Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مكتبة عامة
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: ترجمة المؤلّف / مولده ونشأته العلميّة وأساتذته

ترجمة المؤلّف / مولده ونشأته العلميّة وأساتذته

على الرغم من توفّر كتب تراجم الأعلام والأفاضل الأماجد للطائفة الإماميّة، سيّما الرجال في المائة الأخيرة، لكن بعض الأعلام لم يعط له العناية التي يستحقّها، كأمثال السيّد صاحب العروة؛ فلذا لم تتّضح بعض زوايا حياته من خلال تلک الكتب، على الرغم من عظم شأنه وعلوّ مقامه، ولم يصل إلينا من تطوّرات حياته ونشأته العلميّة ونموّه الفكري إلّا الكلّيّات التي نقلها وأثبتها معاصريه، ولذلک نشير إلى بعض الجوانب من حياته السعيدة ونظهر التأسّف من التأريخ ونرجو ألّا يعيد هذا الجفاء في حقّ أحد من أعلام الشيعة الإماميّة الذين جاسوا خلال تلک الديار وأمعنوا الفكر والنظر وأطبقوا فقه آل محمّد9 على كلّ زمان وأجابوا عن الشبهات في كلّ عصر سيّما في هذا العصر؛ لأنّا نرى فيه هجوم الكفر كلّه على الإسلام كلّه.

ولد في السنة السابعة والأربعين بعد الألف والمائتين (1247) من الهجرة النبويّة ـ على هاجرها آلاف التحيّة ـ مولود مبارک سمّاه أبوه السيّد عبدالعظيم بمحمّد كاظم. طلع هذا البدر الزاهر في قرية «كسنو» من قرى يزد (على مسافة ثلاثين ميلا منها) في بيت من بيوت السادة الحسنيّة. وكسنو ـ على ما يظهر من أعيان الشيعة[1] ـ اسم بنت يزدجرد ـ آخر سلاطين الفرس ـ وكانت القرية لها

فسمّيت باسمها.

نشأ على العمل في الزراعة مع أبيه ثمّ عزم على طلب العلم على الكبر.

قد روي عن مولانا كشّاف الحقائق أبي عبدالله الإمام الصادق :أنّه قال:

«إذا أراد الله بعبدٍ خيرآ فقّهه في الدين».[2]

وحيث أراد الله تعالى بالسيّد خيرآ أخذ بناصيته وأورده مورد العلم ففاز على أقرانه.

لازال يتلالأ في وجهه السماحة والفضيلة وكرم السيرة حتّى ظهر باشتغاله 1بتحصيل العلم، وهذا بعناية من الله تعالى وتحريض واشتياق من والديه ـ رحمهما الله ـ ؛ لأنّهما أحبّا أنيرى ولدهما في زيّ أهل العلم سالكآ منهج أجداده الطاهرين، وكما كان فيهم من العلماء الربّانيّين والسادة المتّقين فكذلک يكون الخلف لهم مثلَه.

ابتدأ السيّد؛ بالتحصيل في مدرسة «دومنار» التي هي أشهر المدارس العلميّة في عصره في مدينة يزد.

وشرع بالأخذ من الأساتذة من أصبح قبسآ منيرآ في سماء العلم والفقاهة بعد حين وورد في البحث عن الكلمة والكلام من صار كلمةً باقيةً مدى الدهر، وفي تلک المدينة الحارّة تمّت عواطفه ورشدت فطنته والتهب ذكاؤه، فكذلک التربة الخصبة تنبت الزنبقة (وَآلْبَلَدُ آلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ).[3]

لا شکّ أنّ نفسآ كنفس السيّد محمّد كاظم الظمآن إلى رشف كأس العلم والحكمة والأصول والفقه والدراية لاتقنع بأساتذة قليلين، وظنّنا أنّه ؛ أدرک في عصره من أهل مصره كثيرآ من الشيوخ وذوي العلوم، كالملّا إبراهيم الأردكاني وزين العابدين العقدائى.

وبعد إتمام المقدّمات عندهما أخذ في تعلّم المتوسّطات وتلمّذ في الفقه والأصول على أستاذه الملّا هاديّ اليزدي؛[4] ، ولمّا رأى شيخه ما فيه من الاستعداد والاهتمام والجهد في تحصيل العلوم والمعارف قرّبه إليه وأدناه من نفسه وأشار إليه بالإفادة والتعليم. ولذا بأمره بدأ بالتدريس.

ثمّ سافر إلى الأرض الأقدس وجاور الإمام الثامن السلطان أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا المرتضى ـ عليه آلاف التحيّة والثناء ـ مدّة قليلة، وفي هذه المدّة تعلّم علوم الحساب والهيئة وأصبح من أساتذة هذه الفنون.

ثمّ سار به يد المقدّرات إلى إصفهان، فسلک مسلكه الذي عوّد نفسه عليه من الاستضاءة من كلّ مشكاة علم والإفادة على كلّ طالب فقه. فدخل مدرسة الصدر وصدّر تلمّذه على الشيخ العلّا مة محمّد باقر النجفي، نجل الشيخ محمّد تقي صاحب هداية المسترشدين[5] ، وآية الله السيّد محمّد باقر

الموسوي الخوانساري[6] ، وأخيه الآية السيّد هاشم الخوانساري[7] ، وآية الله محمّد جعفر الآبادهئي[8]

وغيرهم.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ أعيان الشيعة :10 .43

[2] ـ الكافي :1 32، باب صفة العلم وفضله...، الحديث .3

[3] ـ الأعراف :7 .58

[4] ـ أعيان الشيعة :14

[5] ـ هو الشيخ محمّد باقر بن الشيخ محمّد تقي صاحب حاشية المعالم المعروفة، ولد سنة 1234 ه . ق وتوفّي سنة 1301 ه . ق في شهر صفر،وأبو الشيخ محمّد تقي تزوّج ببنت الشيخ جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء، فكاشف الغطاء يكون جدّه من أمّه، أخذ هو عن صاحبالجواهر وشيخ مشايخنا المرتضى؛، ثمّ عاد إلى إصفهان، فرأس بها زعامة عامّة، حتّى أقام فيها الحدود والتعزيرات وأجرى فيه القصاص،فلميبق معه شأن لولاة إصفهان، وقد قصده طلّا ب الفقه من كلّ صوب وتخرّجوا به، منهم السيّد صاحب العروة. (أعيان الشيعة: :13 439).

[6] ـ هو السيّد محمّد باقر بن الميرزا زين العابدين بن أبي جعفر الخوانساري الإصفهاني صاحب روضات الجنّات، توفّي سنة 1313 ه . ق.(أعيان الشيعة :13 )440

[7] ـ أعيان الشيعة :14 .348

[8] ـ فاضل فقيه معاصر لصاحب الروضات، له تلخيص كتاب تحفة الأنوار للسيّد محمّد باقر الرشتي. (أعيان الشيعة :13 )465

العنوان اللاحق العنوان السابق




جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org