موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مع السید وارطان داودیان أحد زعماء المسیحیین في ایران
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ يوسف الصانعي (دام ظله الشريف)مع السید وارطان داودیان أحد زعماء المسیحیین في ایران
التعایش السلمي أساس الاسلام و مبناه ، والانسانیة تعني الانس بالآخرین و التعایش معهم بسلم.
هذا ما أورده سماحة آیة الله الصانعي في لقائه وارطان داودیان ، مضیفاً: انَّ الاسلام في أحد معانیه هو أن یسلم الناس من أذی بعضهم الآخر ، و المسلم هو الذي یأخذ بنظر الاعتبار راحة الناس وسلامتهم وأن یأمن الآخرون من لسانه و یده.
مع بیانه اتّحاد معنی الحسن و والقبح لدی الأدیان الإ لهیة و أنه لا اختلاف بینها في هذا المجال و ما یوجد من اختلاف جزئي قال: المساوئ واحدة من وجهة نظر البشر ، ولا اختلاف هنا بین الاسلام و المسیحیة و باقي الأدیان ، و إذا کان هناك شجار فهو حصیلة ما حاکه أصحاب السلطة و المجرمون و سوء استخدام للسلطة.
کما أضاف سماحته: نحن نقبّح الکذب و الظلم و إیذاء الجار، وهذا ما علیه باقي الأدیان کذلك ، و نحسّن الاستفتاءات العامّة و احترام حقوق الشعوب ، وباقي الأدیان تذهب إلی هذا کذلك.
في قسم آخر من خطابه تعرّض إلی ما أشار إلیه وارطان داودیان فیما یخصُّ الشوؤن الحقوقیة و القانونیّة لأهل الکتاب و بخاصة الأرمن في الجمهوریة الاسلامیة وقال: رغم أن الدستور في الجمهوریة الاسلامیة کتب في ظروف خاصّة و قد تتغیّر بعض مواده بمرور الزمان إلاّ أنّه یتضمّن مبادئ ثابتة لا تتغیر و تلبّي جمیع المتطلبات.
و مع اشارته إلی أن ملاك المصادقة علی أي قانون في الجمهوریة الاسلامیة هو تطابقه مع الموازین الشرعیة قال: الموازین الشرعیة تختلف عن الرأي الشخصي لفرد أو فردین بل هي تعني التطابق و الانسجام مع مناهج کبار علماء الدین ، و أنا اشکر الله أني سلکت طریقاً لا یضیع فیه حق أي شخص.
ثمَّ تعرّض سماحته إلی فتاوی بعض الفقهاء في خصوص أهل الکتاب حول الارث والدیة و القصاص و قال: لا أني أعتقد بارث المسلم من غير المسملم فحسب بل غیر المسلم کذلك یرث من المسلم، والذي لا یرث من المسلم هو الکافر المعاند.
وأوضح فضیلته معنی الکافر و أنه الذي یعلم بحقانیّة الاسلام لکنه یعادي المسلمین في المجالات السیاسیة و الامنیة والثقافیة والاقتصادیة وقال: العقل لا یسمح بأن یرث هکذا شخص من المسلم ، وهو ما أشار إلیه الشیخ الصدوق ، إذ قال : لایرث الکافر لأجل ظلمه ، وهو یماثل الذي یقتل والده ، و موارده قلیلة بالطبع.
و أضاف آیة الله الصانعي : مجمل غیر المسلمین من الأقلیات الدینیة وغیر الدینیة یرثون من المسلمین وفقاً لقوانین الارث و آیاتة ، وهذا ممّا یمکن سنُّ القوانین وفقه.
في قسم آخر من الخطاب بیّن هذا الفقیه المجدّد وجهة نظره في مجال الحقوق و أنّه لا یری دوراً للعرق و القومیة والدین و الجغرافیا في الحقوق و قال: فلسفة القصاص وفقاً لما جاء في القرآن مخاطباً العقول و أصحاب الدرایة هي الحیاة (ولکم في القصاص حیاة یا اولي الالباب) و اعتقد أن الجمیع سواسیة في هذا الحکم ، سواء کانوا مسلمین أو غیر مسلمین، نساءً أو رجالاً.
وأضاف قائلاً: لا تختلف دیة المسلم عن دیة غیر المسلم ، والجنسیة الاسلامیة أو غیر الاسلامیه لا تؤثر في الدیة، واعتبار الجنسیة الاسلامیة ملاکاً في هذا المحال أعدّه ممّا لا ینسجم مع الاسلام.
مع إعرابه عن السرور تجاه توجُّه المقنِّنین و نخبة المجتمع لآرائه الفقهیة قال: برأیي في موارد من هذا القبیل لا توجد مشکلة من قبل الاسلام و المشکلة في ذات القوانین ، کما انه لا مشکلة من حیث الدستور، لانه یامر بتوفیق القوانین مع الاسلام، وهي کذلک، ومن جانب الاسلام لا توجد مشلکة کذلك ، لانّا عرفناه بالنحو الذي نطرحه ، و معرفتنا لیست شعاراً بل عن استدلال و عقلانیة ووفقا ًللمناهج الدارجة في الحوزة و في فقه صاحب (الجواهر ) والشیخ الأنصاري ، والتي أکّد علیها الامام الخمیني و اعتمدتها الحوزة حتی الآن.
وفي نهایة خطابه أشار فضیلة الشیخ إلی ضرورة احترام الاعتقاد الذي یحصل عن طریق الاستدلال و قال: لا دور لإهانة الانسان في قاموس القرآن و قاموس الائمّة (ع) وقد صرّح القرآن بقوله:(وقولوا للناس حسناً) وقد فرضت عقوبات و تعزیرات علی الذي یهین شخصاً حتی لو کان غیر مسلم فضلاً عن إهانة الادیان الإلهیة. التاريخ : 2006/01/14 تصفّح: 11997