اللقاء الذي كشف عن حسن ضيافة آية الله الصانعي في الاستقبال والتوديع والمرافقة إلى الزقاق.
لقاء آية الله رفسنجاني بالمراجع العظام كان وما زال لافتاً وحاوياً لكلام أهل للإصغاء ومفعم بلطف وذكريات أيام الدراسة الحوزوية، سواء في قم أو في النجف أو في مشهد.
تمّ لقاء آية الله رفسنجاني بآية الله الصانعي، الذي هو من المراجع والمدرسين حالياً في الحوزة ومن المرافقين للإمام الراحل في جميع سنوات النضال، في منزل الأخير في مدينة مشهد.
اللقاء تزامن مع حسن ضيافة آية الله الصانعي فكان في استقبال ضيفه وتوديعه ومرافقته الى الزقاق.
بناء على ما ورد عن العلاقات العامة لمجمع تشخيص مصلحة النظام فإنّ آية الله رفسنجاني تبادل مع مضيفه الذكريات الحلوة والمرة أيّام الدراسة الحوزوية والنضال والمسؤوليات المختلفة في السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية، وكذلك ما صدر من الإمام الخميني من إرشادات وتوجيهات، وقال: علينا جميعاً أن نحافظ على منهج وفكر الإمام العزيز وأن نؤمّنه من التحريفات السياسية.
مع توصيفه حركة الإمام بكونها لا مثيل لها في العالم الإسلامي اعتبر الثورة الإسلامية حجة الله وقال: لا ينبغي لنا أن نطفىء السراج الذي أوقده الإمام الخميني للمجتمع، وإذا حصل هذا فإنّا قد ارتكبنا ذنباً لا يغتفر.
وقد اعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام انتخابات عام 1392 لطفاً إلهياً تجاه الثورة الإسلامية، ثمّ أشار إلى ما أفشي من التيارات المنحرفة وقال: ما يطرح في هذه الأيام ليس أمراً مستحدثاً، والحديث في الموضوع هو انكشاف أبعاداً جديدة للقضية.
ومع تأكيده على لطف الله بحق الشعب الإيراني في المراحل المختلفة أشار إلى ترشيح نفسه للانتخابات والحوادث التي لحقت ذلك وقال: لم يرد الله أن ينحرف الطريق الذي عبّده الله في مكان مثل إيران، وقد كان إجرائي عام 1392 مقتصراً على الترشيح فحسب، وقد لاحظتم تأثير ذلك على البلاد، ونتيجته انتخاب الشيخ روحاني الذي يمارس عمله حالياً بدافع وطاقة أكثر.
ثمّ تعرّض إلى نقطة كون الثورة الإسلامية في إيران تحمل جذوراً إلهياً وقال: برغم أنّ الثورة ظاهرة اجتماعية انبثقت من منطلق التعاليم القرآنية وأنّ الله سيحفظها لكنّ هناك شروطاً، ومن شروط ذلك التماشي مع الناس وكسب رضاهم.
ومع تذكيره ببعض الذكريات أيام النضال المشترك مع آية الله الصانعي قال آية الله رفسنجاني: لقد رافقتم الإمام الخميني منذ بداية النضال، ونأمل منكم المساعدة في استمرار ذكر الإمام وتقنينه والسعي في هذا الطريق ما دمنا أحياء.
كما استذكر آية الله الشيخ يوسف الصانعي أوّل لقاء له مع آية الله رفسنجاني، حيث كان في درس السيوطي في حوزة قم العلمية، وقال: لا أنسى أنّ علاقتك بالإمام كتلميذ وأستاذ كانت بنحو حيث كان الطلبة يرجعون الأسئلة إليك لكي تطرحها على الإمام، وكان الإمام يجيب عليها بانبساط.
واستمر هذا المرجع قائلاً: كمصداق لموقع وشأن هاشمي رفسنجاني في كلام وسلوك الإمام هو ما صدر من الإمام بمناسبة وفاة والده، فقد حضر الإمام تشييعه واستمرّ في التشييع حتّى نهايته، وصلّى عليه صلاة الميت بلحن جميل ونافذ، وأتصوّر أنّه لم يصل على جنازة أي شخص غيره فيما بعد ذلك.
ثمّ بدء الشيخ الصانعي بتحليل عهد النضال الصعب وأكّد على أنّ رفسنجاني كان مرافقاً للإمام برغم ما عانى من التعذيب في السجن، وقال: قلت مراراً وأقولها تارة أخرى انّ الشيخ رفسنجاني كان شخصية يحبها الإمام، وعندما سمع بمحاولة اغتياله أمر بالتضيحة بشاة.
وأضاف: كان الإمام يهتم بآرائكم في القضايا العلمية وقضايا النضال، وكان أصحاب الإمام وأنصاره آنذاك يعدونكم عالماً فاضلاً وإنساناً ورعاً ومتخلقاً وطاهراً ومن عائلة أصيلة، كما أنّهم يعلمون بنوايا اولئك الذين يسعون لاغتيال شخصيتكم، حيث كنتم موضع وثوق عند الإمام.
وفي النهاية أوضح الشيخ الصانعي العبارة العرفانية التي تقول: (البلاء للولاء) وأشار إلى المصاعب والمتاعب التي لحقت آية الله رفسنجاني وأسرته في المراحل المختلفة وقال: نأمل من الله العلي أن يوفّر مقدمات حل مشاكل الناس وأن يرفع الموانع في هذا المجال.
التاريخ : 2015/08/26