Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: انعكاسات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: نصير المرأة الأول في إيران
سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام الله ظله) نصير المرأة الأول في إيران
تلميذ الخميني يؤيد مساواة النساء بالرجال ويدعو لمواكبة العصر
من مقره المتواضع، اصدر آية الله العظمى يوسف صانعي، فتاوى مدهشة حول أكثر القضايا إثارة للجدل والمتعلقة بالمرأة.
وهو يجلس على فراش رقيق، تحت مروحة سقفية تصارع الحرارة الصحراوية، ادان هذا الفقيه البالغ 63 عاما أي تمييز بين البشر يقوم على الجنس والعرق والدين.
وأعلن ان من حق المرأة ان تتقلد جميع المناصب، بما فيها منصب الرئيس وولاية القضاء، وهي مناصب حرمت منها النساء منذ عام 1979م .
وقال ان عمليات تغيير الجنس جائزة في ظروف معينة، وان الإجهاض غير محرم به في حالة تعرض صحة الأم للخطر ووجود تشوهات خلقية في الجنين.
ولكن ما أثار الجدل القوي هو حكمه بان الدية يجب ان تكون متساوية بالنسبة للنساء والرجال، على الرغم من ان السائد حاليا هو ان دية المرأة وغير المسلم تساوي نصف دية الرجل المسلم.
ويقول صانعي الدية هي ثمن حياة الإنسان، وجوهر الحياة يتمثل في الروح، والروح التي أعطاها الله للمرأة ليست اقل درجة من تلك التي أعطاها للرجل.
وهذه واحدة من القضايا الأكثر إحراجا التي تواجه إيران الحديثة، فثورة عام 1979 أوجدت جيلا جديدا من النساء، متعلما ويحصل على دخول عالية وذا وعي سياسي متقدم، ويحاول النظام المحافظ حاليا التعامل مع مطالب هذا الجيل الذي وجد نتيجة لسياساته.
وبينما يحاول المصلحون السياسيون الإيرانيون إدخال مزيد من الانفتاح على هذا النظام، فانهم مضطرون إلى اعطاء إصلاحاتهم غطاء دينيا يستمدونه من الأحكام التي يصدرها علماء مثل آية الله صانعي الذي يعتبر أكثر رجال الدين ليبرالية بإيران اليوم.
والواقع ان قضايا النساء تدخل في عمق الصراع الدائر بين الإصلاحيين والمحافظين الذين يتمتعون بأغلب السلطات ويحاولون المحافظة عليها من خلال تفسير ضيق للشريعة الإسلامية.
بعد عام 1979م، صار كثير من الآباء يرسلون بناتهم إلى المدارس والجامعات في حماية الدولة الإسلامية ورعايتها، هؤلاء الفتيات صرن نساء حاليا. وقد التحقت بالوظائف العامة نهاية العام الدراسي الحالي 57 في المائة من النساء من خريجات الجامعات ومئات الآلاف من النساء المتعلمات.
وقال صانعي في مقابلة أجريت معه أخيرا، لن يمر وقت طويل حتى تشغل النساء أهم الوظائف وأكثرها ارتباطا بإصدار القرارات، ولا يمكننا الإصرار على ان قوانين الماضي صالحة لكل زمان ومكان.
بدأ صانعي دراساته الدينية في التاسعة من عمره وتلقى العلم على أيدي أشهر العلماء، ثم أصبح مقربا لآية الله الخميني، عندما بلغ 25 عاما، إذ التحق حينها بحركة الكفاح ضد الشاه. ويتحدث صانعي بفخر شديد عن علاقته بالخميني، ويعلق على احد جدران غرفته عبارة للخميني يقول فيها ˜لقد ربيت آية الله صانعي كما اربي ابني.
والواقع ان صانعي كان في يوم من الأيام جزءا هاما من المؤسسة الدينية ومن الثورة. فقد كان ضمن أعضاء مجلس الأوصياء الـ 12 الذين صاغوا الدستور، ثم عين مدعيا عاما، وكان ضمن اللجنة التي صاغت القوانين المستندة إلى الشريعة الإسلامية.
هذه القوانين، السائدة حتى الآن، تسمح للرجل بان تكون له 4 زوجات، وتعطيه حق الطلاق من دون قيد او شرط، بالإضافة إلى أنها تعتبر ان شهادة المرأة وحقها في الميراث يعادلان نصف ما للرجل.
