|
الفصل الثاني ـ الوقوف في عرفات
الوقوف في عرفات(94) (مسألة 703) يجب على المحرم باحرام الحجّ أن يكون في ظهر عرفة (التاسع من ذي الحجة) في عرفات وفي هذا المكان ينوي الوقوف، وهو من أركان الحجّ فلو تركه عمداً بطل حجه. (مسألة 704) عرفات أرض معلومة الحدود ولها علامات معتبرة لاعتمادها على الحسابات التاريخية وأقوال أبناء المنطقة، والحدود المعتبرة لعرفات هي «الثويّة» و«النمرة» و «ذي المجاز» و «مازمين» وهي خارج موقف عرفات، فلا يكفي الوقوف فيها. (مسألة 705) المراد من الوقوف، هو الكون في ذلك المكان بقصد القربة ورضا الله، من غير فرق بين كونه راكباً أو راجلاً، جالساً أو نائماً أو متحركاً، ولكن لو كان في تمام الوقت، اي من الظهر الشرعي إلى غروب الشمس(95)، نائماً أو مغمى عليه من دون أن يقصد الوقوف قبل ذلك، بطل وقوفه. (مسألة 706) هناك جبل اسمه «جبل الرحمة» في صحراء عرفات، والظاهر أنّه جزء من عرفات وكونه موقفاً، إلاّ أنّ الوقوف فيه مكروه، وثوابه قليل وإن كان مجزياً، إلاّ للضرورة وازدحام الناس، فترتفع الكراهة حينئذ. (مسألة 707) لا يبعد جواز تأخير الوقوف بعرفات من اول الظهر قليلاً كما لو كان بمقدار اداء صلاة الظهر والعصر جمعاً، ولكن الأحوط عدم التأخير. (مسألة 708) الأحوط وجوباً الكون في عرفات من زوال اليوم التاسع (الظهر الشرعي) إلى غروب الشمس، فلا يجوز التأخير فيأتي في العصر، ومجموع الكون من الظهر إلى غروب الشمس وإن كان واجباً ولكنه ليس كله ركناً، فلا يبطل الحجّ بترك اكثره فلو وقف مقداراً قليلاً وانصرف، أو جاء عصراً وتوقّف صحّ حجه، وإن كان ترك التوقف عامداً وعالماً، فلو لم يذهب إلى عرفات اصلاً، يكون قد ترك ركناً. (مسألة 709) الركن هو مسمى الوقوف، بحيث يصدق عليه انه وقف في عرفات وان كان قليلاً، فلو لم يتواجد في عرفات ولو لجزء من الوقت بين الزوال إلى الغروب عمداً وعالماً، يكون قد ترك الركن ويبطل حجّه. (مسألة 710) لو خرج من عرفات عامداً قبل الغروب الشرعي، ثم ندم وعاد ثم وقف في عرفات إلى الغروب، لم يكن عليه شيء على الأقوى وصحّ حجّه، ولكن يستحب على الأحوط التكفير ببُدنة، وهكذا الحكم لو لم يندم، وعاد لحاجة ثم بعد الوصول إلى حدود عرفات نوى القربة في الوقوف، ولكن إذا لم يعد، وجب عليه التكفير ببدنة، وإذا لم يستطع صام ثمانية عشر يوماً، والأحوط أن يصومها على التوالي ودون انقطاع. (مسألة 711) لو خرج ونفر من عرفات سهواً أو جهلاً، وجب عليه الرجوع عند التذكر، فإن لم يرجع كان آثماً، ولا كفارة عليه على الأقوى، وإن كان التكفير أحوط، وإن لم يتذكر، فلا شيء عليه. (مسألة 712) لو لم يدرك الوقوف الاختياري في عرفات نسياناً أو لتأخّره في الوصول إلى مكّة، أو لخطء في حساب الأيام، أو لجهل موضع الوقوف أو غير ذلك من الاعذار، كان عليه الوقوف في عرفات مقداراً من ليلة العيد وإن كان قليلاً، وان ينوي الوقوف، وهو المسمى بالوقوف الاضطراري في عرفات. (مسألة 713) لو ترك الوقوف يوم التاسع لعذر، وترك الوقوف بعرفات عمداً وبلا عذر ليلة العاشر، فالظاهر بطلان حجّه وان ادرك الوقوف بالمشعر. (مسألة 714) لو ترك الوقوف الاختياري والاضطراري في عرفات نسياناً أو غفلةً أو لعذر آخر، وادرك الوقوف الاختياري في المشعر، كفاه وصحّ حجّه. مسائل متفرقة في الوقوف بعرفات (مسألة 715) لو