موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مع ممثل منظمة الإعمار التابعة للاُمم المتحدة
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف)مع ممثل منظمة الإعمار التابعة للاُمم المتحدة
في هذا اللقاء أكَّد فضيلة الشيخ الصانعي: على ضرروة التنسيق بين المنظمات التي تهتم بشأن الدفاع عن حقوق البشر وبين علماء الدين لغرض إحقاق حقوق البشر وقال: «من المسلَّم به أن هناك بوناً شاسعاً بين الذي يتبرّع بالعمل لأجل تطعيم الأطفال ضد الأمراض والأوبئة وبين الذي يُيتِّم أطفالاً، فأحدهم في قمة الانسانية والآخر في حضيض الحيوانية. على المنظمات التي تُعنى بالدفاع عن حقوق البشر أن تسعى لضمِّ أفكار علماء ومتنوّري المجتمعات البشرية، وفي هذا المجال يحظى التنسيق مع علماء الدين بأهمية خاصة».
كما أضاف سماحته في لقائه السيد (كنوت او ستبي) ممثل منظمة الإعمار التابعة للاُمم المتحدة: «العناوين التي تحملها المنظمات الدولية كمنظمة العفو الدولي وحقوق البشر عناوين قيِّمة، وقد قدمت الكثير في مجال عملهم، وقد سمّى القرآن أعمالهم (الإحسان إلى الآخرين) وعلى كلِّ حال نتمنَّى لها الموفقية».
كما قال آية اللّه العظمى الشيخ الصانعي: «مبدئياً كل خطوة تُخطى لأجل إرضاء الوجدان البشري وبلوغ الكمال تعدُّ في سبيل اللّه، واللّه يعين من يخطو مثل هذه الخطوات».
وفي قسم آخر من هذا اللقاء خاطب الشيخ ممثل المنظمة قائلاً: «وجود منظمات دولية متنوّعة يكشف عن توجُّه البشرية نحو الوحدة والإنسجام، ونعتقد أن البشرية ستتَّحد يوماً ما، وهو يوم يظهر فيه امام الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وعيسى المسيح(عليه السلام)».
كما أضاف: «لا أريد اليوم تأييد ممارسات هذه المنظمات بنحو قاطع وبنسبة مائة بالمائة بل أعتقد ان تشكليها والعناوين التي تحملها تكشف عن توجُّه بشري نحو الوحدة والانسجام».
ثمّ أشار هذا الفقيه الجليل إلى النشاطات الحاصلة في مجال حقوق البشر وبخاصة حقوق النساء وقال: «ممّا ينبغي الاهتمام به بنحو خاص واستثنائي هو حقوق النساء; لأنهن يشكلن قسماً كبيراً من البشرية، والقرآن الذي يعتبر دستور المسلمين كرّر الأمر بالمعروف تجاه النساء اثنى عشر مرة، وحذّر الجميع من ظلم النساء».
وأضاف: «أعتقد أن ماحصل من تضييع لحقوق النساء حتى الآن كان لسببين أساسيين، أحدهما: العنصر التاريخي والجرائم التي ارتكبت بحقهن تحت عنوان سيادة الرجل، وثانيها: العنصر السياسي الذي أثَّر في بعض الأدوار والاوقات من تاريخ المسلمين».
وفي قسم آخر من هذا اللقاء أشار آية اللّه العظمى إلى وجود طائفتين من البشر، إحداهما تتجَّه نحو القمة في الانسانية، والاخرى تتجَّه نحو الحضيض في الرذالة وقال: «عالم اليوم يشهد هذين الطائفتين من البشر، إحدهما تبذل مافي وسعها وتستثمر أوقاتها لخدمة البشرية والمحرومين، وطائفة اخرى لاتتجاوز طبيعتها الانسانية فحسب بل تكتسب طبيعة وحشية أو أدنى منها، ومثالها: الارهابيون الذين يهلكون انفسهم ويسببون بقتل الكثير من البشر».
ثمّ أشار إلى الحوادث المؤلمة في العراق وأعرب عن اسفه الشديد تجاه التفجيرات الأخيرة وقال: «تلاحظون اليوم لايوجد امان في العراق حتى في المسجد، ولا أمان في السوق والشارع والجامعة، والناس يشعرون بالخطر، والمؤسف أكثر أن هذه الأعمال تنجز باسم الإسلام».
كما أضاف فضيلته: «من المسلّم به أن هناك بوناً شاسعاً بين الذي يتبرّع بالعمل لأجل تطعيم الأطفال ضد الأمراض والأوبئة وبين الذي يُيتِّم أطفالاً، فأحدهم في قمة الانسانية والآخر في حضيض الحيوانية، لكني مطمئن من أن الارهاب سينتهي يوماً، وستتَّحد البشرية وتتعايش بسلام».
يُذكر أن السيد (كنوت اوستبي) ممثل منظمة الأعمال كان قد أعرب في بداية اللقاء عن فرحه من اللقاء بآية اللّه العظمى الصانعي، مطالباً إيّاه إفادته بآرائه وإرشاداته للمضي قدماً في قضايا يا حقوق البشر . التاريخ : 2007/04/10 تصفّح: 12131