موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: السعي في الجزء الذي أضيف حديثاً ؟
السعي في الجزء الذي أضيف حديثاً ؟
س ـ ما حكم السعي في الجزء الذي أضيف حديثاً؟
ج ـ ما يعدّ جزءاً من واجبات الحجّ والعمرة، بل ويعتبر جزءاً من أركانه ومن شعائر الله الذي جاء ذكره في القرآن: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) هو السعي بين الصفا والمروة، أي: السعي بين الجبلين. إذن المعيار والمناط للمسعى شرقاً وغرباً، هو نفس وجود الجبل وامتداده ولو من حيث أصل الجبل وسفحه الذي كان وما يزال.
وبرأينا، وطبق ما جاء عن شهادة المعمرين: أنّ الجبلين والى مقدار منه الذي يعدّ جزءاً من المسعى يقع في امتداده، وأنّ الأخبار الواصلة عن أهل الخبرة والاطّلاع على امتدادات أصول الجبلين، كما رأينا ذلك نحن في السنوات الماضية بالنسبة إلى المروة، يدلّ على أنّ امتدادات الجبلين كانت أكثر في السابق من مقدار عرض المسعى الجديد. على أنّ جميع ما مضى، يضاف إليه عناية علماء وفقهاء الحرمين الشريفين المكلّفين بحفظ مشاعر ومناسك الحج، ورعاية التعبّد فيهما، وشهادة البعض منهم على اتّصال جبل الصفا بـ «أبو قبيس»، يؤكّدون جميعاً على أنّ المسعى من جهة جبل المروة كان من حيث العرض أكبر من مقدار التوسعة الفعلية التي شملته أخيراً، وأنّ جميع الحجج العقلية والشرعية قائمة على ذلك، وأنّ السعي في المسعى الجديد هو سعي بين الجبلين، وكيف لا تكون مثل هذه الأمور حجة شرعية مع أنّ البعض منها ـ لا كلّها ـ توجب الاطمئنان والعلم العادي بذلك الامتداد؟
فعلى هذا فإنّ السعي في المسعى الجديد حالياً ـ في التاريخ الفعلي حالياً، يعني عام 1428 هجري قمري، وهو نفس تاريخ طرح هذا السؤال، مع استمرار عمليات التوسعة والبناء، وما قيل: إنّ عرضه بقدر المسعى الفعلي، يعني بحدود 20 متراً، مع قيام الحجة الشرعية على كون هذا المقدار قد أُضيف إلى المسعى بين هذين الجبلين ولو أن بين أصلي الجبلين ما زال باقياً، فيدلّ على امتدادهما ـ هو مجزي وصحيح، وبه يسقط التكليف. ولا فرق بين السعي في المحل السابق وهذا المحلّ الفعلي الجديد (الذي ما زال فيه مقدار من الجبلين موجوداً وباقياً)، لأنّ السعي في هذا المحلّ ـ مع قيام الحجة المذكورة ـ هو سعي بين الصفا والمروة.
هذا وليس شرطاً قطعاً في صدق الصفا والمروة وجود مرتفع لهذين الجبلين لأجل الإتيان بالسعي، ولذا يمكن الإتيان به وإن كان مقدار من عرض جبل الصفا الفعلي لا يُرى فيه ارتفاعاً.