Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: اللقاءات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: يصبو الشباب إلى دينٍ خالٍ من الاستبداد والعنف
في لقاء سماحته مراسل صحيفة نيويورك تايمز يصبو الشباب إلى دينٍ خالٍ من الاستبداد والعنف
سماحة آية الله العظمى الصانعي في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز:

§ يصبو الشباب إلى دينٍ خالٍ من الاستبداد والعنف.

§ إن توظيف الدين والمقدسات واستغلالهما أمر يتعارض مع فكر الإمام.

§ ما يميز الثورة الإسلامية في إيران عن سائر الثورات العظمى في العالم هو الوعي الكبير الذي يتحلّى به الشعب الإيراني، وهذا الوعي في تصاعد مستمر.

قال آية الله العظمى الصانعي ـ وذلك في لقائه "روجر كوهن" الصحفي الأبرز في صحيفة نيويورك تايمز وصاحب الكتاب المشهور"القلوب المتحجرة" ـ:
« صحيح إن الثورات تفقد مقداراً من رفعتها برحيل قادتها لكن لهذه الثورة [الثورة الإسلامية] مميزات جلية وبارزة، وهذه المميزات هي سرّ بقاء هذه الثورة».

وأضاف مشيراً إلى دور الدين والمذهب في حركة شعب إيران وثورته:
«كان الدين والمذهب أهم عامل في ثورة الشعب الإيراني، لذا تجد أصل الثورة باقياً وثابتاً على الرغم من تراجع مستوى شموخها بفعل بعض الظروف و تراها تتغلب على الموانع وتزيحها عن طريقها وليس هذا إلا بفضل العامل الديني القوي والفعّال جداً».

و في معرض إشارته إلى الوعي الكبير لدى الشعب فيما يرتبط بالثورة الإسلامية يقول آية الله العظمى الصانعي:
«إن من الفوارق المهمة للثورة الإيرانية مع باقي الثورات في العالم هو هذا الوعي الذي لازال ينمو ويتصاعد باستمرار، لذا فان الدين في مجتمعنا دين مقرون بالوعي. ومخطئ من يقول إن الدين قد فقد بريقه بين صفوف الشباب. نعم! إن الدين الذي بدء يفقد شعبيته لدى الشباب هو الدين الذي لا ينسجم مع حقوق الإنسان والديمقراطية. وأما الدين الذي ينسجم مع حقوق الإنسان والديمقراطية فهو في حالة من النمو والرقي المتزايدين، ويكمن سبب ذلك في أن الشباب يريدون ديناً خالياً من الاستبداد والعنف» .

ويضيف التلميذ المقرّب للإمام مشيراً إلى السيرة العملية للإمام الراحل القائمة على تجنّب استغلال الدين في قضايا إدارة البلاد:
«لا يصح استغلال الدين كآلة في إدارة أمور البلاد. كان الإمام يرى الدين والمذهب أصلاّ و ركيزة أساسية ولم يلجأ إلى توظيفهما في شؤون الحكم إطلاقاً. وهذا الاستغلال سلوك خاطئ ويتنافى مع فكر الإمام» .

وقال سماحته: «لمّا كان الإمام في النجف الأشرف طلب من المحيطين به استئجار عامل لانجاز بعض المهمات المنزلية، فعرضوا عليه شخصاً وأخذوا يشيدون به قائلين انه ذو تقوى ومن أهل زيارة عاشوراء وممن يحسنون الصلاة وأمثال ذلك، فقال الإمام في جوابهم: إن هذه جميعا أمور حسنة، إلا أنني لا أريد سوى عامل جيد في عمله ويحسن انجاز ما يوكل له من مهام!».

وأضاف هذا المرجع الكبير: «حقاً إن الأمور كلها بيد الله تعالى لكن هذا لا يعني أن ننسب جميع الأمور إليه سبحانه، و نعلّق المسؤولية على عاتق الدين! كلا إن إدارة البلاد تتطلب فكراً وتدابير وخبراء. وبدلاً من استغلال الدين يجب الاستعانة بالخبراء أصحاب الكفاءة والأمانة» .

وفي سياق انتقاده لتصريحات غير أهل الاختصاص فيما يرتبط بالأزمة الاقتصادية العالمية الذين اعزوا سببها الرئيسي إلى الظلم قال: «حسناً، إذا عمّت هذه الأزمة بلدنا ـ وها قد بانت علائم ذلك ـ فمعناه أنكم تظلمون أيضا!؟» .

وشدّد على أن الفارق الآخر للثورة في إيران عن سائر الثورات العالمية هو نبذ الثورة الإيرانية لسياسات الاغتيال والتصفية والإرهاب قائلاً:
«كانت ثورتنا ثورة تستند إلى المنطق والحكمة والوعي ولم تكن ثورة قائمة على السيف والقوة المادية. كان الإمام طوال فترة حركته ونضاله يعارض استخدام القوة والجهاد المسلح، لذا أرى أن العالم لو كان تبنّى هذا النهج الذي انتهجه الإمام لما ابتلي بالجماعات الإرهابية من قبيل القاعدة والطالبان».

وفي جانب آخر من حديثه أشار سماحته إلى العوامل التي تمانع رفعة الثورة واصفاً عدم مراعاة رأي الشعب وتضييق مساحة مشاركته واختياره بالأمر المضر بالنظام وقال: «يجب أن نرجع إلى فكر الإمام إذ يقول: "إن الميزان هو رأي الأمة"».

وفي آخر هذا الحوار قال آية الله العظمى الصانعي ـ جواباً لسؤال روجر كوهن التالي:
«قال أوباما:" إن يدنا للحوار مع إيران مفتوحة" وألان إيران فتحت يدها للحوار مع أمريكا أيضا، فما هو رأيكم حول مستقبل علاقات إيران مع أمريكا؟»ـ:
«كثيرا ما يرفع أصحاب السلطة الشعارات، علينا أن ننتظر لنرى هل يعملون بها أيضا أو لا؟ لكنني اعتقد أن على أمريكا أن تطهّر أيديها من الآفات التي علقت بها في العهود الماضية أولاً ثم تطلب منا أن نفتح أيدينا للتفاوض معها».

وأضاف: «لقد قلت سابقاً إن جميع القوى الاستعمارية كانت تعارض الديمقراطية في إيران، وجميعها كانت بصدد تحصيل مصالحها، وأنها تريد نفطنا ولا تريد صالحنا» .

وقال مخاطباً مؤلف كتاب " القلوب المتحجرة" : «المتسلطون قلوبهم من حجر، إلاّ من كان مع الله أمثال الإمام ( سلام الله عليه) ذلك الرجل العظيم الذي جاء ليحوّل الأحجار إلى قلوب».
التاريخ : 2009/02/09
تصفّح: 11740





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org