Loading...
error_text
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: کتابخانه عربی
اندازه قلم
۱  ۲  ۳ 
بارگزاری مجدد   
پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی :: الإسلام وحقوق الإنسان

الإسلام وحقوق الإنسان
الإسلامُ هو دينُ الحقوق الإنسانيّة، فهو يَزخر بجميع الحقوق الشرعيّة والقانونيّة للأفراد.
والقرآن الكريم باعتباره الكتاب السماويّ للمُسلمين، يَحترم جميع أفراد البَشر، لأنّ الله سبحانه عندما خلقَ الإنسان، مَدحَ ذاته المُقدّسة قائلاً : «
فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»([8]).
حيث أنّه يُمثّل أشرفَ المَخلوقات، ولا مَكان في تلك الآية الشريفة كما نَرى لا للجنس ولا للمَذهب ولا القوميّة ولا الجغرافيا إطلاقاً.
وانطباعيّ أنا شخصيّاً كذلك عن الإسلام هو أنّه يَتطابق مع حقوق الإنسان.
وهكذا الحال فيما يَعتقده المَذهب الشيعيّ، فهو يَحترم جميع البَشر ويَهتمّ بأمورهم. فقد وردَ في بعض الأدعية على سبيل المثال ما يَلي:

«
أللّهمَّ أغنِ كلّ فَقيرٍ، وأشبِع كلّ جائعٍ، وفُكّ كلِّ أسِير»
وتُلاحظ في هذا الدّعاء أنّ نَظرتنا الدينيّة تَشمل جميع أفراد البَشر ومن شَتّى المذاهب والمدارس.إذاً، ألا تُمثّل هذه النّظرة قمّة رعاية حقوق الإنسان وذُروة احترامها؟

إنّ الديمقراطيّة ورعاية حقوق النّاس في الإسلام تفوق كثيراً ما يَتشدّق به دُعاة حقوق الإنسان، خاصّة إذا ما عَلمنا أنّ الإسلام يُراعي كذلك حقوق الحيوان إلى جانب تأكيده على حقوق الإنسان
.

بل أنّ أساس الديمقراطيّة في الإسلام يقوم على تنظيم سلوك الأفراد مع الحكّام، ويَعني ذلك أنّ على الأفراد أن يُكنّوا الحبّ لحكّامهم، وأن يَتعامل الحكّام من جهتهم بشكل يتأكّد فيه الشّعب أنّهم منهم وإليهم.

وفي هذه الحالة لن يَبقى هناك أثرٌ للظلم أو مكانٌ للاستبداد، لأنّ العلاقة التي تربطهم مع بعضهم هي علاقة إنسانيّة مُطلقة.

وتَجدر الإشارة إلى أنّ لائحة حقوق الإنسان إنّما صَدرت بعد الحَرب العالمية الثانية ([9])، أمّا لائحة حقوق الإنسان في الإسلام فقد كُتِبَت قبل أكثر من (١٤) قرناً، في وَقت كانت البشريّة تَعيش حضارة بدائية وثقافة قديمة.

ولقد صدرت اللائحة الإسلاميّة لحقوق الإنسان في زَمن كان الآباء فيه يَئدون بناتهم وهنّ أحياء.

وفي زَمننا هذا تُلاحظون أنّ قوام حقوق الإنسان في الإسلام هي كرامة الإنسان، ولا دَخل للجنس أو المَذهب أو القوميّة أو الجغرافيا في هذا الشأن.

هذا، ولا علاقة أبداً بين حقوق الإنسان في الإسلام وبين التّمييز العُنصريّ أو العِرقيّ أو الجغرافيّ، بل إنّ الإسلام يَحترم حقوق الجميع وإن اختلفت مَذاهبهم أو تباينت مَقاصدهم وأهدافهم.
--------------------------------------------------------------------------------
[8] ـ سورة المؤمنون، آية (١٤).
[9] ـ وبالتحديد في ديسمبر، كانون أوّل من عام ١٩٤٨.
عنوان بعدیعنوان قبلی




کلیه حقوق این اثر متعلق به پایگاه اطلاع رسانی دفتر حضرت آیت الله العظمی صانعی می باشد.
منبع: http://saanei.org