لمدرسة فقهيّة جديدة. ومن الواضح في تأليفاته وتلامذته الذين سعى في تربيتهم وإعدادهم أنّه كان يسعى للتجديد في المذهب، وما كان مقتنعاً بالموجود ولا راضياً على الجمود الذي كان قد استمرّ حتّى عصره، ولأجل ذلک يعتبر من نقّاد مدرسة شيخ الطائفة.

يستلهم هو ـ كباقي فقهاء الشيعة ـ في استنباطاته من المصادر الأصليّة للاستنباط، أي الكتاب والسنّة والعقل والإجماع، ولايعير أهميّة لمصادر التشريع الفرعيّة، مثل القياس والاستحسان وما شابه.

قامت سيرة كبار فقهاء الشيعة على البدء في بحث كتاب الطهارة والختم بكتاب الديات، وقد مشى المصنّف وفق هذه السيرة، ولم يتعرّض للمسائل الهامشيّة، كما لم يشر إلى أقوال أهل السنّة، بل اختصّ بجمع الأشباه والنظائر في الحكم، كما هو الواضح من اسم الكتاب.

و هو بعد ما يطرح الموضوع والمسألة وبيان الحكم، يبتّ بإيضاح الأدلّة وما اعتمده من الآيات والروايات لإثبات الحكم. وقلّما نشهد هكذا منهج لدى من سبقه من العلماء، وقلّما نجد كتاباً دوّن بهذا النحو بعد الشيخ؛ وابن إدريس؛.

مصنّفاته

ـ الجامع للشرائع في الفقه. و هو في أبواب الفقه من الطهارة إلى الديات.

ـ نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر في الفقه.

ـ المدخل في أصول الفقه.

ـ الفحص والبيان عن أسرار القرآن. نسبه إليه الشيخ زين الدين البياضي في كتابه الصراط المستقيم، وقال: «إنّه قد قابل ذلک الكتاب الآيات الدالّة على اختيار العبد بالآيات الدالّة على الجبر، فوجد آيات العدل تزيد على آيات الجبر بسبعين آية».[53]

ـ معالم الدين في الفقه. نسبه إليه سبط الشيخ عليّ الكركي في رسالة اللمعة في مسألة صلاة الجمعة.

ـ كشف الإلتباس عن نجاسة الأرجاس. نسبه إليه الكفعمي في بعض مجاميعه.

ـ مسألة في نجاسة المشركين.

ـ آداب في السفر. نسبه إليه الشهيد في الذكرى.

ـ مسألة في البحث عن قضاء الصلوات الفائتة. نسبها إليه الشهيد في شرح الإرشاد.

ـ فتاوى علماء الحلّة في الواجب من المعرفة. هذا الكتاب جواب مسألة المعرفة و المقدار اللازم منها لجماعة من علماء الحلّة في عصر واحد. ومنهم الشيخ الفقيه يحيى بن سعيد الحلّي والشيخ سديد الدين يوسف بن المطهّر والد العلّامة الحلّي، و هما كتبا فتواهما مفصّلاً. ثمّ أمضى أو كتب عليها من علماء الحلّة: هذا صحيح.

المصنّف والثناء عليه

مدحه العلماء و الكبار من المترجمين و الفضلاء و تلامذته في عصره و مابعده، و نحن نكتفي ببعضه :

وصفه الشيخ الحرّ العاملي في الأمل :

«الشيخ أبو زكريّا يحيى بن سعيد، وهو ابن أحمد بن يحيى ابن الحسن بن سعيد الهذلي، من فضلاء عصره، يروي عنه السيّد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس كتاب معالم العلماء لابن شهرآشوب وغيره، كما رأيته بخطّ ابن طاووس، و يروي عنه العلّامة، له كتاب: جامع الشرائع وغيره، وذكر العلّامة أنّه كان زاهداً ورعاً».[54]

ويقول ابن داود الذي يعدّ من تلامذة المصنّف :

«يحيى بن أحمد بن سعيد شيخنا الإمام العلّامة الورع القدوة، كان جامعاً لفنون العلوم الأدبيّة و الفقهيّة والأصوليّة، وكان أورع الفضلاء وأزهدهم، له تصانيف جامعة للفوائد، منها: كتاب الجامع للشرائع في الفقه، وكتاب المدخل في اُصول الفقه، وغير ذلک. مات في ذي الحجّة سنة تسعين وستّمائة، قدّس اللّه روحه».[55]

وقال المحدّث النوري في المستدرک :

«الشيخ نجيب الدين أبو أحمد ـ أو أبو زكريّا ـ يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي، الفاضل العالم الفقيه، الأديب النحوي، المعروف بالشيخ نجيب الدين ابن عمّ المحقّق وصاحب كتاب الجامع، وكتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر».[56]

ويقول في موضع آخر :

«وبالجملة، فهو من الفقهاء المعروفين المنقول فتاويه في كتب الأصحاب، صاحب التصانيف الكثيرة التي أهمل ذكرها المترجمون، سوى خرّيت هذه الصناعة صاحب الرياض».[57]

ويكرّر الأردبيلي[58] عبارات ابن داود في حقّ المصنّف.

