والمستند، استدلّ علی الاستثناء بوجوهٍ أربعة جلّها ترجع إلی ما مرّ من مجمع الفائدة والبرهان:

أحدها: أصالة البراءة. وثانيها: عمل الناس في الأعصار والأمصار، ممّا مرّ من المجمع.([1080]) وثالثها: قول الصادق(علیه السلام) لمن أنشد عنده مرثية: «اقرء كما عندكم؛ أي بالعراق».([1081]) ورابعها: أنّـه معين على البكاء، فهو إعانة على الخير.([1082])

فقد مرّت المناقشة في الأولى والثانية والثالثة منه في الإيراد علی المجمع، فلا نعيد‌ها.

وأمّا الرابعة، فقد ظهر جوابها ممّا مرّ من عدم شمول العموم والإطلاق في مثل أدلّة إعانة البرّ للغناء المحرّم؛ لئـلّا يلزم الفقه الجديد، كما أنّـه قد ظهر أيضاً عدم تماميّـة جوابه عن الإشكال بقوله: «وأمّا قول المعترض، مع أنّ عموم رجحانه...».([1083])

ففيه أنّـه ليس مراد المستدلّ تجويز إعانة البرّ بالحرام، بل يمنع الحرمة حين كون الغناء على البكاء استثناءً إلى تعارض عمومات حرمة الغناء مع عمومات رجحان الإعانة بالبرّ وعدم المرجّح، فيبقى محلّ التعارض على مقتضى الأصل، وعدم التماميّـة يكون لما مرّ من عدم شمول أدلّة الإعانة على الخير كغيرها من أدلّة الأمور الراجحة للمحرّمات والغناء منها، فمنع حرمة الغناء مع التعارض المستلزم للفقه الجديد كما ترى.

ومنها:([1084]) استثنـاء قراءة القرآن على ما اختـاره الفاضل الخراسـاني في الكفايـة والذخيرة.