Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: آيات الربا

آيات الربا تحريم الربا ثابت بالكتاب والسنة وبالضرورة، وقد ورد التحريم في ثلاث سور:

قوله تعالى:

(فَبِظُلْم مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّبات أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللّه كَثِيراً ـ وَ أَخْذِهِمُ الرِّبَوْا وَ قَدْ نُهُوا عَنْهُ وَ أَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبطِلِ وَ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيمًا)([13]).

وهذه الآية تكشف عن حرمة الربا حتى في الأديان السابقة.

(يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَأكُلُوا الرِّبَوا أضْعَـفاً مُضَـعَفَةً وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)([14]).

(الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَوا لا يَقُومُونَ إلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأنَّهُمْ قَالُوا إنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَوا وأحَلَ اللَّهُ الْبَيْعَ وحَرَّمَ الرِّبَوا ...يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَواْ ويُرْبِي الصَّدَقَاتِ... يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُو اللّهَ وَ ذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَواْ إنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ).([15])

انّ الذي أباحه اللّه هو التجارة عن تراض، حيث قال:

(يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَأْكُلُوا أمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَراض)([16]).

والمراد من التجارة عن الرضا بقرينة المقابلة مع الباطل هي الحق مطلقاً، تجارة كانت أم غيرها، وإلاّ فلا خصوصية لها بما هي هي كما لايخفى، ألاترى عندما يأمر الحاكم ببيع أموال المحتكر لايكون هناك تراض لكن لكونه حقاً عرفيّاً يصير صحيحاً.

والمراد من الحق ومن الباطل هنا معناهما العرفي لا الشرعي، كما هو واضح، حيث إنّهما كبقيّة الألفاظ في ألسنة الأدلّة من الكتاب والسنّة محمول عليه، وعليه يدور رحى الفقه (وَماَ أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ)([17]) ولذلك فُسِّر الباطل في الروايات بالقمار، ومن موارد الباطل العرفي العقلائي هو الربا الإستهلاكي; لأنّ البشريّة تخالف ممارسة هذه العمليّة لما لها من آثار على الفقراء في زيادة فقرهم. إن أكلة الربا يبدون كالعلقة يمتصُّون دماء الفقراء وأموالهم البسيطة التي يحصلون عليها بالكدّ وعرق الجبين، فهم أسوء بمائة مرة من المقامرين والسارقين، لأنّهم يمارسون عمليّة امتصاص الأموال كل شهر ويوم وبشكل روتيني.

مضمون الآيات التي حرمت الربا هو عدم إمضاء الشارع للمعاملة الباطلة والذي يمضيه اللّه هو المعاملة الحقة. والآيات تشمل بالجملة الربا الاستهلاكي; لأنّه أكل للمال بالباطل قطعاً فهو امتصاص لدماء الشعوب واللّه لا يجيز الظلم أبداً (وَ مَا رَبُّكَ بِظَـلاَّم لِلْعَبِيدِ)([18]).

إذن الربا حرام لكونه ظلماً وباطلاً كما تشير إليه ذيل الآية الكريمة في سورة البقرة: (وَ ذَروُاْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَوا... فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوالِكُم لاَ تَظْلِمُونَ وَ لاَ تُظْلَمُونَ)([19]).

هذا، مع أنَّه يمكن استفادة حرمة هذه العملية في الأديان السابقة من خلال الروايات كذلك، وذلك بدليل شدة التحريم الواردة فيه، ومن البعيد أن يكون شي محرّم بهذه الشدّة لايكون كذلك في الامم السابقة.
_____________________________________________
([13]) النساء 4: 160 ـ 161.
([14]) آل عمران 3 : 130.
([15]) البقرة 2: 275، 276 ، 278.
([16]) النساء 4: 130.
([17]) ابراهيم 14: 4.
([18]) فصلت 41: 46.
([19]) البقرة 2: 279.
عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org