و عليه، كان المصنّف من الشخصيّات البارزة في عصره من حيث الزهد والتقوى، بحيث نعته ابن داود بـ «الإمام الورع القدوة» و بأنّه «كان أورع الفضلاء وأزهدهم».[59]

وقد وصفه العلّامة الحلّي بالعبارة التالية :

«هذا الشيخ ] أي يحيى بن أحمد بن سعيد[ كان زاهداً ورعاً».[60]

وفاته

وقد التحق هذا العالم الكبير بجوار ربّه عام 689 أو690 هـ .ق ، حسب الاختلاف الوارد هنا.

================
[5] . أمل الآمل :2 347.
[6] . أربعين للشيخ البهائي: 62.
[7] . رياض العلماء :5 343.
[8] . غاية المراد :1 100 ـ 101.
[9] . جامع الرواة :2 65.
[10] . رياض العلماء :5 31.
[11] . رياض العلماء :1 351.
[12] . قال الشهيد في أربعينه: «ما أخبرني به... عن الشيخ الإمام المحقّق نجم الدين أبي القاسم جعفر بنسعيد الحلّي، عن والده الحسن بن يحيى بن سعيد، عن جدّه...». الأربعون حديثاً (رسائل الشهيدالأوّل): 17.
[13] . رجال ابن داود: 62.
[14] . رياض العلماء :5 198.
[15] . روضات الجنّات :2 441 ـ 442.
[16] . رياض العلماء :4 319.
[17] . أمل الآمل :2 42.
[18] . رياض العلماء :5 49.
[19] . رياض العلماء :5 195
[20] . رياض العلماء :5 114.
[21] . الذريعة :1 186.
[22] . الذريعة :1 172.
[23] . الذريعة :1 203.
[24] . الذريعة :1 234.
[25] . المصدر السابق.
[26] . الذريعة :1 264.
[27] . تعليقة أمل الآمل: 110.
[28] . تعليقة أمل الآمل: 123.
[29] . تعليقة أمل الآمل: 272.
[30] . تعليقة أمل الآمل: 274.
[31] . رجال ابن داود: 130.
[32] . رجال ابن داود: 78.
[33] . رياض العلماء :1 267.
[34] . رياض العلماء :2 36.
[35] . رياض العلماء :2 36.
[36] . رياض العلماء :1 267.
[37] . روضات الجنّات :2 441.
[38] . رياض العلماء :5 336.
[39] . تاريخ الإسلام :51 394.
[40] . بغية الوعاة :2 331.
[41] . الأعلام (للزركلي) :8 135.
[42] . روضات الجنّات :2 441.
[43] . خاتمة المستدرک :2 416.
[44] . أعيان الشيعة :15 231.
[45] . رياض العلماء :5 335 ـ 336.
[46] . المدخل الفقهي العالم :1 197 ـ 198.
[47] . رجال ابن داود: 45.
[48] . شذرات الذهب :5 87.
[49] . تاريخ الإسلام :44 477.
[50] . في هذا العصر وقع الهجوم من قبل التتار على العراق، وقد وقع الخراب منهم إلى ما يبلغه الإحصاء، وفي ذلک الزمان كان لعلماء الحلّة دور واسع في خلاص نفوس الحلّة من النكبات الحاصلة من التتار ومنهم العلّامة الحلّي، لانفاذهم، الوافدين إلى رئيس المغولي، فراجع إلى كتب السِيَر.
[51] . نقله عنه الشيخ جعفر السبحاني في مقدّمة التحقيق من كتاب معالم الدين في الفقه آل ياسين (دورةفقيّة كاملة على وفق مذهب الإماميّة) :1 22.
[52] . دائرة المعارف الإسلاميّة الشيعيّة :11 186، ينقل حسن الأمين هذا أعيان الشيعة لوالده، لكنّا لم نعثرعليه هناک.
[53] . خاتمة المستدرک :2 415، نقل بالمضمون من الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم :1 23.
[54] . أمل الآمل :2 347.
[55] . رجال ابن داود: 202.
[56] . خاتمة المستدرک :2 414.
[57] . خاتمة المستدرک :2 415.
[58] . جامع الرواة :2 65.
[59] . رجال ابن داود: 202.
[60] . نقلاً عن بحار الأنوار :107 64؛ و أمل الآمل :2 347.

العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org