أدرك الوقوف الاختياري في عرفة، ثم أغمي عليه قبل الذهاب إلى المشعر، فإن أفاق أتم الحجّ إذا أمكنه، والأحوط استحباباً إذا كان قد ترك المشعر وجاء بسائر الأعمال أن يعيد الحجّ، وأما إذا لم يدرك بقية الأعمال، وجب عليه اعادة الحجّ في العام المقبل، ليتم بذلك حج التمتع، فإن لم يجب عليه حج التمتع، لم يجب عليه الإعادة في السنة المقبلة مطلقاً، وبما أنّ حجّه قد بطل، فقد خرج من إحرامه وكانت تلبيته كالعدم. (س 716) لو بطل حجّه بسبب ترك الوقوفين، وجاء ببقية الأعمال، ثم عاد إلى إيران من دون الإتيان بالعمرة المفردة، فما هو حكمه؟ ج ـ خرج من احرامه ببطلان الحجّ، لأنّ الإحرام احد أعمال الحجّ. (س 717) امرأة كانت عادتها ستة أيام مثلاً، وهي في العادة فاحرمت لعمرة التمتع، وطهرت في اليوم الثامن من ذي الحجة الذي يوافق اليوم السادس من عادتها، فاغتسلت ثم أتت بأعمال التمتع ثم احرمت لحج التمتع، ولكنها رأت دماً يسيراً في ظهر اليوم التاسع في عرفة، وفي نفس الوقت لا تعلم بتجاوز الدم عن العشرة لتعتبره استحاضة فتصحّ أعمالها السابقة، أم سينقطع الدم قبل انقضاء عشرة ايام في أول عادتها ليكون لها حكم الحيض، فما هو حكمها؟ وعلى الفرض المتقدم ما الحكم إذا رأت أثراً في المشعر؟ ج ـ عليها العمل بالاحتياط، فتأتي بالأعمال بقصد ما في الذمّة (دون قصد التمتع والإفراد)، وتضحي في منى، فإذا تجاوز الدم عشرة ايام واتضح انّه زائد على العادة، كان استحاضة وصحت عمرتها وحجتها، وإن لم يتجاوز العشرة واتضح كونه حيضاً، جاءت بعمرة مفردة بعد الحجّ إذا كان الحجّ واجباً، وصحّ حجها وكان مجزياً. (مسألة 718) لو رأت اثراً في عرفات أو المشعر وايقنت من أنه دم حيض، وعلمت بأنّها لم تكن طاهرة حين الإتيان بأعمال عمرة التمتع، وكان الوقت باقياً كي تدرك الوقوف الاختياري أو الاضطراري، لكن لا يسعها وقت للرجوع إلى مكّة واعادة اعمال العمرة ثم الإحرام للحج وإدراك الوقوف، عدلت إلى حجّ الإفراد. (مسألة 719) وقت الوقوف الاضطراري الليلي في عرفة، من ليلة العيد إلى طلوع الشمس. (مسألة 720) لو ثبتت رؤية الشهر عند علماء أهل السنة في الحجاز وقضاتهم، وحكموا على طبق ذلك، وجب متابعتهم وترتيب جميع آثار ثبوت الهلال والمتابعة مجزية حتّى مع العلم بالخلاف، ولو أتى بالوقوف في عرفات والمشعر وسائر الأعمال طبقاً لحكمهم، وقع الحجّ صحيحاً. مستحبات الوقوف بعرفات (مسألة 721) يستحب في الوقوف بعرفات، رعاية الشروط الآتية: 1 ـ أن يكون على طهارة اثناء الوقوف(96). 2 ـ الغسل، والأفضل أن يكون مقارناً للزوال(97). 3 ـ ان يتّجه بقلبه إلى الله، وأن يفرغ ذهنه عن كل مايشوش فكره، وأن لايشتغل بالنظر إلى الناس(98). 4 ـ أن يضرب خيمته عند الإمكان في «وادي نمرة» قريباً من عرفات، ولكن لايتوقف هناك، لكون وادي نمرة ليس جزءاً من عرفات فلا يجزي الوقوف فيه. 5 ـ أن يعدد ذنوبه ويتوب منها ويطلب العفو من الله ويستعيذ به من شرّ الشيطان. 6 ـ أن يدعو لنفسه ولوالديه وللمؤمنين، واقلهم أربعون مؤمناً. 7 ـ أن يقف بالنسبة إلى القافلة القادمة من مكّة إلى يسار الجبل. 8 ـ أن يقف اسفل الجبل وعلى ارض مستوية. 9 ـ أن يصلي الظهر والعصر بلا فصل، بأذان وإقامتين، دون فرق في ذلك بين الإمام و المأموم والجماعة والفرادى والقصر والتمام. 