موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: على المدافعين عن حقوق البشر أن يسعوا لتوفير أرضية اتحاد البشرية بدلاًَ عن الاتحادات الإقليمية
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف) مع ممثلين عن لجنة أوربا وبرنامج التنمية للأُمم المتحدةعلى المدافعين عن حقوق البشر أن يسعوا لتوفير أرضية اتحاد البشرية بدلاًَ عن الاتحادات الإقليمية
في لقائه ممثلين عن لجنة أوربا وبرنامج التنمية للأُمم المتحدة:
«على المدافعين عن حقوق البشر أن يسعوا لتوفير أرضية اتحاد البشرية بدلاًَ عن الاتحادات الإقليمية».
التقى سماحة آية الله العظمى الصانعي عدداً من ممثلي لجنة أوربا وبرنامج التنمية للأمم المتحدة وقال: «التعريف بالظالمين من أهم أساليب إيجاد الوحدة بين البشر؛ لأن الظلمة هم منشأ الاختلاف بين الشعوب، فهم يسعون للحؤول دون بلوغ العالم صوت المظلومين ؛ لضمان عيشهم برفاه تام».
كما أضاف : «لا يمكن للمظلوم عمل شيء إذا كان هناك اختلاف، ولذلك علينا جميعاً لا أن ندافع عن المظلوم فحسب بل دعم كل من يدافع عنه، وعلينا نشر أفكاره حتى لو لم يكن حياً».
وأشار تلميذ الإمام المفكر إلى أفكار الإمام المعادية للظلم وقال : «من المؤسف أن الإمام عندما طالب الشاه أن يدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وأن يقطع علاقته بإسرائيل لهذا الغرض، همَّ الكثير من أصحاب السلطة بالدفاع عن الشاه، فاعتقل الإمام وحبس وطرح موضوع نفيه عام 1963 بعدما اعترض على حصانة الخبراء الأمريكيين».
وأضاف : «يسعدني أن هذه الأفكار بدت تُثمر هذه الأيام برغم أنها لم تولَ الأهمية المناسبة في السابق، وبات من غير الممكن اليوم حبس الداعين إلى السلام في أكثر دول العالم، فالظلم منبوذ في المجتمع البشري الفعلي، ولا أحد اليوم يفتخر بامتلاكه سجناء سياسيين بل يكتم خبرهم إذا كانوا».
كما قال آية الله العظمى الصانعي: «شفافية أصحاب السلطة أحد الطرق أيضاً لاتحاد المجتمعات الإنسانية، وكلَّما شجَّعنا أصحاب السلطة على الصدق اقتربنا إلى الوحدة أكثر، وأقوى الاختلافات بين الدول يحلُّ من خلال الشفافية».
ثم أوضح أن الشعوب تخالف الحكومات إذا خالفت الشفافية فيما إذا كانت معتمدة من قبل جميع الحكومات وقال : «اعتقد بلزوم وجود محكمة تبتُّ بقضايا كذب وظلم أصحاب السلطة، على غرار المحكمة التي تبتُّ بقضايا جرائم الحرب».
واستمرَّ آية الله الصانعي ببيان طريق ثالث للاتحاد بين الشعوب، وهو اعتذار الظلمة من شعوبهم المظلومة وقال : «على الظلمة الاعتذار من الشعوب التي ظلموها وأن يعاهدوا على عدم معاودة الظلم تجاه أي شعب من الشعوب».
وأضاف هذا المرجع الجليل : «نحن نتطلَّع إلى اليوم الذي تثمر فيه هذه المظلومية، حيث لا يكون هناك ظلم أو إهانة أو تحقير، وهو اليوم الذي يظهر فيه الإمام المهدي (عج) كما هو مقتضى عقيدتنا».
وأشار سماحته إلى أن علائم ظهوره على عتبة التحقق وقال : «نأمل مجيء ذلك اليوم بسرعة، وبدوري كانسان سأكون بخدمتكم آنذاك، بالطبع لا في اللجنة الأوربية بل في لجنة البشرية، وأنا مطمئن بأن قداسة وطهارة شخصيات مثل الإمام الخميني (سلام الله عليه) ودماء الشهداء سيثمر يوماً».
وفي النهاية اعتبر فضيلته هذا اللقاء مهماً وخاطب أعضاء لجنة أوربا قائلاًَ :
«اليوم الذي يمنع الظلمة هكذا لقاءات أو تحدُّ منها ويعتَّم عليها هو يوم مصيبة البشرية واستبداد المستبدين وظلم الظلمة، وسوف لا يتحقق هكذا يوم إن شاء الله».
ويذكر أن (جرمى ناكودا) مدير مكتب إعانات اللجنة الأوربية شكر في هذا اللقاء سماحة الله العظمى الصانعي وأعرب عن سعادته تجاهه وقال: «تأثُّراً بكلامكم توصَّلت إلى نتيجة، وهي لزوم الرجوع إلى المبادئ الفلسفية العالمية من قبيل تساوي الشعوب وعدم التمييز التي يؤمن بها الإسلام ووردت في ميثاق حقوق البشر ؛ وذلك لأجل اتحاد البشرية والتغلُّب على الاختلافات الموجودة» ثم بيَّن أهداف سفره إلى إيران . التاريخ : 2007/11/01 تصفّح: 12206