وقد فرضت السلطات منذ انتصار الثورة الحجاب على المرأة، وحددت 74 جلدة للمخالفات. وقد اعتبرت الألوان الزاهية لسنوات عديدة غير ملائمة للمرأة وطولبت الموظفات بارتداء عباءة فضفاضة تسمى الشادور.
ومنذ اعتزاله الحكومة عام 1984م، وجه صانعي كل جهوده للبرهان على ان حقوق الرجل والمرأة متساوية في القرآن وعبر أيضاً عن آراء ليبرالية حول مختلف القضايا، وخاصة منذ تولي محمد خاتمي الرئاسة. وهو يقول ˜في تلك الأيام لم أكن اشعر بآلام الناس، ولكنني الآن أعيش وسط الناس واشعر بالضغوط.
وقد اكتسبت آراؤه أهمية خاصة بالنسبة للإصلاحيين. وقالت امرأة علمانية عنه ما يميزه عن رجال الدين الآخرين هو رغبته وشجاعته في الإدلاء بأحكام تخالف احكام المحافظين السائدة.
التقت فاطمة راقي، رئيسة الهيئة البرلمانية النسوية، بصانعي وبعض رجال الدين الآخرين، لضمان دعمهم لبعض التعديلات المقترحة على القوانين التي تميز ضد النساء. واغلب هذه القوانين مستمدة من الشريعة ولا يمكن تغييرها بدون سند ديني قوي.
تقول السيدة فاطمة راقي هناك قوانين تقلل من قيمة النساء ويجب تغييرها لتناسب العصر الحديث وكثير من القوانين لا يمكن تطبيقها لأنها أصبحت لا تناسب العصر
فنحن لا نقطع يد السارق في نظامنا الحالي.
ولكن مقاومة المحافظين ظلت تتسم بالتشدد، خاصة في ما يتعلق بقضايا المرأة.
وقد أجاز البرلمان الإصلاحي ثلاثة قوانين خاصة بالمرأة، العام الماضي.
يسمح احد هذه القوانين للنساء بالدراسة في الخارج من دون مرافقة احد المحارم، ولكن قوانين أخرى تهدف إلى رفع سن الزواج من 9 إلى 13 عاما وإعطاء النساء مزيدا من السلطات وجدت مقاومة لم تسمح باجازتها، وخاصة من مجلس الأوصياء، وهو مجلس ديني يحدد ما إذا كان مشروع القانون المقترح يتماشى مع الشريعة أم لا.
أحكام صانعي هي التي ساعدت على إجازة قانون الدراسة للنساء.
ولكن التغيير بطيء بصورة عامة بالنسبة للقضايا النسوية. ويعتبر الحجاب مثالا على ذلك. وفي العام الماضي تحدت ثلاث نساء من الجناح الإصلاحي النظام القائم وظهرن في البرلمان من دون الشادور واكتفين فقط بأغطية الرأس. وقد حاول بعض النواب طردهن من البرلمان ولكن النسوة انتصرن وبعد أشهر قليلة واستجابة للضغوط النسوية، سمحت وزارة التعليم للفتيات بارتداء ملابس ذات ألوان زاهية مثل الأصفر والوردي.
ولكن القيود ما تزال قائمة وحتى صانعي لا يساوم حول الحجاب وعندما طُلب منه ان يحدد مصدره القرآني للبس الحجاب على الطريقة الإيرانية، قال انه واجب وهو يؤمن كذلك، إيمانا قويا، بالفصل بين الجنسين، وبطاعة الزوجة المطلقة لزوجها، حتى الزوجة العاملة يجب ان تحصل على موافقة زوجها على عملها.
ومع كل ذلك، فان آراء صانعي وأمثاله، هي التي تجعل قضية الإصلاح ممكنة. وهو يقول كيف تقول ان الإسلام هو دين العدل إذا كانت شريعته تعتبر النساء وغير المسلمين اقل من المسلمين الذكور؟ المرأة والرجل، كلاهما إنسان، وفي الإسلام كل البشر من جوهر متساو.

قم . إيران.. نزيلة فتحي.
خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـالشرق الأوسط
التاريخ : 2004/08/31
تصفّح: 18916





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org