نقلاً عن وكالة ايلنا للأنباء فإنّ سماحة الله العظمى الصانعي التقى مدير عام ورئيس تحرير وأعضاء الهيئة التحريرية لوكالة انباء ايلنا في مكتبه بقم، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشر لتأسيس هذه الوكالة. 

في هذا اللقاء بيّن سماحته ضرورة التزام الصدق في سبيل رفع مستوى الوعي الجماهيري، وقال: لقد كان الرسول يحضّ دائماً على توعية المجتمع وإعلامهم. وهذا يكشف عن أنّه كان الحق، ولو لم يكن حقّا لما حضّ الآخرين على هذا العمل. أمّا الكاذب فينكشف من خلال عملية التوعية والإعلام، ويذهب ماء وجهه من خلال تكشّف الحقائق.

ضمن بيانه أنّ الاسلام قد منح الحق للجميع لكي يعبّروا عن آرائهم قال سماحته: عندما نراجع كتب الأخلاق الإسلامية نرى فيها تحريم الغيبة، لكنّ هناك موارد يجوز فيها الغيبة، منها: حالات الاستشارة.

وأشار هذا المرجع إلى أنّ الكذب حرام لكنّ قول الصدق ليس واجباً وأضاف: إذا سئل شخص عن موضوع ما فإذا سكت فبها وإذا أراد أن يجيب فعليه قول الصدق.

وأكّد سماحته قائلاً: إذا ظلم شخص أو فئة من فئات المجتمع فمن الطبيعي أن يعلن المظلومون عن ظلمهم، ولا إشكال في ذلك، بل على الحكومة أن تفسح لهم مجالاً في وسائل الإعلام لكي يعلنوا عن ظلمهم.

وقال سماحته: حدثت مشاكل كثيرة للبلد وللناس خلال الثمان سنوات الماضية، مشاكل في مجال الاقتصاد والسياسة الخارجية والداخلية و... وقد تأذّى هذا البلد خلال هذه الفترة. وأشار إلى ما قد بدر منه من وجهات نظر تجاه أحمدى نجاد في الدور الثاني من انتخابه كرئيس للجمهورية وإلى ردود الفعل الكثيرة التي صدرت تجاه تصريحاتي في هذا المضمار وقال: اني قلت كون الذي ينتخب كرئيس للجمهوري يقسم لخدمة الشعب، ولا يسيء لعظماء الشعب، مع أنّا لاحظنا أحمدي نجاد قد أساء إلى آية الله هاشمي رفسنجاني والمهندس مير حسين موسوي وزوجته والشيخ كروبي والشيخ ناطق نوري. وما كان هناك من يقول: إنّ أعماله تخالف الدستور.

ثم أضاف أنّ ذكر الآخرين بسوء لأغراض شخصية يعدّ غيبة، وإذا صدر هذا عن إحدى وسائل الإعلام فقد استغابت بعملها هذا، وارتكبت عملاً محرماً، وأكّد قائلاً: إذا اشتكينا من كثرة البطالة في المجتمع وقلنا: إنّ بؤس الناس بلغ مستوى برز في ارتفاع عدد الذين يبيعون كلياتهم، نجد البعض يسعى للحول دون إدراك الناس معنى الغيبة الحقيقي.

وأشار هذا المرجع إلى انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة وقال: خسر هؤلاء برغم ما افتعلوا من مضايقات ورفض صلاحية آية الله هاشمي، وقد كانت الانتخابات تجلّياً للإرادة الإلهية، ويمكن عقد الآمال بحصول الناس على حقوقهم.

ومع تأكيده على أنّ البعض ما كان يرغب في عودة الهدوء إلى المجتمع قال: يتسنّى لهؤلاء الترائي والظهور في ظلّ جهل المجتمع وانعدام بصيرتهم. ولو تسنّى للناس معرفة ما قد حصل خلال هذه الثمان سنوات، وعلموا بالسرقات والخيانات والمخالفات التي حصلت في هذا البلد لما كان بإمكانهم أن يظهروا ويتراءوا أمام المجتمع.

وجّه آية الله الصانعي الخطاب لأعضاء هيئة تحرير وكالة أنباء ايلنا وقال: ينبغي الاستفادة من الفرصة المتاحة لتوعية الناس وتعريفهم بما جرى في هذا البلد خلال الثماني سنوات الماضية وتذكيرهم بالحقوق التي سلبت عنهم.

وأشار مرجع التقليد هذا إلى أن وكالة أنباء ايلنا وسيلة إعلام لا تتملّق وقال: إنّهم يتألّمون لأنّكم لا تتملّقون ويتألّمون أكثر لأنكم تفضحون الخيانات وتعلنونها للناس، فلا يمكننا وصف الجميع بأنّهم خدمة للشعب مع وجود بعض ليس كذلك.

وقال آية الله الصانعي لأعضاء هيئة تحرير وكالة أنباء ايلنا: انقلوا للناس كلّ ما يمكنه أن يساعد في رفع وعي الناس واستمرّوا في الكتابة حتّى يكبّلوا أيديكم، وعندئذ سيختلف الأمر.

ثمّ تعرّض إلى قضية كون الثورة والنظام قد جاءا من الشعب وأنّهما أسّسا لأجل السعي لخدمة الشعب وقال: إذا تربّع البعض على كرسي الرئاسة فذلك بفضل الشعب، ولو لم يكن الشعب لكان حكم ذلك البعض حكم الإمام دون مأموم.

وخاطب هذا المرجع الحاضرين قائلاً: هناك نهر من الحامض يقع في طريق توعية المجتمع والناس، لكن اعلموا أنّ الله معكم وسيعينكم لكي تصمدوا في هذا الطريق، وضعوا المشاكل التي تقع في طريقكم على حساب الآخرة.
واستمر سماحة الشيخ قائلاً: ينبغي تعميم التأمين الاجتماعي وتوسيع نطاقه في المجتمع، لكن من المؤسف في بلدنا هو عدم معرفة الناس بهذه الخدمة مضافاً إلى أنّا لا نجد من يحرّض عليها؛ وذلك لأنّهم يسعون دائماً أن يكون الآخرون بحاجة إليهم ويعيشوا كذيول لهم، مع أنّ الامام الخميني (س) لم يكن من الساعين لتربية فقراء ومتسكعين.

وفي نهاية اللقاء شكر آية الله الصانعي أعضاء هيئة تحرير وكالة أنباء ايلنا على ما بدر منهم من خدمات ونشاطات وبارك لهم الذكرى السنوية الحادية عشر لتأسيس هذه الوكالة وقال: يمكن القول بأنّكم فتحتم افقاً جديداً لوسائل الإعلام من خلال ما تحملونه من توجّه في الدفاع عن حقوق العمال وباقي شرائح المجتمع.