موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: حوار مع تلفزيون ZDF الألماني
سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف)حوار مع تلفزيون ZDF الألماني
((إنَّ جميع القادة الدينيين يطالبون بالحل السلمي للنقاش النووي الإيراني))
هذا ما أكده لسماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي في حوار مع تلفزيون ZDF الألماني كما قال:
(( انَّ تأسيس منظمة الأمم المتحدة، وتدوين بيان حقوق الإنسان و إقامة المحاكمات لإدانة مجرمي الحرب من المؤشرات لظهور الإمام المهدي(عج) )).
وحول النقاش النووي الإيراني أكّد سماحته بأنه يجب أن لا تتضرَّر الشعوب في مثل هذه القضايا مضيفاً: (( انّني وجميع القادة الدينيّين نطالب بالحلول السلميّة لهذا الحوار؛ لأن قادة الدّين يطالبون دائماً بالتعايش السلمي لجميع بني البشر، وانا آمل ان يتحقق مثل هذا الأمل ونعيش مع بعضنا البعض ويسودنا الأمن والسلام)).
أشاد سماحته بموقف الاسلام من تحريم استخدام الأسلحة النوويّة للاغراض الحربيّة وأضاف قائلاً:
(( حتى لو إستخدم الاخرون السّلاح النووي ضد مناؤيهم وأضرّوا بها النباتات والأحياء، فانه لا يحقُّ لنا أن نقابلهم بالمثل، لأنَّ الظلم لا يُدفع بالظلم، وينطبق هذا على موقف الجمهورية اللإسلامية، حيث رفضت إستخدام القنابل الكيمياويّة في الحرب العراقية الإيرانية رغم إستخدام العراق لها في حربه معها)).
أجاب سماحة الفقيه الجليل الصانعي عن سؤال وجِّه اليه حول علاقة الدين بالديموقراطية في الاسلام قائلاً:
(( إن الديموقراطيّة في الإسلام هي أسمى من الديموقراطيّة الّتي يدّعيها الغرب؛ لأن الديمقراطيّة في الإسلام لا تسمح بضياع أيِّ حق، فهي تعتبر المسؤول في الحكومة هو من انتخبه الشعب وعليه أن يقوم بأداء وظائفه بحيث يرضى عنه الناس ويكسبهم حبه وهذا الحب تجاه مسؤولي الحكومة هو أساس الديموقراطيّة في الاسلام ولا نجد لها أثراً في الديموقراطيّة الغربيّة)).
أضاف سماحته بأنه من الممكن أن يتحقّق مثل هذا النموذج من الديموقراطيّة بقوله: (( انَّ تحقّق مثل هذا النموذج يتوقّف على كيفيّة معاملة أصحاب السلطة للناس، فعلى هؤلاء أن يعوا بأنَّ الديموقراطيّة لا تسمح لأيِّ أحد أن يقود الناس حسب ما يحلو له ويطيب، كما وأنّه لا يحقُّ لهم أن يسلبوا حريّة وإختيار أي أحد دون اللّجوء الى القانون)).
وأضاف سماحته: (( أنَّ أبرز مثال لتحقّق هذا النموذج في عصرنا الحاضر، هو الامام الخميني(سلام الله عليه) حيث إستقبله ملايين الإيرانيين عند عودته الى البلد، رغم أنَّ الحرب حدثت في زمان حياته وراح ضحيّتها البعض، وتضرّرت بها العوائل المفجوعة مع ذلك فعندما توفّيَ شاركَ في تشييعه ضعف من إستقبله، وهذا يمثل أعلى درجات الحب والولاء الّذي كنّه الشعب الإيراني لقائده مؤسّس الحكومة الاسلامية، تلك الحكومة الّتي اُسِّست وبُنيت جميع أركانها على قاعدة رغبة وآراء الشعب)).
وأضاف كذلك: (( انَّ شعبنا بذل الكثير من الأموال والتضحيات لأجل أن يحصل على الحريّة، وقد تضرّر عدد كبير للوصول الى هذا الهدف، لذا يجب السّعي الجاد للحفاظ على هذه الحريّة وجعلها تسير نحو الكمال)).
أجاب سماحة آية الله الصانعي عن اسئلة اخرى وجَّهها اليه تلفزيون ZDF الألماني في لقائه معه وكذلك تلفزيون "ARTE" (المشترك بين ألمانيا وفرنسا) حيث كانت اسئلتهم تدور حول موضوع الامام المهدي (عج) فكان جوابه حول علائم ظهور الامام (عج) كاللآتي:
(( انَّ ما ذكرته الروايات وايّده العقل حول علائم ظهور الحجة (عج) روحي وأرواح العالمين له الفداء هي تلك العلائم التي تحقّقت أو ستتحقَّق وعلى هذا الأساس فهناك دلائل تؤيِِّد ظهوره (عج) )).
وبيّن سماحته بأن الروايات الخاصّة بالظهور تؤيّد بأنَّ العالم يتوحد، وأن جميع الناس يطمحون لتحقيق هدف واحد وقانون واحد وحكومة واحدة مضيفاً:
(( أنَّ تأسيس منظمة الامم المتحدة وتدوين بيان حقوق الانسان الذي أيّدته وصادقت عليه جميع الحكومات والذي يعدُّ أوّل عمل جماعي عالمي، إضافة الى تأسيس المحاكمات لإدانة مجرمي الحرب من أصحاب السلطة جميعها مؤشرات لحركة البشرية في مسير تحقيق العدالة وانشادها)).
كما واعتبر سماحته تطور العلم في عصرنا الحاضر هو أيضاً من الدلائل على ظهور الامام (عج) قائلاً: (( إن شعوب العالم تسعى اليوم للسير نحو كسب القيم الحقيقية كالعدالة، والحريّة، وحقوق الانسان، ونحن نعيش في عصر يدين فيه الجميع الظلم ويستنكر أعمال العنف والإرهاب والإرهابيين)).
أضاف سماحته: (( ما قيل عنه (عج) انه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً معناه أن هناك من سيمهد الأرضية للعدالة قبل ظهوره، وبظهوره تكمل العدالة وأنه سيجلب معه السلام للعالم، وتعمّ العدالة في زمانه بحيث لا يمكن لأيِّ أحد مهما كان عنوانه ونفوذه من أن يظلم ويستبد، وهذا يستلزم اقدامه على قتل الكثير، هو ليس إلاّ إفتراء على الإسلام)).
وفي ختام حديثه أجاب عن سؤال وجَّه اليه في خصوص استغلال بعض الحركات السياسية لمقدسات الشعب قال: (( لا يَحقُّ لأي جهة ولأيِّ سلطة أن تستخدم الدين كوسيلة لتحقيق أغراضها)).
21/02/2006 التاريخ : 1991/05/11 تصفّح: 10073