10 ـ أن يتوجّه بقلبه إلى الله عزّ وجلّ، ويحمده ويهلّل له ويمجّده ويثني عليه، ثم يقول مئة مرّة: «الله أكبر» ويتلو سورة «التوحيد» مئه مرّة، ثم يدعو بما شاء، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم،ويقرأ هذا الدعاء: «اَللَّهُمَّ رَبَّ الْمَشاعِرِ كُلِّها فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ أوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الاِْنْسِ، اَللَّهُمَّ لا تَمْكُرْ بي وَ لا تَخْدَعْنِي وَ لا تَسْتَدْرِجْنِي، يا أسْمَعَ السَّامِعينَ وَ يا أبْصَرَ النَّاظِرينَ وَ يا أسْرَعَ الْحاسِبِينَ وَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ أنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَ كَذا». ذاكراً حاجته، ثم يرفع يديه إلى السماء قائلاً: «اَللَّهُمَّ حاجَتِي إلَيْكَ الَّتِي إنْ أعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي وَ إنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أعْطَيْتَنِي، أسْأَلُكَ خَلاصَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، اَلَّلهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَ مِلْكُ ناصِيتَي بِيَدِكَ وَ أجَلِي بِعِلْمِكَ، أسْألُكَ أنْ تُوَفِّقَنِي لِما يُرْضِيكَ عَنِّي وَ أنْ تُسَلِّمَ مِنِّي مَناسِكِيَ الَّتِي أرَيتَها خَلِيلَكَ إبْراهِيمَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَ دَلَلْتَ عَلَيْها نَبيِّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَ أطَلْتَ عُمْرَهُ وَ أحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَياةً طَيِّبَة»(99). 11 ـ أن يدعو بهذا الدعاء الذي علّمه رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ(عليه السلام) قائلاً له هذا دعاء جميع الأنبياء قبلي(100). «لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ وَ هُوَ حَيُّ لايَمُوتُ بيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ، اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي تَقُولُ وَ خَيْراً مِمّا نَقُولُ وَ فَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ، اَللَّهُمَّ لَكَ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْياي وَ مَماتِي وَ لَكَ تُراثِى وَ بكَ حَوْلِي وَ مِنْكَ قُوَّتِي، اَللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الْفَقْرِ وَ مِنْ وَساوِسِ الْصُّدُورِ وَ مِنْ شَتاتِ الاَْمْرِ وَمِنْ عَذابِ الْقَبْرِ، اَللَّهُمَّ اِنِّي أسْألُكَ خَيْرَ الرِّياح وَ أعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ ما يَجِيءُ بهِ الْرِّياحُ وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الْلَّيْلِ وَ خَيْرَ النَّهارِ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبي نُوراً وَفي سَمْعِي وَ بَصَرِي نُوراً وَفِي لَحْمِي وَ دَمِي وَ عِظامِي وَ عُرُوقِي وَ مَقْعَدِي وَ مَقامِي وَ مَدْخَلِي وَ مَخْرَجِي نُوراً وَ أعْظِمْ لِي نُوراً يا رَبِّ يَوْمَ ألْقاكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ». 12 ـ أن يكثر في هذا اليوم قدر مايستطيع من الخيرات والصدقات. 