|
الدليل الثاني
إنّ أبان بن عثمان البجلي لم يكن من المنتمين إلى الناووسيّـة، وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكّد هذه الحقيقة، ويمكن بيان تلك الشواهد على النحو الآتي: الشاهد الأوّل: إنّ الناووسي هو الذي لا يقول بوفاة الإمام الصادق (ع)، وإنّما يراه غائباً عن الأنظار، وأنّه هو القائم المنتظر، وأنّه سيظهر. ومن هنا فإنّ الناووسي لا يعتقد بإمامة الكاظم (ع)، ولا يروي عنه. في حين أنّ صاحب كتاب “رجال النجاشي”،[1] و”فهرست الشيخ”،[2] قد اعتبراه من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم (ص). الشاهد الثاني: الروايات الكثيرة التي يرويها أبان بن عثمان عن الإمام الكاظم (ع)، ولم يفرّق أحد بين روايته عن الإمام الصادق (ع) وبين روايته عن الإمام الكاظم (ع). الشاهد الثالث: روايته التي يقول فيها: “إنّ الأئمّة إثنى عشر...”،[3] ولم يرو عن أيّ من أتباع الناووسيّـة مثل هذا المضمون. والخلاصة: أنّه بالالتفات إلى هذه الشواهد، لا تكون نسبة الناووسيّـة إلى أبان بن عثمان صحيحة، وتكون الرواية المتقدّمة[4] عنه صحيحة، وإنّ وجود أبان في الصحيحتين الآتيتين ـ بالالتفات إلى ما تقدّم ـ لا يضرّ بصحّة الحديث. 2 ـ صحيحة عبيد بن زرارة، وفضل بن أبي العبّاس، قالا: قلنا لأبي عبدالله (ع): ما تقول في رجل تزوّج امرأة، ثمّ مات عنها وقد فرض الصداق؟ قال (ع): “لها نصف الصداق وترثه من كلّ شيء، وإن ماتت فهو كذلك”.[5] ------------ [1]. رجال النجاشي 13، رقم: 8. [2]. الفهرست 59، رقم: 62. [3]. راجع: الخصال: 521، الحديث: 43. [4]. في صفحة سابقة. [5]. وسائل الشيعة 21: 329، الباب: 58، الحديث: 9.
|