موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مع أعضاء منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله العالي)مع أعضاء منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية
«لم يجعل اللّه قيّماً على الناس في الاُمور السياسية، والطاعة المطلقة تخصُّ ذاته تعالى والنبي المكرَّم والائمة المعصومين من أهل العصمة».
في لقاء سماحته أعضاء الشورى المركزية لمنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية قال سماحة آية اللّه العظمى الصانعي: «علينا السعي لإفهام الجميع بأنَّ اللّه لم يجعل قيّماً على الناس في الاُمور السياسية، بل جعلهم يحددون مصيرهم بأنفسهم، ونبي الإسلام المكرَّم والائمة المعصومين(عليهم السلام) هم الوحيدون الذين علينا إطاعتهم دون ترديد; لأنَّهم مدعومون بالعصمة، مضافاً إلى أنَّهم في القضايا السياسية والإجتماعية لاينطقون عن الهوى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحي يوحى)».
وضمن اشارته إلى موضوع طاعة اولي الأمر ومدى شمول الخطاب لأولي الأمر قال: «في الدورة الثانية من مجلس الشورى قال البعض بأنَّ عنوان اولو الأمر يشمل العلماء والإمام الخميني(سلام اللّه عليه) لكن الإمام بعث آنذاك رسالة أكَّد فيها على وجود روايات في هذا الخصوص حدَّدت هذا العنوان بالمعصومين ولا يدخل علماء الإسلام وفقهاؤه العظام في هذا العنوان فضلاً عن أمثالي».
وتعرَّض فضيلته إلى الانتخابات القادمة لمجلس الشورى والقلق الذي تشعر به الاحزاب والفرقاء في خصوص تأييد أو رفض صلاحية بعض أعضائها وقال: «علينا جميعاً السعي قدر الإمكان لإقامة انتخابات حرة ونزيهة تعتمد مبادىء الإمام الخميني (سلام اللّه عليه) وإذا اعتبرنا آراءه هي الأساس والمحور ـ وهو مانصبو إليه ـ فعلينا إدارة الانتخابات بالنحو الذي كانت عليه عهد الامام».
وقال سماحته: «لاينبغي للإنسان أن ييأس من التذكير أبداً ; لأنَّ اليأس من الذنوب الكبيرة» وأضاف: «السلطة غير دائمة لأحد، والتذكير ببعض الأمور يعدُّ من الوظائف، والقيام بالوظيفة انتصار، كما يقول امام الاُمة (سلام اللّه عليه )».
وأضاف هذا المرجع: «لا تخشوا الإهانات، فإنَّها عملة مزيّفة، وهي تعود إلى صاحبها».
وقال أيضاً: «الإهانة خبث، ولا يمكن محاربة الخبث، ولا أصالة لذي النفس الخبيثة، ولا جذور له، لم تستطع الثورة بعد سبعة وعشرين عاماً أن يغيّره! إنَّ خبث هؤلاء باطني».
كما أشار تلميذ الإمام المبَّرز إلى الدور الحاسم للامام الخميني في إحياء الإسلام بعد مضي أربعة عشر قرناً من عصر الأئمة(عليهم السلام) وقال: «ببركة الإمام وافكاره النيّرة أصبح الناس اليوم وبخاصة الشباب من مؤيدي الإسلام، لكن الإسلام الصحيح لا اسلام اولئك الذين يسعون إلى الجاه والمقام».
وفي قسم آخر من لقائه حذَّر من خطورة تحريف تاريخ الثورة وقال: «كان ولا زال التاريخ عرضة للتحريف، والقرآن هو الشيء الوحيد الذي لم يحرَّف. وجميع الأمور، ومنها التاريخ، قد حرِّفت، والتحريف يهدِّد حتى تاريخ الثورة».
واستمرَّ هذا المرجع الجليل في الكلام ممجّداً خطوة الشيخ الرفسنجاني في تدوين حوادث الثورة قائلاً: «مايقوم به آية اللّه الرفسنجاني يعدُّ حركة جيدة، فإنَّه عمل جميل وقيِّم، وحفظ تاريخ الثورة من وظائفكم أيضاً، لذلك اوصيكم بكتابة المعاناة التي مررتم بها في سجون الشاه، واكتبوا سيرة حياتكم وأعمالكم بعد انتصار الثورة وبعد تصدّركم الأحداث وتولّيكم المسؤوليات، لكي لاتحرَّف الحوادث التاريخية ولا تكون الثورة عرضة للشبهات لا سمح اللّه».
وأضاف: «إنَّ عملكم هذا سيثمر في الخمسين أو المائة عام المقبلة».
ثم أشار فضيلة الشيخ إلى ميول أصحاب السلطة لتنمية سلطتهم وتوسعتها أكثر وقال: «خصوصية السلطة هي أنّها عادة عندما تحصل لبعض الأفراد يسعون لحصرها بأيديهم، والأسوء في هذا أنهم يصادرون خدمات الآخرين ويوظّفونها لصالحهم، وهذا يعني أنهم لا يرتضون أيّ شيء للآخرين، ويرون الأشياء جميعها خاصة بهم».
ثم ذكَّر قائلاً: «لنتذكر دائماً أنَّا لانملك شيئاً، وكل ما حصلنا عليه هو بمشيئة اللّه وألطاف الائمة(عليهم السلام)وهمَّة الشعب، وهذا ماكان يردده الإمام الخميني(سلام اللّه عليه). وعلى أصحاب السلطة أن يرتضوا السلطة للآخرين كذلك، وأن يستعدّوا للتفوّه بأن للآخرين خدمات. بل الإسلام والعقل وعلو الشأن والديمقراطية تقتضي تمجيد الآخرين وتكريمهم لأجل خدماتهم».
وأ ضاف: «ينبغي تحكيم الثقافة التي انعكست في هذه الآيه الكريمة: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاِِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاِْيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا)».
كما حذّر سماحته من أخطار السعي لحصر السلطة وقال: «لا تتركوا الأمور تبلغ مستوى يرتقي فيه المناصب اولئك الذين لم يكونوا مع الثورة بل كانوا معارضين للامام ويترك أبناء الثورة إلى جانب، ولا تتركوا الامور ـ لا سمح اللّه ـ تبلغ مستوى يرتقي فيه الالاف المؤلفة من المناصب اولئك الذين ما كان لهم دور عهد الإمام ولم يمنحهم الإمام أقل دور في النظام». التاريخ : 2007/10/10 تصفّح: 11872