13 ـ أن يستقبل الكعبة فيقول: «سبحان الله» مئة مرّة، «الله أكبر» مئة مرّة، «ماشاء الله لاقوّة إلاّ بالله» مئة مرّة، ويقول: «أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِي وَ هُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بيَدِهِ الخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ» مئة مرّة. 14 ـ ثم يقرأ عشر آيات من أول سورة البقرة، ثم سورة التوحيد ثلاث مرات، ثم آية الكرسي، ثم يقرأ هذه الآيات: (إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَْرْضَ فِي سِتَّةِ أيّام ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُجُوْمَ مُسَخَّرات بأمْرِهِ اَلا لَهُ الْخَلْقُ والاَْمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ * اُدْعُوْا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الاَْرْضِ بَعْدَ إصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنينَ)(101). 15 ـ ثم ليقرأ المعوذتين. 16 ـ ثم ليتذكر نعم الله واحدة واحدة، وليحمد الله، ويشكره على ما تفضل عليه به من أهله وما له وغيرهما من النعم، ويقول: «اَلَّلهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى نَعْمائِكَ الَّتي لا تُحْصى بعَدَد وَ لا تُكافَأُ بعَمَل». ثم يحمد الله بكل آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن ويسبحه بكلِّ تسبيح ذكر به نفسه في القرآن ويكبّر بكلّ تكبير كبّر به نفسه في القرآن، ويكثر من الصلاة على محمد وآل محمد، ويدعو الله بكل اسم ورد في القرآن من اسمائه وبما يتذكره من اسمائه، وأن يدعوه باسمائه الواردة في آخر سورة الحشر: (اَللهُ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيِمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ اَلمُتَكَبِّرُ الخالِقُ الْبارِىءُ المُصَوِّرُ). 17 ـ ثم يقول: «أَسْأَلُكَ يا اللهُ يا رَحْمنُ بكُلِّ اسْم هُوَ لَكَ وَ أسْألُكَ بقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ بجَمِيع ما أحاطَ بهِ عِلْمُكَ وَ بجَمْعِكَ وَبأرْكانِكَ كُلِّها وَ بحَقِّ رَسُولِكَ صَلواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ باسْمِكَ الاَْكْبَرِ الأكْبَرِ وَ باسْمِكَ الْعَظِيْمِ الَّذِي مَنْ دَعاكَ بهِ كانَ حَقّاً عَلَيْكَ أنْ لا تُخَيِّبَهُ وَ باسْمِكَ الاْعْظَمِ الاْعْظَمِ الَّذْي مَنْ دَعاكَ بهِ كانَ حَقّاً عَلَيْكَ أنْ لا تَرُدَّهُ وَ أنْ تُعْطِيَهُ ما سَأَلَ أنْ تَغْفِرَ لِي جَميعَ ذُنُوبي في جَمِيع عِلْمِكَ فِيَّ». 18 ـ أن يسأل الله قضاء جميع حوائجه في الدنيا والآخرة، وأن يوفّقه إلى الحجّ في كل عام. 19 ـ أن يسأل الله الجنة قائلاً «أسألك الجنّة» سبعين مرّة. 20 ـ أن يستغفر الله قائلاً: «أسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّي وَ أتُوبُ إلَيْهِ». سبعين مرّة. ويقول: «اَللَّهُمَّ فُكَّنِي مِنَ النَّارِ وَ أوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَيَّبِ وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الاِْنْسِ وَ شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ»(102). 