Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: مقدمة التحقيق

مقدمة التحقيق الحمد للّه بجميع محامده كلّها على جميع نعمه كلّها، ثم الصلاة والسلام على أشرف أنبيائه وخاتم رسله وخير بريّته محمّد المصطفى وآله الأطياب الأطهار، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين.

لا ريب أنّ لكلّ أُمّة تريد المجد وتنشد الرقي أن ترسم لنفسها دستوراً للعمل ومنهجاً في الحياة، والأمم الإلهيّة ـ بما فيها الاُمّة الإسلاميّة ـ أخذت دستور عملها ومنهاجها من تعاليم السماء، وهي أجدر وأسمى من القوانين الوضعيّة التي رسمتهاكثير من الاُمم لغرض إيصال الإنسان إلى مجده ورقيّه.

والقوانين التشريعيّة التي صاغها الفقه الإسلامي تعدّ من أرقى القوانين التي تضمن سعادة الإنسان، وتبيّن وظائفه من الواجبات والمنهيّات والمباحات، بل والوضعيّات من الأحكام، بشكل يعطي لنظام الحياة رونقاً خاصّاً.

ولذا قد ورد عن الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «لوددت أنّ أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقّهوا»([1]).

وقال(عليه السلام) أيضاً: «تفقّهوا في الدين فإنّه من لم يتفقّه منكم في الدين فهو أعرابي إنّ اللّه يقول في كتابه: (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون)»([2])([3]).

وعن الباقر(عليه السلام) أنّه قال: «الكمال كلّ الكمال التفقّه في الدين... الخبر»([4]).

إلى غير ذلك من النصوص الدالّة على شرف الفقه ورفيع مكانته ومقدار أهميّته.

والتصانيف الفقهيّة التي صنّفها علماء الشيعة الإماميّة تعدّ النموذج الأرقى للفقه الإسلامي، ولا يخفى أن هذه الكتب على قسمين، وهما صنوان لايفترقان.

أحدهما: الفقه الاستدلالي، وهو الذي يعتمد بالتفصيل في عرض الأحكام الشرعيّة مع أدلّتها، بالقبول أو الرد، وبالترجيح أو التضعيف، وبالنقض أو الإبرام، على نحو من التوسّع في البيان، والإحاطة بالأسانيد والأقوال، وكثرة الفروع.

ومن أمثلته: منتهى المطلب للعـلاّمة الحلّي، والذكرى للشهيد الأوّل، والمسالك والروضة للشهيد الثاني، وجامع المقاصد للمحقّق الكركي، ومجمع الفائدة للمحقّق الأردبيلي، والمدارك للسيّد السند، والجواهر للشيخ محمّد حسن النجفي، وغيرها.

والآخر: الفقه الفتوائي، وهو الذي يُعنى ببيان الأحكام والفتاوى الشرعيّة من دون التعرّض إلى أدلّتها بالنقض والإبرام، ويعرف من خلاله ـ وعند ذوي الإختصاص ـ مدى دقّة مصنّفه وقوّة مبانية وبراعته في إرجاع الفرع إلى الأصل.

ومصاديقه كثيرة، منها: المقنعة للشيخ المفيد، والنهاية لشيخ الطائفة الطوسي، والمختصرالنافع للمحقّق الحلّي، والقواعد والتبصرة للعـلاّمة الحلّي، وغيرها.

وقد يكون الغرض في بعض تلك المصنّفات صيرورتها دستوراً عمليّاً للعوام من المؤمنين الذين لابدّ لهم من الرجوع إلى فتاوى الفقهاء، ومن جملة هذه المصنّفات القيّمة كتاب نجـاة العباد ـ الماثل بين يديك ـ وهي رسالة عملية فتوائية استخرجها شيخ الفقهاء المتأخرين من كتابه الجواهر لعمل المقلّدين، وتحتوي على رسالة في الطهارة والصلاة ورسائل اُخرى في الدماء الثلاثة وأحكام الأموات والصوم والخمس والحجّ، وهذه الأخيرة سمّاها «هداية الناسكين من الحجّاج والمعتمرين» ورسالة في الفرائض والمواريث، وطُبعت جميع هذه الرسائل منضّمة تحت عنوان «نجاة العباد» ولم يصرّح بهذا الإسم إلاّ في مقدّمة الطهارة، وليس للبواقي إسم خاصّ إلاّ الحجّ كما ذكرناه.

فلمّا صنّف «نجاة العباد»، اعتمدها أبرز تلاميذته الشيخ الأنصاري(قدس سره)وأمضاها لعمل مقلّديه إلاّ بعض المواضع ممّا أشار إليه في حواشيها وحذا حذوه عامّة من نشأ بعده فكتبوا عليها الحواشي، ومن جملة الفقهاء الذين علّقوا عليها، صاحب الشرف والسيادة السيّد اسماعيل الصدر(قدس سره)، وأبي المكارم والمفاخر السيّد محمّد كاظم اليزدي(قدس سره)، وفقيه أهل بيت العصمة والطهارة آية اللّه العظمى الشيخ يوسف الصانعي(مدَّ ظلّه العالي) وقد أدرجنا تعاليق هؤلاء الفقهاء العظام في الحاشية.

ولايخفى أنّ الشروح عليها أيضاً كثيرة، نذكر بعضها:

1 ـ سبيل الرشاد: لسيّدنا العـلاّمة السيّد أبي تراب الخوانساري المترجم في (نقباء البشر ص 27).

2 ـ وسيلة المعاد: للسيّد الأجلّ الحاج اسماعيل العقيلي النوري.

3 ـ أدلة الرشاد: للعـلاّمة حجّة الإسلام المولى محمّد حسين القمشي النجفي.

4 ـ متقن السداد: للسيّد عبد الحسين المرعشي.

وهذا الكتاب خير نموذج وأوضح مصداق في بيان مسائل الحجّ وكثرة فروعات مسائله. ولأهمّيّة هذا التراث قمنا بهذه المهمّة في تصحيحه وتحقيقه ونشره سائلين المولى القدير أن يتقبّله بأحسن قبوله، وأن يحيطه ببالغ لطفه وعنايته، إنّه سميع مجيب الدعاء، والحمد للّه ربّ العالمين.

______________________________________________________
([1]) الكافي 1: 31.
([2]) التوبة: 122.
([3]) الكافي 1: 31.
([4]) الكافي 1: 32.


مؤسسة فقه الثقلين الثقافية
قم المقدّسة ـ 1426 هـ.ق

عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org