21 ـ أن يقول عند اقتراب الغروب: «اَللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الفَقْرِ وَ مِنْ تَشَتُّتِ الاُْمُورِ وَ مِنْ شَرِّ ما يَحْدُثُ بالْلَّيْلِ وَالنَّهارِ، أمْسى ظُلْمِي مُسْتَجِيراً بعَفْوِكَ وَ أمْسى خَوْفي مُسْتَجِيراً بأمانِكَ وَ أمْسى ذُنُوْبي مُسْتَجِيرَةً بمَغْفِرَتِكَ وَأمْسى ذُلِّي مُسْتَجِيراً بعِزَّكَ وَ أمْسى وَجْهِيَ الْفانِي الْبالِي مُسْتَجِيْراً بوَجْهِك الْباقي، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَ يا أجْوَدَ مَنْ أعْطى جَلِّلْنِي برَحْمَتِكَ و ألْبِسْنِي عافِيَتَكَ وَ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ جَمِيع خَلْقِكَ». 22 ـ وليقل بعد غروب الشمس: «اَللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هذَا الْمَوْقِفِ وَ ارْزُقْنِيهِ مِنْ قابل أبَداً ما أبْقَيْتَنِي وَ اقْلِبْنِيَ الْيَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لِي مَرْحُوماً مَغْفُوراً لِي بأفْضَلِ ما يِنْقَلِبُ بهِ الْيَوْمَ أحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ وَ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ وَ اجْعَلْنِيَ الْيِوْمَ مِنْ أكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ وَ أعْطِني أفْضَلَ ما أعْطَيْتَ أحَداً مِنْهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوانِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ بارِكْ لِي فِيما أرْجِعُ إلَيْهِ مِنْ أهْل أوْ مال أوْ قَلِيل أو كَثِير وَ بارِكْ لَهُمْ فِيَّ»(103). 23 ـ وليكثر من قول: «اَلَّلهُمَّ أعْتِقْنِي مِنَ النّارِ». واعلم أنّ الأدعية الواردة في هذا اليوم الشريف كثيرة، وكل ما تيسَّر قراءته فهو حسن، وان لم تكن مأثورة ولو كانت المأثورة فهو جيّد ويثاب عليها مضاعفاً، ومن المستحسن جدّاً أن يدعو في هذا اليوم بدعاء سيد الشهداء(عليه السلام)وابنه عليّ بن الحسين(عليه السلام)في يوم عرفة، هو موجود ضمن الأدعية المأثورة في آخر هذا الكتاب. _____________________________________________________________________ (94) عرفات منطقة واسعة يقف فيها الحجاج في اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد بلغت من الأهمية حتّى قيل فيها: «الحجّ عرفة»، وهناك اقوال في وجه تسمية عرفة: انما سميت عرفات بهذا الأسم لأنّ الناس يعترفون فيها بذنوبهم، فعن معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله(عليه السلام)عن عرفات: لِمَ سميت عرفات؟ فقال: ان جبرئيل(عليه السلام) خرج بابراهيم صلوات الله عليه يوم عرفه، فلما زالت الشمس قال له جبرئيل: يا إبراهيم، اعترف بذنبك واعرف مناسكك، فسميت عرفات، يقول جبرئيل: اعترف، فاعترف.ب ـ عندما علّم جبرئيل آدم(عليه السلام)أو ابراهيم(عليه السلام) مناسك الحجّ، قال له: «عَرَفْتَ؟» (مجمع البحرين 1: 295). ج ـ وقيل: إنها سميت بذلك لأن آدم وحواء اجتمعا فيها فتعارفا بعد إن كان افترقا. (95) يتحقق الغروب على مختارنا باستتار القرص، دون ذهاب الحمرة المشرقية. (96) وسائل الشيعة 13: 374، أبواب الطواف، ب1/38. (97) المصدر 13: 529، أبواب احرام الحجّ والوقوف بعرفة، ب1/9. (98) المصدر 13: 538، أبواب احرام الحجّ والوقوف بعرفة، ب19/14. (99) الكافي 4: 464. (100) وسائل الشيعة 13: 539، أبواب احرام الحجّ والوقوف بعرفة، ب2/14. (101) الأعراف: 54 56. (102) من لا يحضره الفقيه 2: 323. (103) وسائل الشيعة 13: 559، أبواب احرام الحجّ والوقوف بعرفة، ب 2/24.
|